السمنة.. والأطفال!
عبد الله باجبير

مرض السمنة الذي يجتاح العالم والاطفال على نحو خاص، هل سببه الشراهة الى الطعام ونوعياته التي تحمل نسبة هائلة من الدهنيات والنشويات، ام ان هناك سببا آخر لا علاقة له بكميات الطعام التي يتناولها الانسان ولا بطرق التغذية السيئة التي يؤدي بعضها بالطبع الى زيادة الوزن؟!
في بحث جديد اجرته جامعة ديوك الامريكية، اكد الباحثون ان السمنة عند الاطفال ترتبط بنوع من الاضطراب النفسي الذي يصيبهم في مرحلة الطفولة، وان السمنة المفرطة في مرحلة الطفولة ترتبط بمرض الاكتئاب النفسي والعدوانية لدى البنات والاولاد على حد سواء. وفي اعتقاد الباحثين ان الاكتئاب الذي يصيب الاولاد هو مرض اكثر من كونه مجرد اكتئاب له علاقة بالمزاج او الحالة النفسية التي تصيب البنات، وان هذا الاكتئاب المرضي نسبة اصابة الاولاد به اكثر من نسبة اصابة البنات، وذلك على عكس ما يعتقده الكثير على حد قول الباحثة سارة ماستيلو.
واذا كانت تنجم عن السمنة نماذج سيئة من السلوك العدواني والتحدي وعدم التعاون لدى الاولاد والبنات، فان الاولاد حظهم اوفر من هذا الاضطراب، فالولد الذي يتخذ هذا النوع من السلوك المضطرب كغطاء له وكرد فعل للاضطراب الموجود بداخله، لا يضع لنفسه اية حدود لتصرفاته ولا يلزم نفسه بالقواعد التي وضعها له والده، الامر الذي يؤدي الى المزيد من الاضطراب الذي يؤدي بالتبعية الى زيادة في السمنة.
وتشير الدراسة ايضا الى ان وجود اضطرابات هرمونية من الاسباب الرئيسية في اصابة اطفال من ذوي السمنة المفرطة بالاكتئاب المرضي، بالاضافة الى عوامل بينية واخرى تتعلق بالكيمياء الحيوية يتعرض لها الاطفال.
وتنتهي الدراسة الى ضرورة بحث تلك المشكلة التي تتركز في وجود جيل جديد معظمه من الاطفال المكتئبين المضطربين، وهي المشكلة التي تتفاقم وتتزايد خطورتها مع ازدياد اشكال الحياة الحديثة، الامر الذي ينذر بمستقبل غامض تحكمه مجموعة من الاشخاص المحبطين.. المكتئبين والعياذ بالله.