كلمات رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي الله ينصره
بسم الله الرحمن الرحيم
جمهورية العراق
رئاسة الوزراء
المكتب الإعلامي
السبت 7/10/2006
كلمة
رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي
في مؤتمر شيوخ عشائر الأنبار
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبارك لكم إجتماعكم الكريم هذا لأنه يشكل حلقة متقدمة من حلقات البناء والعمل لدعم العملية والإستقرارالسياسي والأمني والتطور الإقتصادي والخدماتي.
وأشيركم أيها الأخوة وأنتم في ورشة العمل المسؤول وطنياً وشرعياً وإنسانياً إلى أن التحولات الكبيرة التي تمر بها الشعوب والدول تحتاج إلى تلاقح عدّة عناصر لتمريرها بسلام وأمان الحكمة في التعامل وسعة الصدر في تناول موضوعات الأزمة والصلابة في المواقف التي تشكل تحديات لمسيرتنا ، ونحتاج إلى لغة الحوار والتفاهم والتعاطي بالأدلة اللازمة لتغليب الرأي على أساس حماية المصلحة الوطنية .
لايخفى عليكم وأنتم أبناء هذا الوطن الذي مرّ عبر عقود طويلة في أزمات حادة ومصطنعة أرضيتها فقدان معادلة العدالة والتوازن التي تسببت بظهور قيم وممارسات أضرت بالمصلحة الوطنية وعرضت بلدنا الذي يجب أن يظل عزيزاً بشعبه وأرضه وسيادته ، وأن يكون الشعب عزيزاً بوطنه وأرضه وتأريخه .
على أنقاض الماضي المؤلم نتجه وبحمد الله نحو معادلات وطنية أخوية تبعدنا عن الإلغاء والتهميش والإستئثار.
محافظة الأنبار التي خطط الإرهابيون لإختطافها من أحضان الوطن وتحويلها إلى مساحة نفوذ ومعسكرات وإمارات للإرهابيين ، تعيش اليوم ملحمة رائعة ، وتقدم نموذجاً حيّاً نعتز به جميعاً لأنه ينطلق من مقدمات :-
1-وضوح الرؤية وفرز الإدعاء من الحقائق .
2-الوعي على خطورة الموقف ليس على الأنبار فقط إنما على العراق الذي تشكل الأنبار واحدة من البوابات الرئيسية والمناطق المهمة بموقعها وشعبها ومستقبلها.
أيها الاخوة
لاأريد أن أفتح ملف الحديث عن الآلام والجراحات وماعاثت به يد الإرهابيين والجهلة ، وماتسببه نهج التكتل والميليشيات من دمار لبنية هذا الوطن ولاأتحدث عن حجم الدمار الشامل الذي خلقه النظام السابق ولاالسياسات الخاطئة والممارسات التي حصلت منذ الإحتلال إلى اليوم ولكن أكتفي بوعيكم لها وتبلور مواقفكم في الإتجاه الصحيح منها ، لأنتقل إلى المطلوب من هذا المؤتمر في إصلاح الواقع في هذه المحافظة العزيزة والخطيرة ، ومايترتب على نجاح مؤتمرنا من إيجابيات ونجاحات وإنقاذ للبلاد من التمزق وإستمرار العنف.
لابد إنكم تدركون أن بلدنا يراد له أن يظل ساحة لتصفية الحسابات ، وتحاك حوله مؤامرات بأصابع سوداء لاتحب الخير لنا لتصيغ نتائج التآمر بالدم الطاهر لأبناء الشعب العراقي.
على أرضنا تدور معارك وتصفيات وتجري شلالات الدم ونحن ليس لنا في هذا كله مصلحة ، والحمد لله إكتشفها الجميع ولم يبق إلا الصداميون وأصحاب العقائد التكفيرية للمسلمين ، وهؤلاء أصبحت مسؤوليتنا بعد وضوح الصورة والهدف أن نتعاون على البر والتقوى في مواجهتهم.
إن مشاريع المصالحة الوطنية هو المركب الحقيقي الذي نعبر الأزمة, وليس العنف والقوة ، والمصالحة هي التي تؤسس لعلاقات وطنية متينة لاتهتز.
وقد طورنا عملنا بالتعاهد الشرعي في أجواء شهر رمضان المبارك على تحريم الدم العراقي والتعاهد على إيقاف نزيف الدم والتعاون عبر آليات تم الإتفاق عليها لمراقبة هذا التعاهد وتفعيله ليكون داعماً لنهج المصالحة ومكملاً للمشوار وممهداً للإجراءات العملية التي تبعث على التطمين وتحقق عمليات الإصلاح في العملية السياسية والأمنية والإقتصادية.
أيها الاخوة
أحسب أن أمامنا في النهوض بواقع الأنبار ثلاثة مطالب أساسية أولها الإتفاق على إطار الحكومة المحلية التي يجب أن تتسع لتشمل الجميع عبر قنوات التفاهم لتكون الأيدي كافة من عشائر محترمة نهضت بدورها الرائع إلى أحزاب وقوى وشخصيات وطنية ، وهنا أشدد على ضرورة إعتماد مبدأ عدم إستثناء أحد وإبقاء الباب مفتوحاً للراغبين العمل في مشروع إنهاض الأنبار والثاني إطلاق الأموال اللازمة لحملة إعمار وخدمات لتعويض ماحرمت منه المحافظة بسبب الإرهاب وموجات العنف وستكون الحكومة المحلية مسؤولة عن تنفيذ هذا الإلتزام بهمة إستثنائية.
والثالث عملية بناء سريع لأجهزة الشرطة والجيش بإختيار العناصر الوطنية الصالحة المؤمنة بالعملية السياسية والتواصل مع المسؤوليات الوطنية التي أملتها تطورات الأوضاع السياسية بعدما إستندت إلى الديمقراطية والتعددية والدستور والإنتخابات.
أتمنى أن يأخذ مؤتمركم هذا منهجاً عملباً عير تشكيل اللجان اللازمة لوضع توافقات عملية في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية ، ليخرج المؤتمر من الأزمة ومرّة أخرى أؤكد على أهمية أن يبقى الباب مفتوحاً لمن يرغب أن يتعاون على البر والتقوى ويريد أن يتنافس في ميدان العمل الوطني وخدمة العراق وشعبه.
وأذكركم بقوله تعالى
وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.