رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ريتشارد لوجار:
الحكومة العراقية لا تريد الانسحاب وإيران قد تغير سياستها عند الخطر

برلين - الوسط -
السناتور ريتشارد لوجار من أبرز السياسيين الأميركيين وتعبر مواقفه عن تفكير وتوجهات السياسة الخارجية الأميركية.


من هنا تنطلق أهمية اللقاء الذي أجرته معه مجلة "دير شبيغل" الألمانية ونشرته في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي إذ دار هذا الحوار حول فرص السلام في العراق والنزاع النووي مع إيران:
هل تصرف الرئيس بوش بحكمة حين منح بول بريمر وتومي فرانكس وجورج تينيت أوسمة بينما الفوضى مازالت قائمة في العراق؟
- قام الرئيس بتقليدهم أوسمة مكافأة لهم على خدماتهم لبلدهم. صحيح أن الفوضى موجودة كما في السابق في العراق وأن الوضع صعب للعراقيين الذين يريدون تحقيق الأمن والاستقرار في بلدهم. الوضع بالنسبة إلينا وإلى حلفائنا مازال صعبا، إذ علينا حماية الشعب كما علينا محاربة المتمردين وإنجاح الانتخابات المقبلة.
لا يبدو أن الولايات المتحدة حققت النجاح المطلوب في محاربة المتمردين؟
- لا أتصور أن المصاعب ستنتهي في القريب، ولكني أرحب بإجراء الانتخابات العامة في 30 يناير/ كانون الثاني المقبل، يتبعها إعداد دستور جديد ثم تصديقه ثم انتخابات أخرى في العام 2005 أو .2006 وأوضح لنا الرئيس الياور ورئيس الوزراء علاوي حين زارا واشنطن أنهما يعتقدان أن هذه الخطوات ستقود إلى هدف تحقيق الأمن والاستقرار. عندما يحدث ذلك يمكن قيام محادثات بين الولايات المتحدة والعراق عن انسحاب القوات الأميركية.
هكذا تضم صوتك كمتفائل إلى جانب صوت علاوي وأصدقائه؟
- سألت الرئيس الياور خلال مأدبة غذاء: هل سترشح نفسك فأجابني: نعم وزوجتي أيضا، كما أبلغني علاوي أنه سيرشح نفسه للانتخابات. وإذا رغب العراقيون سيحتفظ الياور وعلاوي بمنصبيهما. لكن بعض المنتقدين سيقولون: من انتخب هؤلاء؟ هل شارك كل السنة بهذه الانتخابات؟ ليس الجميع في العراق يرون أن الوضع مناسب جدا لإجراء انتخابات ويطالبون بتأجيلها حتى يتحسن الوضع الأمني، لكن لا أحد يعرف متى يأتي هذا اليوم.
تعتقد أن المقاومة ستنتهي حينما يتم انتخاب حكومة جديدة في العراق؟
- ليس بالضبط. أعتقد أن المتمردين هم الذين كانوا يمسكون بالنفوذ في العراق في الماضي. أنهم يرمون من وراء هجماتهم لقتل الجنود العراقيين وجنودنا لهدف التأثير على الرأي العام الأميركي. أعتقد أن قوة المتمردين ستخضع للاحتواء حين يتم تشكيل جيش عراقي قوامه 200 ألف جندي يعملون في رعاية الأمن والاستقرار.
عندها يصبح الأمن مشكلة عراقية لا أميركية؟
- نعم.


السيستاني ومستقبل العراق

هل ستعلن الولايات المتحدة موعدا لانسحابها من العراق في وقت مرادف لتوقيت الانتخابات العراقية؟
- هذه فكرة جيدة ولكن في الوقت الحالي لا يريد ممثلو الحكومة العراقية مناقشة موضوع الانسحاب معنا ويعتقدون أن الوقت لايزال مبكرا. ويقول كثير من الأميركيين إنه ممكن مناقشة موضوع الانسحاب حالما يجري بناء جيش عراقي قادر على تحمل مسئولياته تجاه الأمن.
معنى هذا أن القوات الأميركية ستبقى فترة طويلة في العراق أولا لحماية وحدته ثم لمنع وقوع حرب أهلية؟
- نبذل قصارى جهدنا من أجل دعم الحكومة المؤقتة، ونحن لا نوجه أوامر للعراقيين حول مضمون الدستور الجديد. وأعتقد أن الأكراد يريدون الحصول على استقلاليتهم. ربما يكون تحقيق نظام فيدرالي فكرة مناسبة.
حذر ملك الأردن وكذلك الياور من مغبة لجوء إيران للتأثير على الانتخابات العراقية لتنتهي وفقا لمصالحها، هل تعتقد أن هدف إيران انتخاب حكومة عراقية غير مناوئة لها؟
- قد يكون هذا أمل بعض المسئولين في إيران. وأعتقد أن زعيما دينيا في العراق مثل السيستاني لن يعمل بسياسة ترضي الإيرانيين، وإنما بسياسة تتفق مع مصالح العراق.
هل لدى الولايات المتحدة معلومات محددة عن عزم إيران بناء قنبلة نووية؟
- ليست هناك معلومات محددة ولكن لا نستبعد أن إيران ماضية في انتاج اليورانيوم ولن يمنعها فرض عقوبات اقتصادية ضدها أو عزلها دوليا. القيادة الإيرانية تعتقد أن الأخطار تحيط بإيران لأن خصومها أصبحوا أقوى من السابق.
الدول الحاسدة لأميركا!
هل يتعين على إيران أخذ قرار بشأن ما إذا ستبقي على موقفها المناهض للولايات المتحدة؟
- في عالمنا اليوم دول تسعى لتحسين مستوى المعيشة فيها عبر التجارة. وهناك دول تسعى لإثارة أزمات نتيجة عدم قدرتها على القيام بسياسات متحضرة ونتيجة الحسد. لدى إيران القدرة التي يوفر قاعدتها المجتمع الشاب الإيراني وطاقاتها الاقتصادية لتكون ضمن الصنف الأول من دول العالم. على القيادة الإيرانية أن تتخذ القرار المناسب لأي صنف من الدول ترغب في الانضمام إليه.
يتفاوض الأوروبيون مع إيران لإقناعها بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم. وتريد إيران الحصول على ضمانات يمكن الحصول عليها من الولايات المتحدة فقط. ألا تعتقد أنه ينبغي على الإدارة الأميركية أن تنضم لهذا المفاوضات؟
- أعتقد أنها فكرة جيدة لو انضممنا لهذه المفاوضات، لكن هناك مشكلة وهي أن إيران لم تكشف عن كامل أوراقها. ويخيل إلي أنها تدرس جميع العروض. نحن نضع ثقتنا بالإيرانيين المنفتحين على العالم.
للأسف يشكل هؤلاء غالبية لكن ليس لهم نفوذ سياسي؟
- كثيرون منهم من الشباب. ما نعرفه أن هؤلاء الشباب لا يريدون القيام بثورة جديدة في إيران وهم لا يريدون الإطاحة بالنظام القائم وإنما يريدون الحصول على الحريات. وكثير من حملات استطلاع الرأي تشير إلى أنهم يحبون الولايات المتحدة. الوقت لا يسير لصالح الملالي.
ما العرض الذي بوسع الولايات المتحدة أن تقدمه لإيران؟
- تحول سياستنا كما في السابق من إجراء محادثات بين الحكومتين. العقوبات الاقتصادية ضد إيران مازالت قائمة منذ وقت بعيد. بعض هذه العقوبات مازال قائما منذ احتلال سفارتنا في طهران العام .1979 نراقب حاليا سير المفاوضات الجارية بين الأوروبيين وإيران، وإذا لم يكتب النجاح للأوروبيين ستتدخل أطراف أخرى لتقنع إيران بالتراجع عن بناء القنبلة النووية.
ماذا سيحصل إذا انتهت المفاوضات مع إيران بالفشل؟
- موقفنا الحالي هو أن الولايات المتحدة وعددا من دول العالم ستطالب مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة ضد إيران. نعرف أن إيران تشعر بالقلق على رغم أنها تشير في العلن إلى أن الولايات المتحدة منشغلة في معالجة المشكلات القائمة في العراق وأفغانستان وخريطة السلام في الشرق الأوسط. ولكن حين تنتشر الشائعات بشأن احتمال قيام الولايات المتحدة بغزو أو اللجوء لغارات على المنشآت النووية في إيران فإن ردود الفعل عند الإيرانيين تكون مغايرة.

الوسط 31 - 12 - 2004


http://www.alwasatnews.com/topic.asp...ate=12-31-2004