هناك نقطةٌ جديرةٌ بالبحث والتأمّل، وهي أن غريزة الرجل تدعو إلى التعدد أكثر من غريزة المرأة، لأن عنصر الإثارة لدى الرجل أشد وأسرع من عنصر الإثارة لدى المرأة؛ فان تأثر المرأة بالعوامل التي تثير الغريزة يحتاج إلى إعداد نفسيٍّ وجسديٍّ أكثر مما يحتاجه الرجل؛ حتى أن الرجل يبلغ حاجته، في ما يسمى بذروة الشهوة في العلاقة الجنسية، قبل أن تبلغها المرأة بوقت قصير، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية وجسدية للمرأة عندما لا تحس بالاكتفاء في العلاقة بالمستوى الذي يحس به الرجل. وقد نستفيد من ذلك أن عنصر الإثارة لدى المرأة ليس إيجابياً بالمستوى الموجود لدى الرجل. وربما نلمح في خطوات الواقع، أن الرجل هو الذي يلاحق المرأة، ويهيّىء لها أجواء الانحراف على أساس نداء الغريزة، بينما نجد أن إغواء المرأة للرجل يخضع في كثير من الحالات لعوامل اقتصادية أو غير ذلك من العوامل الخارجية.
وقد عاشت بعض البلدان الأوروبية والأمريكية ما يشبه تعدد الأزواج والزوجات، في ما يسمى بعملية الزواج الجماعي الذي يلتقي فيه عدة من النساء والرجال على حياة زوجية مشتركة، ولكن الواقع أثبت فشل التجربة، لأنها خلقت لهم أكثر من مشكلة، ولم تستطع منحهم الشعور بالرضا والسعادة النفسية لا سيما بالنسبة إلى المرأة.
وقد نلاحظ أن المرأة تميل إلى العلاقات الموحدة أكثر من ميلها إلى العلاقات المتعددة، ولهذا نجد ظاهرة الوفاء في العلاقات الجنسية لدى المرأة أكثر منها لدى الرجل، لأنها تشعر بالاكتفاء بالعلاقة الواحدة في حالتها الطبيعية، في ما يحققه ذلك من عوامل الإثارة لديها، بينما لا نجد ذلك الشعور نفسه لدى الرجل. وعلى ضوء ذلك كله، نقف أمام الحقيقة الواقعية التي تفرض الحاجة إلى التعدد لدى الرجل من ناحية الغريزة والأوضاع الإنسانية العامة، مما يجعل من ذلك قضيةً في حجم الظاهرة التي يجب أن يواجهها التشريع بالحل العملي؛ ولا نجد ذلك لدى المرأة، بل كل ما هناك وجود حالات طارئة سريعة لا تفرض الاهتمام الكبير...
العلامة المرجع السيد فضل الله "رض"
فيديو تاريخي ثمين...هكذا كانت بيروت عــــــام 1897
نشر موقع مختص بتراث الأخوين Lumiere مخترعَي التصوير السينمائي فيديو مدته 42 ثانية
لساحة الشهداء في مدينة بيروت صُوّر في نيسان العام 1897.