لعل ما جرى في سبايكر كان هو الدافع الحقيقي وراء اصدار المرجعيه الدينيه فتواها بالجهاد الكفائي والذي صاحبه دعوه للاهل لتحريض ابناءهم على الثبات والقتال , بغض النظر عن الجانب المأساوي لمجزرة سبايكر فان ما جرى يحتاج فعلا لدراسه جاده لتلك الحالة ..اقصد , هذا الاستسلام الغريب والمفزع للقتل والذي لا يمكن ايجاد وصف مناسب له ..فحتى اضعف الحيوانات تظهر مقاومه للقتل و(الجزارون) يعرفون كيف ان (النعجه) تظهر مقاومه عنيفه لا يتغلب عليها الا عدة رجال اشداء حين تشم رائحة الدم من اقرانها قبل سحلها لداخل(المسلخ) فما الذي حدث ؟؟؟؟؟ وكيف سار هؤلاء الشباب طائعين مطيعين وهم يشاهدون باعينهم قتل اصحابهم؟؟؟ ( لا اتكلم هنا عن خديعه الاسر لكني اتكلم عن عملية القتل المنظم بمحظر الشباب ورؤيتهم له ثم جريهم الى الحفر والتمدد هناك بانتظار طلقات الموت !!)..امور عديده يجب دراستها لتجنب حدوث تكرار تلك الحادثه خصوصا وان الجناة ما زالوا نشطاء وما زالوا يهددون بمجازر اخرى اكبر ..في رأيي ان دعوات المرجعية المتكرره للسكون وضبط النفس والركون للصمت ولو قتل نصف الشيعه وعدم وجود اي خطاب يدعو ويحرض الشباب لمواجهه هذا المد التكفيري بل والتعامل مع الواقع على انه حرب معلنه على الشيعه بما يستلزمه ذلك من القيام بهجمات معاكسه لحواضن الارهاب والتصدي لهم في كل المجالات والتعامل وفقا لستراتيجية القتال وتحركاته وبث الروح المعنويه للشباب وانهم يقاتلون النواصب من انصار يزيد بن معاويه (وهم كذلك )وتبشيرهم بثواب واجر قتالهم وانهم يحشرون مع انصار الحسين ع ...هذا الخطاب لو انتهجته المرجعيه ولو عن طريق توجيه خطباء المنابر سيكون له اعظم الاثر في اعادة التوازن للوضع الامني حيث ستدرك عشائر اهل السنه (وهي التي قامت بالمجزره) انها ستكون مستهدفه من هذا المارد الشيعي المرعب الغاضب والذي يرفع شعار (هيهات منا الذله)...وبعكس هذه التوجه الجديد والذي يتلائم مع خطورة المرحلة التي يمر بها العراق الان فان مثل هذه المشاهد المفزعه لمسيرة الشباب نحو الموت ستتكرر وسيكون شعار (هيهات منا الذله) مثارا للسخريه مالم تترك شيعة العراق استخدامه للشيعه في اوطان اخرى قادرين على حمله وهم يخوضون بحار الموت شرقا ومغربا كما قال ابا الاحرار (ع) ..الذي جرى في سبايكر صرخه بوجه المرجعيه التي هي من تحدد صيغه الخطاب الديني زمن الحرب ..وللحرب خطاب غير خطاب السلام ,لكن المرجعيه ادامها الله خلطت بينهما فدعت لخطاب سلام في وقت فاضت فيه شوارع الشيعه بالدماء وقد اعترفت بنفسها اكثر من مرة انها ستفقد سيطرتها على الشارع لطول صمتها وقساوة الجرائم بحق اتباع اهل البيت وفي مقابل ذلك نرى ان الطرف الاخر استخدم كل وسائل التحريض والتحشيد لاتباعه حتى جعل ارتكابهم للقتل بدم بارد هو موضع الفخر تماما مثلما العمليات الانتحاريه موضع استبشار بالغداء مع رسول الله (ص). خطأ المرجعيه عدم ادراكها لطبيعه الطرف الاخر الذي يراد له ان يكون شريكا في هذا الوطن المنحوس ..فكأنه سيكتفي بالقتل اذا حصد نصف الشيعه وهذا وهم !! فهو لن يكتفي الا باستئصال الشيعه عن بكرة ابيهم كما يقول الشيخ محمد رضا المظفر( رحمه الله ) في تبريره للتقيه !!القوة وحدها والرد بالمثل هي القادره على وقف عدوان الطرف الاخر وتقسيم العراق اهون بكثير من مسلسل القتل الذي يؤسس لعداوات مستقبليه تمتد لاجيال عديده ..وطن سيبقى يتغذى على دماء ابناءه اذا اريد له الاستمرار موحدا ...اذا لم تدرك المرجعيه هذه الحقيقه وتغير من صيغه خطابها وتوجيهها للسياسيين الشيعه وجمهور الشيعه في العراق فانها ستتحمل دماء مئات الالآف من الشيعه كما تحملت مئات الالاف من قبل بدعواتها للضحايا بضبط النفس وهي ترى الخطاب التحريضي الدموي والمؤجج لكل مشاعر الكراهيه من الطرف الاخر والذي دفع ضريبته بارواحهم اؤلئك الشباب السائرون للموت اكراما لتوجيهاتها !!!!!