صفحة 19 من 23 الأولىالأولى ... 91718192021 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 271 إلى 285 من 339
  1. #271
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    تلامذة المرجع الراحل في باكستان وطاجيكستان وأفغانستان والهند يعزون برحيله

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-15م)



    أرسل مجموعة من تلامذة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله برقية عزاء إلى سماحة السيد علي فضل الله يعزون فيها بمناسبة إرتحال والده إلى الرفيق الاعلى ، وفيما يلي نص التعزيه:

    نص تعزية تلامذة المرجع فضل الله في باكستان وافغانستان وطاجيكستان والهند

    بسم الله الرّحمن الرّحيم

    ﴿ إنّا لله وإنّا إليه راجعون .

    "إذا مات العالِم ثُلِم في الإسلام ثلمةٌ لا يسدّها شيء".

    الأخ العزيز، سماحة حجّة الإسلام والمسلمين، العلاّمة السيّد علي فضل الله، دام عزّك العالي!

    إنّنا ـ جمع من تلاميذ الرّاحل الكبير، المرجع الدّيني آية الله العظمى، سماحة السيد محمد حسين فضل الله، رضوان الله تعالى عليه، والعاملون في مكتبه في باكستان وطاجيكستان وأفغانستان والهند ـ قبل كلِّ شيء، ونيابةً عن جمعٍ غفيرٍ من محبّي هذا الرّاحل الكبير ومقلّديه في باكستان وطاجيكستان وأفغانستان والهند، نعزّي سماحتكم وبقيّة أسرته الكريمة، برحيل مقتدانا، الفقيه الكبير، والمدافع عن قضايا الأمّة والمستضعفين والأحرار في جميع أنحاء العالم، ونسأل الله تعالى أن يمنّ علينا جميعاً بالصبر الجميل لفقداننا هذا العزيز.

    لا شكّ في أنّ العالم، فَقَد، وفي أيّامنا هذه، شخصاً كان أحوج ما يكون إليه من أيّ وقت مضى...

    نعم، إنّ المسلمين، اليوم، بسبب دسائس أعدائهم الأشدّاء، وأيضاً لقصور فهم بعض أبنائهم السذّج وانحرافهم، بدلَ أن يتّحدوا ويعتصموا بحبل الله تعالى، يتّجهون نحوَ التفرقة وابتعاد بعضهم عن البعض أكثرَ، وبدلَ أن يكونوا {أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم}، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، صاروا "أشدّاء فيما بينهم ورحماء على الكفّار"، حتّى انتهى حال بعضهم إلى حيث صار يعتبر قتل إخوانه المسلمين ممّن ينتمون إلى مذاهب أخرى من غير المذهب الّذي ينتمي إليه هو، عملاً يوجب دخوله "الجنّة"...

    نعم، إنّ المسلمين اليوم في جوٍّ كهذا، كانوا في حاجةٍ ماسّةٍ إلى شخصيّةٍ كسماحة السيّد محمّد حسين فضل الله؛ الّذي كان وحدويّاً بكلّ ما للكلمة من معنى، وكان يقول مخاطباً الشّيعة: "وبالنّسبة إلى السبّ، فقد قلت إنّ هذا يحرم على أيّ مسلم، وأنا أسجّل هذا في كلّ استفتاءٍ يأتيني: يحرم أن نسبّ أيّ صحابيّ، بمن فيهم الخلفاء الرّاشدون".

    إنّه، وفي هذه الفتوى التّاريخيَّة له، كان يستند إلى سيرة أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه الصَّلاة والسَّلام)، حيث قال سماحته نقلاً عنه(ع): "وأنا أنقل كلمةً عن الإمام عليّ(ع) عندما كان في طريقه إلى صفّين، وسمع قوماً من أهل العراق يسبّون أهل الشّام قال «إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكن لو وصفتم أفعالهم، وذكرتم حالهم، لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم: اللّهمّ احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحقّ من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به".

    وأيضاً قال سماحته في هذا المجال: "لذلك، نحن نقول إنّنا نسير في مسألة الخلفاء كما سار به عليّ بن أبي طالب(ع) الّذي كان منفتحاً عليهم، وكان يعاونهم ويشير عليهم بكلّ ما لهذه الكلمة من معنى، وهناك حديثٌ عن الإمام جعفر الصّادق(ع) يخاطب فيه بعض المسلمين من الشّيعة: «ما أيسر ما رضي النّاس منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم». وكان يقول: «ولدني أبو بكر مرّتين». أمّا أمّهات المؤمنين، فنحن نحرّم سبّهنّ، حتى لو أخطأن في قضيّة حرب الجمل. ونقول إنّه لا بدّ من إكرامهنّ إكراماً لرسول الله(ص) ، وأنا أنقل بيتاً من قصيدةٍ لأحد علمائنا المتوفّى قبل مئة سنة، واسمه السيّد محمد باقر حجّة الإسلام. يقول:

    فيا حُمَيَْرا سَبُّكِ مُحَـرَّم ** لأجل عينٍ ألف عين تكرم

    ولذلك، نحن نحرّم سبّ أمهات المؤمنين والإساءة إليهنّ، كما نحرّم سبّ الصّحابة، وأصدرنا فتوى انتشرت في العالم".

    وكان سماحته يقول مخاطباً أهل السنّة: "هذا المشروع (مشروع الوحدة) لا يمثّل عدواناً على الآخرين، بل حمايةً للواقع الإسلاميّ".

    وكان يشدّد سماحته على أنّ "خطوط التّكفير واللّعن والخرافة ورفض الاعتراف بالآخر التي قد تتحرّك على هامش هذا المذهب الإسلاميّ أو ذاك، تمثّل تمرّداً على أصالة الإسلام، وتنكّراً لمفاهيمه وشريعته السّهلة السّمحة، ولذلك ينبغي أن يقوم علماء المسلمين من السنّة والشّيعة بالتّصدّي متّحدين لهذه الخطوط، في سبيل منعها من الانتشار والتوسّع بما يهدّد البنيان الإسلاميّ، إضافةً إلى وضع الأسس التّربويّة والأخلاقيّة والعقديّة، وآليّات الحركة الميدانيّة التي من شأنها المساهمة في توضيح الصّورة للنّاس، ومنع الجهات المسيئة من الامتداد والتّوسّع على حساب وحدة المسلمين ومِنعتهم".

    الأخ العزيز، سماحة السيّد علي فضل الله، دام عزّك العالي!

    نحن، وبسبب معرفتنا لمقام سماحتكم وأخيكم سماحة العلاّمة السيّد جعفر فضل الله، مطمئنّون بأنّكم وسائر إخوتنا العاملين في مكتب سماحة السيّد، تبقون ـ كما كنتم ـ سائرين على صراط هذا الفقيه البصير، مروِّجين أفكارَه الإصلاحيَّة، مُجرِين برامجَه في السَّعي لتحقيق الوحدة المنشودة بين أبناء الأمَّة الإسلاميَّة الواحدة، مدافعين عن المظلومين والمستضعفين في العالم، ولا سيَّما إخوتنا في فلسطين المحتلّة، وأيضاً عن القِيَم المقدّسة التي أرساها الخميني الكبير.

    وفي الختام، ومرّةً أخرى، نعزّي لكم فقدانَ عزيزنا، الرّاحل الكبير، سماحة آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله، رضوان الله تعالى عليه.

    بكمال الاحترام:

    1ـ السيّد يونس استروشني ـ عضو الهيئة العلميّة لمؤسّسة التعليم القصير المدّة التّابعة لجامعة المصطفى(ص) العالميّة، والمسؤول عن موقع آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله باللّغة الطاجيكية.

    2ـ السيّد محمد علي التقوي ـ النّاشط في مكتب آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله في قمّ وباكستان.

    3ـ السيّد سعيد حيدر الزيدي ـ مسؤول دار الثقلين في باكستان، والنّاشر لكتب آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله باللّغة الباكستانيّة (أردو).

    4ـ الشّيخ علي حسن جواهري ـ المسؤول في مكتب آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله في باكستان.

    5ـ السيّد مهدي السجّادي ـ عضو الهيئة المديريّة في مدرسة الإمام جعفر الصّادق(ع) من أفغانستان.

    6ـ الشّيخ إرشاد حسين التّوحيدي ـ المسؤول عن جامعة السيّدة فاطمة الزهراء(س) في بنجاب بباكستان.

    7ـ الشّيخ كميل راجاني ـ المدرّس في جامعة المصطفى(ص) العالميّة من الهند.

    8ـ السيّد زين العابدين شمس الدّين ـ مدير مدرسة "قاضي عبد الرّشيد" وإمام جمعة المسجد الجامع من طاجيكستان.

    9ـ الشيخ يعقوب ستّاراف ـ المدرّس في مدرسة "قاضي عبد الرّشيد" في طاجيكستان.

    10ـ السيّد محمود برهانف ـ العامل في موقع آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله، باللّغة الطاجيكية.

    11ـ الشّيخ إسماعيل محي الدّين ـ العامل في موقع آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله، باللّغة الطاجيكية.






  2. #272
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    تقرير مصور تأبين آية الله فضل الله - حسينية الناصر
    السيد الراحل : " أن نحب الذين نتفق معم ... لنتعاون معهم , والذين نختلف معهم ... لنتحاور معهم " .


    شبكة والفجر الثقافية -

    « الناصر -الاعلامية » - 15 / 7 / 2010م - 4:50 ص



    أقامت حسينية الناصر بسيهات مساء الخميس ليلة الجمعة حفلا تأبينيا بمناسبة رحيل آية الله السيد محمد حسين فضل الله .
    حيث بدأت الفعاليات بعد صلاة المغرب مباشرة بتشغيل دعاء كميل في محيط الحسينية بصوت الراحل , تبع ذلك تلاوة للقرآن دامت قرابت الساعة بصوت لمقرئ حسين الربعان .
    بدأ الحفل بخواطر في الراحل من المقدم الاستاذ نعيم المكحل , لتبدأ اولى فقرات الحفل بكلة للديوانية الغدير ألقاها المهندس حسين عباس.
    تبعه مباشرة الشيخ أحمد عيد في كلمة سرد في بدايتها لمحة من سيرته الذاتية لينتقل بعد ذلك الى انجازاته التي أكد على أبرزها مثل دعم المؤسسات الاجتماعية ويدعوا المشايخ للحذو في خطى الراحل في ذلك ,وبين نهج السيد الوحدوي ومرتبته العلمية في النجف وعلاقته بالشهيد الصدر , واكد ايضا على علاقته الحميمة مع الامام الراحل قدس سره , والجمهورية الاسلامية في ايران وأكد تكرار السيد فضل الله في خطبه بحرمة محاولة اضعاف الجمهورية الاسلامية .
    وفي الختام أشار الى ان السيد فضل الله قدس سره كان أبو المقاومة في لبنان بل مؤسسها , وهو الذي هيئة الارضية للأمام المغيب موسى الصدر.
    وبعد ذلك , قدمت اللجنة الفنية بالحسينية عرضا موجزا , يبدأ باعلان الوفاة والتشيع , الى لمحة من ابرز صفات السيد , خصوصا في الشعر العرفاني وقراءة المناجاة , ويمر ايضا بالحضور على كلمات الراحل للمجاهدين , ومحاولة الاغتيال الذي تعرض لها , لينتهي الروبورتاج بكلمة من آخر خطب السيد الراحل وهو يرسخ فيها اسلوب العيش المشترك , حيث تساقط دموع الحضور مع دموع السيد .
    وألقى أيضا الشاب أحمد رضا المدلوح , كلمة مؤثرة جدا , بين فيها الوصايا التي تلقاها من السيد الراحل , وبين ابرز السمات التي تميز بها السيد, مثل النهج العصري والتعايش مع الاديان وغيره حيث سرد ذلك مطولا جدا , وفي ختام كلمته بين وصية السيد الراحل في حفظ الجمهورية الاسلامية , وتأكيد السيد له بحرمة اضعافها , يذكر ان الشاب المدلوح كان يدرس في احدى جامعات لبنان وهو مداوم على الصلاة خلف السيد الراحل ويحضر دروسه ويلتقي به شخصيا .
    وتلى ذلك مقطوعة شعرية من السيد صادق النمر رثى بها الفقيد , وكلمة تابينية من الحاج محمد الخليفة , لختتم الملا عبدالحي قنبر الحفل بنعي لسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام , وذلك بعد أيضا أنشودة مع عرض مصور في حق الراحل .













  3. #273
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb






    فضل الله في ذمة الخلود وفضل علومه علينا تجود .....







    علي الغزي


    يا من عدت مناقب غيره


    رجحت مناقبه و كان الافضلا



    إني لاعذر حاسديك على الذي



    اعطاك ربك ذو الجلال و فضلا



    إن يحسدوك على علاك فإنما



    متسافل الدرجات يحسد من علا





    ولد الفقيد محمد حسين فضل الله في مدينة النجف سنة 1935 بعد هجرة والده من لبنان الى مدينة النجف لينهل من علومها وافر العلم

    ترعرع السيد فضل الله في أحضان الحوزة العلمية الكبرى في النجف الأشرف، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سنّ مبكرة جداً.. ففي حوالي التاسعة من عمره، بدأ بالدراسة على والده، وتدرّج حتى انخرط في دروس الخارج في سنّ السادسة عشرة تقريباً، فحضر على كبار أساتذة الحوزة آنذاك :


    المرجع الديني السيد أبو القاسم الخوئي ، والمرجع الديني السيد محسن الحكيم ، والسيد محمود الشاهرودي، والشيخ حسين الحلي،رحمهم الله واسكنهم جنانه وحضر درس الأسفار عند الملاّ صدرا البادكوبي .

    وقد كان السيد فضل الله من الطلاب البارزين في تحصيلهم العلمي في تلك المرحلة، ويُذكر في هذا المجال أن السيد محمد باقر الصدر قد أخذ تقريرات بحث فضل الله إلى السيد الخوئي لكي يُطلعه على مدى الفضل الذي كان يتمتع به، فأعطاه الخوئي وكالة لقبض الأموال الشرعية، فكانت وكالته المطلقة له في الأمور التي تناط بالمجتهد العالم.

    وقد أثر عن السيد فضل الله أنه كان من الأوائل البارزين في جلسات المذاكرة، حتى برز من بين أقرانه ممن حضروا معه ، فتوجّهت إليه شرائح مختلفة من طلاب العلم في النجف آنذاك، فبدأ عطاءه العلمي أستاذاً للفقه والأصول .

    ثم بدأ بعد ذلك بالتدريس العلمي حيث أصبح أستاذاً للفقه والأصول في حوزة في النجف الأشرف . وقد شرع في تدريس بحث الخارج منذ ما يقارب العشرين عاماً ويحضر درسه العديد من الطلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي عموماً والعربي على وجه خاص .

    وفي عام 1966 عاد الى لبنان وأسس هناك حوزة المعهد الشرعي الإسلامي . وحدثت له عدة محاولات اغتيال نتيجة لانتهاجه الخط الإسلامي، وبدأ يلقي الخطب والمحاضرات هناك. وقد أنشأ عدة جمعيات خيرية ومبرات للأيتام.

    تعرض فضل الله لمحاولة اغتيال عام 1983 حيث فجرت سيارة مفخخة قرب منزله ما ادى الى سقوط العشرات وقد اتهم فضل الله الولايات المتحدة واسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال ردا على تفجير مقر قوات البحرية الامريكية (المارينز) قبل محاولة الاغتيال باشهر.


    ومن مؤلفاته المعروفه في العلوم والفقه وهذا بعض منها لكونها مكتبة متكاملة وهو مدرسة بحد ذاته :

    فقه الشريعة (الرسالة العملية)، وتتألف من ثلاثة أجزاء.

    أحكام الشريعة: ملخص لفقه الشريعة.

    الفتاوى الواضحة: تعليق على الرسالة العلمية للسيد محمد باقر الصدر.

    دليل مناسك الحج.

    كتاب الصوم.

    المناسك الفقهية.

    فقه الحياة.

    تحديات المهاجر.


    الكتب الإسلامية:

    الإسلام ومنطق القوة.

    مع الحكمة في خط الإسلام.

    مفاهيم إسلامية.

    قضايانا على ضوء الإسلام.

    خطوات على طريق الإسلام.

    إرادة القوة.

    قضايا إسلامية معاصرة.

    الحركة الإسلامية: هموم وقضايا.


    وله كذالك عدة مدارس ومعاهد ومراكز صحية .


    كانت وفاته خسارة للعالم الاسلامي لكونه مدرسة وموسوعة علمية ادبية متكاملة لك جنات النعيم بعد ان نهلت على مريديك من علم وافر وتركت لنا الكثير فمت جسدا يا سيدي


    وتبقى حياً في عقولنا ننتفع من ارثك ووافر علمك

  4. #274
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb






    نعي العلامة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله







    أ.د. وليد سعيد البياتي


    الاتحاد الشيعي العالمي (أتشيع)

    بيان حول أنتقال آية الله العظمى السيد فضل الله (قدس)


    في الوقت الذي يواجه في العالم الاسلامي واحدة من أخطر لحضات الصراع حيث تتكالب عليه قوى الاستكبار والصهيونية العالمية ، وفي الوقت الذي يتم فيه التحريض على الفرقة والطعن المستمر في مذهب الصدق مذهب أهل البيت عليهم السلام، في هذا الوقت يفقد العالم الاسلامي واتباع أهل البيت عليهم السلام واحدا من أصلب واصدق الرجال الذين بذلوا انفسهم ومهجهم وعقولهم وعلومهم خدمة للدين الحنيف وإعلاء للمذهب الشريف.


    أننا في الاتحاد الشيعي العالمي (أتشيع) ننعى ونؤبن العلامة الفقيد آية الله العظمى السيد محمد حسين بن عبد الرؤوف فضل الله، حيث كان علما ومنارا للحكمة والصبر والجهاد وتحدي الطغيان والاستكبار العالمي، كما كان رحمة الله عليه مؤلا للقاصي والداني وقد تخرج على يديه عددا كبيرا من الاعلام الافاضل والمفكرين والباحثين في علوم الفقه والحديث والتفسير وغيرها من علوم ومعارف الفكر الاسلامي المنير.


    نسأل الله تعالى ان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان وأن يكمل تلامذته الابرار مساراته العلمية وتحقيقاته الفقهية وأن يجعل له من افضل اعماله غفرانا ورحمة وتزكية انه سميع خبير
    وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



    الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
    رئيس ومؤسس الاتحاد الشيعي العالمي (أتشيع)
    المملكة المتحدة - لندن

  5. #275
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    الفقيه الذي أحدث إنقلاباً في مفهوم المرجعية





    نجيب نور الدين*




    تحتار من أين تبدأ حين تريد أن تتناول شخصيةً مرجعيةً وقامةً علمائيةً بحجم سماحة آية الله العظمى السيِّد محمد حسين فضل الله، فهو شخصية استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، شخصية متعددة الأبعاد والآفاق، لقد مثّل علامة فارقة في تاريخ المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي، سنيِّها وشيعيّها، ولا نبالغ إذا قلنا إنّه أحدثَ انقلاباً في المفهوم التقليدي للمرجعيات الدينية ودورها. فالسائد أن المرجعية الدينية هي مرجعية مقتصرة على الاختصاص الفقهي تحديداً، لكنها مع السيِّد، تحوّلت إلى مرجعية دينية وسياسية واجتماعية وفكرية وتربوية وجهادية وحوارية وإنسانية، تحاور إشكالات الواقع وتجادلها لتجترح من جدلية العلاقة بينه وبين الإسلام الحلول المناسبة...


    وبهذا المعنى، كان سماحته شخصيةً مرجعيةً شموليةً، حمل قضايا الإنسانية في وجدانه وقلبه وضميره، وكان جريئاً في طرح مواقفه من مجمل هذه القضايا، غير آبه بما يمكن أن يواجهه من انتقاداتٍ وإشكالات ومخاطر. كان صارماً في قول كلمة الحق، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضايا المصيرية المتعلقة بالدوائر الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية...

    جمع بين انتمائه الإسلامي ونفسه الإيماني وتوجّهه الإنساني، فاعتبر أنّ الأديان وحدة تتكامل في خطِّ سيرها، ولأنها كذلك، لا بدّ من أن تتّحد في مسارها، لارتكازها على بنية عقائدية وأخلاقيّة وتربويّة وإنسانيّة مشتركة، فكان دائم التأكيد على هذه المشتركات، واعتبرها القاعدة الصلبة التي يجب أن يبنى على أصولها الحوار بين الأديان، وخصوصاً مع قناعته الراسخة بأنّ ما يجمع هذه الأديان أكثر بكثير مما يفرّقها، وأنها جميعاً قد هدفت للارتقاء بمستوى الإنسان، وبالتالي بمستوى الحضارة الإنسانية المرتكزة على قيم السماء الخالدة. وكان يردِّد دائماً أننا يجب أن نتَّفق على الله بدل أن نختلف باسم الله، لأنّ الله هو حصن المحبة الذي يأوي إلى كهفه كلُّ المؤمنين في العالم.


    أدرك منذ البداية أنّ الأديان هي حركة في حياة الإنسان، وليست مقدَّسات نتجمَّد أمامها، وقد قامت فلسفته على مقولة الإسلام الحركي، لاقتناعه بأنّ القرآن، وهو كتاب الحياة، قد نزل ليجيب عن إشكالات الواقع، وهكذا يجب أن تتحوّل الاجتهادات الدينية إلى سلسلة إجابات على مستجدّات ما يحفل به الواقع من أسئلة وقضايا وطروحات.

    عمل سماحته على تأسيس الحركة الإسلامية العالمية وشارك في انطلاقتها الأولى، وكان رهانه دائماً على الجيل الشاب المملوء حيويةً وحماسةً وإيماناً، وعلى أنّ الشباب، إذا تحصَّن بالوعي، يتحول إلى ضمانة للمستقبل وبشائر خير ومحبة للإنسانية جمعاء.


    كان همه كيف نظهّر البعد الإنساني للدين، كيف نقدم الدين أطروحةً عالميةً تتجاوز كل الطوائف والمذاهب والفئويات والعصبيات، رسالة إلى كل العالمين، كما نزلت منذ البداية على قلب محمد، قبل أن تعصف بها أهواء الجهويات والحزبيات والشخصانيات والعصبيات، واعتبر أنه لا بد من تقديم الإسلام كمشروع حضاري متكامل للعالم أجمع، لذلك رفض حصر ميدان عمله بقُطْر أو مِصر، حزب أو جهة، وبقي مستقلاً عن كل الأطر الرسمية والتنظيمية، رغم أنه كان مرشداً وعضداً لكل الحركات الإسلامية في العالم، امتد نظره دائماً إلى أقصى الأرض قائلاً إنّ الإسلام وجِد لكي يعمَّ الدنيا، ونحن لا نستحي من العمل على أسلمة العالم، لكن بالحوار والإقناع ومقارعة الحجّة بالحجّة، والمنطق بالمنطق والمشروع بالمشروع...


    وكان أكثر ما يزعجه، أن يقدّم العاملون للإسلام إسلامهم انطلاقاً من زواياهم الطائفية والمذهبية أو المناطقية، لأنهم بذلك يجعلون من دين الله كائناً على قدر أحجامهم وقياساتهم...

    من هنا، لاقى ترحيباً من أصحاب الأديان، كما من أصحاب الأفكار الوضعية على السواء، لأن دعوته كانت عقلانيةً غير استفزازية، وخصوصاً أنّه من أصحاب القول إنّ ما يجمع الناس لكثير، فلنتفق على ما نجتمع عليه، ونؤسس واحة أمن وعدالة وسلام لهذا العالم المتوتر بكل تناقضات العقول الحامية والمشاريع الطامحة، ولنتحاور حول ما نختلف عليه، وإذا لم نتّفق، فلننظّم هذه الخلافات، ونضعها في دوائرها المناسبة، كي لا تتحوَّل إلى مواضيع نزاع وصراع، وربما اقتتال.


    لذا، عرف عنه أنه رجل الحوار والانفتاح على كلِّ الأفكار الدينية وغير الدينية. كان يرى في الحركات الإسلامية أملاً بعودة الإسلام إلى ربوع الأوطان التي هجرها الإسلام بعدما تحولت مادةً للمزايدة والنزاع، ولأن الإسلام من جهة أخرى قد تحجَّر على يد الأنظمة والمؤسسات الدينية الرسمية، وكان لا بدّ من جيل يحمل فهماً حركياً للدين يعيد إليه حيويته وآماله، وكان يرى في هذه الحركات رافعات للمشروع الإسلامي، وأحد أجنحته التي تتكامل مع جناحه الآخر، أي الفكر الإسلامي المستنير غير المتكلّس على قناعات عفا عليها الزمن.

    آمن سماحته بنوعين من المقاومة: المقاومة بالمفهوم العسكري السائد والمقاومة بمعناها الفكري، وبأنهما يكمل بعضهما بعضاً، الأولى مهمَّتها فضح الاستعمار ومخطَّطاته وممانعة احتلاله وهيمنته، وخصوصاً الأميركية والإسرائيلية، والثاني مهمّته مواجهة بؤر منظومات الغلوّ والتكفير ومواقع التخلُّف التي لا تفقه الدين بمعناه الرباني الرّحمانيّ والإنساني، ولا تراه إلا سبيلاً لشدّ عصبياتها، وزرع بذور الانقسام والشقاق بين صفوفها، وتعويق مسيرتها الحضارية نحو المستقبل، والاقتصار على جهويات ودول لا يهتم كل منها إلا بما يجري في قطره، بدلاً من أن تكون الأمّة على سعتها مداها الهمّ والأمل وغاية النّضال والهدف والمرتجى...


    لقد شخّص سماحته مصدرين للخطر على الأمّة العربية والإسلامية؛ الأول من داخل، ويتمثل بنزعات التطرُّف والغلوّ اللذين ذهبا بالمسلمين إلى تكفير بعضهم بعضاً، وترتيب أثر هذا التكفير محاولات للنزاع والاقتتال.

    والآخر من خارج، وتحديداً الاستكبار الأميركي، الذي وجد فيه مانعاً وحائلاً أمام وحدة الأمّة، دولاً وشعوباً وحركات ومستقبلاً.

    لذا انصبَّ جهده في خلال سنوات حياته الأخيرة، على جبه هذين الخطرين، من طريق فضحهما، غير آبهٍ بما يلاقيه من تهديداتٍ ومؤامراتٍ من الجهتين معاً، ورائده أن الحقّ لا يستقيم له عمد بالتنازلات والتسويات والمساومات، حتى لو تطلَّب ذلك أن ندفع الأثمان الغالية في سبيله والثبات عليه، لأنّ كلّ ما عدا الحق زائل، ولأنّ ما ينفع الناس يمكث في الأرض.


    فهم الدّين سبيلاً للارتقاء بالإنسان، ولرفع مستوى إنسانية الإنسان، فتحدّث عن أنسنة الدين، واعتبر أنّ الأديان وجدت لخدمة المسيرة البشرية، وأنّها البوصلة التي تصوّب مسارها باتجاه استكمال الصيرورة الحضارية للبشرية، فكان يرى أن القرآن كتاب الحياة، وهو أساس المعرفة الدينية، والإطار ـ النظام لبناء حياة اجتماعية وسياسية محكومة للمبادئ والقيم التي تعلي من شأن الإنسان وتعبّده لله وحده، وتدعوه إلى تحطيم أصنام النفس وأصنام الواقع مهما كبرت.

    أهمية سماحة السيِّد، أنّه كان يحمل مشروعاً حضارياً كبيراً، ولم يكن يستثني من هذا المشروع أحداً من أبناء الأمّة العربية والإسلامية، وحتى مفكّري وأحرار العالم، بل لم يكن يرى تناقضاً بين سعي هؤلاء وسعي علماء الدين في تقاطعهم حول هذا المشروع، فخاض معهم العديد من النقاشات والحوارات، وتبادل معهم الأفكار والتوجهات، وكان عوناً لكلِّ من يرى في نهضة الأمّة سبيلاً إلى خلاصها واستقلالها وحريتها...


    ومن العناصر الأساسية التي رأى أنها ضرورية لقيامة البنيان الحضاري، جملة قضايا كبرى لا بدّ من العمل عليها كشرط أساس لإزالة العوائق من أمام هذا المشروع الكبير:

    القضية الأولى، الاهتمام بالمقاومة سبيلاً للخلاص من الكيان الصهيوني.

    والقضيّة الثانية، وحدة الأمة الإسلامية باعتبارها السبيل الأوحد لإحباط كلّ مشاريع الهيمنة والنّهب والاستتباع وإفشالها.

    تميَّز بجرأته في مراجعة الكثير من الثوابت التي كادت تتحوَّل إلى مقدَّسات، وهي نتاج اجتهادات مجتهدين يصيبون ويخطئون، وكان دائم القول إنّ هؤلاء السّابقين من العلماء قد اجتهدوا لواقعهم الذي عاشوا فيه، حيث استخدموا ما توافر لديهم من العلوم والمعارف، واستفادوا منها في إنتاج آرائهم الفقهية والعقائدية والفكرية، ونحن يجب ألا نتجمَّد أمام ما توصَّلوا إليه، بل يجب تجاوز ذلك أو تطويره، لأنّ ذلك هو سنّة التطوّر في الحياة، وسبيل ليكون الاجتهاد الديني مواكباً للعصر، لا يتجمَّد عند اجتهاد باعتباره مقدساً، وهو في حقيقة الأمر غير مقدّس.


    لقد نزع سماحته القداسة ليس عن المجتهدين فحسب، رغم تعظيمه لهم، بل نزع القداسة أيضاً عن أفكارهم وكتاباتهم ونتاجاتهم التي تجمَّد أمامها دارسو العلوم الإسلامية، وكان يرى أنه لا بد من الجرأة في مناقشة هذه الآراء سبيلاً إلى تطويرها وتجاوزها إن أمكن إلى الأفضل.

    وقد أخضع هذه الأفكار للبحث والدّرس، وقال إنّ في هذه الأفكار والمعارف ما ينتمي إلى زمان إنتاجه، وبالتّالي، فلقد استوفى الغرض والوظيفة من ظهوره في حينه، حيث كان مناسباً لبيئته، وحاجةً لأسئلة هذه البيئة المعرفية والدينية.

    وإذا كان من هذه المعارف والأفكار ما يصلح لأن يستمر، فهذا ما نُبقي عليه ونراكم فوقه، أما ما يعني عصرنا وزماننا وإشكالات واقعنا وحاضرنا، فيجب أن نجتهد له بما يناسبه، كي نكون بجدّ ممن يحملون ديناً مواكباً لقضايا العصر ومتطلّباته.

    من هنا، اعتبر سماحته أن على المجتهد أن يواكب العصر، وإلا فليس لاجتهاداته قيمة عملية في الحياة. فللمعرفة في يقين سماحة السيِّد خطّ مستقيم متواصل لا يتوقّف عند حدّ، وليس هناك من محطة معرفية تعتبر مقدّسةً يكون التجمّد أمامها أمراً لازماً، لأن لكل زمان رجاله ومجتهديه ومعارفه.


    من هنا، تنوّعت معارف سماحته، فشملت مؤلّفاته وكتاباته التي جاوزت المئة، في الفقه والعقائد والفكر والأخلاق والدّعاء والسياسة والمقاومة والاجتماع والوحدة، إضافةً إلى طروحاته الاستراتيجية المميَّزة في استشراف المستقبل.

    أستطيع أن أقول إنّ سماحة السيِّد كان شخصيةً استثنائيةً في ظروف استثنائية، ففي غمرة انزلاق الأديان والطوائف والمذاهب إلى خنادقها العصبيّة وكهوفها الموحشة، وأفكارها المغلقة، وتوجّهاتها الفئوية الضيقة، كان يرى في الدين سبيلاً لوحدة الإنسانية، وواحةً للمحبة الإلهية، وأن وظيفة الأديان لم تكن يوماً غير إقامة العدل والمحبة بين الناس.


    السيِّد فضل الله كان بحقّ رجل دين، صرف جهداً كبيراً لاستنقاذ الدين من حراس المغاور والكهوف الطائفية، ونشر قيمه في الهواء الطلق، ولعله من الرجال القلائل الذين سعوا إلى إظهار الوجه الإنساني للدين، بعدما تحوَّل على أيدي تجار الأديان والآلهة إلى سلعة في سوق النخاسة لطالبي السلطة والمال والجاه، الذين استبدلوا بتجارتهم هذه نعيم الآخرة الأبديّ، بفتات الدنيا الزائلة.

    ويطيب لي أن أختم بجوابه على أحد سائليه عندما استوضحه لمن يكتب والعالم الإسلامي في انحدار لأنه لا يقرأ، فقال يا بني أكتب لأجيال المستقبل.

    ربما كان الراحل الكبير على صواب لأن التاريخ علمنا أن قدر الرجال العظماء أن يعرفوا بعد رحيلهم.




    * أستاذ جامعي ومستشار المرجع الراحل فضل الله

  6. #276
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    الرّئيس السوداني البشير يوفد معزّياً
    بسماحة المرجع فضل الله
    استمرّت أسرة سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله بتقبّل التّعازي في دارة سماحته في حارة حريك، حيث استقبل نجله سماحة السيّد علي فضل الله عدداً من المعزّين، على رأسهم موفد الرّئيس السّودانيّ عمر حسن البشير، عضو القيادة في حزب المؤتمر الوطني، الوزير الشّريف بدر، يرافقه السّفير السّوداني في لبنان، إدريس سليمان. بعد اللّقاء، قال الوزير بدر:
    قدمنا من السّودان بتكليفٍ من فخامة الرَّئيس عمر البشير وقيادة المجلس الوطنيّ، وقيادة المؤتمر الوطنيّ، وقيادة الحركة الإسلاميّة، لنعزّي أنفسنا أوّلاً، ونعزّي الأخوة في لبنان، بفقد سماحة العلامة الّذي كان له دورٌ كبيرٌ جدّاً بدعم قضيّة الأمّة، ودعم قضيّة أهل السّودان ولا نقول إلا ما يرضي الله. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
    كما استقبل سماحة السيّد علي فضل الله المستشار الثّقافيّ الإيرانيّ في لبنان، السيّد محمد حسين رئيس زاده، والوزير السّابق ناصر الصّعيدي، والوزير السّابق محمد بسّام مرتضى، ووفداً من جمعيّة آل المقداد، وعضو المجلس السياسيّ في حزب الله أبو علي الدّيراني، ومسؤول الوحدة الاجتماعيّة في الحزب الشّيخ عبد الكريم عبيد، ووفوداً شعبيّةً من مختلف المناطق اللّبنانيّة.







    مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

    التاريخ:02 شعبان 1431 هـ الموافق: 14/07/2010 م





  7. #277
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    بعض مجالس النعي والعزاء والتي أقيمت لسماحة المرجع الفقيد السيد فضل الله قدست نفسه الزكية




  8. #278
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

  9. #279
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    السيد علي فضل الله دعا الى حماية المقاومة والإنتباه إلى ما يحاك جنوباً





    16/07/2010 - 10:30




    حذر السيد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة، من "مؤامرة كبيرة وخطيرة تستهدف وحدة المسلمين وخصوصا في لبنان، من خلال خطة دولية كبرى، رسمت معالمها أميركيا وصهيونيا، حيث يراد للعناوين القضائية الدولية التي بدأت بالسودان، وانتقلت إلى لبنان، أن تفعل فعلها في البناء اللبناني الداخلي، وفي الواقع الإسلامي بخاصة" .


    وأشار الى "اننا نريد للجميع في لبنان أن ينتبهوا إلى خطورة المؤامرة القادمة التي تم التحضير لها داخل كيان العدو، وفي الدوائر الاستكبارية العالمية، في سياق خطة متكاملة لإسقاط الهيكل على رؤوس الجميع، ولإشعال نار الفتنة التي نحذر من أنها لن تصيب الذين ظلموا بخاصة"، لافتا الى ان "على الدولة بكل مسؤوليها، وجميع الفاعليات ومن يملكون عناصر التأثير من هنا وهناك، أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يستعدوا لإسقاط حلقة المؤامرة القادمة، والتي يعرف الجميع أنها انطلقت من مواقع معادية، وأنها تهدف في نهاية المطاف للدخول في صفقة مساومة كبرى على حساب أمن البلد، ولحساب أمن العدو، ولا مشكلة عند المعدين والمخططين والمنفذين من إدخال دول إقليمية في هذه الصفقة التي يراد لها تغيير الأوضاع على مستوى المنطقة كلها".


    ودعا الجميع "إلى حماية المقاومة، والانتباه إلى ما يحاك جنوبا، وإلى ما يتطلع إليه العدو من تعقيد علاقة "اليونيفيل" بأهل الجنوب، والدخول في معمعة أمنية أو سياسية معقدة، ولحماية أمن الناس وسلامهم الداخلي الذي يراد له أن يكون عرضة للهزات التي تأكل الأخضر واليابس، في صيف لبنان الحار وخريفه الدافئ".


    واعتبر ان "ما يجري على مستوى العالم تبرز ملامحه أكثر من خلال صفقة دولية كبرى، تتحرك فيها الدول الكبرى لضمان سيطرتها على مواقع المستضعفين في العالم، ومنع نشوء قوى ودول مناهضة، ومن هنا يبرز الحرص الأميركي والأوروبي والروسي على منع الجمهورية الإسلامية في إيران من النهوض علميا، والسعي المتواصل لهذا المحور لمنع قيام حالة سياسية مستقلة في العالم تتمثل بعدد من الدول المناهضة، ومن هنا بدأ هذا المحور الدولي بإحكام حلقة المؤامرة والحصار السياسي، وحتى الاقتصادي، على الجمهورية الإسلامية في إيران، للتهويل والضغط عليها، وربما لتهيئة الظروف لمحاولة استهدافها أمنيا".


    واعرب عن شعوره "بكثير من الخطورة حيال تصريح الرئيس الروسي، الذي أعلن فيه أن "إيران تقترب من الحصول على وسائل إنتاج سلاح نووي"، لأن هذا الكلام يمثل تناغما مع الكلام الأميركي والصهيوني والأوروبي الذي يحاول أن يسلط الضوء على البرنامج النووي الإيراني السلمي، فيما يتوارى الحديث عن مئات القنابل النووية التي يملكها العدو الصهيوني، وعما يزيد عن سبعة آلاف رأس نووي تملكها كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية".


    واشار الى انه "في موازاة هذا التهديد الاستكباري الدولي نلاحظ أن هذه الدول أطلقت يد العدو لكي يواصل زحفه الاستيطاني داخل فلسطين المحتلة، وفي القدس بالذات، التي تتعرض لعمليات هدم جديدة، فيما يواصل العدو حصاره لقطاع غزة، ويمنع سفن المساعدات الخيرية من الوصول إليها، ويشن الغارات على القطاع فيقتل المزيد من الأبرياء والمدنيين، وخصوصا النساء، من دون أن يحرك العالم المستكبر ساكنا"، معتبرا ان "هذا يؤشر إلى أن حلقة المؤامرة بدأت تتسع، وأن العالم المستكبر بصدد إطلاق يد العدو أكثر لكي يوسع من دائرة عدوانه، ليتجاوز الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتصل المسألة إلى لبنان الذي يتحدث مسؤولو العدو عن أن الأوضاع فيه "آيلة للتدهور ابتداء من أيلول المقبل".

  10. #280
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    لا مكان لفضل اللّه





    خالد صاغية - 12/07/2010





    بعد حادثة صرف الإعلاميّة أوكتافيا نصر من «سي. أن. أن»، لإبدائها إعجابها بالسيّد محمّد حسين فضل اللّه على موقعها على «تويتر»، ها هي السفيرة البريطانيّة في لبنان، فرانسيس غاي، تضطرّ للاعتذار والإعراب عن أسفها «لأيّ إهانة» ربما سبّبتها إشادتها بفضل اللّه، على مدوّنتها الرسميّة.


    وكانت غاي قد وصفت فضل اللّه بـ«الرجل الشريف»، وأنّه «أكثر سياسي لبناني سعدت بلقائه»، مضيفةً: «عندما تزوره، يمكنك التأكد من حدوث نقاش فعلي وجدل في جو من الاحترام، والوثوق من أنّك ستغادر شاعراً بأنّك أصبحت شخصاً أفضل».


    وقد سارعت الحكومة البريطانية إلى سحب ما كتبته سفيرتها في لبنان على مدوّنتها، لكونها قد عبّرت عن رأي خاص، كأنّ المدوّنات تعبّر عادةً عن آراء عامّة.


    فما هو سبب هذا السُّعار الغربي الرسمي ضدّ كلّ من امتدح السيّد فضل اللّه، حتّى بعد موته؟ هل يكفي القول إنّ الرجل كان معادياً للسياسات الأميركيّة في الشرق الأوسط؟ هل يكفي موقفه من إسرائيل؟ لا يبدو ذلك مقنعاً. فهذه من الأمور التي يتسامح الغرب معها عادةً، فلا يضطرّ إلى خدش شعور ليبراليّيه وخذلان ليبراليّي العالم الثالث، الكارهين لثقافاتهم والداعين إلى التغرّب الكامل والفوري.


    الواقع أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة في حربها على الإرهاب كانت قد قسّمت المسلمين إلى نوعين: مَن معنا ومَن ضدّنا. لكنّ التقسيم هذا لم يُروَّج له على أُسس سياسيّة، بل ثقافيّة. فـ«مَن معنا» ليسوا حلفاءنا السياسيين، بل هم المسلمون «الحديثون»، والمؤيّدون للقيم الإنسانيّة. أمّا «مَن ضدّنا»، فهم المسلمون الأصوليّون، الـ«ما قبل حداثيّين»، جلّادو المرأة وأعداء القيم الإنسانيّة. لا يمكن جوهر الحرب على الإرهاب أن يستقيم من دون هذه القسمة الثقافيّة، من دون التأكيد أنّ المعركة الأميركيّة في المنطقة ليست مع أعدائها السياسيّين، بل مع أعداء الحضارة الإنسانيّة.


    «خطورة» رجل دين كفضل اللّه تكمن في أنّه يزعزع هذه الأسس. فمِن تحت عباءته خرجت المقاومة الإسلاميّة، ومن تحت عباءته أيضاً خرجت الفتاوى التي تنصف المرأة، وترفع من شأن العلم، وتصالح الإسلام مع العيش في الزمن الحديث.


    وبالمناسبة، ليس مجرّد صدفة أن تكون فرانسيس غاي وأوكتافيا نصر، امرأتين.


    ببساطة، لا مكان لمسلم كمحمّد حسين فضل اللّه في العالم الأميركيّ الجديد.

  11. #281
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

  12. #282
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    لستَ في الموت





    هادي رسول - بنت جبيل .اورغ - 14/07/2010







    ماشياً وحدكَ
    لا شيءَ سوى الرفضِ رفيقاً لكَ في الدربِ
    وصوتاً و صدى !

    ماشياً وحدكَ
    مشحوناً بما تخفيهِ أوجاعُ المدى

    عجباً ...
    يقتاتُ منك الصبحُ ضوءاً
    فمشت تتبعك الشمسُ
    و صلَّى الغيمُ في بابِكَ
    إذ كُنتَ على كفِّ العطاءِ مسجدا

    عجباً ...
    كيف احتوت روحُك أضدادَ الثنائياتِ... بأساً و ندى !

    ليسَ تحويكَ الجهاتُ الستُ
    قل لي : كيف كوَنتَ على الصحراءِ ظلاً
    و فرشتَ الرملَ عُشباً أغيدا

    ياترى .. كيف أقامَ الحبُّ في روحِكَ قلباً
    فاستوى خافقُك الورديُّ محراباً
    وأسرجتَ نُهى التنويرِ في الدنيا
    وشيَّدت بها ركنَ الحوارِ معبداً

    ياترى ..
    كيف استوت فيكَ الرؤى ذاتَ خشوعِ
    و رأيتَ اللهَ
    حتى عُدتَ بالنارٍ إلى قومِكَ سراً مُوقَدا

    لمْ يُخاتلْك السرابُ المحضُ
    في عينيكَ مرآةُ النبوَّاتِ
    و وحيٌ وتراتيلُ هدى

    أي إكسيرٍ حوتْ كفَّاك
    حتى ينتهى شوقاً بها ركبُ الزمانِ مُجهَدا

    أيها الخارجُ من رهجِ النداءاتِ
    و أقفالِ سنين القهرِ
    وجهاً يستعيدُ الفجرَ في الدهرِ إنِ الليلَ ارتدى

    كلما غنَّيتَ بالرفض
    سرى خلفك جيلٌ
    في ثرى (عامِل)
    مذ كنتَ ...
    وكان الصبحُ قد أسفَرَ في جنبيكَ دهراً منشدا

    وَفَتحتَ النورَ في نافذةِ الغيبِ
    ولمْ تخشَ رياحَ العَتمةِ السوداء
    جاهرتَ – بما لم يجهر الضوءُ- نبياً مرشداً

    لستَ في الموتِ
    ولازلتَ بهذا الكونِ ...
    هل كنا أضعناكَ
    و ضعنا في منافينا سُدى ؟



    هادي رسول
    الثلاثاء 24 /7/1431 هـ
    6 /7 /2010 م

  13. #283

    افتراضي

    الحجاب سعادة لاشقاء

  14. #284
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    116

    افتراضي ستبقى في قلوب المؤمنين

    الى السيد حسين فضل الله: ستبقى في قلوب المؤمنين

    انا لله وانا أليه راجعون
    وهل يموت الصالحين؟

    فقدناك علما ينير الدرب
    لأمة الاسلام للمؤمنات والمؤمنين

    لزهد تعاليت به بسموك عطرا
    فكان وصلا من نهج النبي والائمة والصالحين

    ائمة من ابناء النبي المصطفى (ص)
    بذلوا للاسلام كل مابلغوا ويملكون

    يا ابى عليا: ستبقى بقلوب المؤمنين
    يتمتنا بعد عناق بالعقيدة شامخين

    حسبنا الله في فقداننا هذا صابرين
    الى الله ثبات عقيدة لنرضي رب العالمين

    والى امة الاسلام نعزي مصاب الفاقدين
    ولجنة عرضها السماوات الارض لك متذرعين

    ولرحمة الله ورضاه لك وللجميع أملين
    حشرك الله مع من احببت للنبي الاكرم
    ولال البيت والائمة الطاهرين

    انت فينا كما كان الصدر الشهيد
    وعدا لأمل الشيعة ال البيت (ع) والمستبصرين
    في العراق ولبنان والعالم اجمعين

    رحمك الله وجعلك مع النبي وال بيته في العليين
    رحمك الله يا ابى اليتامى والمساكين

    وهنيئا لك هذا الختام
    من الله
    والى الله
    رب العالمين


    المهندس والباحث علاء مهدي الاسدي

  15. #285
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    السيد محمد حسين فضل الله وماراثون المرجعية










    17/07/2010
    هاني فحص

    كان السيد محمد حسين فضل الله حريصا على ألا تغيب النجف بسبب تشديد الحصار الأمني على حوزتها ومراجعها، أواسط التسعينات من القرن الماضي، عن موقعها المرجعي الذي لا يغني عنه أي فرع وإن أصبح بحكم المركز أو أقوى (قم مثلا).

    ذلك لا يعني أنه لم يكن مرجعا قبل ذلك، فهو مجتهد مطلق باعتراف الجميع، أي متحقق فيه الشرط الأهم من شروط المرجعية العامة، التي تحتاج إلى قرار منه، يجب أن يكون دقيقا فيه لكي تتحول من القوة إلى الفعل، أو من الأهلية إلى المسؤولية.

    كان السيد من تلاميذ السيد أبو القاسم الخوئي، وأحد وكلائه العامين، عندما عاد إلى لبنان مقيما عام 1966م.. وعندما توفي الخوئي (1994)، خلفه في المرجعية لدى مقلديه تلميذه المتقدم في العمر، السيد عبد الأعلى السبزواري، الذي اعتبره السيد فضل الله مرحلة انتقالية، وكان يحيل مراجعيه عليه في المسائل الاحتياطية، كما هو التقليد الفقهي. وتوفي السيد السبزواري مبكرا، فخلفه السيد علي السيستاني المحاصر لمدة أحد عشر عاما في منزله من قبل النظام الأمني العراقي، فاضطرب وضع الملتزمين الشيعة في المرجعية النجفية، في حين كان الآخرون يذهبون في تقليدهم تدريجيا إلى السيد روح الله الخميني الذي، قبل نجاح الثورة الإيرانية، كان عدد مقلديه في لبنان يعد على أصابع اليدين.. ثم أخذ عدد مقلديه يزداد ببطء في البداية، بسبب إشكالية حزب الله مع الجمهور الشيعي، قبل أن يتحول الحزب إلى سائد سياسي في الوسط الشيعي اللبناني، مما سهل عليه إلزام قواعده بتقليد الخميني، بعدما كان قد ترك لهم الحرية في اختيار مرجعهم.. وأصبحت إرادة الحزب في تحديد المرجع للمحازبين وغيرهم أقرب إلى الإلزام مع بداية مرجعية السيد علي خامنئي، الذي خلف الشيخ الآراكي الفقيه المعمِّر وغير القادر على إدارة الشأن العام الإيراني من موقع المرشد، إلى أن اختار مجلس خبراء الدستور السيد خامنئي لخلافة الخميني في المرجعية الفقهية وولاية الفقيه، بناء على شهادة قدمها الشيخ رفسنجاني، ومضمونها أن الإمام الخميني تحدث أمامه عن المستوى العلمي للسيد خامنئي، وعن أهليته للقيادة، فتم انتخابه بأصوات الأكثرية مرشدا ومرجعا، طبقا للدستور.


    هنا كان من ذكاء السيد فضل الله ودقته أنه اختار الظرف المناسب لإعلان مرجعيته، في حال حصار النجف التام، وخلافة خامنئي للخميني، الذي لم يكن من السهل التصدي للمرجعية في حياته لأسباب تتصل بمستواه العلمي وموقعه القيادي التأسيسي، بحيث إن اختيار السيد خامنئي لم يسعفه في الخلافة التامة للخميني، بل اقتصرت، وبقناعة منه، هذه الخلافة على مساحة محدودة من الذين كانوا مقلدين للخميني داخل إيران، وقد انتبه لذلك، وصرح بأنه يطمح في أن تكون مرجعيته متجهة إلى خارج إيران، أي إلى أنصار الثورة والدولة من الشيعة في العالم. ولم تؤثر مرجعية السيد خامنئي على حضور المرجعيات الأخرى في قم، وهنا رأى السيد فضل الله أن مرجعية خامنئي ليس من شأنها أن تعوق قيامه بدور المرجعية؛ فتصدى لها من موقع يقينه بأعلميته، من دون أن يكون بإمكان غير المكابرين أن يصادروا عليه حقه وأهليته المعضدة بشهادة الكبار من أساتذته وزملائه وتلامذته الكثر.. إلى لياقات ثقافية تجعل مرجعيته محببة أكثر في نظر أكثرية الوسط الشيعي المنفتح على الآخرين، ثقافة وحياة، وخاصة في لبنان.


    لقد كانت مرجعية السيد فضل الله تبدو، في عين الإيرانيين من الطبقة الحاكمة وأنصارهم في لبنان، كأنها انتقاص نوعي يضاف إلى تعقيدات مرجعية السيد خامنئي الإشكالية. وكيف بها إذا كانت آتية من لبنان، الذي أصبح في نظر كثيرين من رجال الدين والسياسيين الحزبيين محافظة من محافظات إيران، وأصبح الشيعة فيه وكأنهم جالية إيرانية في نظر هؤلاء؟

    علما بأن السيد فضل الله لم يكن أقل تأييدا من غيره للثورة الإيرانية ودولتها ورجالها الذين كان على علاقة بأكثرية من مر بالحوزة النجفية منهم. وقد كان للسيد حضور في الوسط الإيراني في النجف، لا يقل عن حضوره في الوسط العربي واللبناني علميا وثقافيا واجتماعيا. إلى ذلك فإن مرجعية فضل الله لم تكن مفاجئة، فهو معروف منذ شبابه لدى أهل العلم والفكر والأدب في لبنان والعراق بأنه موهبة مميزة.


    وفي لبنان اختار الوسط الأكثر فقرا من حزام البؤس حول بيروت.. أقام مسجده ومنزله وحوزته وإدارته لشؤون الفقراء وقاعة المناسبات التي استقدم إليها نخبة المفكرين من كل الأديان والألوان للشراكة في البحث عن خطاب معتدل.. أقام كل ذلك في النبعة بين الشيعة والسنة والأرمن، قريبا من الموارنة والأرثوذكس، واختار الوسطية، بما هي الأفضل والأعلى والأرحب، موقعا له بين النخبة والجمهور، بين الأستاذ والتلميذ، بين الجامعة والجامع، بين مشاغل الفقراء ومشكلاتهم، بين الأديان والمذاهب وأهلها. بين الشعر والعلم، بين المدينة والقرى النائية. بين المركز النجفي والطرف اللبناني بخصوصياته الغنية وعمومياته الضامنة. ونظم صلاته وكلامه وكتبه ودفاتره ودروسه فامتد صيته. والتزم الحكمة في الحرب، على الرغم من معاناته، إيثارا للوحدة والسلام الأهلي الآتي.. واقتصر في عمله على الضروريات.. ونهض مع نهوض السلم الأهلي ثانية.. وأثار غيض الكسالى وغيرة الناشطين. ولم ينسَ القضايا الكبرى من فلسطين إلى فلسطين. ومن طنجة إلى جاكرتا، عابرا حدود الكيانات، عائدا إليها.. عابرا حدود المذاهب، غير متنصل منها.


    إنها مرجعية مختلفة.. توحيدية تقريبية وموثوقة في ذلك كله. مرجعية نقدية، تتناول بالنقد أي موقف عربي، ولا تدعو إلى الحقد على أي حاكم عربي موضع نقد.. ويفهم الحكام العرب ذلك، فيزدادون ثقة بها ورغبة في التواصل، ويشيحون عمن يوغرون الصدور عليه طمعا، ولو بالقليل، مختلفة عما كنا نراه من شروط المرجعية، وكنا ننقدها.. وفي آخر النقد نميل إلى الإعجاب بها.. كنا نقول إن المرجع ليس زعيما يوميا، وليس من شأنه الخطابة أو الأدب أو الإعلام أو الشعر أو الحوار أو البيان.. ولكنه خرق القاعدة، وألزمنا بهذا الخرق، وأثار فينا ميلا إلى اتباعه في ذلك.. فكان أن توفر لنا منه، وممن حذوا حذوه، كمّ وافر ونوعي من المقاربات الفكرية الحضارية والإنسانية، التي ترى في الدين ما لا يراه سكان الكهوف اللائذون بصمت العاجزين. لقد قتل الوقت بالعمل.. حتى كان يومه يبدو كأنه، من حيث سعته، شهر تام.


    هذا البنيان.. كان استثنائيا، ولم يكن خارقا أو معجزا.. لأنه تحول من شخص إلى مؤسسات لا مؤسسة واحدة، تعمل في كل الحقول الإنسانية، ويوميا، وبشكل لا يُضاهى في التنظيم والدقة والإنتاجية والنمو. فكيف يمكن التهوين من شأنه، وكيف يمكن قبول هذه المرجعية في مفصل صعب، من الفراغ النجفي وقتها إلى الاندفاع الإيراني نحو حصرية المرجعية من منظور سياسي؟

    إن وسطية السيد فضل الله دعته إلى تحرير المساحات المشتركة بين المسلمين، وإخلائها من الالتباسات الضارة، والدغل القاتل، والمعوق للتوحيد في تجليه بالوحدة.. فعاد إلى الذاكرة الشيعية ينقيها مما اعتبره زيادة أو ورما.. هادفا إلى تأسيس توجه إسلامي مشترك نحو المستقبل الصعب، بدلا من العودة التجزيئية إلى الماضي السهل.


    وكان يمكن لذلك أن يمر بتعليق قاس أو مغرض وقبيح كما حصل، ولكنه تصدى للمرجعية!! فثارت الثائرة مدججة بكل وسائل الضغط، ومنها الأقلام التي اغترفت حبرها من دم السيد وحبره، لتخوض في السيد نكرانا وافتئاتا. ما ذكرنا بمظلومين.. ظلموا في حياتهم من بيت آبائهم.. وحلا لبعض ظالميهم أن ينصفوهم بعد وفاتهم، وبسبب وفاتهم فقط.

    من الإمام محمد باقر الصدر إلى الإمام موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين.. وغيرهم.. وغيرهم من علامات معاصرتنا وانفتاحنا على الآخر كشرط معرفي وروحي ووجودي.. فلماذا كان هذا الظلم الإضافي والنوعي على السيد فضل الله؟


    تقديري أنه، على العكس من المشهور، فإن موقف السيد من ولاية الفقيه (الفقهي) لم يكن هو السبب فيما تعرض له من تعقيدات ومضايقات، لأنه، في الوقت الذي كان فيه حاضنا لبدايات المقاومة، ومؤسسا شريكا على الأقل، كانت له مكانته وتقديره لدى رهط ولاية الفقيه في لبنان وخارجه، وبعضهم كانوا من تلاميذه، ولم يكن يقول بالولاية المطلقة.. وهو، ونظرا لموقع المرجعية الحساس والمسؤول والوازن، بكر في رسم المسافة بينه وبين المشروع السياسي الحزبي الذي شارك في تأسيسه، من دون أن ينقطع عن حزب الدعوة، أو ينقطعوا عنه كجزء من ذاكرتهم ومعرفتهم.. بل إن جرأته على إعلان مرجعيته هي التي أدت إلى تصاعد الخلاف معه، وبلوغه حدودا تتعدى ما يمكن أن يترتب على مجرد الخلاف في رأي فقهي.. ومن المعروف أن مراجع حقيقيين في التاريخ الحديث قد حرموا من مرجعيتهم في حياتهم أو يوم مماتهم، وجُرِّدوا كما تجرد النخلة العتيقة من لحائها أو سعفها.


    وبعد النجاح في وضع السدود والعوائق أمام اتساع مرجعيته الفقهية إلى الحد الذي لا يُحتمل، من دون قدرة على الحد منها في المجال الفكري العابر للحدود الوطنية والقومية والمذهبية، حصل نوع من التواصل التعويضي مع السيد، في حين كان قد أصبح أكثر جهرا باختياره الفقهي المؤصل للولاية المحدودة أو المقيدة للفقيه، وفي الأمور الحسبية حصرا، وأصبح موقعه من الرسوخ، بحيث تجرأ على الكتابة المنهجية في تفنيد كثير من الإضافات العقدية على المنظومة الشيعية، كالولاية التكوينية، التي بينما هي تريد أن تعزز مكانة أهل البيت، تنال من هذه المكانة في العمق. بالإضافة إلى شجاعته في نشر فتاوى وأحكام شرعية، كان العلماء المقتنعون بها سابقا يمتنعون أو يخافون من التصريح برأيهم فيها، خوفا من الغوغاء، ومن علماء الغوغاء.. أتذكر أنه، وفي مفصل ما في لبنان، قالت له إحدى الشخصيات الفاعلة: «إن آية الله فلان يقول غير ما تقول في هذه المسألة»، فقال: «ونحن آيات الله أيضا».. وقد روى محاوره بذاته هذه الرواية لي.. وهنا كان مكمن العلة.



    هاني فحص - مفكر وكاتب لبناني

    "الشرق الأوسط"

صفحة 19 من 23 الأولىالأولى ... 91718192021 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة حسين سعيد في المنتدى واحة المناسبات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2010, 12:28
  2. انا لله وانا اليه راجعون ....... الارهاب من جديد
    بواسطة محمد من الكوفة في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-04-2008, 18:43
  3. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 28-01-2007, 15:15
  4. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 22-11-2006, 09:44
  5. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة منتصر في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-02-2005, 22:16

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني