.
.
عصمة المدربين ... المالكي وخيار الشرق
تقديم :-
يقول العقيق ادام الله بقاءه الشريف :- ان السلوك الآني في التعامل مع الحدث يعد من اهم ملامح السياسة الامريكية ، سواء مايخص القضية العراقية او غيرها ، فالامريكيون نادرا مايضعون (Plan D) لانهم في الاعم الاغلب يبنون توقعاتهم على موافقة جميع الاطراف على ماجاء في (Plan A) وفي احيان قليلة وجدوا انفسهم (مضطرين) للتسليم الى (Plan B)والتي لا تختلف عن (Plan A)الا بتبديل للفقرة اولا لتكون ثالثا والفقرة تسعا وثمانين لتكون رابعا ليس الا ! وفي صدف نادرة جدا وتحت ضغوط من الطرف الاخر رضخوا لـ (Plan C) والتي تكون بمجملها صورة مطابقة من (Plan A) الا من تغيير في بعض (Articles) والتي " قــد " تحملهم التزامات معينة وضعها من صاغ الاتفاق بحساباته ، الا انه لن يصرّح بها الا اذا كان محاوره حصيفا بما فيه الكفاية لكي يتجرأ ويفرض على العم سام التزامات ليس وقتها !
اذاً وعلى مدى اكثر من ستين سنة من عمر الامبراطورية الامريكية بعد ملحمة هيروشيما وناكازاكي "الانسانية الخالدة" كانت (Plan C) هي اسوء مايمكن للامريكان ان يتوقعوه ، بل وحتى بمفاوضاتهم العتيدة مع الدب الروسي ايام الاتحاد السوفيتي يرحمه الله تعالى ، لم يكونوا بحاجة ابدا للانجرار الى (Plan D) والتي تعني العودة الى نقطة البداية !
فهل يكون البلبل العراقي هو الاول بين الطيور الداجنة حديثا الذي يضطر النسر الامريكي بالعودة الى دائرة المنتصف ؟
من وجهة نظري الشريفة فما زالت الاجابة على هذا السؤال رهينة بما سوف تتكشف عنه المباحثات بين البلبل العراقي والنسر الامريكي حول عدد المدربين ووضعهم وتواجدهم وافراد حمايتهم ، بل ربما يطفوا على السطح موضوعا اكثر خطورة يتمثل بالوضع القانوني للعناصر التي تتولى حماية المعبد المقدس لرئيس الكهنة ( السفارة الامريكية ) ! خصوصا اذا ما اتخذ مجلس نواب الشعب الموقر (هونيك .. بالاحلام .. على رأي نانسي عجرم ..) قرارا يحصر بموجبه السلاح بيد القوات المسلحة العراقية ويمنع المليشيات والبيش مرگة و شركات الحماية الخاصة مهما كان جنسها ونوعها من حمل السلاح والتواجد على عراق المقدسات .
اسلحة امريكية ومدربون
حتى هذه اللحظة تشير كافة المؤشرات الرسمية والمعلنة على انسحاب كامل لقوات التحرير الانسانية الامريكية وذلك لعدم التوصل الى اتفاق بشأن عصمة القوات الامريكية والتي حاول الجميع الابقاء عليها وابتدعت لذلك الحجج والتصريحات فتزاحم الجميع من سياسيين ونواب وعسكريين ومحللين للتصريح علانية وسرا بعدم جاهزية مليون ويزيد من القوات المسلحة العراقية لا تدريبا ولا تسليحا لاستلام الملف الامني ! ولا ادري ماذا كانت تعمل القوات العراقية ، على الاقل ، على مدى السنوات الخمس الاخيرة من عمر التجربة "الديمقراطية" !
ولماذا لم يُلتفت الى موضوع تدريبها بصورة صحيحة فالامر لن يحتاج الى الكثير من الجهد او المفهومية ، فيما لو أعتمد السياق الصحيح للبناء العسكري وعندها سوف لن نجد الامهات ترمق ابناءها يوميا نظرة وداع ابدي بسبب التسيب الامني الذي نعيشه والذي استحق بسببه قاسم عطا ان يكون صحافا جديدا لكثرة ماسمعنا من اكاذيب ووعود ومعلومات ليست دقيقة وما حادثة كنيسة سيدة النجاة منا ببعيد !
ولا اجد هنا تفسيرا واحدا لعدم مشاهدة العجلات الامنية الغريبة والمخيفة ، والتي ظهرت فجأة في ساحة التحرير يوم 25 شباط 2011 عندما ظنت الحكومة ان هناك تهديدا لوجودها ، رغم كل التسيب الامني الذي تعيشه المدن العراقية ورغم كل ايام الاسبوع الدامية والتي اصبحت سابقة عراقية بأمتياز !
عودٌ على ذي بدء ، فالامريكيون يرفضون ان تبقى قواتهم " مدربين " دون ان يكون لهم عصمة مطلقة وهنا نتساءل وبألحاح :- لماذا يصرّ الامريكيون على موضوع الحصانة ؟ هل يعتبرون جنودهم مشاريع اجرام حتمية ؟ واذا لم يكن الامر كذلك فلماذا اذا ؟ على كل حال فالاجابة لمثل هكذا سؤال يتولون هم ومن يبكي على خروجهم الاجابة عنه .
السؤال الان :- هل نحن فعلا بحاجة الى مدربين امريكيين ؟ والسؤال الاكثر احراجا :- هل ان العراق فعلا بحاجة الى اسلحة امريكية حصرا ؟ وماهي الاسلحة التي اشتراها العراق ووافق عليها البنتاغون لكي نحتاج لها مدربين ؟ واذا كان البنتاغون والكونغرس لم يوافق حتى اللحظة على تلك الصفقات " الوهمية " فلماذا الجدل على شيء لا يوجد له اساس اصلا ؟ وفي اسوء الاحتمالات ماهو البديل ؟
البديل :-
لايخفى على الجميع ان المدربين هي حجة امريكية - عراقية لبقاء قوات التحريرالانسانية الامريكية والتي يشعر الجميع بالرعدة من مجرد سماع كلمة انسحابها وتركها لهم يجابهون مصيرهم لوحدهم ، والا لكان من السهل ان يستعين العراق بمدربين من الاردن او المغرب او مصر او حتى تركيا فكل هؤلاء يعتمدون السلاح الامريكي الكلش قوي وتكنيكي ! خصوصا ان الجنود والضباط سوف لا يعانون حاجز اللغة الاجنبية والتي يعتبر الجيش العراقي الحالي من اكثر جيوش الارض امية من هذه الناحية !
فالحل لموضوع المدربين سهل يسير اذا ماكان الموضوع هو تدريب ومدربين ... الا ان العقيق يرى الامر من منظور مخالف تماما ! فلماذا لا يجعل المالكي امريكا ان تعود الى ( Plan D) ويترك امريكا وعبوديتها ويقلب السحر على كل السحرة والدجالين ومعهم كل جبار عنيد !
عودة الدب الروسي :-
يبدوا ان التشابه بين لينين وبوتين لا يقتصر على الاسم الاول ( فلاديمير ) فقط بل تعداه الى الحلم باعادة الحياة للاتحاد السوفيتي ولو بنظام ومنظور جديد ، الا ان النتيجة حتما ستكون واحدة . ولعل النشأة الجديدة للاتحاد الاوراسي تتشابه تماما مع ما بدأ به لينين سابقا ، فأذا كانت روسيا واوكرانيا وبلاروسيا والقوقاز نواة لما بات يعرف حينها بجمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية فأن روسيا وبلاروسيا وكازاخستان وربما قريبا جدا قرغيزستان وطاجكستان ستكون هي النواة لاعلان الاتحاد الاوراسي الجديد !
لماذا نشغل انفسنا في هكذا قضية ؟
استفهام سيكون في محله لو لم تكن روسيا هي العضو الاكثر فاعلية في مجلس الامن واللاعب الاساسي والمؤثر في جميع المباريات الدولية الحديثة وليس بخاف دور روسيا في تغيير نتيجة لعبة (سوريا – مجلس الامن) في المبارة الاخيرة ! والا لن يكون مصير بشار بأفضل من مصير اعمامه الرؤساء ! كما مصير باقي الاعمام لن يكون افضل من سابقيهم ان لم يكن اسوء !
رحلة الى موسكو :-
لو كان الامر متروكا للعقيق اعلى الله مقامه لامتطى متن الطائرة الرئاسية وشدّ الرحال الى موسكو الحالمة بعودة اتحادها الاوراسي ( السوفيتي ) ومجدها السابق، وماهي الا ثمان واربعين ساعة ونعود بتوقيع اتفاقات بمليارات الدولارات من اخر تكنلوجيا السلاح الروسي على ان تشمل الصفقة التدريب وقطع الغيار والصيانة لفترة معينة كما كان معمولا به في الجيش العراقي السابق وكما هو معروف لكل جيوش الارض !
وبهذا يضرب المالكي ثلاثة عصافير بحجر واحد ، فالعصفور الاول يتمثل بالتحرر من اجحاف القوانين الامريكية الخاصة بتجهيز الاسلحة للدول التي يعتقدون انها تشكل خطرا على الطفلة المدللة "اسرائيل" ، والعصفور الثاني هو امكانية الاستعانة بمدربين عراقيين اعتادوا استخدام السلاح الروسي بل وابدعوا استخدامه والعصفور الثالث هو ضمان الصين وايران كمصدر لقطع الغيار عند اسوء الظروف !
وبدلا من الانتظار اربع سنوات او قد يزيد ، لكي ينعم علينا الكونغرس بطائرات (F16) غير قتالية كما كشفت صحيفة (U.S Today ) قبل بضعة اشهر عندما اعترضت الجارة الكويت والجارة السعودية على تزويد العراق بهكذا نوع من الطائرات ! فهل سوف تستطيع هاتان الجارتان الاعتراض فيما لو كانت الطائرات ( MIG35) الروسية الصنع ؟ وماذا سيكون قيمة ذلك الاعتراض ؟
الاجابة لاتحتاج الى اجابة
فهل اعدنا الكرة من جديد الى ملعب السيد المالكي باعتباره رئيسا لمجلس الوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والداخلية بالوكالة ؟
العقيق في الاول من ذي الحجة الحرام سنة 1432 من هجرة المصطفى ( ص ) الموافق لليوم الثامن والعشرين من شهر تشرين اول (اكتوبر) سنة 2011 لميلاد السيد المسيح ( ع ) ...
..