عن ( الدكتور Quixote... و ال don علاوي ) من جديد.. بقلم: عبدالصاحب الناصر
بواسطة:شبكة عراق القانون
بتاريخ : السبت 22-05-2010 07:52 صباحا



هنا محطة الكذب المفبرك من شركة الدون علاوي ، وما ادراك من هو الدكتور كيخوته ( Quixote ) كتب و قيل و سيكتب كل من يهمه الشأن العراقي عن هذا الرجل و عن طواحين الهواء و سيوفه الخشبية التي لا تعرف الصدء لانها من مادة عضوية تتقلص و تتمدد مع المناخ . ليس لانه مالي الدنيا وشاغل الناس فيسمعه من به صمم . وانما هي الاقدار من تتحكم هذه الايام بمصير الملايين التي اتعبت الدهر اكثر من ما قد اتعبها . هي التي تابى الا ان تدور في طواحين الهواء . وانه التفكير البعثي الصدامي يتسلل الى النفوس الضعيفة كالامراض الخبيثة و تتأصل في عمق السلوك فتصبح اهم جزء منه يتفاعل من الداخل ليشل المنطق و يعيق البصيرة .
لقد بعث لي صديق عزيز مقالة بعربية فصيحة نقية ( جعلتني اخجل من نفسي ) يطلب ان انشرها له و لكن ليس باسمه ، ولاكوني ( اعرج ) بالعبية ومنذ زمن وهو من درس و تخصص في تحليل صوتيات سيبويه . سانقلها من مصدرها لاهميتها . وعذرا للاقدار التي وضعتني بين عالم اللغة و بين استاذ جامعي و دكتور تخصص في علم الصوتيات .
ملاحظة اخرى ، كتبت سابقا بعنوان ( الدكتور Quixote... و ال don علاوي ) واستعير عنوانها بهذه المناسبة لعدم حضور علاوي لقاء الغداء الذي اعده السيد رئيس الجمهورية كالتفاتة عظيمة لجمع الشمل كما يقال . ولا نعرف سبب عدم الحضور ولكن نعتقد اما لعدم قدرته على مواجهة الاحداث و الشخوص او لان له عوالم اهم تابع لها و مسير غير عالم العراق الذي يحترق لحكمه .
بأي بوصلة يتوجه أياد علاوي ؟

لا أدعي معرفتي بخفايا الأمور في سياسة العراق حاليا، لكني أنظر من خلال بعض الظواهر التي تطفو على السطح، فأنا من بسطاء الناس ولست سياسيا محترفا. من يتتبع تاريخ الدكتور إياد علاوي سياسيا يبدأ من أوله عضوا في حزب البعث، ونشطا في التنظيم الطلابي منذ أن كان في كلية الطب. ثم مر بتلك التجربة التي كادت أن تكلفه حياته حينما علم صدام أو شك بأن إياد قد ارتبط وهو في الخارج بوكالة مخابرات أجنبية دون علمه فرتب له مؤامرة اغتيال متقنة كادت أن تنجح. ثم أعلن معارضته لحكم صدام، وكانت له في عقد التسعينات جريدة باسم بغداد تصدر في عمان ومحطة إذاعة من هناك. ثم دخل العراق مع من دخل بعد الاحتلال الأميركي وأصبح من قادة السياسة وأصبح رئيسا للوزراء لمدة 6 أشهر قبل وزارة الجعفري.
والآن وقد جمع حوله عددا من السياسيين في القائمة العراقية التي حصلت على عدد من مقاعد المجلس يزيد عن أي من بقية القوائم، لكنها لا تكفي لوحدها لتأليف الحكومة ونيلها ثقة البرلمان؛ فماذا بعد؟ السؤال المهم هو: من هم الذين يريدون الدكتور إياد علاوي؟ توصف قائمته الانتخابية بأنها قائمة السنة في العراق، وهو ما يؤسف له. بينما يدعي هو بأنها قائمة علمانية وغير طائفية. فهل أنه يتمتع بثقة أبناء الطائفة السنية حقا، وهو شيعي العائلة واعترف بذلك، فضلا عن أنه بعثي سابق؟

عندما زار السعويدة مستقويا بحكومتها ضد المالكي وضد الشيعة وقابل ملك السعودية ووزير داخليتها ومعهما رئيس المخابرات السعودية فهل كانت تلك الزيارة للمجاملة فقط، كما قال في مقابلته الأخيرة مع قناة العراقية؟ من تراه يخدع بهذا الكلام؟ وهل أن السعودية مستعدة للتعاون مع رئيس حزب سياسي من أصل شيعي؟ عندما حدثت ثورة 14 تموز بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم كان ملك السعودية آنذاك هو المرحوم فيصل آل سعود. ويروي سياسي عراقي كان في السعودية أن الملك قابله وأول سؤال سأله عن الزعيم: هل هذا رجل رافضي؟ لم يسأل عن أفكاره أو وطنيته أو نزاهته، بل سأل عن انتمائه الطائفي. هكذا ينظر حكام السعودية للشيعة.

في زيارة سابقة له لمصر سرت أخبار بأنه حاول أن يحرض الرئيس مبارك ضد الشيعة وإن العرب إذا لم يؤيدوه فسوف يستقوي الشيعة ويؤثرون على بقية المسلمين. يروى بأن الرئيس مبارك علق على ذلك بأن من لا مصلحة له في أهله كيف يمكن أن يوثق به؟ وحتى في زيارته الأخيرة التي وصفها في مقابلته المذكورة مع العراقية بأنها كانت لتهنئة مبارك بالصحة فلم قابل كبار المسؤلين ومنهم عمرو سليمان رئيس المخابرات؟

ثم كثرت زياراته للدول المعادية للعراق يحرضهم ضد شعبه وقياداته الوطنية وقد حصل على تأييد البعثيين العراقيين في سوريا لقائمته الانتخابية؛ فهل هتاك دليل أوضح من انتمائه الفكري للبعث؟ لا ننسى كيف كال المديح والتمجيد لميشيل عفلق وأحمد البكر بعد ستة 2003. قد لا يكون علاوي منتميا للحزب الذي يقوده يونس الأحمد، أو ذاك الذي يقوده عزت الدوري، لكنه بعثي في تقكيره وفي سلوكه للعظم. من أبرز معالم القيادة البعثية الاستبداد، ورأينا كيف استبد بالقرارات في الدورة الانتخابية الماضية حتى خرج من تحمعه كل الذين خدعوا بعلمانيته، لأنه راح يتخذ القرارات بدون أن يستشير أحدا من حلفائه. ومازال هذا ديدنه حتى اليوم.

يمكن أن ننظر قليلا للأمام ونتوقع إن أخذ علاوي رئاسة الوزارة أن يكون حصان طروادة في تخريب العملية السياسية وإلغاء أي شكل من الدمقراطية وإعادة نفوذ البعثيين للسطة تدريجيا، وبعدها يتخلص منه من عمل على وضعه في موضعه، ثم يترأس الدولة غيره ممن ترضى عنه الرجعية العربية أو حزب البعث. في مقابلة مع أحد أفراد قائمته أبدى هذا بصراحة عدم إيمانهم بالدستور وعبر عن نيتهم بتغييره من الألف إلى الياء. فماذا يخبئون للعراق إن هم انتصروا مرة أخرى؟ هنا نتذكر قول الجواهري:
تصور الأمر معكوسا وخذ مثلا مما يجرونه لو أنهم نصروا
تالله لاقتيد زيد باسم زائدة ولاصطلى عامر والمبتغى عمر
فهل سنغفل مرة أخرى ونسمح ليوم أشد من يوم 8 شباط المشؤوم؟ ألم يقل صالح المطلك بأن لو أصبح الأمر بيده لما وجدت العمائم وقتا للوصول إلى حدود إيران؟

لنرى الآن من يثق بحكومة يرأسها علاوي: الشيعة لا يثقون به لأنه بعثي قديم، مهما حاول البعض تزيين صورته. والأكراد لا يثقون به لأن معظم أصحابه يعادون كل طموحات الأكراد، وأنهم لا ينسون جريمة الأنفال التي ارتكبها حزب البعث ضدهم. والسنة لا يمكن أن يثقوا به لأنه بعيد عن توجهاتهم الفكرية. فإن حدث أن يترأس الحكومة فلن يكون هو الرئيس الفعلي، وإن حاول فستنهار حكومته سريعا لتعدد مراكز القوى فيها، واختلاف الرؤى بينهم، أو أنهم سيزيحونه عن مكانه شاء أم أبى.

6. لو كنت مكان الدكتور إياد لنسيت كل طموحاتي السياسية واحترمت نفسي وأخذت موقع رئيس المعارضة في البرلمان فهو أكرم له من رئاسة دولة تحتاج لجبل من الصبر والحلم والتضحية، ولقبلت أن تكون لي الكلمة المسموعة والمؤثرة في البرلمان دون أن أتحمل ثقل المسؤولية ونتائجها. إن من يؤيدون مجيء الدكتور إياد رئيسا للوزارة يريدونه لأنفسهم ومطامعهم، وليس لشخصه أو كفائته أو مكانته. إنهم خليط عجيب لا يجمعهم إلا بغضهم لأكثرية الشعب لشتى الأسباب. ستكون حكومة السعودية أول من يحاول أن يتخلص منه ومن أصله الشيعي. وكذلك سيفعل البعثيون الذين لا صاحب لهم ولا صديق.
------------------------------------
نقلا عن صديق عزيز مهم .
عبد الصاحب الناصر - مهندس معماري / لندن