[glint][align=center]التيار الصدري مرجعية دينية وتيار سياسي [/align] [/glint]
الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بين أنصاره في الكوفة (الفرنسية)
شفيق شقير-النجف
يعتمد التيار الصدري على الطبقات الشيعية الفقيرة، وتعد مدينة الصدر المعقل الرئيسي له. يقول الشيخ علي سميسمة -أحد الأعضاء النافذين في مكتب الصدر- إن التيار هو "تيار جماهيري شعبي يستند في تكوينه على مرجعية محمد صادق الصدر المرجع الوحيد الذي نزل إلى القاعدة الشعبية".
ويضيف أن التيار "صاحب فكر ومسيرة سلمية لا عسكرية ولن يتردد عن الدخول في مقاومة مسلحة إذا تطلب الأمر".
فالتيار الصدري يقوم على جناحين يقودهما الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وريث خط أبيه محمد صادق الصدر وخط عمه محمد باقر الصدر اللذين قتلا في عهد النظام العراقي السابق.
• الجناح الأول وهو المرجعية الدينية المتمثلة في مكتب الشهيد الصدر والتي ينتمي إليها مجموعة من العلماء والوجهاء إضافة إلى مقلدي وأتباع الخط الصدري الذين ينتمون تاريخيا إلى الطبقات الفقيرة في العراق، وحاليا يرجعون دينيا للسيد كاظم الحائري المقيم في إيران، وذلك كما يقول سميسمة تنفيذا لوصية محمد باقر الصدر الذي رشح لمناصريه أحد مرجعين لاختيار واحد منهما، السيد الحائري أو السيد إسحاق الفياض المقيم في النجف، فكان أن اختاروا السيد الحائري لأنه أقرب للخط الثوري الذي كان ينتهجه الراحل محمد صادق الصدر.
• أما الجناح الثاني فهو جيش المهدي الذي أعلنه السيد مقتدى إثر اغتيال محمد باقر الحكيم بغرض حماية أمن المراقد الدينية، ولاسيما مرقد علي بن أبي طالب حيث انتزعه من منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، ومنذ ذلك الحين ينتشر مسلحو جيش المهدي ومريدو الصدر في المرقد ليلا ونهارا ويستخدمونه كأحد المراكز التعبوية، فيشيعون منه قتلاهم، ويتحلقون في محيطه خاصة يوم الخميس ويلقون "الهوسات" (أشعار شعبية يصاحبها القفز في الهواء) في مدح الصدر وخطه.
مريدو الصدر يبيتون لياليهم في مرقد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (الجزيرة نت)
[align=center][glint]حرب أميركية[/glint][/align]
ويحارب الأميركيون التيار الصدري بجناحيه وعلى جبهتين، فعلى الجبهة الأولى يديرون حملات دهم دائمة ضد كبار أعضاء مكتب الشهيد الصدر ورموزه، حيث اعتقلت القوات الأميركية -على سبيل المثال لا الحصر- مصطفى اليعقوبي أحد أهم مساعدي الصدر، والشيخ محمد الطبطبائي المشرف على مكتب الشهيد الصدر في بغداد، والسيد عامر الحسيني مدير مكتب الصدر في الرصافة، والسيد رياض النوري ويقول البعض إنه أحد أهم الشخصيات المقربة لمقتدى الصدر وأنه كان يعد له خطاباته. في حين لاتزال قوات الاحتلال تسعى وراء عدد آخر منهم لا يقلون أهمية.
أما على الجبهة الثانية فالقوات الأميركية تخوض حربا دائمة ضد جيش المهدي ويجمع المحللون على أن جيش المهدي استدرج إلى حرب غير متكافئة، لهذا فهو قد يكون تكبد خسائر كبيرة بالفعل. ويبدو أن سياسة التيار الصدري أن ينشط عمل جيش المهدي في مدينة الصدر المكتظة، بينما يفتح أبوابه لمبادرات تحييد الأماكن المقدسة في النجف والكوفة على أن لا يخسر وجوده فيهما، ولعله تسير في هذا الاتجاه تصريحات وجوه مكتب الصدر الإعلامية التي تتحدث عن أن أي التزام بالهدنة لا يعني أنه يسري على مناطق أخرى، ويؤكد ذلك الانفلات الأخير للعمليات العسكرية التي تكثفت في مدينة الصدر برغم كل جهود التهدئة في النجف والكوفة.
والواضح أن التيار الصدري بدخوله في مواجهة القوات الأميركية دخل رهانا صعبا، فإما الإسراع وتشكيل بنى تنظيمية تعين التيار على تحمل تبعات المواجهة، أو الانكفاء واعتزال الساحة السياسية وهو غير وارد إطلاقا.
مناصرو الصدر يوم الخميس الفائت يؤدون الهوسات (أهازيج شعبية) لرفع المعنويات (الجزيرة نت)
[align=center][glint]نواة إعلامية[/glint][/align]
وفضلا عن جيش المهدي يمتلك التيار نواة إعلامية وسياسية جيدة متمثلة في الشيخ قيس الخزعلي والشيخ عبد الهادي الدراجي وأحمد الشيباني ورياض الطرفي ومن ورائهم الشيخ علي سميسمة البعيد عن الأضواء حتى الآن والذي لعب دورا مهما في صياغة مبادرة الهدنة الأخيرة.
ومن خلال لقاءات الجزيرة نت مع أبرز قادة التيار يبدو أنهم يحاولون كسب الوقت بانتظار تسليم السلطة للعراقيين كي يعيدوا تكييف نشاطهم وخطابهم مع الواقع الجديد، ففي مقابلة استطاعت أن تجريها الجزيرة نت مع عباس الربيعي رئيس تحرير صحيفة الحوزة الناطقة المغلقة، والمطارد من قوات الاحتلال، قال إن الحجز على مقر صحيفة الحوزة قد انتهى قانونا في 28 مايو/أيار الماضي، وأنه ينتظر تسليم السلطة للعراقيين ليعيد إصدار الصحيفة، وأنه من المفترض عندها أن لا صلاحية لسلطة الاحتلال لاعتقاله، ويذكر أن الربيعي يعيش متخفيا ومتنقلا من مكان لآخر.
_____________
موفد الجزيرة نت
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2004/6/6-7-1.htm
[align=center][glint]جيش المهدي ... قوة ضاربة ومصير مجهول [/glint][/align]
مصلون في أحد مساجد الشيعة يهتفون بحياة الصدر (الجزيرة نت)
سعيد حميدي- النجف
بعد قبول الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اتفاقا يقضي بإخلاء مدينتي النجف والكوفة المتجاورتين في جنوب بغداد من المظاهر المسلحة لأنصاره، بات مصير جيش المهدي التابع له مجهولا.
وتشكل جيش المهدي في يوليو/تموز عام 2003 بعد اغتيال زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية السيد محمد باقر الحكيم. وقد استمد اسمه من المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر عند الشيعة، واستجاب آلاف المتطوعين للالتحاق بجيش المهدي منذ الإعلان عن إنشائه، وهم ليسوا جيشا نظاميا تقليديا كما يوحي اسمهم بالمصطلح العسكري.
وتصاعد التوتر بين أنصار مقتدى الصدر وقوات الاحتلال إثر إغلاق الأخيرة صحيفة الحوزة الناطقة، ليبلغ أوجه بإصدار أمر قضائي باعتقال مقتدى الصدر نفسه.
ويرى المحلل الإستراتيجي الدكتور عبد الوهاب القصاب في حديث للجزيرة نت أن جيش المهدي استدرج لمعركة لم يكن مستعدا لها ولم تتح له الفرصة لتطوير مهاراته في استخدام السلاح والتدرب على حرب الشوارع، وهي حرب تخوضها مجموعات غير منظمة.
تشكيلات جيش المهدي
تفاوت في تقديرات العدد الحقيق لمقاتلي جيش المهدي
يقول أحد قادة السرايا في جيش المهدي بالنجف مكتفيا بذكر لقبه أبو عبد الله إن الجيش ينقسم إلى وحدات عسكرية تبدأ من المجموعات الصغيرة داخل الفصيل المؤلف من 50 مقاتلا، تليها السرية من 300 مقاتل، وكل سبع سرايا تشكل فوجا.
ويضيف أنه في النجف وحدها توجد 45 سرية منذ أن بدأت المعارك قبل شهرين وازدادت إلى 50 سرية، وهو ما يعني انتشار نحو 15 ألف مقاتل في المنطقة.
إلا أن مراقبين شككوا -في تصريحات للجزيرة نت- في صحة هذا الرقم وقدروا عدد قوات المهدي بما يزيد قليلا على عشرة آلاف.
ويبدو واضحا أثناء التجوال في النجف والكوفة مشاهدة مقاتلي الصدر وهم يتوزعون في محيط الصحن الحيدري بمسجد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفي مقبرة دار السلام وحول ساحة ثورة العشرين وفي محيط مسجد الكوفة وعلى مداخل المدينة من جهة الشمال.
وأكد أبو عبد الله -وهو جندي سابق خدم في الجيش العراقي السابق 10 سنوات- أن مقاتلي الجيش لا يتلقون تدريبا عسكريا، مشيرا إلى أن غالبية العراقيين تمرسوا على القتال والتعامل مع السلاح من خلال خدمتهم العسكرية الإلزامية فضلا عن الحروب التي خاضها العراق خلال العقدين الفائتين.
وعن إمدادات جيش المهدي قال أبو عبد الله إنها تأتي في شكل تبرعات من الأهالي وأصحاب المحلات التجارية أو حسب قدرات المقاتلين الشرائية. ولا يوفر الجيش سكنا أو معسكرات للمبيت لمنتسبيه، فهم يفترشون أي مكان يحلون فيه.
ولا يتكبد جيش المهدي عناء توفير السلاح، إذ يقول أبو عبد الله إنه متوافر في كل بيت وفي السوق من مخلفات الجيش العراقي السابق، ويدبر العضو المنتمي الجديد بنفسه السلاح، أو يشتريه بنفسه حتى مقابل أثاث بيته أو بمعونة إخوانه القادرين. وهم لا يتلقون أي مخصصات مالية، وأشار إلى أن جيش المهدي يدفع مبلغا زهيدا لأهالي الشهيد.
وتشرف هيئة قيادية على إدارة جيش المهدي، مشيرا إلى أن القتال عادة ما يتركز في الليل ويتم الهجوم على شكل مجموعات صغيرة من ثلاثة إلى خمسة أشخاص لتقليل الخسائر.
[glint]ولاء مطلق[/glint]
ولضبط تصرفات مقاتلي الصدر شكلت قيادة جيش المهدي قبل أسبوع -بحسب حسام الحسيني أحد مساعدي الصدر- قوة انضباط لمراقبة تصرفات المقاتلين وانضباط الزائرين في محيط الصحن الحيدري، وتتألف من فصيل واحد قوامه 50 شخصا وتتبع مباشرة لقيادة الجيش وتعمل على مدار الـ 24 ساعة.
ويوصف أفراد جيش المهدي بالولاء المطلق لمؤسسه، يقول المتطوع ناظم عباس (30 عاما) إنه ليس على دراية بأهداف الجيش "ولكنني سأطيع الصدر".
المدرعات الأميركية تتعرض لإطلاق نار بمدينة الصدر (أرشيف)
ويقول مهدي علي (26 عاما) -الذي وقع على وثيقة التطوع في الجيش منذ ثلاثة أشهر وهو من أبناء مدينة الناصرية- إن مقاتلي الصدر "بإذن الله سيطردون جيش الاحتلال الأميركي من العراق وسيحررون الأراضي الفلسطينية من العدوان الإسرائيلي".
وتتركز قوات المهدي في مدينة الصدر ببغداد وفي النجف والكوفة وكربلاء جنوب بغداد، وأظهرت المعارك العنيفة التي نشبت في مدينة الصدر والكوفة والنجف وكربلاء امتلاك جيش المهدي صواريخ وقنابل يدوية وأسلحة رشاشة.
يقول جليل النوري العضو البارز في التيار الصدري إن سياسة القتال تقوم على عدم خوض معارك مفتوحة مع قوات الاحتلال وإنما حرب عصابات، أي عدم المبادرة بالهجوم وإنما الدفاع عن النفس والرد على الاستفزازات الأميركية.
[glint]مصير غامض[/glint]
ويكتنف الغموض مصير هذه القوات إزاء مطالبة قوات الاحتلال وبعض القوى العراقية بحلها، وتحاول جماعة مقتدى الصدر إعادة تنظيم صفوفها في مواجهة تداعيات محتملة قد يتسبب فيها اتفاق السلام في النجف.
وتتناقض أقوال المسؤولين في التيار عن مصير جيش المهدي، ففي الوقت الذي قال فيه مقتدى الصدر إنه غير قادر على حل جيش المهدي لأنه ليس جيشه بل هو جيش الإمام المهدي الغائب، يقول مسؤولون آخرون بينهم علي السميسم عضو مكتب الشهيد الصدر للجزيرة نت إن التيار الصدري لن يتردد في حل جيش المهدي والعودة إلى المقاومة السلمية.
_______________
موفد الجزيرة نت
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2004/6/6-7-7.htm