الخطيب فالي .. ينشر الفتن ويأجج الاٍرهاب ويسيء لمنهج الخطابة | محمد عبد الله
بِسْم الله الرحمن الرحيم
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (١٢٣)) الانعام
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ) الأحزاب
طالعنا السيد الفالي بخطبته الاخير بكلام اتسم بعدم الموضوعية والمنطقية تهجم فيها وبدون مبرر على اتباع مدرسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر
( قدس سره ) وانصاره في حزب الدعوة الاسلامية.
وهنا نقول لقد ابتلي العراق باناس يتفنون بتفسير الاحداث لايجاد الفتن، ويجتهدون لإرساء نوع من التربية القائم على المنهج المنحرف الداعي الى تاجيج الارهاب واشاعة التطرف والتعصب في البلاد الامر الذي دفع باصحاب النوايا السيئة والمجرمة للقيام بعمليات ارهابية جبانة انتقاما من المدنيين الابرياء العزل.
وكان الاجدى بمن يفتعل الازمات ويدعو للتحريض ان يعلم بان القيم والمبادىء الاسلامية انتصرت عبر الحوار المنطقي والعلمي والحكمة وليس عبر تاجيج الصراعات الطائفية والعنصرية التي اوجدت المعارك ووسعت الارهاب وزادت من معاناة الناس والامهم.
فالرسول محمد (ص واله) قال (( من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة من اعراب الجاهلية ))
وسئل الامام علي بن الحسين (ع) عن العصبية فقال (( العصبية التي يؤثم عليها صاحبها ان يرى شرار قومه خيرا من خيار قوم اخرين ، وليس من العصبية ان يحب الرجل قومه، ولكن العصبية ان يعين الرجل قومه على الظلم ))
ولذلك فان ما حدث في الكرادة و مرقد السيد محمد في بلد وغيرها من المواقع هي اعمال ارهابية صرفة تحمل توجها معاديا للعراقيين جميعا وبدون استثناء، كما تضمر عداءا للانسانية ولرسالتها الاخلاقية.
وان الاجهزة الامنية المعنية في الحادث اكدت على كون من قام بهذه العملية الغادرة هم عصابات داعش وذلك انتقاما للعمليات البطولية التي حُررت بموجبها الفلوجة وضواحيها من الاسر والاضطهاد الداعشي وتعهدت بكشف مرتكبي الحوادث المشار اليها واحالتهم الى القضاء.
ولا نعرف لماذا يتناسى البعض او يتجاهل عن عمد العديد من العمليات الاستباقية للاجهزة الامنية والتي مكنتها من كشف العشرات من العمليات الارهابية المعدة ضد العراقيين قبل وبعد هذه العملية ولم ينبسوا بكلمة واحدة للاشادة بها.
كما لابد لنا من الايضاح بإن العملية السياسية في العراق تشترك فيها كل الكيانات السياسية العراقية بمسمياتها المعروفة، ومن الخطأ القول ان الحكومة لحزب او كيان معين فهي حكومة وطنية تجمع الكيانات التي صوت عليها الشعب العراقي وبارادته الحرة.
إن دماء الشهداء الذين سقطوا مظلومين في هذه الفاجعة الاليمة ستبقى معلما شاخصا للأحرار يستصرخهم بالثأر والقصاص من المجرمين واعداء الله، ولن يهدأ للشرفاء والمخلصين بال حتى يتخلص العراق من اشرار الدواعش ومن لف لفهم.
وعليه فان استخدام الالفاظ والكلمات غير المنضبطه لا تليق بالمنهج الاخلاقي والعلمي المطلوب للخطيب وتعطى انطباعا غير جيد عن طبيعة المتكلم، وعدم امكانيته في توصيل ما يصبو اليه بطرق حضارية تتماشى مع الاطروحات الاسلامية التي دعا اليها الله سبحانه وتعالى ورسوله (ص) واسس اركانها وبنيانها ال بيت الرسالة والقدوة من الصحابة المنتجبين.
محمد عبد الله
٢٠ تموز ٢٠١٦