الجمعة الرابعة والاربعون 26 شوال 1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
نطالب من هنا اطلاق سراح المعتقلين فورا من فضلاء الحوزة والمؤمنين مع الصلاة على النبي وال محمد اجمعين ..
انا قلت واكرر ان اعتقال اي واحد من المؤمنين كأنه اعتقال لي، لان المؤمنين كالجسد الواحد اذا تداعى فيهم عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى. واذا بقي اعتقالهم الى الجمعة الاتية فيجب على كل خطباء الجمعة في العراق التبليغ عنهم والمطالبة باطلاق سراحهم بالحكمة والموعظة الحسنة جزاهم الله خير جزاء المحسنين.
الان قولوا معي ثلاث مرات …
نريد نريد نريد ..
نريد نريد نريد ..
فورا فورا فورا ..
يا الله يا الله يا الله ..
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا شاهد كل نجوى وموضع كل شكوى وعالم كل خفية ومنتهى كل حاجة يا مبتداءا بالنعم على العباد يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا جواد يا من لا يواري منه ليل داج ولا بحر عجاج ولا سماء ذات ابراج ولا ظلم ذات ارتجاج يا من الظلمة عنده ضياء اسالك بنور وجهك الكريم الذي تجليت به للجبل فجعلته دكا وخر موسى صعقا وباسمك الذي رفعت به السماوات بلا عمد وسطحت به الارض على وجه ماء جمد وباسمك المخزون المكنون المكتوب الطاهر الطهر الطاهر الذي اذا دعيت به اجبت واذا سئلت به اعطيت وباسمك السبوح القدوس البرهان الذي هو نور على كل نور ونور من نور يضيء منه كل نور اذا بلغ الارض انشقت واذا بلغ السماوات فتحت واذا بلغ العرش اهتز وباسمك الذي ترتعد منه فرائص ملائكتك واسألك بحق جبرائيل وميكائيل واسرافيل وبحق محمد المصطفى (صلى الله عليه واله) وعلى جميع الانبياء وعلى جميع الملائكة وبالاسم الذي مشى به الخضر على قلل الماء كما مشى به على جدد الارض وباسمك الذي فلقت به البحر لموسى واغرقت فرعون ومن معه وانجيت به موسى بن عمران ومن معه وباسمك الذي دعاك به موسى بن عمران من جانب الطور الايمن فاستجبت له والقيت عليه محبة منه وباسمك الذي به احيى عيسى بن مريم الموتى وتكلم في المهد صبيا وابرء الاكمه والابرص وباذنك وباسمك الذي دعاك به حملة عرشك وجبرائيل وميكائيل واسرافيل وحبيبك محمد (صلى الله عليه واله) وملائكتك المقربون وانبيائك المرسلون وعبادك الصالحون من اهل السماوات والارضين ان تصلي على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى والحسين الشهيد بكربلاء وان تصلي على الامام السجاد والامام الباقر والامام الصادق والامام الكاظم والامام الرضا والامام الجواد والامام الهادي والامام العسكري والحجة المهدي (عجل الله فرجه). اللهم صل على محمد وال محمد بافضل صلواتك وترحم عليهم بافضل رحماتك كما صليت وباركت وتحننت وتكرمت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
بسم الله الرحمن الرحيم
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
((قل امر بي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين * كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليه الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون المؤمنين * ويحسبون انهم يحسنون صنعا ويحسبون انهم مهتدون * يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا انه لا يحب المسرفين * قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون *)
بالامس كانت ذكرى وفاة الامام الصادق (عليه السلام) وهو كما نعرف احد الائمة المعصومين الاثني عشر (عليهم السلام) كما انه هو الذي ينسب اليه المذهب الاثنى عشري الجعفري. فيحسن جدا ان نحمل عليه فكرة ولو موجزة بالمقدار الذي يناسب افهامنا اولا وبالمقدار الذي تسعه الخطبة ثانيا وذلك ضمن عدة نقاط :
النقطة الاولى : ان المشهور لدى العلماء والمتشرعة انه انما نسب اليه المذهب باعتبار انه (عليه السلام) عاش في برهة كانت الدولة فيها ضعيفة نسبيا وهي فترة نهاية دولة الامويين وبداية دولة العباسيين. والدول غالبا ما تكون في نهاياتها ضعيفة وفي بداياتها ضعيفة فكانت الفرصة لاعلان العلم والهداية وتوسيع النشاط بين الناس مواتية جدا للامام الصادق (سلام الله عليه) وهذا صحيح. وقد استغلت هذه الفرصة بلا شك من قبل الامام (عليه السلام) واصحابه على اوسع نطاق. واصحابه على اوسع نطاق مضافا الى شيء آخر وهو ان زمانه اقترن بالرغبة العامة جدا من قبل افراد المجتمع من مختلف مذاهب الاسلام بتلقي العلم ودفع الشبهات عن الدين فقد تصاعد في ذلك الحين الوعي الديني سواء على مستوى اصول الدين او على مستوى فروعه نتيجة لعوامل كثيرة اهمها الجدل والشبهات التي كانت تحصل من قبل الدهريين والملحدين وعملاء المستعمرين وكان الناس بطبيعة الحال حريصين على دينهم ويريدون الاستزادة على كل المستويات فكان ان حصلت هناك رغبة من المجتمع ككل لتلقي العلوم الدينية والاسلامية على مختلف الاصعدة ويمكن القول بان الوضع الذي عاشته الامام الصادق (عليه السلام) اجتماعيا واشهرهم بعد امير المؤمنين (عليه السلام) من حيث التفاف الناس حوله وكثرة طلابه وتزايد قاصديه للتعلم والسؤال والاستفسار ولذا نجد ان الروايات التي نقلت عنه هي اكثر من اي امام آخر من ابائه وابنائه (عليهم السلام) وهي شاملة لمختلف المجالات والمعارف والحقول الانسانية والشرعية بما فيهم (يعني اكثر في الرواية من الائمة) بما فيهم ابوه الامام الباقر (عليه السلام) على كثرة ما ورد عنه من الروايات فان الامام الصادق (عليه السلام) ما ورد عنه اكثر.
ومن هنا نستطيع ان نخطوا الخطوة الاخرى لنتوصل الى النتيجة وهي التساؤل عن السبب في نسبة المذهب اليه فانه لا شك انه كان يدعوا الى المذهب ويؤمن بولاية امير المؤمنين (سلام الله عليه) والمعصومين من ابائه وابنائه وبتعبير آخر انه (سلام الله عليه) استطاع استقطاب اكبر عدد واعظم نسبة من المجتمع في هذا الاتجاه وان الملتفين حوله والمتعلمين منه كانوا باعداد هائلة جدا حتى ان تسعمائة شيخ في مسجد الكوفة يقول حدثني جعفر بن محمد (صلوات الله عليه). فكيف بغير مسجد الكوفة من مناطق الاسلام ونحن نرى الان ان كل جماعة او مجموعة تنتسب الى راعيها وقائدها والرئيسي الموجه (كول لا !)
فنقول مثلا ناصريين لاصحاب جمال عبد الناصر وخالصيين لاصحاب الشيخ محمد الخالصي وسيستانيين لاصحاب السيد علي السيستاني وصدريين لاصحاب السيد محمد الصدر وهذا معاش وكلكم مشاهديه فكذلك قال المجتمع يومئذ عن اصحاب الامام جعفر الصادق (عليه السلام) انهم جعفريون اي هم الملتفون حوله والمندرجون تحت قيادته وعقيدته واهدافه لانه في ذلك الحين من اقوى واشهر الائمة المعصومين (عليهم السلام) في زمانه بل من اقوى واشهر علماء الاسلام كله حتى ان ابا حنيفة بن النعمان يفتخر بانه من طلاب الامام الصادق (عليه السلام) ويقول على ما روي عنه : (لولا السنتان لهلك النعمان). يريد بهما عامين قضاها بالتلمذة على الامام الصادق (عليه السلام).
وينبغي الان التنبيه والالتفات الى امرين :
الامر الاول : انه طبقا لهذا التسلسل الفكري فان نسبة الجعفرية الى الامام جعفر الصادق (عليه السلام) ليس كعقيدة مستقلة او دين مستقل كلا كما ربما يظهر من بعض عبارات العوام حين يقولون وكانت بستة قديمة يتناقلها الناس : ماكو ولي الا علي فليحيى دين الجعفري
الذي يوحي على ان الجعفرية دين مستقل في مقابل الاسلام والعياذ بالله.
هذا من جهة وكما كان عليه التبليغ المعادي لدى بعض المذاهب الاخرى في سنوات عديدة وقديمة وقد تضائل اثره الان والحمد لله او زال فيما كانوا يقولون : المسلمون والشيعة. يعني ان الشيعة غير المسلمين فهذا من داخلنا يوجد ومن خارجنا يوجد وكلاهما نحن بريئون منه الى الله والله تعالى الان يسمع ويرى وهو بالافق الاعلى. بل ان تعليم الامام الصادق هو الاسلام بعينه وهو الاسلام الحق وهو الاطروحة لما هو الموروث عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ورسول الله (صلى الله عليه واله) وهو اسلام قبل ان يكون مذهبا ولا قيمة لاي مذهب ما لم يكن في ضمن الاسلام كما هو اوضح من ان يخفى.
الامر الثاني : ان الوعي الديني والاجتماعي المتنامي في المجتمع بين مختلف المذاهب بعون الله وحسن توفيقه الان والذي جعل التحزب والتعصب والطائفية تصل الى اقل مقدار ممكن بحمد الله ولطفه، فاذا التفتنا الى حقيقتين واقعيتين وصحيحتين واكيدتين :
الحقيقة الاولى : ان الامام الصادق (عليه السلام) ممن يحسن به الظن جميع المسلمين الا النادر النادر ممن ظلم نفسه واظله هواه. بل هو في العلم والورع والعظمة والاتقان من علو الشأن بحيث لا يقاس به احد في زمانه ولا بعد زمانه وهذا ينيغي ان يكون مسلما بين الناس اجمعين وخاصة المسلمون بمختلف مذاهبهم قول لا ايوجد احد يستطيع ان يقول لا.
الحقيقة الثانية : ان الامام الصادق كان يؤمن بالمذهب الاثنى عشري ويهدي الناس الى حقائقه ودقائقه سواء على مستوى اصول الدين او فروع الدين وهذا ايضا مما ينبغي ان يكون الضروريات.
وبتعبير آخر مختصر ان الامام الصادق كان شيعيا وامام الشيعة فبذلك يكون الخطاب نخاطب الواعين المتورعين من مختلف المذاهب الاسلامية ممن يؤمن بالامام الصادق (عليه السلام) عالما فقيها متورعا جليلا فنسأله هل كان الامام الصادق مصيبا في مذهبه او خاطئا فان قال هذا الرجل انه كان خاطئا كان خلاف حسن الظن بالامام الصادق (عليه السلام) وبجلالة قدره وعمق علمه. وان قال انه كان مصيبا ومحقا فهذا يعني انه محق في دينه ومذهبه وهذا يكفي للترجيح المذهبي كما هو واضح ممن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد، فلينظر اخواننا اهل السنة في ذلك وليتأملوا جزاهم الله خيرا.
النقطة الثانية : التي اريد بيانها عن الامام الصادق (عليه السلام) ان ما اشتهر عنه من العلم منذ زمانه والى العصر الحاضر يمكن تلتخيصه في جانبين الفقه والعقائد او قل فروع الدين واصول الدين فكان هو المعلم الرئيسي منذ زمانه والى العصر الحاضر في كل الحقول وانشاء الله الى يوم القيامة.
ومن الواضح ان هذه الشهرة قد غطت اجتماعيا على جانب آخر كان يتصف به وهو الزهد والعبادة فهو لم يكن فقيها فقط وان كان هذا هو الجانب الذي حاول نشره حين اقتضت المصلحة بل كان في نفس الوقت زاهدا ومتعبدا ايضا وان كتم عن الناس زهده وعبادته.
بينما نجد الطرف الاخر ان الامام زين العابدين (عليه افضل الصلاة والسلام) بالعكس من حيث ان الانطباع المتزايد والمشهور عنه هو العبادة دون الفقه والعقائد فقد يخطر في البال مع ضحالة في النفكير وتدنيه ان صفة الامام السجاد هي العبادة فقط وان صفة الامام الصادق والامام الباقر (عليهما السلام) هي الفقه فقط او نحو ذلك.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذه ليست كلمة جيدة وهذا من الضلال في التفكير بكل وضوح فانهم (عليهم السلام) من نور واحد وعلى نهج واحد وكلهم ورثة رسول الله (صلى الله عليه واله) وامير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) ولديهم علومهم الباطنة والظاهرة ويشمل كل واحد منهم اي من الائمة (سلام الله عليهم) القواعد والصفات التي اعطيت للامام (عليه السلام) في الكتاب والسنة كقولهم : (الارض كلها للامام) او قولهم : (اذا اراد الامام شيئا اعلمه الله تعالى ذلك) وغير ذلك كثير.
لاحظوا .. لا نكون مغفلين فكلهم سجاد وكلهم باقر وكلهم صادق وكلهم رضا وكلهم جواد وكلهم هادي وكلهم مهدي، قولوا لا ! لا تستطيعون ان تقولوا لا. (سلام الله عليهم اجمعين) كما ورد : (اولنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد) فالصفات ثابتة لهم جميعا الباقر والصادق والكاظم والرضا ونحو ذلك الا صفة الامام العسكري (عليه السلام) فكلهم عسكري لا نستطيع ان نقول فانها يراد بها النسبة الى عسكر وهي سامراء وليس كلهم في سامراء.
وقد يسأل سائل انه لماذا سمي الامام الصادق بالصادق مع انهم كلهم صادقون والامام الرضا بالرضا مع انهم كلهم مرضيين فالجواب هو : انما هذه الاختصاصات بالالقاب انما هي القاب احترامية خصهم بها رسول الله (صلى الله عليه واله) او قل خصهم بها الله سبحانه وتعالى عن طريق رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، لابراز وبيان فضل كل منهم (سلام الله عليهم) لانهم اذا كانوا في لقب واحد لا نميز بعضهم عن بعض.
وحديثنا الان عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) وهو بطبيعة الحال مشمول لكل هذه الملاحظات التي قلناها فهو لا يحتمل ان يقل عن الامام السجاد بالعبادة والورع والتقوى كما لا يحتمل ان يقل عن الامام الكاظم مثلا بالصبر وكظم الغيض كما لا يحتمل بالهداية عن الامام الهادي اوالامام المهدي (سلام الله عليهم اجمعين).
كل ما في الامر ان الجانب الاجتماعي والاعلامي جعل السنة الشريفة الواردة عن علومه (عليه السلام) هي التي تشكل النسبة الاعلى جدا مما ورد عنه ويكون الجزء الاقل والضئيل نسبيا هو النقل عن عبادته وزهده.
ونكتفي في هذه العجالة والاختصار بذكر خبرين فقط عن زهده وعبادته في كشف الغمة للاربلي الجزء الثالث صفحة 369 عن سفيان الثوري وهي رواية مشهورة وتكفي للذكرى على اية حال، قال : دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكنا وكساء خز (وكأن قماش الخز في ذلك الحين كان جيدا وغاليا) فجعلت انظر اليه تعجبا فقال لي : يا ثوري مالك تنظر الينا لعلك تعجب مما ترى. فقلت : يا بن رسول الله ليس هذا من لباسك ولباس ابائك. قال : يا ثوري كان ذلك زمان اقتار وافتقار (في صدر الاسلام وزمان امير المؤمنين والحسن والحسين) وكانوا يعملون على قدر اقتاره وافتقاره وهذا زمان قد اسبل كل شيء عزاليه (وهو المطر). ثم حسر ردن جببته فاذا تحتها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل والردن عن الردن. وقال : يا ثوري لبسنا هذا لله تعالى وهذا لكم فما كان لله اخفيناه وما كان لكم ابديناه) &
من المخالف والمؤالف وفي ذلك مصلحة دينية واجتماعية كبيرة كما هو واضح يبقى معابا في المجتمع لا يبقى كالفرد الاعتيادي فالتواضع كأنه احيانا يحعل الانسان في نظر كأنه وضيع في حين ان التكبر قد يكون في مصلحة الدين احيانا.
ومنها ان الامام يقصد المعصومين (عليهم السلام) عموما حينما يقول : (نحن) او (الينا) من حيث ان علومهم وافعالهم واحدة وفعل الواحد منهم كأنه فعل الجميع وهذا موجود في الاخبار وفي لغة الائمة المعصومين (عليهم السلام) كثيرا ولعل من اوضح ذلك قوله : (ودولتنا في آخر الدهر تظهر) مع العلم انه هذا الشخص الذي قائل هذا البيت لا يكون في ذلك الحين موجودا بل غيره من المعصومين موجودا.
وفي كشف الغمة صفحة 425 ايضا : وقال له ابو حنيفة : يا ابا عبد الله (والامام الصادق يكنى بابي عبد الله كما تعلمون) ما اصبرك على الصلاة ! (يتعجب على من صبره وتحمله على كثرة صلاته او قل يتعجب من كثرة صلاته) فقال (عليه السلام) : ويحك يا نعمان اما علمت ان الصلاة قربان كل تقي وان الحج جهاد كل ضعيف ولكل شيء زكاة وزكاة البدن الصيام وافضل الاعمال انتظار الفرج من الله والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر فاحفظ هذه الكلمات يا نعمان استنزلوا الرزق بالصدقة وحصنوا المال بالزكاة وما عال امرء اقتصد والتقدير نصف العيش والتودد نصف العقل والهم نصف الهرم وقلة العيال احد اليسارين ومن احزن والديه فقد عقهما ومن قرب يده على فخذه عند المصيبة فقد احبط اجره والصنيعة لا تكون صنيعة الا عند ذي حسب او دين فالله ينزل الرزق على قدر المؤونة وينزل الصبر على قدر المصيبة ومن ايقن بالخلف جاد بالعطية. الى آخر ما قال.
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد * صدق الله العلي العظيم
الجمعة الرابعة والاربعون 26 شوال 1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
يا حافظ كل غريب يا مؤنس كل وحيد يا قوة كل ضعيف يا ناصر كل مظلوم يا رازق كل محروم يا مؤنس كل مستوحش يا صاحب كل مسافر يا عماد كل حاضر يا غافر كل ذنب وخطيئة يا غياث المستغيثين يا صريخ الستصرخين يا كاشف كرب المكروبين يا فارج هم المهمومين يا بديع السماوات والارضين يا منتهى غاية الطالبين يا مجيب دعوة المضطرين يا ارحم الراحمين يا رب العالمين يا ديان يوم الدين يا اجود الاجودين يا اكرم الاكرمين يا اسمع السامعين يا ابصر الناظرين يا اقدر القادرين اغفر لي الذنوب التي تغير النعم واغفر الذنوب التي تورث الندم واغفر لي الذنوب التي تورث السقم واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء واغفر لي الذنوب التي تحبس قطر السماء واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء واغفر لي الذنوب تجلب الشقاء واغفر لي الذنوب تظلم الهواء واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء واغفر لي الذنوب التي لا يغفرها غيرك يا الله واحمل عني كل تبعة لاحد من خلقك واجعل بي من امري فرجا ومخرجا ويسرا وانزل يقينك في صدري ورجائك في قلبي حتى لا ارجوا غيرك اللهم احفني وعافني في مقامي واصحبني في ليلي ونهاري ومن بين يدي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ويسر لي السبيل واحسن لي التيسير ولا تخذلني في العسير واهدني يا خير دليل ولا تكلني الى نفسي في الامور ولقني كل سرور واقلبني الى اهلي (اي المؤمنين في الجنة) بالفلاح والنجاح محبورا في العاجل والآجل انك على كل شيء قدير وارزقني من فضلك واوسع علي من طيبات رزقك واستعملني في طاعتك واجرني من عذابك ونارك واقلبني اذا توفيتني الى جنتك برحمتك اللهم صل على محمد المصطفى سيد رسل الله وعلى علي المرتضى سيد الاوصياء وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وصل على الائمة المعصومين الحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن ومحمد المهدي الحجة المنتظر عليهم افضل الصلاة والسلام.
في هذه الخطببة نتعرض الى عدد من المشاكل الفكرية والاجتماعية باختصار في عدة نقاط :
النقطة الاولى : انه لا شك ان العنصر الرئيسي في ارتفاع اهمية نظم الشعر العربي في الاسلام عامة وفي المذهب خاصة وتعمقه وكثرته انما سببه ثورة الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) وحركته المقدسة التي اوجبت واوجدت كما يقول الخبر : (حرارة في قلوب شيعته لن تخمد الى يوم القيامة).
الامر الذي انتج ان تقول مئات الشعراء بل الاف الشعراء في هذه المناسبة الشجية انواعا من الشعر بما فيها الشعر القريض والشعر الشعبي. وهو الامر الذي سبب ايضا ان يختص الشعراء الموالين جزاهم الله خيرا في كل الاجيال بافضل القصائد العربية واكثرها رصانة وجمالا مما هو غير موجود في سائر مذاهب الاسلام فضلا عن غير المسلمين وهو (وهذه العبارة ايضا مشهورة والتفكير فيها راجح جدا) الذي عبر عنه الدكتور طه حسين الذي هو اشهر الادباء في مصر والى الان حين قال : لا زال الشعر رافضيا. وهي كلمة مشهورة ومشكورة منه توفي رحمه الله قبل عشرين سنة لكن ذكره لا زال موجودا اكيدا وسيبقى. وقوله (لا زال) يعني كان ولا زال وسيبقى على نفس الحال.
وبالرغم من نقطة القوة هذه التي لا تعدلها نقطة واهمية عالية جدا وشكرا لله على حسن فضله، فاننا نعلم ان كل شاعر سواءا كان فصيحا ام شعبيا ينظم الشعر في الحسين (عليه السلام) واصحابه بمقدار ما يفهم من ثورة الحسين ومن اقواله ومن افعاله. ولا نتوقع من الشاعر ان يتعدى فهمه الشخصي بطبيعة الحال بل لعل ذلك يكون في عداد المستحيل في حين اننا نعلم بكل تاكيد ان بين فهمنا للحسين (عليه السلام) وواقع الحسين (عليه السلام) وحقيقة مقاصده بونا شاسعا وفجوة ضخمة جدا (كول لا. سبحان الله !)يعني اننا لا نفهم الحسين (عليه السلام) حقيقة ولا يمكن ان نفهمه حقيقة كل ما في الامر اننا يمكن ان نقترب نحو هذا الفهم قدما او اقداما بالتعلم والتكامل والاطلاع على بعض حقائق الكتاب والسنة واذا نحن لم نكن بهذا الصدد اي ننظم شعر ونحن لا نعلم ما الحسين وما اصحاب الحسين ومن الحسين ومن زينب ومن الاصحاب والاولاد، فاذا نحن لم نكن بهذا الصدد اذن فنحن معاتبون ومعاقبون لاننا نكون قد كذبنا على المعصومين (عليهم السلام) المتمثلين بالحسين نفسه (سبحان الله كول لا !) ولربما السجاد ايضا (عليه السلام) واصحاب المعصومين (عليهم السلام).
يكفي اننا نلتفت الى ان اغلب الاشعار الفصيحة والشعبية التي قيلت بهذا الصدد تحمل جانبين باطلين في فهم المشاعر الحسينية لو صح التعبير :
الجانب الاول : الجانب الاسري والعاطفة الدنيوية الشخصية التي يشعر بها الشاعر هو نفسه تجاه ولده ووالديه واخيه وزوجته فهو يضيفها الى الحسين والى اصحاب الحسين (عليهم افضل الصلاة والسلام) في حين لو كان شيء منذلك مهما قل لديهم لما ترك الرجال زوجاتهم واطفالهم ولما ترك النساء ازواجهن ولما افتخرن ان يكن من المسبيات مع زينب (سلام الله عليها) وغير زينب من نساء الحسين (عليه السلام) فهذه تضحية حقيقية. وهذا ونحوه من العواطف الحقة لا تكون عند نفي العاطفة الاسرية تماما واسقاطها من النفس حقيقة فاذا كان ذلك في النساء والرجال من الاصحاب فكيف باهل البيت (عليهم السلام) وهم السادة انفسهم (سلام الله عليهم) وكيف بالحسين بشخصه الذي هو معصوم ومفترض الطاعة.
الجانب الثاني : الجانب القبلي. اعوذ بالله من الجانب القبلي الذي كان ولا زال وسيبقى يضرنا ما لم يخرج الشيطان من الساحة. والجانب القبلي هو ما اشرنا اليه في الاضواء من التاكيد على جانب الاسرة والنسب وكأن الحرب (حرب الحسن (عليه السلام)) بين اسرتين متعاديتين لا بين الحق والباطل وذلك في مثل قول الشاعر :
قوضي يا خيام عليان دار فلقد قوض العماد الرفيع
واملأي العين يا امية نوما فحسين على الصعيد صريع
وكان بني امية انتصروا على الحسين فقط. وغير ذلك كثير في حين اننا نعلم ان هذا من غير المحتمل ان يخطر في بال الحسين (عليه السلام) واصحابه طرفة عين فضلا عن ان يكون هو الهدف الرئيسي لهم ولو كان هو الهدف الرئيسي لكانوا على باطل والعياذ بالله وعلى طلب الدنيا وحاشاهم.
وقد كان الاعتذار اساسا للشعراء حين يريدون التجنب عن الكذب فانهم يقولون وكذلك بعض الخطباء الحسينيين المتورعين يقولون : ان هذا بلسان الحال لا بلسان المقال. وهذا مسموع وماشي جيلا بعد جيل. فنسالهم انك هل تعرف حالهم (سلام الله عليهم) بلسان الحال حقيقة لتقول ان كلامك بلسان الحال وهل ان حالهم كما تقول انت لكي تكون صادقا او ان حالهم ليس كذلك وانما انت الكاذب.
فمثلا لو اكد الشاعر على الجانب الاسري او الجانب القبلي اللذان ذكرناهما بعنوان انه بلسان الحال لكان كاذبا لا محالة وكان من الكذب على المعصومين (سلام الله عليهم) ونحن لا نريدمن اي شاعر او ناثر ان يكذب على الحسين (عليه السلام) واصحابه وانما لا بد ان يبين حالهم باقصى ما يستطيع من الصحة والدقة وبحسب ما نستطيع ان ندرك حالهم (سلام الله عليهم) فان له عدة جوانب اي واحدة منها اخذناها كانت حقا على اي حال. وقليل التعرض لها في شعر الشعراء في القريض والعامي معا :
الجانب الاول : التمرد على كل ظلم وطغيان وخاصة ظلم وطغيان بني امية او حكم بني امية عامة ويزيد الشارب للخمور واللاعب للقرود كما يصفه الحسين (عليه السلام) خاصة، وبيان ذلك للمجتمع عمليا بحيث لا يكون معه مجال للشك.
الجانب الثاني : عرض البديل او الايدولوجية الصالحة والحقة بعد ان فشلت وتفشل ايديولوجيات الظالمين والمستعمرين متمثلا (اي الايديولوجية الحقة) بالاسلام الحقيقي الذي دافع عنه الحسين بكل وجوده.
الجانب الثالث : بيان ان هداية المجتمع والدفاع عن الطبقات المحرومة والمستضعفة يستحق الفداء باعظم الفداء واعظم انواع التضحية بالنحو الذي قدمه الحسين (عليه السلام) في عرصة كربلاء كما قال تعالى : ((في سبيل الله والمستضعفين)).
الجانب الرابع : اعطاء النموذج للثورات على الظلم والتمرد على الطغيان في كل عصر فمهما كانت اي ثورة قريبة من فكرة ثورة الحسين او كانت اقرب كانت على حق وكلما كانت ابعد كانت على باطل كائنة كانت لا نستثني من ذلك شيئا على وجه الكرة الارضية. وكل واحد من قادة الثورات يعلم بنقاط القوة والضعف في نفسه كما قال تعالى : ((بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره)).
الجانب الخامس : ان الثواب الالهي الجسيم والدرجات العلى عند الله تبارك وتعالى تستحق الفداء لها باعظم انواع الفداء كما ورد : (لك درجات لن تنالها الا بالشهادة) من قال ذلك ؟ رسول الله (صلى الله عليه واله) حسب الرواية. فلذا انطاع الحسين (عليه السلام) طائعا لكلام جده الرسول وقدم كل هذه التضحيات في سبيل تلك الدرجات العلى.
الجانب السابع : جانب التذلل والخشوع والتواضع امام الله سبحانه وترك العجب والرياء وهذا ما طبقه امير المؤمنين (عليه السلام) حين كان يجلس على التراب حين سماه الرسول بابي تراب (كول لا !) وطبقه الرسول نفسه حين كان يجلس جلسة العبد ويأكل مع العبيد (كول لا !) وطبقه الحسين (عليه السلام) حين عرض جسده للدوس تحت حوافر الخيل وعرض خيامه للنهب والحرب ونساءه للسبي (سلام الله عليهم اجمعين) قائلا : (شاء الله ان يراهن سبايا) ويقول : (هون ما نزل بي انه بعين الله) ويقول حسب الرواية :
(تركت الخلق طرا في هواك وايتمت العيال لكي اراك
ولو قطعتني في الحب اربا لما مال الفؤاد الى سواك)
فهذه بعض الجوانب التي يمكن ادراكها من مستويات المعصومين (سلام الله عليهم) واصحاب المعصومين والحسين واصحاب الحسين (عليهم السلام) فهل في الشعر العربي او الشعر الشعبي شيء من ذلك ؟ انا لا اقول انه غير موجود اطلاقا ولكن لا شك ان نسبته قليلة بازاء اضفاء الاذكار والعواطف الدنيوية التي نسبت الى الحسين (عليه السلام) خاصة واهل البيت والاصحاب عامة في الاشعار الفصيحة والشعبية.
فمن هنا اطالب الخطباء والشعراء بمختلف مستوياتهم واماكنهم ان يبداوا من الان بتصحيح افكارهم واشعارهم عن الحسين (عليه السلام) واصحابه وكل المعصومين فلا ينظموا الا بلسان الحال الذي يكون اقرب الى الحق لا انه يكون اقرب الى الباطل والعياذ بالله ويستمر ذلك جيلا بعد جيل حتى لا نسمع من الاشعار الباطلة والمنحرفة شيئا بعد هذا الزمان بعون الله سبحانه وتعالى وحسن هدايته وتوفيقه.
والافضل في هذا الطريق هو ان يكون الشعر باشراف الحوزة الشريفة في كل مكان وفي كل زمان فما قالته الحوزة للشاعر انه حق اخذ به وضمنه في شعره او قل نظمه في شعره. وما قالت له الحوزة انه باطل ومشكوك او ان انطباعه سيء او لا مصلحة في ذكره ونحو ذلك تركه الى غيره والحمد لله الافكار الحقة كثيرة فانظم ما تقتنع بانه حق فقط. من حيث ان كلمة الحوزة هي الكلمة الفصل ولا اقصد السيد محمد الصدر وانما قصدت وقلت انها الحوزة في كل مكان وزمان لانها مهما كان حالها فانها الاقرب والافضل والافهم في فهم الدين وشريعة سيد المرسلين واتجاهات المعصومين (عليهم السلام).
بقي من الوقت ان اشير الى نقطة اخرى مهمة باختصار وهو ما يحدث في مجتمعنا هذا عند وفاة احد الوجهاء في المجتمع فان المفروض دينيا والمطلوب شرعا انه نواجه كل الامور بما فيها الوفاة او قل بما فيها الوفيات بما يرضي الله سبحانه لا ان نواجهه بما يسخطه ونعصيهونستحق على ذلك العقاب فبدلا ان تكون مناسبة الموت لنا سببا للثواب كانت سببا للشقاء والعقاب وما يحدث عند الوفاة عدة امور ينبغي الالتفات اليها وتغيرها من الباطل الى الحق :
الامر الاول : ان صاحب المصيبة المعزى يشعر بالالزام الاجتماعي بزيادة الصرف والطبخ والاطعام اكثر من طاقاته المالية بحيث يبقى بعدها فقيرا متسكعا وهذا هو الظلم بعينه ولا يحتاج التخلي عن ذلك الا الى همة بسيطة من قبل المتشرعين والمتورعين لترك ذلك حتى وان تكلم اهل الدنيا ضده او انتقدوه.
الامر الثاني : مضافا الى تكليفه العظيم في الجهد والمال ليس مما يستهلك كله فهم يطبخون اكثر من الحاجة بكثير باضعاف ما يحتاجونبل غالبا ما يلقى في المزابل حتى ان ذبائح مطبوخة باكملها تلقى في البرية لتأكلها الوحوش والطيور او تتعفن في محلها. وهذا نحو آخر من الظلم بكل تاكيد الى كونه تبذيرا محرما فان فيه حرمانا للمعوزين والمحتاجين اكيد مائة بالمائة وواضح. وكان الاولى بكل تاكيد ان تقضى به حوائجهم ويسد به رمقهم.
الامر الثالث : ما يسمى بالعراضات لتأبين المتوفي فانها تحتوي في كثير من الاحيان جدا على المحرمات من عدة جهات :
اولا : من جهة مدح المتوفى بغير ما هو فيه فيكون كذبا محرما.
ثانيا : من حيث مدح المتوفى وقد يكون ظالما او فاسقا فيكون مدحهم اعانة على الاثم (كول لا !).
ثالثا : انها تحتوي كلماتهم واشعارهم على الاعتراض على القدر الالهي في موته وهو حرام.
رابعا : انها احترام وتبجيل للمتوفى اكثر مما يستحقه غالبا وهو امر مذموم.
الامر الرابع : لاحظوا .. فان هذا ايضا شيء شائع ان المآتم النسائية ستكون قاسية جدا وتشعر المراة في نفسها كانها مجبورة على كثرة البكاء وضرب وجهها وجسمها كثيرا ونتف شعرها وشق ثيابها بحيث لو لم تفعل ذلك لكانت معرضة للانتقاد. وهذا ظلم اجتماعي حقيقي فان حصل ما هو محرم خلال ذلك كان اشد ظلماكما لو حصل اعتراض على القدر الالهي او اضرار بالنفس معتد به او كذب في مدح المتوفي او انكشاف النساء للرجال وهكذا وهكذا ..
الامر الخامس : ان المتوفى بعد ان يدفن فان ذويه يحاولون بناء قبره الى اقصى حد مستطاع الى حد يجعلون له ارتفاعات شاهقة قد يصل الى عشرة امتار مع الالوان الزاهية والزجاج ونحو ذلك. وكل ذلك تبذير مذموم وخير لك ان تقضي به حاجة المحتاجين اذا اردت ثواب المتوفى وثوابك.فانك ان اردت ان تفيد المتوفي فانك تفيده اخرويا لا انك تفيده دنيويا فانه ليس له دنيا بعد موته ولا ينفعه تزيين قبره ولا ارتفاع بنائه بل قد يكون احيانا مضرا به وسببا لزيادة عقوباته اذا كان هو في حياته مقتنع بذلك او موصي بذلك. وانما نفعه المتوقع منك هو نفعه الاخروي بزيادة الثواب والطاعات الواصلة اليه كما ورد : (اذكروا موتاكم بالخير) يعني بالخير الاخروي وليس الخير الدنيوي الذي لا يساوي في الواقع قشة ولا ذرة.
فالمهم اننا ننادي المجتمع بلسان الشريعة ولسان الحوزة ان يعي المجتمع واقعه الحقيقي وان يترك هذه الامور وخاصة المحرم منها. فهذا لكم جيد وليس لي فانا لا افعل ولا واحد منها بعون الله. وان يحاول كل فرد ان يتمحض لطاعة الله سبحانه فان لم تكن تراه فهو يراك جل جلاله.
بسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر * فصل لربك زانحر * ان شانئك هو الابتر * صدق الله العلي العظيم