أول قائممقام لقلعة صالح
------------------------
ولد سليمان بن صالح بن دخيل بن جار الله النجدي الدوسري ببريدة من إقليم القصيم بوسط نجد عام 1290هـ/1873م ، نشأ في أسرة كان لها شأن فوالده صالح بن دخيل كان يعد من علماء بريدة البارزين ، وعمه جار الله بن دخيل كان تاجراً مشهوراً ووكيلاً لآل رشيد في بغداد أثناء الحرب العالمية الاولى
بعد أن تلقى سليمان الدخيل شيئاً من التعليم الديني في بلدته بريدة ، تاقت نفسه إلى الاستزادة من العلم ، فانتقل من القصيم إلى البصرة فبغداد ، حيث قابل عمه جار الله الذي شجعه على الدراسة لإكمال تعليمه ، وبعد فترة سافر للهند لممارسة التجارة والتزود بالعلم .
الدخيل موظف في الدولة
-----------------------------
بعد أن أصبح العراق تحت الانتداب البريطاني في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتسويات مؤتمر الصلح في باريس، قامت ثورة العشرين في العراق، فاتجهت بريطانيا إلى إقامة دولة ملكية في العراق، وإدارة وطنية منها، فكان لا بد لهذا الكيان الجديد أن يبحث عن الكفاءات المتعلمة ليدخلها في أجهزته الإدارية، وهي كفاءات قليلة ونادرة، فكان أن أتيحت لسليمان الدخيل فرصة الحصول على وظيفة في تلك الحكومة، خاصة بعد رحلته الشاقة ومعاناته في العمل الصحفي والنشر والتأليف مع شحة الإمكانات المادية نتيجة الحرب العالمية، ويشير عجيل إلى ذلك بقوله: «توقف الأستاذ الدخيل عن العمل الصحفي بعد الحرب العالمية الأولى، وآثر الاستقرار والعمل في وظائف الدولة...». أما الجبوري فيتناول الحياة العملية للأستاذ الدخيل أكثر مما تناولها غيره، فنجده يقول: «بعد حياة حافلة بالكد العنيف من أجل الحق والأمة والكلمة الشريفة، ركن الدخيل إلى العمل الإداري، حيث دخل العمل الحكومي في بغداد في 22/1/1921 موظفاً في وزارة الداخلية، وراح يتنقل في مؤسساتها الإدارية في بغداد والمدن العراقية الأخرى، فعمل مديراً لناحية بلد من نواحي بغداد، ثم مديراً للتحريرات في عدد من مراكز المدن العراقية، وقائمقام لمدينة عانةمن مدن محافظة الأنبار - الرمادي، ثم نقل إلى العمل في مديرية الدعاية العامة في بغداد، للإفادة من خبرته الثقافية ومكانته الإعلامية في ميدان الصحافة والأدب...» وكان الجبوري يعتمد، في روايته هذه، على ما كتبه رفائيل بطي، بجريدة البلاد العراقية,,,,
ويتحدث المرحوم صالح الوشمي: «رحل إلى العراق وسمت به همته، هو الآخر، إلى الأعمال القيادية؛ فروي لـه أنه أسند إليه عمل حكومي شرقي دجلة في قلعة صالح - العمارة - ميسان ( قائممقام ) ثم تولى قائمقام الكبيسة قرب الرمادي بالعراق، ولعل ميوله الصحفية والأدبية المبكرة كانت تغير اتجاهه بين فترة وأخرى...» ، فبعد أن تقلب في الوظائف الحكومية المختلفة سبعة عشر عاماً، عاوده الحنين إلى الصحافة ليأخذه مرة أخرى، ويعود لها بعد انقطاع طويل,,,,,,
---------------------------------------
(1) مجلة العرب ج1. س7، رجب 1392هـ آب (أغسطس) 1972م. ص 70.
(2) سليمان بن صالح الدخيل الدوسري، عبدالله الجبوري، دار الرفاعي للنشر والطباعة، الرياض 1410هـ/1990م، ص12-14.