ذكريات من تاريخ قضاء قلعة صالح / لطلاطة والصابئة المندائية
----------------------------
ان الظروف التي دعت الصابئة الى السكن في لطلاطة هي في البداية خوفهم من هجمات ، او دفعا لهجمات العشائر المحيطة بهم من كل جانب ،، والسبب الاهم هو ممارستهم لطقوسهم الدينية لذلك فضلوا العزلة ،، اضافة الى ظروف عملهم لانهم كانوا يمارسون الحدادة والنجارة وتلك الاعمال تسبب اصواتا عالية اضافة الى توليدها لغازات كثيفة ( الدليل الرسمي للمملكة العراقية ،، لسنة 1936 م ،، ص 440 ) وكان بيت الشيخ سام مقرا للرؤساء الروحانيين لطائفة الصابئة وان اول بيت بني من الطابوق في محلة الصابئة بعد الحرب العالمية الاولى ، هو بيت الشيخ سام وشهد عام 1920 م توسعا في المحلة من خلال شراء اراضي واسعة مجاورة الى لطلاطة من قبل الشيخ زهرون الذي قدم من البصرة من ابي الخصيب وبنوا بيوتهم فيها واسسوا لهم مندي مما ادى فيما بعد الى انقسامات في صفوف الطائفة منهم من يؤيد الشيخ سام ومنهم من يؤيد الشيخ زهرون وهم من عشيرة السبتي الذين هجرتهم الحكومة الى المجر الكبير لان الحكومة كانت الى جانب الشيخ سام ،، ثم عادوا بعد سنة الى لطلاطة ( مجلة افاق مندائية ، العدد 26 ، السنة الثامنة ، 2004 م ص 7 ة17 ) والمندي ::: هو معبد الصابئة الذي تحفظ فيه كتبهم المقدسة وتعقد في بهوه مجالسهم الروحية ويجري فيه تعميد رجال الدين ،، وهو يقوم على الضفاف اليمنى من الانهر الجارية ويبنى من حزم القصب والبواري ويطلى من داخله بالطين الحر ،،وتكون له نافذتان مع باب واحد يقابل الجنوب ليسقبل الداخل اليه القطب القائم تحت عرش الرب ، ولايجوز لغير رجال الدين الدخول فيه خلال ساعات العمل الديني ، اما النساء فلا يسمح لهن مطلقا بدخول المعبد ولا بد من وجود بئر متصلة بماء النهر الجاري عند مدخل كل مندي ( في الصحن الذي يحيط به ) ( عبد الرزاق الحسني ، الصابئون في حاضرهم وماضيهم ، ط3 ، 1963 م ،، ص 221 وسمير ريكان ،، الاوضاع الادارية في قلعة صالح من 1921 – 1958 م )
-----------------------
مع تحيات ابو عمار الربيعي