عندما إستشهد الإمام زين العابدين عليه السلام، إكتشف الفقراء الذين كانوا يجاورونه أنهم فقدوا الطعام الذي كان يوصلهم إياه ذلك الرجل الملثم في سواد الليل.
حميد عمران شريفي كتب عن مكرمة قام بها السيد القائد "مقتدى" بتوزيع أكثر من 30 معطفتاً جلدياً على تلاميذ مدرسة كميل بن زياد في مدينة الصدر (الثورة سابقا).
الكارثة التي وصلنا إليها أن الجميع يقلدون السيد الرئيس -سابقاً-في كل شيئ، في المديح الرخيص، وإستغلال الضعفاء والمساكين سواء أكانوا أطفالاً أم معاقين أم فقراء، ووضع إسم "السيد القائد" أو "الزعيم"، أو "البطل" أو "المستعمم" أو غير ذلك فوق كل مكرمة رخيصة يتم تقديمها لهؤلاء المساكين.
لا أقول إلا قاتل الله الفقر والحرمان الذي جعل أطفالنا مشروعاً للردح والمدح الرخيص لشخصيات رخيصة من أجل معطف أو قلم أو دفتر. قاتل الله الفقر الذي جعل أطفالنا يفرحون بمكرمات من هب ودب، وماذا لأمور هي من بديهيات حاجاتهم كالغذاء والحذاء واللباس. توقعنا أن عهد صدام قد إنتهى، ولكن يبدو أن الأمور ات ترضى أن تتغير. أتوقع أن من يريد أن يساعد يستطيع أن يساعد بغير هذه الطريقة، إن كان أهلاً للتقوى.
ملاحظة: إعتراضي ليس ضد السيد قائد ومكاتبه فقط، بل ضد كل من يعمل بهذه الطريقة الرخيصة.
إقرأ الردح :
"السيد مقتدى يرسم البسمة في عيون اليتامى
كتابات - حميد عمران الشريفي
لم أكتب هذا العنوان بدافع الشعارات الدعائية التي بدأت تكثر على الجدران أو البوسترات أو المنشورات مع اقتراب موعد الانتخابات وما يلحق بها من حملات.. كما إني لم أكتب سابقاً سواءً في المقالات أو القصص عن أي شخص إلا إذا أحسست وطنية عمله وإنسانيته.. فمما دفعني لكتابة هذا العنوان هو رؤية الفرحة والابتسامة في عيون الأطفال (يتامي الأب) ولم يحدد لهم سبب اليتم، أكان وفاة أو شهادة من أجل حزب معين أو قضية معينة. فكان نصيب تلاميذ مدرستنا (مدرسة كميل بن زياد – مدينة الصدر) أكثر من ثلاثين طفلاً وطفلة حصل كل واحد منهم على معطف جلدي (قمصلة) من مكتب الشهيد الصدر وبإيعاز من السيد مقتدى الصدر.. لتكسى تلك الوجوه النضرة وهم يستقبلون عيد الأضحى المبارك لتكسى بابتسامة نيلهم هذا الدف الأبوي وهذه الالتفاتة التي افتقدوها في ظل الشعارات القائمة التي تفيؤهم مع أزمات النفط بأنواعه والكهرباء والماء المتوالية وما خفي من أشياء أخرى كان أعظم.
فهل كان السيد يفعل هذا دعاية لحملته الانتخابية؟! إنه لم يرشح نفسه ولم يدع أحد يرشح نفسه باسم التيار!.. إذن ما هي غايته ؟ في زمن صار المعروف به مريباً؛ إذ لابد من غاية لهذا العمل أو ذاك.. فإن لم يكن له مردود أو غاية في القريب العاجل فها يبني بهذا العمل إلى البعيد الآتي وهل ننظر إلى هذا العمل الـ(مقتدائي) الفريد نظرتنا إلى نصف الكوب الممتلئ بأن نصفه فارغ أي بأن هناك غايات وأهداف مبيتة ! أم ننظر إلى نصفه الممتلئ بتفاؤلية ونقول: إنه لو كان له القدرة لما اكتفى بإعطاء الأطفال اليتامى فقط وإنما لكسى بعيديته كل أطفال العراق فالمبادرة واضحة والإناء ينضح بما فيه.. بانطباعية آنية جميلة وهي ارتسام الابتسامة في عيون يتامى المرحلة".