بغداد/المسلة: أفحم عراقيون رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي بالرد عليه بقسوة وتهكم لتشفيه بالجيش العراقي واستعانته بصورة من مواقع ارهابية، تظهر دبابات محترقة للجيش العراقي".
وفي حين اعتبر عراقيون ان "تصريحات الجلبي تهبط من معنويات الجيش العراقي الذي يقاتل الارهاب"، دعاه مواطنون الى "الكف عن ذلك".
ونشر الجلبي اربع صور التقطتها فضائية تدعم الارهاب، معلّقاً عليها بالقول "تقول قناة العراقية البارحة ان الجيش العراقي استطاع تحرير مدينة الحميرة في الرمادي ولكن الحقيقة المرة ان هذا الجيش انهزم وترك معداته وشهدائه في شوارع المدينة".
وتحْمل كلمات الجلبي معاني التشفي والانتقام من الجيش، لغرض واحد وهو اسقاط حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. واعتبر أحمد الجنابي، في رده الحازم على الجلبي "المالكي هو صاحب الموقف الصحيح".
وتكرّرت التصريحات "المسيئة" للجيش العراقي في الآونة الاخيرة من قبل عدد من السياسيين والنواب، ما دعا مكتب القائد العام للقوات المسلحة، في 8 نيسان 2014، الى اصدار بيان استنكر فيه هذه التصريحات بشدة، مؤكدا ان "هذه الاساءات لن تؤثر على جيشنا الباسل وهو يخوض معركة الشرف ضد قوى الارهاب من تنظيم (داعش) وعصابات القتلة والمليشيات، وسنقوم بواجبنا في الدفاع عن سمعة جيشنا الباسل عبر اللجوء الى القضاء".
ووصف النائب عن كتلة الاحرار بهاء الاعرجي في بداية الشهر الجاري الجيش العراقي الحالي بانه "جيش وظيفة" وليس "عقيدة" و "الجنود تطوعوا من اجل الوظيفة".
وأضاف في تصريحات اثارت استياءً شعبياً "عندما كانت الحرب العراقية الايرانية كلنا وقفنا مع الجيش لأنه كان هناك شيء اسمه وطن وعقيدة، والآن لا مبدأ المواطنة موجود ولا عقيدة"، كما ورد على لسانه في حديث لبرنامج تلفزيوني.
وفي تفاصيل الرد على "تخرّصات" الجلبي بحق الجيش العراقي، خاطب الناشط المدني هاشم زيون، الجلبي بلهجة "شعبية" دارجة تعكس الالم في داخله من تصريحات الجلبي ضد الجيش العراقي "الجيش هسه بحلك الموت وما مقصر وكاعد يدافع عن الوطن ويوميه تروح عشرات من شبابنا الشهمه للدفاع عن هالوطن الغالي وكل معركه خسائر من الطرفين وبالنهاية ينتصر الحق على الباطل وما يصح الا الصحيح دعواتكم يا شعب".
ونصح كرار الكلابي، الجلبي "بالحديث عن مشروعه السياسي، بدلاً من الانشغال طوال الوقت بالتهجم على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي". ووجّه كلامه الى الجلبي " أي دعاية انتخابية مبنيّة على التهجم على الاخرين لاسيما وانك كنت وما زلت جزءاً من الحكومة".
وانتقد احمد ملتي، الجلبي، لمواقفه من الجيش العراقي، قائلا "انجازاتكم الوحيدة هي التهميش واثارة الفتن والطائفية، وما خفي من لفط كان اعظم".
وأردف "انتم اناس مدفوعون من قبل السعودية، وللأسف، فالإنسان يبيح دماء شعبه ويبيح عرضه من اجل السلطة".
ويقول ناشط ومتابع للشأن السياسي العراقي ان "هذا الهجوم على الجلبي على نفس حسابه الالكتروني يدل على خسارته شعبه بسبب الهوس الذي اصابه في التهجم على الجيش والحكومة العراقية، لاسيما وان الجلبي خاسر المعركة فلا يبالي في التهجم على شرف العراق ابناء القوات المسلحة".
وبحسب خبير اعلامي في حديثه الى "المسلة" فان "الجلبي اتخذ من (فيسبوك) نشاطاً له بسبب فقدانه قنوات الاتصال الجماهيرية وشعوره بالعزلة والتهميش من قبل الجماهير انفسها ما اضطره الى الاستعانة بصورة من ماض ولّى لتجديد وجهه القديم".
وفي ظاهرة التهجم على الجيش العراقي، سعياً الى لفت الانتباه، اتّهم المرشح عن التيار المدني فائق الشيخ علي، "القادة العسكريين في عمليات الانبار بتقديم تقارير يومية مضللة وكاذبة الى القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي"، فيما اشار إلى أن "أهالي الانبار يقاتلون الجيش العراقي"، معتبرا أن "المعركة مع القاعدة في سوريا وليس في العراق".
وقال الشيخ علي في حديث لبرنامج تلفزيوني إن "اغلب اهالي الانبار كانوا ضباطاً سابقين في الدولة العراقية". وأضاف الشيخ علي أن "المعركة الان مع الشعب العراقي في الانبار"، لافتا إلى أن "خمسين طائرة عراقية اسقطها اهل الانبار ومعهم قوة اخرى".
وفي حين وصف الناشط السياسي علي مارد، الشيخ علي بانه في "اوج هلوسته"، اعتبر ناشطون عراقيون ان "تمثيل اشخاص من هذا القبيل سيكون عارا على الشعب العراقي" مشيرين الى "الاعرجي والجلبي والشيخ علي".
وكان محافظ نينوى اثيل النجيفي، نحى على منهج المنتقدين لعمليات الجيش العراقي في حديث لا يخلو من المصطلحات الطائفية، حيث لم يصف المواجهات في الانبار بانه صراع بين الجيش وتنظيمات "داعش" و "القاعدة"، قائلا انها "صراع بين القوات الأمنية و (السنة) ".
وفي بداية العام الجاري رفع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية، نصير العاني على حائطه الرقمي "فيسبوك" علم "الجيش الحر" غلافا لصفحته، في اشارة واضحة الى تخليه عن دعم الجيش العراقي في حربه ضد "داعش" في الانبار، والمناطق الاخرى.