[align=justify][mark=666666][mark=CC6600]
الفنان العراقي وثقافة النفاق [/mark][/mark][mark=999999] كريم العراقي وخضير هادي وكاظم الساهر كنموذج [/mark]
من قلم : سليم سوزه
يبدو اننا ما زلنا نعاني من ثقافة النفاق التي لاصقت ذهنية بعض المحسوبين على الوسط الفني والثقافي العراقي منذ فترات طويلة وحتى هذه اللحظة حيث لم تتغير وللاسف الشديد اساليب بعضهم في التعاطي مع المرحلة الراهنة بكل ارهاصاتها ومتغيراتها مع سابقاتها بل بالعكس بدأت تمارس ذات الدور الذي كانت تمارسه في زمن الطغيان والدكتاتورية واكملت مشوارها لتضرب اروع امثلة في حقل النفاق الفني والثقافي .
يؤسفني ان اقول بأن النفاق قد ضرب كذلك الثقافة والفن بعد ان اصاب السياسة من قبل فحينما يتعمد الكاتب او المثقف او الفنان بكل تصنيفاته ابتزاز مشاعر العراقيين وانتقاص من وطنيتهم بصورة مباشرة او غير مباشرة وهو الذي كان مطلعا من قبل على مجريات الوضع العراقي وعارفا بكل تعقيداته فيكون قد جافى بذلك الحقيقة ودارى ما يضمره فعلا وهذا هو النفاق بعينه . ليست المشكلة في هؤلاء الفنانين المتبعثنين الذين والوا الظلم من اجل دنانير صدام وابرعوا في لعق احذية المسؤولين كي يشتهروا في ميادين الثقافة الوهمية كما فعل موظف الامانة السابق سلمان زيدان فبعد ان كتب مقالا هشا في صحيفة الجمهورية آنذاك مدح فيها بطل الجحور صدام ومسيرته العفلقية تحول بقدرة قادر الى رئيس تحريرها بل ربما كان سيتولى حقيبة الدفاع لو انه نشر هذا المقال في صحيفة القادسية الخاصة بهذه الوزارة . لكن المشكلة التي لا نستطيع فهمها هو قيام بعض الممثلين والمغنيين ( من الذين تضرروا من ذلك النظام وتركوا البلد هربا من بطشه ) بمداراة مشاعر الجلادين ومغازلة عواطفهم من خلال رفض كل ما تم انجازه بعد تاريخ التاسع من نيسان المقدس وما الساهر والرسام وآخرين يتشرف مقالي بعدم ذكرهم الا انموذجا على ما ذكرناه .
لا عجب بانهم يدارون مشاعر المحيط العربي ويتماشون مع وباء التيار القومي الطائفي حيث يعشعش في الدول التي يقيمون فيها لكنهم نسوا بأنهم يخسرون حب مواطنيهم العراقيين او على الاقل اغلبيتهم المنكوبة من جراء ما قدموه من فن هابط ورديء يحاكي بصورة مغلوطة مرحلة استثنائية ومعقدة في محاولة لخلط الاوراق بين من هم اهلا للوطنية ممن هم ادعياء لها . لعل هناك من يقول بان هذه الامور هي من صميم الديمقراطية ولا ضير بان يكون هناك انتقاد او راي مضاد فنقول لسنا ممن يعارض الديمقراطية بل نحن ضد سوء استخدامها او تجييرها لخدمة اغراض غير شريفة فلا يعقل ان تستمر مثلا بعض قنواتنا الفضائية العراقية بعرض المقاطع التمثيلية الرخيصة التي تستهزأ دوما بالوضع العراقي الجديد وتحاول ان تسلط الضوء بصورة كوميدية فاشلة على سلبيات المرحلة الراهنة ناسية بانها كانت احدى مسبباتها عبر ما تقدمه يوميا من شحن طائفي وعنفي لمشاهديها وبان هؤلاء الملثمون ( عذرا اقصد الممثلون ) كانوا في السابق ادواة بيد النظام البائد لنشر ثقافة السلطة وفرضها على الناس اجمع واليوم ليس هناك من يجبرها على آراء ومواقف معينة . اليس هذا بحد ذاته انجاز في هذه المرحلة ؟ ولماذا لا تحاول ان تنتقد مرة واحدة على الاقل العصابات التكفيرية وما تفعله نتيجة تطرفها اللامبرر عن طريق مقطع تلفزيوني او ما شابه كي تكون بحق متزنة في استخدامها للديمقراطية ؟!
لماذا تسلط الضوء فقط على ازمة النفط والغاز والكهرباء والمشاكل الاخرى التي تواجه الحكومة وتنسى بان عصاباتها التي تداري عليها هي السبب الرئيسي في هذه الازمات ؟ لمصلحة من ان تكيل بمكيالين في طروحاتها غير البريئة هذه ؟ ان من يشاهد اليوم الفضائيات العربية سيجد بان الرخيصين من الشعراء والمطربين والممثلين العراقيين يتهافتون على شاشاتها ويخرجون ليل نهار ليعطونا دروسا في السياسة والوطنية ويعلمونا كيف ندير بلد كانوا قد خربوه في السابق بتملقهم وانحطاطهم للقائد الضرورة
فهذا كريم العراقي كيف يمدح اليوم سيده امير الامارات بقصيدة بعد ان غطت قصائده كل رذائل صدام وسخافاته في السابق والجيجان الذي سيبقى لطخة عار في جبين القصيدة الشعبية نتيجة مواقفه وترنح وسطه في مدح ولي نعمته المقبور صدام
اما خضير هادي الذي تتلمذ على يده جيل من المنافقين والمتلونين وكان بحق استاذا في النفاق الشعري فقد اتحفنا بقصائد (عليهم) في مدح الدكتاتور السابق ومن ثم مدح السيد مقتدى الصدر في احدى قصائده ليرثي بعدها الشهيد الحكيم في قصيدة طويلة حتى انتهى به الامر ليكون شاعر البلاط الملكي الاردني ويمدح ملكها بعشرات تلو العشرات من القصائد بعد ان وجدت جيوبه ضالتها في محفظة هذا الملك .
اما على صعيد الغناء فكلنا نتذكر لعقات لسان المغني كاظم الساهر على حذاء عدي ويترجاه بان يعفو عنه بعد ان تاخر في يوم من الايام في الحضور الى حفلة كان قد اعدها الاخير كالمعتاد على شرف الكاوليات المحترمات ليتحول اليوم الى مطرب (المقاومة) وملهمها الاول من خلال اغانيه المنتقصة من الوضع الحالي والمستمرة في هذا النهج .
تصوروا هؤلاء وغيرهم الكثير من (الدمبكجية) هم اليوم يعلموننا كيف يمكن ان نعيش وندير سياسة هذا البلد لا بل يظهرون بمظهر الوطني والمخلص والادرى بمصلحة الوطن يا لها من مفارقة فعلا . كلنا اسف على هؤلاء الذين كنا نسميهم بالفنانين في يوم من الايام بعد ان تبينوا بانهم فنانون حقا لكن في ممارسة النفاق الثقافي والفني وهز الوسط فقط دون ان تكون لديهم مبادئ او ادنى شعور بالمسؤولية تجاه فنهم ووطنهم وشعبهم في هذا الظرف الحساس . [/align][/align]