بدأت معالم الانقسام في صفوف العراقيين بشأن مسودة الدستور التي رفعت بالأمس إلى الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) تظهر بوضوح بين أطياف الشعب العراقي الذي انقسم بين مؤيد ورافض لهذه المسودة.
فمن جانبه رحب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بإقرار المسودة بصيغتها النهائية، داعيا جميع أكراد العراق إلى التصويت بـ"نعم" عليها خلال الاستفتاء المقرر إجراؤه في 15 أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
وأضاف في تصريحات صحفية "هذه المسودة ستكون الأساس المتين من أجل بناء العراق الديمقراطي الفدرالي التعددي على أساس الاختيار الاتحادي".
وقلل بارزاني من أهمية معارضة المفاوضين العرب السنة بلجنة صياغة الدستور للمسودة، وأضاف "إذا كانوا صادقين في أقوالهم وأنهم يمثلون أغلب العرب السنة فسيظهر ذلك عبر عملية الاستفتاء"، معتبرا أن الدستور بشكله النهائي يتيح للأكراد الحصول على حق تقرير المصير الذي كان مطلبا أساسيا لهم.
وعلى النقيض من هذا الموقف تظاهر آلاف العراقيين من العرب السنة بمدينة تكريت اليوم احتجاجا على إقرار المسودة النهائية للدستور، وتعهدوا بالعمل على نسفها بالاستفتاء الشعبي المقرر في 15 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وحمل المتظاهرون صور كل من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إضافة إلى صور الزعيمين الشيعيين مقتدى الصدر وجواد الخالصي اللذين أعلنا رفضهما لمسودة الدستور التي وافق عليها جميع أعضاء لجنة صياغة الدستور باستثناء الأعضاء السنة الـ15 فيها.
كما أعلن الحزب الإسلامي العراقي رفضه لمسودة الدستور العراقي لإخلالها بمبدأ التوافق، وتعهد الأمين العام للحزب طارق الهاشمي ببذل كل الجهود السياسية لإحداث التعديلات على البنود التي وردت في المسودة وتحفظ المفاوضون السنة عليها.
وبإمكان العرب السنة إسقاط الدستور إذا صوت ثلثا ناخبي ثلاث محافظات عراقية ضده في الاستفتاء المقبل، وقد تعهد العرب السنة العراقيين يساندهم بعض القوى الشيعية بالعمل على إسقاط الدستور في الاستفتاء الشعبي.
في المقابل بدأت الحكومة العراقية ومعظم القوى السياسية الشيعية والكردية وقوى دولية على رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حملة مضادة حثت فيها العراقيين على تأييد الدستور، كما حذر الرئيس الأميركي جورج بوش علانية من أن الاستفتاء قد يفجر مخاطر كبيرة.
وفي سياق الاستعداد لاستحقاقات المرحلة المقبلة أعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق فتح باب تسجيل أسماء الكيانات والائتلافات السياسية التي سوف تشارك في الانتخابات العامة المقررة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، مشيرة إلى أن الباب سيظل مفتوحا حتى الخامس من الشهر المقبل.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B...5933117933.htm