"معارضة الداخل" ترفض التدخل الأجنبي والعنف والطائفية
دمشق ـ أعلن المشاركون في المجلس الوطني الموسع لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا "هيئة التنسيق الوطنية" رفضهم للتدخل الأجنبي و للطائفية والعنف، وشددوا على توحيد صفوف المعارضة في الداخل، فيما أعلن بعض المشاركين الشباب رفضهم للحوار مع النظام وطالبوا بإسقاطه.
وطالب المشاركون "نحو 300 " بينهم بعض الشباب من التنسيقيات في الداخل في اجتماعهم الذي عقد في مزرعة خارج العاصمة دمشق الى عقد مؤتمر وطني عام وشامل، وأشاروا الى ان هذا يحتاج الى إطلاق حوار جاد ومسؤول يبدأ بتهيئة البيئة والمناخات المناسبة ليكتسب مصداقية.
وأضافوا ان كل ما يقوم به النظام حتى اليوم يسير في اتجاه تعميق الأزمة الوطنية، فهو لا يطرح مسألة الحوار إلا في سياق استمرار هيمنة الحزب الواحد من أجل كسب الوقت وامتصاص الغضب الشعبي وتغطية الحلول الأمنية وتشتيت الشعب والمعارضة الوطنية الديمقراطية.
وطلب المشاركون من السلطة وقف الخيار الأمني العسكري الذي يتجلى قتلاً واعتقالاً وإذلالا وحصاراً من قبل الأجهزة الأمنية، والتوقف مباشرة عن استخدام قوى الأمن والجيش في معركة مع الشعب وفك الحصار المفروض على عدد من المدن والبلدات السورية، والإفراج عن جميع الموقوفين منذ انطلاق الانتفاضة وعن جميع المعتقلين السياسيين قبل هذا التاريخ.
وقال رئيس هيئة التنسيق الوطني المحامي حسن عبد العظيم "ان التحول الديمقراطي المطلوب في سوريا يعني نقل البلاد من الحالة الراهنة الى التغيير الوطني الديمقراطي السلمي،وهو الذي يعني تفتيت بنية النظام وشمولية النظام وإسقاط نهج النظام الاستبدادي، وإنهاء هذا النظام وبناء نظام ديمقراطي ودولة مدنية حديثة".
من جانبه قال ممثل الهيئة في الخارج سمير العيطة "إرداتكم أقوى من إرادت السلطة التي تستطيع كسب المعركة عسكرياً لكنها خسرت المعركة سياسياً، نحن لا نقبل التدخل الأجنبي ولحظة التغيير باتت قريبة".
ودعا الشباب الى "اختراع طرق ذكية في النضال حتى يثبتوا إرادتهم الصلبة لان هناك تحديات سياسية كبيرة، والى ضرورة العمل السياسي لإعطاء جيل الشباب دورا أكبر لأنهم بصراحة أوعى من جيلنا، وانتم تحملون مشروع سوريا الحضاري و لا يمكن بناء الجمهورية العربية السورية إلا بالتوافق بين أبنائها".
كما طالب العيطة ب "ضرورة المحافظة على وحدة الجيش لأنه الجيش الوطني ولكن لابد من لحظة مراجعة ".
بدوره قال عضو هيئة التنسيق الناشط السياسي ميشيل كيلو "نحن في منعطف تاريخي خطير ونحن أمام جيل يستطيع تحمل مسؤوليات المنعطف الخطير الذي تشكل خلال فترة قريبة، هذا الجيل الذي صحح كل أخطاءنا في الماضي، ويتحمل كل أخطاء المستقبل".
وأضاف كيلو "نحن أمام تراكمات خارجية وداخلية فائقة الأهمية و إذا لم نكن في مستواها فإننا مهددون بأن نضيع ما يجري الآن في بلادنا".
ودعا كيلو قوى المعارضة الى التوحد وقال"يجب ان تتحد المعارضة على ماذا انتم مختلفون نحن أمام أشهر حاسمة يجب علينا ان نعرف ماذا نفعل ونتحمل مسؤوليتنا جميعاً".
وحذر كيلو من التدخل الخارجي، بالقول "لا يوجد أحد لا يتدخل في شؤون سورية من إيران الى أميركا، و إذا كان هناك تدخل عسكري سوف يكون كارثة حقيقية على البلد".
الى ذلك حذر بعض الإسلاميين من "ركوب موجة الاسلاموفوبيا مشيرين الى ان الحل هنا يكمن في الإسلام العلماني".
وقال محمد درار من التيار الإسلامي "على الإسلاميين المعتدلين ان يواجهوا هذه المعركة الجديدة التي تريد ان تركب الموجة كبقية الدكاكين التي فتحت في أوروبا.. نحن مع واقعية إسلامية ترى الحل علمانيا".
ولم تسلم المعارضة نفسها من الانتقاد، وقد تم توجيه رسائل تحذير مباشرة لها.وقال الدكتور زيدون الزعبي أحد المشاركين في اللقاء "أقول للمعارضة الوقورة يكفي وقارا.اختنقنا إما ان تبادروا وتتحركوا الى أمام الشارع لا خلفه و إما سنطالبكم بالتنحي".
وانتخب المؤتمرون مجلسا وطنيا يضم 80 شخصية من الأحزاب المشاركة في هيئة التنسيق إضافة الى بعض المستقلين ومن الناشطين حسين العودات وفايز سارة وعارف دليلة.
وتعقد الهيئة اليوم الأحد مؤتمراً صحافيا تتم خلاله تلاوة البيان الختامي وأسماء أعضاء المكتب التنفيذي. "يو بي اي"