جهود لتطويق الأزمة العراقية الكويتية
بعد الازمة التي أثارها السجال بشأن خروج العراق من الفصل السابع ومعارضة الكويت لهذه المساعي , وبعد أن تطورت الازمة الى حد المطالبة بسحب السفراء وتبادل الحملات الاعلامية, يسعى مسؤولون من البلدين – بالاضافة الى وساطة أمريكية - الى تطويق الازمة ولملمة أثارها .
فقد شدد نائب الرئيس طارق الهاشمي على ضرورة التحرك السريع وتفعيل اللجان المشتركة بهدف تطويق الخلافات ــالتي أُشيعت مؤخرا عبر بعض وكالات الانباء والصحافة ــ والعمل على معالجة الملفات العالقة بين البلدين بافضل طريقة ممكنة.
وقال مصدر في مكتب الهاشمي يوم الثلاثاء ان نائب رئيس الجمهورية ناقش مع مدير الدائرة العربية في وزارة الخارجية اسعد السعودي ملف العلاقات الثنائية بين العراق والكويت.
وفي لقاء ثان منفصل ،بحث الهاشمي مع سفير دولة الكويت لدى بغداد علي المؤمن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وأكد الهاشمي على ضرورة التحرك السريع وتفعيل اللجان المشتركة بهدف تطويق الخلافات ــالتي أُشيعت مؤخرا عبر بعض وكالات الانباء والصحافة ــ والعمل على معالجة الملفات العالقة بين البلدين بافضل طريقة ممكنة من شأنها ان تحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، وتضع العلاقات الثنائية على اعتاب مرحلة جديدة ومتميزة في العلاقات الدولية ، آخذين بنظر الاعتبار الظروف الصعبة التي يمر بها العراق والضرورة الماسة لموقف منصف من جانب اشقائه العرب يساهم في التسريع باخراج العراق من هيمنة البند السابع.
من جهتها أعربت الكويت اليوم عن أسفها واستغرابها للنهج التصعيدى لبعض وسائل الاعلام وتوجيه الاتهام لها فى ايذاء العراق.
وصرح وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله لوكالة الانباء الكويتية بأن دولة الكويت تأسف وتستغرب النهج التصعيدى لبعض وسائل الاعلام وتوجيه الاتهام لدولة الكويت فى ايذاء العراق فى الوقت الذى بذلت فيه دولة الكويت جهودا كبيرة وعلى كافة المستويات لدعم العراق وعودته الى المجتمع الدولي.
وأضاف الجارالله ان دولة الكويت ترى بأن المجال الطبيعى لمعالجة اية امور تطرأ بين البلدين هى القنوات الدبلوماسية والعلاقات المتميزة بين البلدين.
واضاف اننا نثق بحكمة قادة البلدين فى معالجة هذه المواضيع دون الحاجة الى التصعيد من الجانبين وان الكويت تقدر وتتفهم طلب الاخوة فى العراق الخروج من الفصل السابع ليعود العراق للمجتمع الدولى وهو الامر الذى عملت وستعمل عليه الكويت الا ان هناك استحقاقات دولية تتعلق بدولة الكويت وبالعلاقات الكويتية العراقية نتطلع لحسمها من خلال اللقاءات والعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وتحت مظلة ورعاية الامم المتحدة ووفق قرارات الشرعية الدولية.
واستطرد وكيل وزارة الخارجية الكويتية بأن دولة الكويت عندما تطالب الاخوة فى العراق باستكمال معالجة هذه القضايا انما تنطلق بذلك من الحرص على العلاقات الاخوية الممتازة بين البلدين وكذلك الحرص على دعم وتعزيز دعائم الامن والاستقرار فى المنطقة.
الى ذلك أكد السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل رغبته في المساهمة بتحسين العلاقات العراقية الكويتية، إضافة إلى السعي لإحداث تغييرات في البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ما زال ساري المفعول على العراق.
وأضاف السفير هيل قوله: "لدينا الرغبة في دعم والعمل سوية مع الحكومة العراقية لإحداث بعض التغييرات على هذا القرار، ولدينا أيضا الرغبة في العمل مع أصدقائنا العراقيين لتقوية وتحسين العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مع دولة الكويت".
وأكد السفير هيل، من جهة أخرى، على التزام بلاده بتطبيق جميع بنود الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين، موضحا بالقول: "الاتفاقية الأمنية بين البلدين ليست مهمة على الصعيد الأمني فحسب بل هي مهمة أيضا لفتح صفحة جديدة من العلاقات وتأسيس سجل مفتوح من الثقة المتبادلة بين العراق وأميركا، ولنثبت للشعب العراقي بأننا سوف نلتزم بوعودنا وكلمتنا 100%، ويمكن أن نتفق بعدها على اتفاقيات ثقافية وأخرى في مجال التعليم وقطاعات أخرى".