أطلقت وزارة التربية العراقية نتائج اول اكبر مسح ينفذ في قطاع التعليم منذ شهرآذار 2003. ويوفر المسح بيانات مفصلة تتعلق بالطلاب والمدرسين وحالة المباني المدرسية شمل كل روضة للأطفال ومدرسة أبتدائية وثانوية وكذلك مدارس اليافعين والأعداديات المهنية ومعاهد التعليم العالي في القطر. وبشكل عام فأن المسح يغطي اكثر من (2000) مدرسة ومؤسسة تعليمية يلتحق بها مايزيد عن ستة ملايين طالب .وقال الدكتور سامي المظفر وزير التربية " تعد هذه الدراسة المصدر الأكثر دقة ورصانة للبيانات التربوية في العراق وستسهم بشكل جوهري في التخطيط والأدارة ومتابعة جهود اعادة التأهيل والبناء التي تضطلع بها الوزارة حاليا.

واضاف " اجدد عزمي وعزم وزارتي على مواصلة مهمتنا الجسيمة للتأهيل والبناء واحياء نظام تربوي راسخ وفعال ومستجيب يكون قادرا على ضمان حقوق جميع الأطفال في الحصول على تعليم جيد النوعية".واثنى الوزير على جهود العاملين في وزارة التربية الذين اسهموا في تنفيذ المسح قائلا " النجاح في تنفيذ مسح شامل في اية ظروف يعد انجازا عظيما ، غير ان نجاح تنفيذه في العراق في ظل الظروف الصعبة السائدة هو بحد ذاته عمل استثنائي" واعرب عن امتنانه لمنظمة اليونيسف التي قدمت المساعدة في كل خطوة من خطوات العمل بدءا ببلورة مفهوم المسح وتطوير منهجيتة وتقديم الدعم الفني لعمليات تحليل البيانات وترجمتها الى اداة فاعلة لتوجيه مشاريع اعادة تأهيل القطاع .

وقدم الدكتور سامي المظفر شكره للوكالة الأميريكية للتنمية الدولية (يو أس أايد) التي اسهمت بتمويل الدراسة.وستنشر نتائج المسح في ثلاثة اجزاء يتضمن الأول البيانات ويقدم الثاني تحليلا للبيانات ويتعلق الجزء الثالث باحداثيات الموقع الجغرافي لكل مؤسسة تعليمية.ويوفر الجزء الأول بيانات تتعلق بالطلاب والمدرسين والمباني المدرسية في كل مديرية للتربية ومحافظة ويتضمن معلومات عن عمر وجنس الطلاب المسجلين وبيانات عن جنس وخبرة المدرسين ومعلومات عن حالة المبانى المدرسية والمرافق الخدمية وغرف الدراسة فيها اضافة الى حجم الدمار الذي لحق بأي من المدارس جراء الحرب وجميع المعلومات المهمة الأخرى واوضح الوزير انه في الوقت الذي تجري فيه عملية تحليل مفصل لبيانات المسح والتي ستظهر في الجزء الثاني للمسح فأن النتائج الأولية التالية تعطي مؤشرا مهما عن مجال الدراسة ونوعيتها وكفاءتها في توجيه عمليات التخطيط المستقبلي وتنفيذ ومتابعة نشاطات اعادة اعمار قطاع التعليم.

بعض النتائج المهمة :

رياض الأطفال

•بلغ عدد المسجلين في رياض الأطفال (90,966) طفلا، ربعهم في بغداد

•اكثر من (100) روضة اطفال من اصل (645 )اما بحاجة الى تأهيل رئيسي او اعادة بناء

•ثلث العدد الكلي لرياض الأطفال اما غير مجهزة بمصدر للمياه او ان المصدر الموجود غير كاف.

•عدد الفتيات المسجلات في رياض الأطفال مقارب لعدد الصبيان

المدارس الأبتدائية

هنالك اكثر من (14000) مدرسة ابتدائية في العراق. العديد من المدارس تطبق نظام الوجبات حيث تشغل مدرستان او اكثر المبنى نفسه مما يدل على اكتظاظ المدارس والحاجة لبناء مدارس جديدة. وقد تم احصاء المدارس الأبتدائية الأكثر اكتظاظا في محافظة البصرة حيث تعمل (71) مدرسة بثلاث وجبات في اليوم واكثر من (230) مدرسة تعمل بوجبيتين في اليوم – وتليها ذي قار حيث تعمل (64) مدرسة بثلاث وجبات في اليوم و (221) مدرسة تعمل بوجبتين في اليوم.مصادر تجهيز الماء وشبكات الصرف الصحي في اكثر من 60% من مباني المدارس الأبتدائية اما غير كافية او منعدمة تمما.

وتشير نتائج المسح الى ان اكثر من (3,700 ) مدرسة ابتدائية لاتوجد فيها مصادر لتجهيز الماء ابدا وان شبكة تزويد الماء في (3,300) مدرسة ابتدائية عاطلة عن العمل. ان محافظات ذي قار وصلاح الدين وديالى هي المحافظات الأكثر تضررا حيث ان اكثر من 70% من مباني المدارس الأبتدائية اما تفتقر تماما الى المياه او ان منظومة التجهيز الموجودة فيها عاطلة عن العمل.وكشف المسح عن وجود اكثر من (700) مدرسة ابتدائية طالها القصف خلال الحرب وان (250) منها كانت في بغداد. واظهر المسح ان اكثر من (3,400) مدرسة ابتدائية تعرضت للنهب عقب انهيار الأمن بعد غزو العراق . واتضح ان اكثر المدارس تأثرا بالنهب كانت في نينوى وديالى والبصرة والتأميم- اي ثلث العدد الكلي للمدارس الأبتدائية التي نهبت. وتنبغي الأشارة الى ان جمع هذه البيانات تم في كانون الثاني 2004 قبل اندلاع القتال الأكثر ضراوة في الفلوجة والنجف وبذلك فأنها لاتعكس حجم الدمار الأخير الذي لحق بمدارس هاتين المدينتين . احصى المسح نحو (4.3) مليون طفل مسجلين في مدارس العراق الأبتدائية . (2.4) مليون منهم صبيان و(1.9) مليون فتيات . واشار المسح الى انخفاض نسبة التحاق الفتيات بالمدارس الأبتدائية عن معدلاتها بين الصبيان في كل المراحل الدراسية وفي جميع المحافظات . ففي واسط لا تشكل نسبة الفتيات سوى 39% من العدد الكلي للطلاب المسجلين . اما في محافظتي بغداد والسليمانية فأن نسبة التحاق الفتيات تسجل ارتفاعا مقارنة بالمحافظات الأخرى حيث تصل الى 46% من العدد الكلي للطلاب المسجلين.

المدارس المتوسطة والثانوية

يشير المسح الى وجود (4,269) مدرسة ثانوية في عموم محافظات العراق وتدعى الصفوف الثلاث الأولى منها بالمرحلة المتوسطة. الكثير من هذه المدارس تعمل بنظام الوجبات حيث تشغل مدرستان او اكثر المبنى المدرسي نفسه ويعكس هذا حالة الأكتظاظ والحاجة لبناء مدارس جديدة . وكما هو الحال في المدارس الأبتدائية فأن المدارس الثانوية الأكثر اكتظاظا تقع في ذي قار والبصرة. لقد احصى المسح (17) مدرسة في محافظة ذي قار تعمل بثلاث وجبات في اليوم و (53) مدرسة اخرى تعمل بوجبتين في اليوم وتليها البصرة حيث تعمل (11) مدرسة بثلاث وجبات و (68 ) مدرسة تعمل بوجبتين في اليوم.ان مصادر تجهيز الماء وشبكات الصرف الصحي في نحو 50% من مباني المدارس الثانوية اما غير كافية او منعدمة تماما. ويفتقر اكثر من 65% من العدد الكلي للمدارس الثانوية في المثنى وديالى وصلاح الدين الى مصادر كافية لتجهيز المياه وان 57% من المدارس الثانوية التابعة لمديرية تربية الرصافة الثانية في بغداد هي الأخرى بدون مصادر كافية لتجهيز المياه.تعرضت اكثر من (300) مدرسة ثانوية للقصف ابان الحرب , تقع (121) مدرسة منها في بغداد . وهنالك اكثر من (1,200) مدرسة ثانوية (44%) تعرضت للنهب عقب انفلات الأمن والغزو. وكما هو الحال في المدارس الأبتدائية فأن اكثر المدارس الثانوية التي تعرضت للنهب هي تلك التي تقع في نينوى وديالى والبصرة والتأميم والتي تشكل بمجملها نحو ثلث عدد المدارس الثانوية التي نهبت.وتنبغي الأشارة الى ان جمع هذه البيانات تم في كانون الثاني 2004 قبل اندلاع القتال الأكثر ضراوة في الفلوجة والنجف وبذلك فأنها لاتعكس حجم الدمار الأخير الذي لحق بمدارس هاتين المدينتين . يزيد عدد الطلاب المسجلين في صفوف المرحلة المتوسطة عن (1.1) مليون طالب , (700,000) منهم صبيان و(400,000) فتيات . وتشكل الفتيات في محافظة الأنبارنسبة 29% من المجموع الكلي للطلاب المسجلين . اما نسبة التحاق الفتيات بالدراسة في محافظتي بغداد والسليمانية فهي الأعلى بين محافظات القطر اذ تزيد عن 40% .ويشير المسح الى وجود نسبة تسرب واضحة بعد الصف السادس الأبتدائي وزيادة ملحوظة في اعداد الطلاب الذين يعيدون السنة.