[align=center]فلسفة الأخلاق والدين[/align]
لم ينطلق الفكر الإسلامي المعاصر في مجال التنظير من الفراغ، فالفكر الإسلامي كما يتمثل في الفقه وعلم الكلام والفلسفة والتصوف قد حاول طرح مشكلة القيم الأخلاقية من منظور التحليل العقلي، فالفقهاء قد طرحوا مسألة المسؤولية وعلاقة الأَخلاقِية بالنية وبالعقل، كما أن علماء الكلام قد حاولوا البحث عن أسس الخير والشر (الحسن والقبح)، غير أن هذه المحاولات قد بقيت محدودة، ولم تطرح في إطار كلي وشمولي إلا ابتداء من السيد جمال الدين الأفغاني، كما أنها وصلت إلى المستوى المفاهيمي، وفي سياق المذهب الاجتماعي والاقتصادي على يد الصدر، فالفكر الإسلامي كان يلجأ إلى القرآن الكريم، لتتويج مواقفه وتدعيمها في المجال الأخلاقي، فالنظرة إلى القرآن الكريم كانت نظرة جزئية وانتقائية، بينما نلاحظ عند الصدر موقفاً جديداً ومختلفاً عن موقف الفكر الإسلامي القديم.
[align=center]منهج اكتشاف المذهب الاخلاقي[/align]
فالصدر اعتمد على منهجية الطرح الكلي والاشكالي في صياغته للمذهب الاجتماعي والاخلاقي انطلاقاً من القرآن الكريم(1)، فالصدر لم يختزل المسألة في الإطار الفقهي والكلامي، ولكنه لم ينف في معالجته للمشكلة الاجتماعية والأخلاقية، خلفيتها وأساسها الفقهي والعقائدي. فالصدر حاول الوصول إلى المفاهيم والقيم المتضمنة في الأحكام الشرعية(2)، فالمذهب الاجتماعي وما يتضمنه من جوانب أخلاقية هو مذهب تمت صياغته عند الصدر من منظور معرفي يختلف عن كلّ المذاهب في مجال المعرفة، فالمعرفة هنا ليست نتيجة لعلاقة بين الذات والموضوع سواءً بإعطاء الأولوية للذات (العقل) أو للموضوع (التجربة)، كما أنها ليست نتيجة لصياغة مباشرة من القرآن الكريم، فالرؤية الأخلاقية الإسلامية ليست نتيجة للجوء مباشر إلى القرآن الكريم، ولعل هذه نقطة اختلاف بين الصدر وكل المفكرين المسلمين المعاصرين تقريباً.
لا شك أن الدكتور محمد عبد الله دراز(3) استخدم منهج اللجوء المباشر إلى القرآن الكريم في كتابه دستور الأخلاق في القرآن مع أنه يقترب في بعض جوانب هذا الكتاب من منهج التفسير الموضوعي، ولكن دون صياغة مباشرة لمنهج التفسير الموضوعي. فهو لم يحدد منهجاً للتساؤل على غرار ما سيفعله الصدر، فالتنظير بالنسبة للصدر لا يتم باللجوء المباشر إلى القرآن الكريم، بل يتم باللجوء غير المباشر. فالمفاهيم لا تتم صياغتها انطلاقاً من القرآن الكريم إلا عن طريق الأسئلة، التي يطرحها عليه الانسان من خلال القضايا المطروحة على الأمة، يقول الصدر: " فإنه (أي المفسر التوحيدي والموضوعي) لا يبدأ
_______________________________
1- السيد محمد باقر الصدر: التفسير الموضوعي ـ دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت الطبعة الثانية ـ 1981م. يعتبر هذا الكتاب طرحاً جديداً للتفسير فهو قد تجاوز كل صور التفسير ومناهجه.
2- التفسير الموضوعي وكذلك اقتصادنا (المقدمة)، دار الفكر ـ بيروت ـ الطبعة السادسة 1974 م.
3- محمد عبد الله دراز لم يحدد منهجاً للتنظير في المجال الاجتماعي والأخلاقي. مع العلم بأنّه من المفكرين المسلمين القلائل الذين اعتمدوا في تحليلهم للمشكلة الأخلاقية على المفاهيم، لذلك فقد أحدث محمد عبد الله دراز نقلة نوعية في مجال فلسفة الأخلاق في الاسلام.
[align=center][88][/align]
عمله من النص بل من واقع الحياة يركز نظره على موضوع من موضوعات الحياة... ويستوعب ما أثارته تجارب الفكر الانساني من حلول وما يطرحه التطبيق التأريخي من أسئلة ومن نقاط فراغ ثم يأخذ النص القرآني، لا ليتخذ من نفسه بالنسبة إلى النص دور المستمع والمسجل فحسب، بل ليطرح بين يدي النص موضوعاً جاهزاً مشرباً بعدد كبير من الافكار... ويبدأ مع النص القرآني حواراً، سؤال و جواب، المفسر يسأل والقرآن يجيب..."(1)، فالصدر يلتقي هنا، ومن الزاوية الابستمولوجية، مع فيلسوف العلوم غاستون باشلار (Gaoton Bachelrd) في تحديده للمعرفة العلمية حيث يقول: " إن كلّ معرفة علمية هي جواب عن سؤال، فإذا لم يكن هناك سؤال فلا وجود لمعرفة علمية ".
فالصدر حاول أن يستخرج من القرآن الكريم القيم الأخلاقية بالاعتماد على منهج التفسير الموضوعي، وهذا ما جعل الصدر ينتقد التفسير التجزيئي الذي لم يصل إلى مستوى المفاهيم، التي تُمَكِنُهُ من صياغة المذهب الاجتماعي والأخلاقي، فهو قد صاغ المذهب الاجتماعي عن طريق منهج التفسير الموضوعي، وتعرض للمشكلة الأخلاقية بالاعتماد على المفاهيم أي نظر إلى الأخلاق نظرة فلسفية لا وعظية إرشادية، يقول الصدر في سياق تنظيره للمذهب الاقتصادي في الإسلام وما يتضمنه من مفاهيم وقيم أخلاقية: " وللمذهب الاقتصادي في الإسلام صفتان أساسيتان... وهما الواقعية، والأخلاقية...".
فهو واقعي في غايته، لأنّه يستهدف في أنظمته وقوانينه الغايات، التي تنسجم مع واقع الإنسان بطبيعتها ونوازعها... وهو ـ إلى هذا ـ واقعي في طريقته أيضاً. فكما يستهدف غايات واقعية ممكنة التحقيق، كذلك يضمن تحقيق هذه الغايات ضماناً واقعياً مادياً، ولا يكتفي بضمانات النصح والتوجيه التي يقدمها الوعاظ والمرشدون، لأنه يريد أن يخرج تلك الأهداف إلى التنفيذ، فلا يقنع بإيكالها إلى رحمة الصدف والتقادير...
والصفة الثانية للاقتصاد الإسلامي، وهي الصفة الاخلاقية تعني ـ من ناحية الغاية ـ أن الاسلام لا يستمد غاياته التي يسعى إلى تحقيقها في حياة المجتمع الاقتصادية من ظروف مادية وشروط طبيعية مستقلة عن الانسان نفسه، كما تستوحي الماركسية غاياتها من وضع القوى المنتجة وظروفها... وإنما ينظر إلى تلك الغايات بوصفها معبرة عن قيم ضرورية التحقيق من ناحية خلقية ".(2)
[align=center]التنظير اعتماداً على القرآن[/align]
والحقيقة أن مسألة التنظير بالاعتماد على القرآن الكريم من أخطر المسائل إذ عليها يتوقف مصير الفكر الإسلامي ومصير الأمة الاسلامية. وقد أحدث الفكر الاسلامي ابتداءً من السيد جمال الدين الأفغاني نقلة نوعية مقارنة بالفكر الاسلامي القديم، فقد بدأ الفكر الاسلامي يتحرر من النظرة التجزيئية ويتطلع إلى النظرة الكلية وقد وصل الفكر الاسلامي عند الصدر إلى أعلى مستوى في مجال منهجية التنظير وإذا كان الصدر لم يُنظّر المذهب الاخلاقي في الإسلام فهو قد نَظَّرَ المذهب الاقتصادي والاجتماعي ونَظَّر للمشكلة الأخلاقية تنظيراً مفاهيمياً وفلسفياً، و ألقى الضوء على القيم الأخلاقية المرتبطة بالمفاهيم السياسية كالقيم المنظمة لعلاقة الحكام بالمحكومين ولعلاقة الدولة بالأمة، ولعلاقة الأمة الاسلامية بالأمم الأخرى. إنّ أكثر الكتابات في المجال الأخلاقي في الفكر الاسلامي ركزت على الوعظ والارشاد، كما أن بعض الكتابات
_______________________________
1- التفسير الموضوعي: 19 ـ 20.
2- السيد محمد باقر الصدر ـ اقتصادنا ـ 266 ـ 267.
[align=center][89][/align]
الاخرى قد عالجت المشكلة الأخلاقية من منظور الفلسفة اليونانية على غرار الفلاسفة المسلمين قديماً. أو من منظور الفلسفة الغربية على غرار المحدثين في العالم الاسلامي، وفي كلتا الحالتين لم يلجأ أصحاب هذه المواقف إلى القرآن الكريم إلا من خلال مفاهيم الفلسفة اليونانية أو الفلسفة الغربية، وعند محاولتهم التحرر من الفكر الاجنبي لم يعالجوا المشكلة الاخلاقية إلا من خلال نظرة جزئية إلى القرآن.(1) وعلى العكس من ذلك فإن الحكم الشرعي يتضمن في فلسفة الصدر جوانب فقهية وأخلاقية و روحية ومفاهيمية. الحكم الشرعي، من هذا المنظور، ليس مجرد أمر أو نهي أو إطار تنظيمي، لذلك لا وجود في فلسفة الصدر لقطيعة بين الفقه (خاصة أصول الفقه) وعلم الكلام والأخلاق والتصوف والطرح الفلسفي لهذه القضايا. فالاحكام الشرعية تستبطن من طرف الفرد عن اقتناع داخلي يصل إلى مستوى التقوى، لذلك يرى الصدر أن خلفية المذهب الاجتماعي في الاسلام تتكون من العناصر التالية:
أولا: العقيدة... التي تحدّد نظرة المسلم الرئيسية إلى الكون بصورة عامة.
ثانياً: المفاهيم التي تعكس وجهة نظر الاسلام في تفسير الأشياء، على ضوء النظرة العامة التي تبلورها العقيدة.
ثالثاً: العواطف والأحاسيس التي يتبنى الإسلام بثَّها وتنميتها إلى تلك المفاهيم، لأن المفهوم ـ بصفته فكرة إسلامية عن واقع معين ـ يفجر في نفس المسلم شعوراً خاصاً تجاه ذلك الواقع، ويحدد اتجاهه العاطفي نحوه. فالعواطف الاسلامية وليدة المفاهيم الاسلامية، والمفاهيم الاسلامية بدورها موضوعة في ضوء العقيدة الاسلامية الاساسية، ولنأخذ لذلك مثلا من التقوى، ففي ظل عقيدة التوحيد ينشأ المفهوم الاسلامي عن التقوى القائل: إن التقوى هي ميزان الكرامة والتفاضل بين أفراد الانسان، وتتولد عن هذا المفهوم عاطفة إسلامية بالنسبة إلى التقوى والمتقين، وهي عاطفة الاجلال والاحترام ".(2)
فالطابع التنظيمي للفقه يتم في أفق علاقة الواقع بعلة الحكم الشرعي وحكمته، وهي حكمة لا تنفد، وقد فتح الصدر مجالا جديداً لتنظير المذهب الاقتصادي والاجتماعي الإسلامي انطلاقاً من المفاهيم المتضمنة في العقيدة وفي الأحكام الشرعية، يقول الشهيد في سياق النص السابق: " ونعني بالمفهوم كلّ رأي للإسلام أو تصور إسلامي يفسر واقعاً كونياً أو اجتماعياً أو تشريعياً. فالعقيدة بصلة الكون بالله تعالى وارتباطه به تعبير عن مفهوم معين للإسلام عن الكون (وَِللهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ وَكَانَ اللهُ بِكُلِ شَي مُّحِيطاً)(3). والعقيدة بأن المجتمع البشري مرّ بمرحلة فطرية غريزية قبل أن يصل إلى المرحلة التي يسود فيها العقل والتأمل تعبير عن مفهوم إسلامي عن المجتمع (كَانَ النَّاسُ اُمَّةً
_______________________________
1- هذه الظاهرة تكاد تكون عامة، لكن بنسب ودرجات مختلفة، فالفلاسفة المسلمون المتأثرون بالفلسفة اليونانية قد أخضعوا الشريعة إلى متطلبات الفلسفة اليونانية دون أي توقف نقدي لتمييز الثقافة اليونانية بين الطبقات والشعوب، كما أنّ المحدثين في العالم الاسلامي تبنوا اتجاهات الفلسفة الغربية في مجال الأخلاق كالاتجاه الماركسي والبرجماتي والوجودي والبرجسوني، أما باقي كتابات الفكر الاسلامي المعاصر فيغلب عليها الطابع الوعظي الارشادي.
2- اقتصادنا: 271 ـ 272.
3 - النساء: 126.
[align=center][90][/align]
وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبيينَ مُبَشِرِينَ وَمُنذِرِينَ)(1)، والعقيدة بأن الملكية ليست حقاً ذاتياً، وإنما هي عملية استخلاف تعكس التصور الإسلامي الخاص لتشريع معين وهو الملكية للمال، فإنّ المال في المفهوم الإسلامي كلّه مال الله، والله يستخلف الأفراد أحياناً للقيام بشأن المال، ويعبر عن هذا الاستخلاف تشريعاً بالملكية.
فالمفاهيم إذن وجهات نظر وتصورات إسلامية في تفسير الكون وظواهره، أو المجتمع وعلاقاته، أو أي حكم من الأحكام المشترعة وهي لذلك لا تشتمل على أحكام بصورة مباشرة. ولكنّ قسماً منها بالرغم من ذلك ينفعنا في محاولتنا للتعرف على المذهب الاقتصادي في الإسلام...".(2)
فالمذهب ـ من حيث هو مذهب ـ ليس مجرّد انعكاس للواقع بل هو مشروع، لذلك يتمتع المذهب الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي ببعد مستقبلي في كلّ الفلسفات، حتى الفلسفات التي تدعي أنها علمية كالماركسية. وهذا البعد المستقبلي يتمحور ـ في الرؤية الاسلامية ـ حول القيم الاخلاقية، بل يشكل هو نفسه قيمة روحية وأخلاقية.
إن القيم الأخلاقية على العموم، والقيم الأخلاقية المتضمنة في العقيدة، وفي الاحكام الشرعية على وجه الخصوص، لا تستمد قيمتها ومعقوليتها إلا بارتباطها بالله تعالى، أي تستمد قيمتها من إرادة الله، فلا يكفي في نظر الصدر، أن يتقبل الإنسان الاحكام الشرعية وما تتضمنه من قيم أخلاقية، لايكفي أن يتقبلها لذاتها، مع أن هذه الاحكام وهذه القيم لها معنى في ذاتها، بل يجب تقبلها كأحكام وكقيم تعبر عن إرادة الله، لذلك تتمتع القيم بمثالية يتطلع الانسان إليها بصورة مستمرة، فعمل الخير مثلا لا نهاية له، فالانسان في سعيه للعمل الصالح لا يقف عند حد معين، فعمل الخير لن ينتهي أبداً، لأن العمل الصالح كقيمة تتمتع بمثالية يتطلع إليها الإنسان ولا يمكن أن يصل إليها، فقوة القيم الأخلاقية تكمن في مثاليتها، وما ينتج عن هذه المثالية من قوة إلزامية محركة للإنسان وللتأريخ، فالانسان في نظر الصدر هو " مجموع نقيضين اجتمعا والتحما في الانسان، وحفنة التراب تجره إلى الأرض... وروح الله سبحانه وتعالى التي نفخها فيه تجره إلى أعلى تتسامى بإنسانيته إلى حيث صفات الله وإلى حيث أخلاق الله... هذا الإنسان واقع في تيار هذا التناقض، في تيار هذا الجدل بحسب محتواه النفسي و بحسب تركيبه الداخلي.
دور دين التوحيد إذن هو عبارة عن تعبيد هذا الطريق الطويل، الطويل، تعبيده، إزالة العوائق من خلال تنمية الحركة كمياً وكيفياً، ومحاربة تلك المثل المصطنعة والمنخفضة والتكرارية، التي تريد أن تُجمد الحركة من ناحية، وأن تعريها من الشعور بالمسؤولية من ناحية أخرى...".(3)
[align=center]دور النيّة[/align]
إن أخلاقية الفعل من هذا المنظور، لا تكمن في الفعل ذاته فحسب، بل تكمن في نية الفاعل بالدرجة الأولى، فالرؤية الأخلاقية الإسلامية تتجاوز فلسفة كانط (Kant) الأخلاقية، لأنّها تطلب من المؤمنين أن يتجاوزوا الأمر الأخلاقي (الواجب) للوصول إلى كلام الله، الذي تستمد منه القيم الأخلاقية معناها
_______________________________
1- البقرة: 213.
2- اقتصادنا: 359.
3- التفسير الموضوعي: 188 ـ 190.
[align=center][91][/align]
وقوة إلزاميتها، فالله سبحانه وتعالى لا يريد من المؤمنين أن ينفذوا الأحكام الشرعية من حيث هي أحكام، بل يريد من المؤمنين أن يطيعوا أوامره ضمن علاقة شخصية تعبدية بين المؤمن وخالقه، فالأخلاقية تستمد مصدرها من علاقة الانسان الشخصية والذاتية مع الله، وهي علاقة يسعى فيها الإنسان إلى التقرب من الله أكثر فأكثر ضمن حركة لا نهاية لها في نظر الصدر.
فالأمر الإلهي يكفي نفسه بنفسه من حيث إلهيته، لذلك فهو يتضمن قيماً أخلاقية تتجه إلى كائن يتمتع بالقدرة على التقييم، وبالقدرة على الكشف عن القيم الاخلاقية المتضمنة في الأوامر والنواهي الإلهية (والقدرة على اكتشاف المفاهيم كذلك للقيام بعملية التنظير لكلّ جوانب الحياة الاجتماعية في نظر الصدر). والقيم الأخلاقية من هذا المنظور هي قيم إلهية، لذلك يقدسها الانسان ويشعر بقوة إلزاميتها. والقيم الأخلاقية في هذا السياق مبنية على الفاعل الأخلاقي وعلى التقوى، لذلك فالأخلاق ليست أخلاق الضغط على غرار النظرية الأخلاقية لدى علماء الاجتماع، بل الأخلاق في الرؤية الإسلامية هي أخلاق التطلع.(1)
[align=center]لا أخلاق بدون الله[/align]
إن المذاهب الفلسفية التي لا تؤسس الأخلاقية على وجود الله هي مذاهب أخلاقية تربط القيم الأخلاقية بتعالي مزيف.(2) فنفي وجود الله من طرف هذه المذاهب لا يتركز على أدلة عقلية، بل هو مجرد تمرد وجودي فبعض المذاهب كالمذهب الوجودي مثلا يرى بأن الانسان حر والقول بوجود الله يضع حدوداً لحرية الانسان، انطلاقاً من هذه الخلفية يستنتج هذا المذهب بأن الله غير موجود.يرى الصدر بأن هذه المذاهب، التي لا تربط القيم الأخلاقية بوجود الله لا تتمتع بالتماسك المنطقي، بل لا تتمتع بأيه درجة من العقلانية. فهي مجرد ردود فعل انفعالية تجاه بعض الجوانب المأساوية للواقع.(3) فالانسان من منظور الفلسفة الغربية خاصة المذاهب الفلسفية ذات الاتجاه المادي " كائن مسلوب الاختيار، مرغم على السير في خط معين لا يتعداه... وقد أسهمت مذاهب الاجتماع والاقتصاد والمدارس النفسية في تغذية هذه النظرة إلى الانسان. ولكن إذا جردنا الإنسان من حريته الداخلية، ونفينا أن يكون شيئاً أكثر من هذه الكتلة المنظورة من المادة، فماذا أبقينا من الإنسان؟ وإذا نفينا الحرية فقد نفينا المسؤولية، وحين ترتفع المسؤولية ترتفع الأخلاق... وقد تمثل رد الفعل على هذه الحتمية في وجودية سارتر (Sartre) الملحدة، فالإنسان حسب النظرية الوجودية حرية مطلقة ودفعة لا يقيدها قيد ولا يكبحها ضابط، فلا إله ولا دين ولا أخلاق ثابتة، وهكذا يتمزق الانسان الأوروبي بين الدعوات المتضادة دون أن يهتدي إلى السبيل
_______________________________
1- عالج الصدر مشكلة القيم الأخلاقية في جوانبها الكونية والنسبية في معالجته للعبادات، اُنظر: نظام العبادات في الاسلام ـ منظمة الاعلام الاسلامي ـ طهران 1404 خاصة من 11 إلى 41.
2- عالج الصدر هذه المشكلة في سائر كتبه وخاصة في التفسير الموضوعي، فالتعالي الحقيقي هو المثل الأعلى الحقيقي سبحانه وتعالى أما التعالي المزيف فهو المثل الأعلى المزيف أو المثل العليا المزيفة
3- السيد محمد باقر الصدر ـ نظام العبادات في الاسلام ـ خاصة الفصل الأولى.
[align=center][92][/align]
القويم ".(1)
في الرؤية الاسلامية هناك غليان عاطفي يجب النظر إليه ضمن النظرة الشمولية التي يتميز بها الاسلام، لذلك فالغليان العاطفي لا ينفي العقل، لأن هذا الغليان ليس غلياناً عفوياً بل هو مؤطر بالاحكام الشرعية، والعبادة تعبر أحسن تعبير عن تداخل الجوانب العاطفية بالجوانب العقلية والروحية والاجتماعية.
العباده في الرؤية الصدرية ليست روحانية مريحة. لا شك أن العبادة تتجاوز العقل لارتباطها بالغيب، ولكن تجاوزها للعقل لا ينفي العقل كلية، بل يضعه في موقعه النسبي في سياق علاقته بالغيب.(2)
[align=center]الحضيض الأخلاقي في الفكر الغربي[/align]
لقد أحدث الفكر الغربي قطيعة بين الدين والحضارة منذ عصر النهضة، وقد تمت هذه القطيعة لجعل الانسان أكثر التزاماً في عملية تحويل الطبيعة وتحويل المجتمع، لقد ظهرت النزعة الانسانية كمذهب يستجيب لهذه القطيعة وينظرها، فالنزعة الانسانية تعني، عند أصحابها، إرجاع كلّ شيء إلى الانسان، فالإنسان هو مصدر للمعرفة ومصدر للقيم، ولا توجد مبادئ متعالية على الانسان. لقد ركز الفكر الغربي على الانسان كمقياس لكلّ الأشياء إلى درجة أن الفكر الغربي بدأ ينظر إلى الانسان انطلاقاً من جوانبه الدنيا، أي ينظر إليه من خلال جانبه المادي الذي يسعى إلى إشباع رغباته، فالفكر الغربي يفسر، في نظر الصدر، ما هو أعلى بما هو أدنى " وحتى المسيحية... لم تستطع أن تتغلب على النزعة الأرضية في الانسان الأوروبي بل بدلا عن أن ترفع نظره إلى السماء استطاع هو أن يستنزل إله المسيحية من السماء إلى الأرض ويجسده في كائن أرضي.
وليست المحاولات العلمية للتفتيش عن نسب الانسان في فصائل الحيوان... أو المحاولات العلمية لتفسير الصرح الانساني كله عل أساس القوى المنتجة... ليست هذه المحاولات إلا كمحاولة استنزال الإله إلى الأرض في مدلولها النفسي وارتباطها الأخلاقي بتلك النظرة العميقة في نفس الإنسان الأوروبي إلى الأرض، وإن اختلفت تلك المحاولات في أساليبها وطابعها العلمي أو الاُسطوري، وهذه النظرة إلى الأرض أتاحت للإنسان الاُوروبي أن ينشئ قيماً للمادة والثروة والتملك تنسجم مع تلك النظرة ".(3)
[align=center]مصدران للفلسفة الأخلاقية عند الصدر[/align]
لقد صاغ الصدر فلسفته الأخلاقية وفقاً لمفهومين رئيسيين استنبطهما من التوحيد: استخلاف الانسان في الأرض ووحدة أصل الانسانية ووحدة مصيرها.(4) إنّ صفات الله وأسماءَه هي التي تجعل الانسان يؤمن بأن الخلق خير، وأن الله خلق الكون من أجل الإنسان، فقيمة الانسان في فلسفة الصدر تتجاوز كلّ اتجاهات النزعة الانسانية (Humaniame) وكلّ مذاهب الفلسفة الغربية، وهذا ما يتجلى من خلال
_______________________________
1- السيد محمد باقر الصدر ـ رسالتنا ـ نشر الدار الاسلامية ـ بيروت 1980م ـ 91.
2- نظام العبادات في الإسلام: الفصل الأول.
3- السيد محمد باقر الصدر ـ الاسلام يقود الحياة ـ دار الفكر ـ بيروت ـ 1983 ـ 204 ـ 205.
4- نفس المصدر: 134 ـ 135.
[align=center][93][/align]
تحليل الصدر لمفهوم الخلافة ولعلاقة الانسان بالمثل الأعلى، يقول الشهيد: " والنمو الحقيقي في مفهوم الاسلام أن يحقق الانسان الخليفة على الأرض في ذاته تلك القيم التي يؤمن بتوحيدها جميعاً في الله عز وجل الذي استخلفه واسترعاه أمر الكون، فصفات الله وأخلاقه من العدل والعلم والقدرة والرحمة بالمستضعفين، والانتقام من الجبارين والجور الذي لا حد له هي مؤشرات للسلوك في مجتمع الخلافة وأهداف للإنسان الخليفة، فقد جاء في الحديث «تشبهوا بأخلاق الله» ولما كانت هذه القيم على المستوى الإلهي مطلقة ولا حد لها، وكان الانسان الخليفة كائناً محدوداً، فمن الطبيعي أن تتجسد عملية تحقيق تلك القيم إنسانياً في حركة مستمرة نحو المطلق وسير حثيث إلى الله ".(1)
غير أنّ الانسان لا يعرف بأنه خليفة لله في الأرض، ولا يستوعب كلّ أبعاد الخلافة والطرق المجسدة لها إلا عن طريق الرسل عليهم السلام، أي عن طريق كلام الله، فقيمتا الخلافة والتسخير لا يصل إليهما الانسان عن طريق العقل وحده، بل عن طريق كلام الله، فالإنسان يعرف ـ عن طريق كلام الله ـ أنّ عالم الأشياء وعالم الانسان يتجهان نحو الخير.
إنّ نظرة الانسان إلى الكون على أنه خير ويتجه نحو الخير هي نظرة لها انعكاساتها في المجال الاخلاقي حيث تصبح القيم الاخلاقية ذات مصدر وذات عقلانية صارمة تستمدهما من معنى الوجود.
[align=center]اطروحة جديدة في فلسفة الأخلاق[/align]
يتميز الفكر الإسلامي المعاصر بردود الفعل تجاه مذاهب الفلسفة الغربية، فقد تمسك بعض المفكرين في العالم الإسلامي بالوجودية مقابل الجماعية، كما أن مفكرين آخرين تمسكوا بالجماعية مقابل النزعة الفردية. إنّ فلسفة الصدر على العموم، وفلسفته الأخلاقية على الخصوص، لا تتحدد في هذا الإطار، إنها منذ البداية فلسفة طرحت طرحاً جديداً خارج الرؤية الفلسفية الغربية(2) فالصدر نظّر فلسفته وصاغها كمجتهد فيلسوف، ولذلك جاءت رؤيته الأخلاقية كنتيجة للعلاقة بين العقل والدين والمجتمع. ويرى الصدر بأنّ فصل السياسة عن الدين وفصل المجتمع عن الغيب انتهى إلى زوال كلّ غاية متعالية أمام حركة الانسان عبر التأريخ. فاستبدل التعالي بالمجتمع أو بالتأريخ أو بالدولة، وصارت القيم الأخلاقية تابعة لهذه المظاهر الاخيرة من حيث هي مظاهر تكفي نفسها بنفسها، ولا تحتاج إلى شيء آخر يبررها. فتحولت القيم الأخلاقية من حكم وجوب إلى حكم وجود وواقع، يقول الصدر في هذا السياق: " وحينما يكون المثل الأعلى منتزعاً عن واقع الجماعة بحدودها وقيودها وشؤونها يصبح حالة تكرارية، ويصبح بتعبير آخر محاولة لتجميد هذا الواقع وحمله إلى المستقبل، وبدلا عن التطلع إلى المستقبل يكون في الحقيقة تجميداً
_______________________________
1- نفس المصدر: 141.
2- التفسير الموضوعي: 99 ـ 100 ـ حيث ينتقد الفلسفة الغربية ـ خاصة فلسفة هيجل (Hegel) حول إشكالية العلاقة بين الفرد والمجتمع، يمكن الكشف عن الطرح الفلسفي الجديد لدى الشهيد بالرجوع إلى اقتصادنا (المقدمة) والتفسير الموضوعي، فلسفتنا، والأسس المنطقية للاستقراء ـ هذا من جهة ـ ومن جهة اخرى فقد أشار محمد عبد الله دراز إلى هذه التيارات الفلسفية في مجال الأخلاق في كتاباته دستور الأخلاق في القرآن. وقد حلل محمد عبد الله دراز هذه التيارات تحليلا نقدياً.
[align=center][94][/align]
لهذا الواقع وتحويلا لهذا الواقع من حالة نسبية ومن أمر محدود إلى أمر مطلق... "(1)
فالمجتمع أو التأريخ أو الدولة هي مثل عليا مزيفة لا تكفي نفسها بنفسها، ولا يمكن أن تكون مصدراً للأخلاقية ولتغيير وضعية الانسان.(2)
[align=center]التوحيد مصدر القيم[/align]
ويرى الصدر في هذا السياق أن الاسلام قد أتى بنظرة جديدة للاُلوهية تتمثل في التوحيد، الذي لا يتحدد معناه بمجرد القول بوجود الإله الواحد فحسب، بل لا يتحدد معنى التوحيد إلا بجعله أساساً لكل جوانب الحياة الانسانية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية. فالتوحيد ليس فكرة مجردة، والفلسفة كذلك أثبتت وجود الله، فالفرق بين النظرة الدينية (الاسلامية) والنظرة الفلسفية إلى الله هو أن النظرة الدينية لا تنظر إلى الله كمفهوم أو كإله بعيد عن الإنسان، ولا علاقة له بالكون على غرار الإله الصانع في الفلسفة الأرسطية. فالله في الرؤية الاسلامية هو الله الخالق الحي القيوم المدبر ذو الأسماء الحسنى. فالتوحيد، ومن هذا المنظور له انعكاس على الأخلاق، فالأخلاق في الرؤية الاسلامية هي امتداد للرؤية الاسلامية إلى الله. فالله في الاسلام هو مبدأ للمعقولية (معنى الوجود) ومبدأ للفعل (معنى الوجود أساس لتغيير العالم) لذلك فالتوحيد هو أساس القيم، فهو الذي يعطيها المعنى والقوة.
فتوحيد الله يتضمن حتماً النظر إلى القوى سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو حضارية على أنها قوى نسبية أمام قوة الله المطلقة، فالإيمان بوحدانية الله ليس مجرد عاطفة، بل هو انتماء لخط رسالي يسعى إلى تغيير وضعية الإنسان الاجتماعية والحضارية، فمصير الأمة مصير رسالي، يقول الصدر: " هذا المثل الأعلى الذي تتوحد فيه كلّ الطموحات وكلّ الغايات، هذا المثل الأعلى تعطينا عقيدة التوحيد رؤية واضحة له، وتعلمنا على أن نتعامل مع صفات الله وأخلاق الله لا بوصفها حقائق عينية منفصلة عنا كما يتعامل فلاسفة الاغريق، وإنما نتعامل مع هذه الصفات والأخلاق بوصفها رائداً عملياً، بوصفها هدفاً لمسيرتنا العملية، بوصفها مؤشرات على الطريق الطويل للإنسان نحو الله سبحانه وتعالى".(3)
فالله ليس مجرد مُسَلَّمَة كما يرى كانط (Kant) وليس مطلقاً محايثاً للتأريخ كما يرى هيجل (Hegel)، بل الله حي متعالي، والانسان يرتبط بالله من موقع التخلف بصفاته وأسمائه ليعبر عن عبوديته، فالتعبير عن العبودية إيمان وعمل، لذلك تستمد الأخلاق معناها وقوتها من علاقة الإيمان بالعمل، فالإيمان ليس تأكيداً على حقيقة مجردة في نظر الصدر، بل هو قبول لعلاقة ذاتية وشخصية مع الله تؤدي إلى التزام يغير وجود الانسان، ومعنى هذا أن القيم الأخلاقية لا معنى لها ولا قيمة لها إلا بفضل علاقة الانسان التعبدية بالله. الاخلاق في الرؤية الاسلامية ليست أخلاقاً مجردة بل هي أخلاق تتجسد في الواقع بصورة تدريجية ومستمرة، هي أخلاق تأخذ صورة مشروع مستقبلي، لأن علاقة الانسان بالله هي علاقة اكتشاف مستمر
_______________________________
1- التفسير الموضوعي: 148.
2- نفس المصدر: 165 ـ 166.
3- التفسير الموضوعي: 193 انظر كذلك: الاسلام يقود الحياة: 9 ـ 10.
[align=center][95][/align]
وحركة مستمرة بفضل تخلق الإنسان بصفات الله.(1)
إضافة إلى ما سبق فإن الأخلاق في الرؤية الاسلامية هي أخلاق ممارسة، هي أخلاق عملية بفضل وجود النموذج أو " الأسوة الحسنة " المتمثلة في الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الأئمة عليهم السلام. فالممارسة في الميدان الاخلاقي تتم حسب نموذجية سلوك المعصوم عليه السلام(2).
[align=center]أخلاق جهاد لا أخلاق استرخاء[/align]
وهكذا فالاخلاق كما تتجلى في فلسفة الصدر ليست أخلاقاً تؤدي إلى روحانية مريحة، بل هي أخلاق مقاومة وجهاد بما تتضمنه من نقد لكلّ ما يحط من قيمة الوجود الإنساني كعفوية الشهوات والغرائز، وإطلاق العنان للعقل دون ربطه بالقيم، وكسوء تسيير المؤسسات الاجتماعية والسياسية، فهي أخلاق تدفع إلى التحرر من كل القوى المستبدة الداخلية (في ذات الانسان) والخارجية.(3)
فالأخلاق، ومن هذا المنظور، تحدّد القوى السلبية، التي تسلب الإنسان قيمته، وتحدّد في نفس الوقت الحرية بمفهومها الصحيح أي الحرية المرتبطة بالقيم، والتي تُمكِن الانسان من الوصول إلى أن يحيى حياة إنسانية، ومهما كان الأمر فالاخلاق، كما تنظر إليها كلّ المذاهب الفلسفية، هي وسيلة أو دليل لتحسين وضعية الانسان وتقدمه، غير أن فكرة قابلية الانسان للتقدم وتحسين وضعيته هي، وبالنسبة للصدر، فكرة ذات حدّين، فهي، من جهة تعبر عن ديناميكية التجاوز للسمو بالانسان إلى مستوى من الحياة يكون أكثر إنسانية، لكن هذه الفكرة تُشكل من جهة أُخرى خطراً، وذلك عندما تفصل الاخلاق عن الدين أو عن أساسها الديني وتحافظ على تطلعها إلى تحسين وضعية الإنسان في أفق مستقبل يتم تحديده من طرف العقل وحده. أي من طرف العقل كقوة تكفي بنفسها في نظر أصحاب هذا الاتجاه.
[align=center]عواقب فصل حركة التاريخ عن الغيب[/align]
انتقد الصدر كلّ مذاهب هذا الاتجاه ورأى بأن فصل حركة التأريخ عن الغيب يدفع بالانسان إلى البحث عن غاية مثالية لحياته في حدود الحياة الأرضية أي يبحث عن المثالية في أفق محدود ضيق. وقد انتهت هذه الرؤية إلى الاخلاق إلى نتيجتين أو رؤيتين:
_______________________________
1- مفهوم التخلق بصفات الله وأخلاقه سبحانه وتعالى، مفهوم ذو أهمية كبرى في فلسفة الصدر الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، وقد عالجه الصدر في سائر كتبه ـ خاصة خلافة الانسان وشهادة الانبياء، التفسير الموضوعي، نظام العبادات في الاسلام. فهذا المفهوم ينسف فلسفة كلّ من هيجل (Hegel) وماركس (Marx) من الأساس، كما يُعتبر نقداً جذرياً لكل فلسفات نهاية التأريخ على العموم.
2- ألقى الصدر الضوء على البعد الاجتماعي والسياسي والأخلاقي للإمامة من موقع الثوابت والمتغيرات أي من موقع وحدة الهدف ومتطلبات حركة الأئمة عبر التأريخ ـ انظر: أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف ـ دار التعارف ـ بيروت ـ 1388هـ.
كما حلل مفهوم العصمة تحليلا فلسفياً واجتماعياً وتاريخياً في إطار متطلبات الشريعة ـ انظر: المرسل، الرسول، الرسالة ـ مكتبة أهل البيت ـ باريس 1983م. وكذلك بحث حول الولاية ـ مكتبة أهل البيت ـ باريس 1983م.
3- اقتصادنا: 280 ـ 281 ـ 285 ـ 289.