بقلب يمتلئ ألماً وغصة وصلني خبر إستشهاد الأستاذ والمربي الكبير الشيخ هادي الخزرجي (أبي حيدر الخزرجي).
لقد إستشهد استاذنا الكبير في منطقة اللطيفية، وقد مثل المجرمون بجثمانه الطاهر وأحرقوه.
أنعى هذا الشيخ العظيم والأستاذ الكبير والذي تربى على يديه جيل من الشباب الواعي والملتزم والسائر على طريق الإسلام المحمدي الأصيل سواء في العراق أو الكويت.
لقد كان رحمه الله اباً حنوناً واستاذاً متألقاً يفرض إحترامه وإحترام معتقده على كل من تحاور معه. لقد كان رضوان الله عليه تلك الشمعة المضيئة الخيرة التي أضاءت طريقاً للهدى لأجيال من السائرين عليها.
أنعاك أستاذي الكبير، ولا أجد كلمات تعبر عما يختلج في صدور تلاميذك تعبر عن الألم واللوعة التي خلفتها شهادتك.
أنعاك يا شيخنا الخزرجي عالماً ربانياً، ومجاهداً في سبيل الله، وسائراً على خط محمد باقر الصدر، وإنساناً عشت قيم السماء وقيم السائرين على قيم السماء، قيم محمد وعلي والحسن والحسين.
إن القلم ينكسر جزعاً، وأنت الذي علمتنا كيف نخط الكلمات، وإن اللسان يخرس حزناً وأنت الذي علمته النطق، وإن النحو يذرف دمعاً وأنت الذي علمتنا النحو، والدين ينتفض وأنت الذي حملته بين جنبات قلبك وعقلك وجسدك وروحك. جسدك الذي أحرقه الطغاة، وروحك التي عرجت إلى بارئها شاهدة على أمة تاهت في غياهب الضياع والجريمة.
أنعاك وأنا أعلم أنك عند مليك صدق مقتدر، وكأن القدر شاء أن تستشهد على أرض وطنك. وأن تستشهد شامخاً على مبادئك ودينك وعقيدتك.
قاتل الله الظالمين ما أجرأهم على الله وعلى عباده الصالحين. اللهم نسألك بحق هذا الشهيد البرئ، وبحق كل شهيد أن تنتقم لنا من قتلة أهلنا واساتذتنا وعلمائنا يا رب العالمين
ابكيك لو نقع الغليل بكائي ... واقول لو ذهب المقال بدائي
واعوذ بالصبر الجميل تعزيا ... لو كان بالصبر الجميل عزائي
كم عبرة موهتها باناملي ... وسترتها متجملا بردائي
ما كنت اذخر في فداك رغيبة ... لو كان يرجع ميت بفداء
فارقت فيك تماسكي وتجملي ... ونسيت فيك تعزري وابائي