dw
أفلام تنبأت بسقوط الشيوعية في مهرجان برلين السينمائي
شعار المهرجان
يشهد مهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام عرض عدد من الأفلام الوثائقية والروائية التي أنتجت في أوربا الشرقية في السنوات التي سبقت سقوط الشيوعية وتنبأت بانهيارها، كما تحتفي بعض الأفلام بمرور 20 عاما على سقوط جدار برلين
ثمة سلسلة خاصة من الأفلام تعرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي، تحيي الذكري الـ 20 لسقوط سور برلين. وتحت شعار " بعد الشتاء يأتي الربيع" تعرض أفلام وثائقية وأخرى للرسوم المتحركة وأفلام روائية تقليدية أنتجت في أوروبا الشرقية في السنوات التي سبقت سقوط الشيوعية. وبحسب متحف السينما والتليفزيون في برلين فان هذه الأفلام وفرت وجهة نظر أمينة عن الحياة في ظل الأنظمة الشمولية مبشرة بالتغييرات القادمة.
جمهورية ألمانيا الديمقراطية من الداخل
ويلقي الفيلم الوثائقي "كريستين" للمخرجة هيلكه ميسلفيتس بنظرة من الداخل على حياة المرأة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، حيث يصور الفيلم عاملة بمصنع للفحم تغتسل مساء كل يوم قبل عودتها إلى بيتها لابنها وابنتها المعاقة. وتتحدث الأم، وهي دون زوج*، أمام الكاميرا قائلة إن المجتمع يسخر منها ويعتبر ابنتها عالة. أما فيلم "يادوب اند بويل" للمخرج الألماني الشرقي رينر سيمون، وهو فيلم روائي، فيحكي قصة الرفيق يادوب، عمدة إحدى البلدات الصغيرة في ألمانيا الشرقية، الذي يدرك أخطاء ماضيه ويوجه أسئلة حرجة عن الحاضر. والفيلم الذي أنتج عام 1981 كان آخر ما انتجته ستديوهات السينما في ألمانيا الشرقية حيث أغلقتها، السلطات بعد ذلك بقليل. وقد أعيد افتتاح الاستوديوهات بعد ذلك تحت اسم بيبلسبرج، وهو اسم يعرض تحته عدد من الأعمال في مهرجان برلين من بينها فيلم الافتتاح " ذي انترناشيونال"* الدولي.
"الذئب الرمادي الصغير قادم"
: مدير مهرجان برلين ديتر كوسليسك وتضم قائمة الأعمال الأخرى الفيلم البلغاري " الكونتيس"، الذي يصور الأجواء الليبرالية والحرية غير المعتادة التي سادت المهرجان العالمي للشباب والطلاب عام 1968 وتداعيات محاولة سيدة شابة الاستفادة لأقصى حد من هذه الأجواء. كما يعرض في المهرجان فيلم الرسوم المتحركة " تيل أوف تيلز*أم" الذي أنتج في الاتحاد السوفييتي عام 1979. وكافح مخرج الفيلم يوري نورستين على مدي أربع سنوات كاملة حتى اخرج هذا العمل وهو عبارة عن عملية إعادة فك وتركيب من منظور شخصي لتراجيديات القرن العشرين. وقد رفضت الرقابة الروسية الاسم الأصلي للفيلم " الذئب الرمادى الصغير قادم " لاعتقادها انه يتضمن رسائل ضمنية.
تشمل السلسلة أيضا أفلاما من رومانيا وتشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا وبلغاريا. يقول ديتر كوسليسك مدير مهرجان برلين السينمائي الدولي أن السلسلة تثبت " كيف أن الفنان يمكن أن يتنبأ بما سيحدث من تغييرات ويستطيع أن يرصدها" في أعماله السينمائية. وبرلين هي بؤرة الاحتفالات السنوية بنهاية الشيوعية بعد 20 عاما من سقوط سور برلين.
رقم قياسي وفعالية موازية للمواهب الشابة
: إقبال كبير على شراء التذاكر لدخول المهرجان يذكر أن مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله"، الذي أصبح أحد أكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية في العالم إلى جانب مهرجان كان وفينيسيا، سوف يبدأ فعالياته اعتبارا من يوم الخميس القادم وسيستمر عشرة أيام اعتبار. و من المقرر أن يتم عرض نحو 90 فيلما ألمانيا خلال المهرجان هذا العام. وقد تم تقديم رقم قياسي من الأفلام يتجاوز 6 آلاف فيلم للمهرجان هذا العام، اختير منها 386 فيلما للعرض، ويتم عرضها في الأقسام المتنوعة للمهرجان. وهذا يعني أنه سيتم يوميا عرض 32 فيلما كل يوم إضافة إلى 679 فيلما إضافيا يشاهدها مشترو الأفلام في سوق الأفلام الأوروبية، وهو ما يمثل الجانب التجاري من المهرجان الأمر الذي يرفع العدد الإجمالي الذي سيعرض من الأفلام إلى حوالي 89 فيلما يوميا.
يذكر أن إدارة المهجران استحدثت في السنوات القليلة الماضية فعالية خاصة برعاية المواهب، وهو ما أصبح حدثا شهيرا للغاية بين صناع السينما من الشباب في جميع أنحاء العالم. واستجاب حوالي 3834 من المواهب الشابة الطموحة من 128 دولة للدعوة لتقديم طلبات للمشاركة خلال عام 2009.