الشيخ ياسر عودة مستغرباً طلب البعض شهادة من الآخرين في حق المرجع فضل الله في حين أن الآخرين كانوا يحتاجون لشهادته ![line]-[/line]
"في رسالة خطية"
الإمام الخوئي:
السيد فضل الله مجتهد له رأيه
يده يدي..ولسانه لساني[line]-[/line]
أدعو إلى البقاء على تقليد السيد فضل الله إستدامةً أو حتى إبتداءً بالرجوع إلى بعض المراجع الذين يجيزون تقليد الميت إبتداءً كالمرجع ابراهيم الجناتي[line]-[/line]لقد أفتى (رض)بالجديد إلى 50 سنة على الأقل..فلا أظنّ أننا ولو بعد هذه المدة سيأتي مرجع ما بما أتى به سماحته[line]-[/line]المرجعان إسحاق الفياض وإبراهيم الجناتي أجازا العلامة السيد علي فضل الله قبض الحقوق الشرعية للإستمرار في رعاية المبرات والمؤسسات التي أسسها الراحل[line]-[/line]ربما يتصدى السيد علي فضل الله للمرجعية مستقبلا وهناك من تلامذته من هو في طريق الإجتهاد[line]-[/line]
(شبكة الفجر الثقافية) - (2010-12-20م) :
إستغرب الشيخ ياسر عودة - من علماء الشيعة في لبنان - عبر حوار إلكتروني مطوّل أن يطلب البعض شهادة من الآخرين في حق المرجع الديني الأعلى في لبنان آية الله العظمى الامام السيد محمد حسين فضل الله ، في حين أن الآخرين كانو يحتاجون لشهادة السيد على حد وصفه.
وقال عودة: «غير السيد يحتاج إلى من يشهد له ,أما السيد(رض) فبروزه العلمي والقرآني والفقهي ومجالات أخرى ,يعطي شهادات للآخرين .ومنذ أن اتى إلى لبنان وإلى آخر أيام مرضه ,لم ينقطع عن التدريس للخارج ,حتى تحت القصف والظروف الأمنية الصعبة ,كان يستاء كثيرا إن تركنا الدرس ,ويحثنا دائما على حضور الدرس في أحلك الظروف ».
ويعتقد الشيخ ياسر وهو استاذ في الحوزة العلمية ،بأعلمية المرجع فضل الله في الوقت المعاصر، قائلاً: «بالنسبة لسماحة السيد فضل الله (رض) نحن على الأقل لا نعتقد أن هناك شخصا أعلم منه,خصوصا مع العناصر الكثيرة في شخصيته الفكرية والعلمية التي إمتاز بها في المرجعية الحركية عن المرجعية التقليدية».
من جانب آخر اعتبر الشيخ عودة أن مقلدي السيد الذين مازالوا على تقليده لن يحتاجون إلى المسائل الجديدة إلا بعد خمسين سنة ، قائلاً: « لقد أفتى رضوان الله عليه بالجديد إلى 50 سنة على الأقل,فلا أظنّ أنك ستجد مرجعا بعد 50 سنة ,يستطيع أن يأتي بما أتى به سماحة السيد(رض)».
كما دعا إلى البقاء على تقليده إستدامةً أو حتى إبتداءً بالرجوع إلى بعض المراجع الذين يجيزون تقليد الميت إبتداءً كالمرجع ابراهيم الجناتي.
من جانب آخر كشف عودة عن رسالة خطية من زعيم الطائفة الشيعية في النجف الأشرف آية الله العظمى الامام السيد ابو القاسم الخوئي يشهد فيها بإجتهاد تلميذه ووكليه المطلق في لبنان آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .
كلام الشيخ عودة جاء جواباً على تساؤل طرحه أحد المشاركين حول الحملة التي إنطلقت ضد السيد فضل الله لإسقاط مرجعيته والتشكيك في إجتهاده، حيث قال:
«.. لسماحة السيد إجازة بالإجتهاد من السيد الخوئي (رض) ,ومن غيره وكلمة الشهيد الصدر (رض) :"كل من خرج من النجف خسر النجف إلا السيد فضل الله ,فقد خسرته النجف " دليل على تفوقه في مجالات عدّة ,ووصوله إلى أعلى الدرجات التي يعطي من خلالها علم واسعا ,كالفقهاء والمجتهدين».
وأضاف الشيخ عودة:
«وأنا أعلم شخصيا أن المرحوم السيد عبد الرؤوف فضل الله (رض) كان يرجع الناس في الإحتياط خصوصا في نجاسة أهل الكتاب ,ونجاسة الكفار بشكل عام إلى السيد فضل الله في ذلك الوقت الذي أتى به من النجف ».
واستشهد الشيخ عودة بالوكالة المطلقة التي لاتعطى إلا للعالم المجتهد عادةً والتي منحها الامام الخوئي للسيد فضل الله أيام الثمانينات الميلادية عندما عاد إلى لبنان، مستشهداً بحادثة قديمة حيث يقول:
«اني أذكر ان بعض علماء لبنان أرسلوا للسيد الخوئي(رض) أن السيد فضل الله إستحوذ على المال في قضية مفصلة ,في أول مبنى وهو مبرة السيد الخوئي في الدوحة ,فرد عليهم السيد الخوئي ,من دون الرجوع إليه " إن وكيلنا المطلق السيد فضل الله ,هو مجتهد وله رأيه ويده يدي ولسانه لساني " ».
كما تساءل احد المشاركين عن عدم حصوله لتقريرات بحث السيد الراحل في النجف ، فقال عودة:
«لا أدري لما هي ليست موجودة ,ولكن لو قصدتم مكتب السيد (رض) هناك ,لربما كانت موجودة ,أما في النجف فلا يخفى عليك ما فيها وموقفهم من سماحة السيد(رض)».
هذا وقد تطرق الشيخ ياسر عودة إلى مواضيع متفرقة في هذا اللقاء ، فقد تحدث في البداية عن علاقته بأستاذه المرجع فضل الله وقربه منه ،قائلاً :
«أكثر ما أذكره فيه(رض),البديهة وسرعة الجواب وإستحضار القواعد والأدلة عندما نسأله عن أي مسألة ,حتى آخر يوم إلتقينا بهِ,بقيت هذه البديهة موجودة عنده ,وأيضا ملاحظته لأدق الأمور مثلا : "للضوء إذا كان مشتعلا في النهار ",أيضا نذكر"منعنا من التكلم عن الذين أساؤوا إليه وإلينا,حفاظا على الوحدة الإسلامية","وصيته لنا دائما بأن نعلن حالة الطوارئ الثقافية والفكرية لنكون في مستوى التحديات",وغيرها من ذكريات كثيرة لا يسع المجال لذكرها ».
وفي سؤال حول فكرة السيد بالمؤسسة المرجعية ومدى امكانية تحقق هذا المشروع في الوقت الراهن او مستقبلا ، أجاب:
«المؤسسة المرجعية ,هي من أرقى النظريات الإسلامية المطروحة,وقد طبقها رضوان الله تعالى عليه,ولو جزئيا على مستوى المؤسسات التي لا نظير لها في تاريخ المرجعية,أما تحققها عبر مجلس مرجعي يصدر فتوى موحدة فهذا يبقى في إطار التمنّي,بل أعتقد أنه مستحيل في الوقت الراهن,حتى يأتينا جيل جديد من المرجعيات التي تحمل عقل المؤسسة لا عقل الفرد ,كما كان رضوان الله تعالى عليه ».
اما حملة التسقيط التي تعرض لها المرجع الراحل ، فيقول عنها الشيخ عودة :
«المفروض أن نتعاطى مع الناس بأخلاق الإسلام وأن ندفع بالتي هي أحسن ,وإن كنت أعتقد -شخصيا- ان الذين هاجموا سماحته رضوان الله عليه ,لا يملكون أدنى مراتب التقوى ولا الورع ولا الخوف من الله سبحانه وتعالى ,لأنهم كذبوا وحرّفوا وزوّروا وشوّهوا وصدّروا فتاوى وحكموا غيابيا ,من دون أن يقرأو قراءة واعية ,أو يسألوا ,والحكم من دون سماع ولا قراءة لا دين فيه ,لأن بين الحق والباطل أربعة أصابع ,فالحق أن تقول رأيت ,وأكثر الذين التقيناهم إدعوا الرؤيا ,وعندما واجهناهم بالمكتوب والحقيقة ,تبين كذبهم الصريح,والباطل ان تقول سمعت ,ومع الأسف مرجعيات دينية وعلماء بنوا أحكامهم على السماع والشيطان يكون موجودا عندما تحكم على شخص من دون أن تسمع منه,وأبسط قواعد القضاء قبل إصدار الحكم أن تسمع من الطرفين ,وأي تقوى تحكم هؤلاء وهذا أقوله للتاريخ فقط».
وحول توثيق بعض القضايا في هذه الحملة ضد الراحل ، قال :
«لا أعرف إن كان مركز الدراسات عند سماحته -رض- يقوم بهكذا أعمال,ولكن هناك شيئ من هذا».
وعن السبب التي شنت من أجله الحملة ضد المرجع السيد فضل الله ، قال:
«من لهم مصلحة في عدم إنتشار مرجعية فضل الله(رض) لتثبيت مرجعيات الآخرين ,لأن فضل الله كان يشكل عقبةً كبيرة أمام كل المرجعيات من جهة تمايزه العلمي والسياسي والإجتماعي والفكري والثقافي وغير ذلك وإنفتاحه على الناس ومعايشتهم وحمل همومهم وحلّ مشاكلهم ولقاءه بهم في كل المناسبات وتصديه للكثير من الواجبات اليومية وعيشه مع الناس ,وإنفتاحه على كل المسلمين وغيرهم من خلال موقعه في لبنان ,ومن خلال تميزه عن المرجعيات التقليدية ,بمرجعية حركية منفتحة على العالم ,تتحرك في كل الساحات وتتصدى لكل المشكلات.فلو ترك من دون حملة ضده ,لكن المرجع الوحيد بلا منازع وهذا سيشكل عقبة أمام الكثيرين,ولا أرى أي سبب للحملة عليه غير هذا السبب ,وقد شارك بعد ذلك في الحملة الحاقدين والمتخلفين والمتزمتين وأصحاب العقول الضيقة والخرافيين ,واصحاب المصالح المتعددة الذين لم يفهموا الإسلام ولا القرآن إلا معلبا في أطر التخلف والخرافة والأكاذيب».
وحول علاقة مرجعية السيد فضل الله بالمرجعيات الأخرى ،أجاب:
«ما اعرفه ان مرجعية سماحة السيد(رض) كانت مرجعية حركية منفتحة على كل الواقع ,وحتى المرجعيات التي ضاقت صدورهم وعقولهم من إستيعابه وفهمه وقراءته (رض) ».
وأضاف: «نحن نأسف ونحزن لهذه الفرقة بين المرجعيات ولعدم مناصرتها لبعضها البعض ,مع إحترامنا للجميع ».
وحول علاقة السيد فضل الله (رض)بالسيد السيستاني (حفظه الله)، قال :
«
في بدايات مرجعية سماحة السيد(رض) بحدود علمي كان يرسل له السيد السيستاني ليرسل له السيد فضل الله من مؤلفاته ,خصوصا كتاب "الحركة الإسلامية " و "في ظلال الإسلام" "الحوار الإسلامي المسيحي"...وليس كل ما يُعلم يُقال».
ويعلق احد المشاركين في الحوار بأن أحد مساعدي السيستاني كان يتحدث عن اعجاب الاخير بكتب
فضل الله حتى انه كان يُقبلها بعد الانتهاء من قرآءتها ،وخصوصاً كتاب "الحوار الاسلامي المسيحي" الذي نال اعجاب السيستاني فأعاد قراءته ثلاث مرات .
وعن قضية الصراع الدائر بين المرجعيات الدينية ،قال الشيخ عودة :
«
ولكنني احب كثيرا وأتمنى ان يصل إلى آذان المراجع كل المراجع,هذه الكلمة وهي :
"
قبل ان يحكموا على الشخص ,لا بد أن يتبعوا أبسط قواعد القضاء ,التي يفتون بها "
وثانيا لا بد أن يسمعوا ويقرأو جيدا من نفس الشخص ,وليس من الحاشية التي تضل وتحرف عن المسار والطريق
وثالثا,لا بد أن يقفوا إلى جانب المظلوم كما اوصا أمير المؤمنين (ع) ولديه : كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا,
رابعا : أبدي أشد الإستغراب والإستنكار لما أسمعه ,بل أقرأه من تصريحات بعض المراجع في حقّ الراحل الكبير (رض) والتي لا أستشم فيها أي رائحة للخوف من الله ».
واكتفى الشيخ عودة بهذا التعليق العام دون أن يقصد أحد على حد تعبيره.
وفي موضوع آخر أجاب الشيخ عودة على تساؤل حول المرتبة العلمية لتلامذة المرجع الراحل ، قائلاً:
«أنا أعتقد بأن ولداه سماحة السيد علي ,وسماحة السيد جعفر هما في خط الإجتهاد ,وأعتقد بأنهما أهل لإصدار بعض الفتاوى ولو جزئيا ».
وفي جواب آخر قال بأن الشيخ حسين الخشن وهو من ابرز تلامذة المرجع
فضل الله يسير في خط الإجتهاد ايضاً .
وفي السياق ذاته ذكر الشيخ عودة ان المرجعان إسحاق الفياض وإبراهيم الجناتي قد أجازا للعلامة
السيد علي
فضل الله قبض الحقوق الشرعية للإستمرار في رعاية المبرات والمؤسسات التي أسسها الراحل .
وفي تساؤل عن نية أحد تلامذة
السيد أو أبناءه بالتصدي للمرجعية الدينية ، أجاب:
«
نعم, ولكن في المستقبل ,ولا يريدون ليحرقوا المراحل ,ولكن أرى أن سماحة السيد علي فضل الله ربما يتصدى للمرجعية مستقبلا ,وهناك من تلامذته من هو في طريق الإجتهاد».
وحول رغبة بعض الشخصيات الدينية في لبنان بالتصدي للمرجعية ، قال الشيخ ياسر عودة :
«
هم أحرار فيما يطرحون ,ونحن لدينا من نعتقد أنه في مستوى عالي من العلم والمعرفة ومؤهل لطرح مرجعيته ,ولكن بعض الظروف تمنعه من ذلك ».
وفي موضوع المقاومة الإسلامية ، قال :
«
ما أعرفه أن سماحة السيد -رض- ,هو مربي وراعِ حركة المقاومة منذ نشأتها وخصوصا لكثير من القيادات فيها».
والشيخ ياسر عودة هو من قرية عاملية حدودية في جنوب لبنان تسمى برعشيت, من مواليد عام 1969 ميلادية,وقد دخل في طلب العلم سنة 1984 م في المعهد الشرعي الإسلامي -حوزة سماحة آية
الله العظمى
السيد محمد حسين
فضل الله(رض),ودرس فيها المقدمات وشيئا من السطوح ثم ذهب إلى مدينة قمّ المقدسة عام 1989م,ليكمل علومه, وتابع فيها السطوح على أيدي علماء بارزين في قم من أعلام حوزتها, حيث درس فيها عند آية
الله نور محمّدي ,وآية
الله الهرندي ,آية
الله الأيرواني,والسيد عادل العلوي..وغيرهم,وقد تتلمذ مطوّلا عند آية
الله الدماوندي ، ثم عاد أدراجه إلى لبنان,والتحق بحوزته الأم مجدداً حيث حضر دروس البحث الخارج عند العلامة المرجع
السيد محمد حسين
فضل الله(رض) عام 1992م ,ولازمه طوال تلك المدة إلى ان انتقل إلى جوار ربّه عام 2010م، وله عدة نشاطات إجتماعية ودينية منها إمامته لصلاة الجماعة ، وممارسة الخطابة ،وإلقاء المحاضرات ،والمشاركة في الندوات والمؤتمرات ، وتأسيس بعض اللجان والنشاطات الثقافية كما يقوم بالتدريس في حوزة المعهد الشرعي .