رحمك الله أيها السيد العظيم وطيّب ثراك، لقد حاولت في حياتك كلها أن ترسّخ الفهم المتحرّر للإسلام والدفاع عن هويته التنويرية، ضد الذين يحاولون تحويلنا إلى حطام أيديولوجي، وضد الذين يتقنون تعذيب النصوص.. لقد كنت تريد لسلطة العقل أن تسود ضد وثنية الجسد، وضد مفهوم الزنزانة المقدسة، لأنك آمنت أن الحياة ينبغي أن نعيشها لا أن نغتالها.. أيها السيد الجميل، في حياتك كلها، لم تقف وراءك أية سلطة تدعمك سوى سلطة عقلك وسعة صدرك ودفء لسانك وتسامح قلبك النابض بالحب.. لقد أدركت قوة تلك السلطة وهيبتها ونفوذها حتى لو كنت وحيداً أعزل..