الأخ أحمد الكاتب
هل يمكنك أن تتناول النص الأخير الذي نقله الأخ عبد الله محمد في اثبات ولادة الإمام الثاني عشر وتعلق عليه نقطة نقطة ؟
بارك الله فيك مسبقا
والسلام
-------------------------------------------
فأجاب الأخ أحمد :
الأخ العزيز مالك
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لم افهم بالضبط ماذا تعني بقولك (النص الأخير ) الذي نقله الأخ عبد الله ، ولعلك تقصد هذا النص التالي ، فان العاملي كثيرا ما يرتكز عليه ، وهو:
---------
ب ـ أقـَرّ الامام الحسن العسكري ( عليه السلام ) أمَامَ الكثير من أصحابه بأن له ولد، سمّاه محمداً، ونصّ على أنه هو المهدي الموعود به في آخر الزمان.
روى محمد بن يحيى، عن أحمد بن اسحاق، عن أبي هاشم الجعفري، قال: « قلت لابي محمد ( عليه السلام ) جلالتك تمنعني من مسألتك، فتأذن لي أن أسألك؟
فقال: سَلْ .
قلت: يا سيدي هل لك ولد؟ فقال: نعم. ». ــ دفاع عن الكافي: 1 / 546.ــ
_____________
وهذا النص منقول عن ابي هاشم الجعفري الموثق عند الشيعة الامامية مثله مثل "النواب الأربعة" الذين ادعوا السفارة عن الامام الغائب ، وقد ادعى الجعفري النيابة كذلك فيمن ادعاها وكان يبلغ عددهم الاربعة و العشرين مدعيا ، وكان كل واحد منهم يكذب الآخرين.
وفي هذا النص لا يذكر الجعفري انه رآى الولد وانما يقول ان اباه قال ان لديه ولدا.
والجعفري من الغلاة وكان ينسب الى الامام العسكري العلم بالغيب وقراءة ما في القلوب ، واتيان المعاجز الخارقة.
ومشكلة المقلدين المعاصرين انهم يقلدون السابقين في توثيقهم و تضعيفهم للرجال الرواة ، و لا يحققون في مدى صدقهم ، في حين ان اي باحث محقق ومحايد عليه في البدء ان يخرج من اطار طائفته الضيق ويدرس الرجال الرواة بحيادية خاصة في القضايا المختلف عليها والمشكوك فيها ، مثلا انك لا تستطيع ان تثق براو مثل ابي هريرة على ما يكتبه علماء رجال السنة ، بل يجب ان تدرس حالته بصورة مجردة و مستقلة قبل ان تكون سنيا او شيعيا ، فاذا وجدته ثقة تأخذ منه و اذا وجدته ضعيفا تترك أحاديثه.
وكذلك النواب الأربعة الذين ادعوا السفارة ، فانهم بالطبع ثقاة يقاربون درجة العصمة عند الشيعة الامامية الاثني عشرية ، ولكن ماذا يقول عنهم بقية الامامية؟ وبقية الشيعة و بقية المسلمين؟ يجب ان تدرس حالتهم بصورة مستقلة وليس اعتمادا على ما يقوله اتباعهم واصحاب مذهبهم ، حتى تتأكد من حقيقتهم ومن حقيقة دعواهم.
ثم ان القضية برمتها يجب ان تدرس بصورة متكاملة و شاملة ، و ليس اعتمادا على رواية او خبر من أخبار الآحاد ، ويجب ان ننظر الى نتيجة البحث والتحقيق ،ونعثر على الامام الذي يفترض فيه ان يقود المسلمين و يقيم دولتهم في الأرض ، فالقضية لا تتعلق ببحث نظري تاريخي وانما هي تمس الواقع والحياة الخارجية و السياسية للمسلمين ، وهي تشبه جدا قصة رجل يقول لك : ان في هذا القدر لحما وطبيخا و عليك انتظار نضجه ، فتجلس اياما و اياما وشهورا و سنين وانت جائع ثم لا تجد شيئا في القدر ، ولكنه يحلف لك بالله ويأتي لك بالأدلة و البراهين العقلية و النقلية على وجود الطعام في القدر ، ولكنك تستمع الى صرير معدتك وتنظر الى ساعتك وتكاد تموت جوعا ، فماذا تفعل؟ هل تنتظر مزيدا من الوقت؟ أم تذهب و تعد لك ما تيسر من الطعام ، ولا تستمع الى ذلك الرجل الأحمق حتى لو جاء لك بمليون دليل؟
هذه هي حالتنا مع اولئك المدعين الذين خدعونا بزعمهم وجود ولد مكتوم و مخفي للامام العسكري ، فجلسنا ننتظر السنين والقرون ، و لما لم نجد شيئا قمنا باقامة الدولة على اساس الشورى وولاية الفقيه ، فماذا نحصل من ادلتهم و براهينهم على غير الجوع و العطش والانتظار العقيم؟
وقال موسى : إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب