النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    افتراضي عصمة الملائكة و قصة هاروت و ماروت و انواع السحر

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين اما بعد اقدم لكم نقلاً عن كتاب بحار النوار [267]

    قال السيد المرتضى رحمه الله في كتاب الغرر والدرر : إن سأل سائل عن

    قوله عزوعلا " واتبعوا ما تتلوا الشياطين إلى قوله تعالى ولبئس ما شروا

    به أنفسهم لو كانوا يعلمون " فقال : كيف ينزل الله سبحانه السحر على الملائكة ؟

    أم كيف تعلم الملائكة الناس السحر والتفريق بين المرء وزوجه ؟ وكيف نسب

    الضرر الواقع عند ذلك إلى أنه بإذنه وهو تعالى قد نهى عنه وحذر من فعله ؟

    وكيف أثبت العلم لهم ونفاه عنهم بقوله " ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الآخرة

    من خلاق " ثم بقوله " لو كانوا يعلمون " ؟

    الجواب : قلنا : في الآية وجوه كل منها يزيل الشبهة الداخلة على من لم

    يمعن النظر فيها :

    أولها : أن يكون " ما " في قوله تعالى " وما انزل على الملكين " بمعنى

    الذي ، فكأنه تعالى خبر ( 1 ) عن طائفة من أهل الكتاب بأنهم اتبعوا ما تكذب

    فيه الشياطين على ملك سليمان وتضيفه إليه من السحر ، فبرأه الله عزوجل من

    قرفهم وأكذبهم في قولهم فقال تعالى " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا "

    باستعمال السحر والتمويه على الناس ، ثم قال " يعلمون الناس السحر وما انزل

    على الملكين " وأراد أنهم يعلمونهم السحر وما الذي انزل على الملكين ، وإنما

    انزل على الملكين وصف السحر وماهيته وكيفية الاحتيال فيه ليعرفا ذلك و

    يعرفاه الناس فيجتنبوه ويحذروا منه ، كما أنه تعالى قد أعلمنا ضروب المعاصي

    ووصف لنا أحوال القبائح لنجتنبها لا لنواقعها ، إلا أن الشياطين كانوا إذا علموا

    ذلك وعرفوه استعملوه وأقدموا على فعله ، وإن كان غيرهم من المؤمنين لما عرفه

    اجتنبه وحارزه ( 2 ) وانتفع باطلاعه على كيفيته . ثم قال " وما يعلمان من أحد "

    يعني الملكين ، ومعنى " يعلمان " يعلمان ، والعرب تستعمل لفظة " علمه " بمعنى

    أعلمه ، قال القطامي :

    * ( هامش ) * ( 1 ) كذا ، والظاهر " اخبر " .

    ( 2 ) حاذره ( خ ) .

    [268]

    تعلم أن بعد الغي رشدا * وأن لتانك الغمر انقشاعا

    وقال كعب بن زهير :

    تعلم رسول الله أنك مدركي * وإن وعيدا منك كالاخذ باليد

    ومعنى " تعلم " في البيتين معنى " أعلم " والذي يدل على أنه ههنا الاعلام

    لا التعليم قوله " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر " أي

    إنهما لا يعرفان صفات السحر وكيفيته إلا بعد أن يقولا إنما نحن محنة ، لان

    الفتنة بمعنى المحنة ، من حيث ألقيا إلى المكلفين أمرا لينزجروا عنه وليتمتعوا

    من مواقعته ، وهم إذا عرفوه أمكن أن يستعملوه ويرتكبوه ، فقالا لمن يطلعانه على

    ذلك : لا تكفر باستعماله ، ولا تعدل عن الغرض في إلقاء هذا إليك ، فإنه إنما القي

    إليك واطلعت عليه لتجتنبه لا لتفعله . ثم قال " فيتعلمون منهما ما يفرقون به

    بين المرء وزوجه " أي فيعرفون من جهتهما ما يستعملونه في هذا الباب وإن كان

    الملكان ما ألقياه إليهم لذلك ، ولهذا قال " ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم " لانهم

    لما قصدوا بتعلمه أن يفعلوه ويرتكبوه لا أن يحبتنبوه صار ذلك بسوء اختيارهم

    ضررا عليهم .

    وثانيها : أن يكون " ما انزل " موضعه موضع جر ، ويكون معطوفا بالواو

    على " ملك سليمان " أي : واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وعلى ما

    انزل على الملكين . ومعنى " ما انزل على الملكين " ( 1 ) أي معهما وعلى ألسنتهما كما

    قال تعالى " ربنا وآتناما وعدتنا على رسلك " أي على ألسنتهم ومعهم ، وليس بمنكر

    أن يكون " ما انزل " معطوفا على ملك سليمان وإن اعترض بينهما من الكلام ما

    اعترض ، لان رد الشئ إلى نظيره وعطفه على ما هو أولى هو الواجب وإن

    اعترض بينهما ما ليس منهما ، ولهذا نظائر في القرآن وكلام العرب كثيرة : قال

    الله تعالى " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما " ( 2 )

    * ( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 194 .

    ( 2 ) الكهف : 3 .

    [269]

    و " قيم " من صفات الكتاب حال منه ، لا من صفة " عوج " وإن تباعد ما بينهما ، و

    مثله " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله

    وكفر به والمسجد الحرام " ( 1 ) فالمسجد الحرام ههنا معطوف على الشهر الحرام

    أي يسألونك عن الشهر وعن المسجد الحرام . وحكي عن بعض علماء أهل اللغة

    أنه قال : العرب تلف الخبرين المختلفين ثم ترمي بتفسير هما جملة ، ثقة بأن

    السامع يرد إلى كل خبره كقوله عزوجل " ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار

    لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله " ( 2 ) وهذا واضح في مذهب العرب كثير النظائر .

    ثم قال تعالى " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة " والمعنى أنهما لا

    يعلمان أحدا بل ينهيان عنه ، ويبلغ من نهيهما عنه وصدهما عن فعله واستعماله

    أن يقولا إنما نحن فتنة " فلا تكفر " باستعمال السحر والاقدام على فعله ، وهذا

    كما يقول الرجل : ما أمرت فلانا بكذا ولقد بالغت في نهيه حتى قلت له إنك إن

    فعلته أصابك كذا وكذا . وهذا هو نهاية البلاغة في الكلام ، والاختصار الدال مع

    اللفظ القليل على المعاني الكثيرة ، لانه أشعر بقوله تعالى " وما يعلمان من أحد

    حتى يقولا إنما نحن فتنة " عن بسط الكلام الذي ذكرناه ولهذا نظائر في القرآن

    قال الله تعالى " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما

    خلق " ( 3 ) ومثل قوله تعالى " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت

    وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون " ( 4 ) أي فيقال للذين

    اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم وأمثاله أكثر من أن نورد ثم قال تعالى " فيتعلمون

    منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه " وليس يجوز أن يرجع الضمير على هذا الجواب

    إلى الملكين ، وكيف يرجع إليهما وقد نفى تعالى عنهما التعليم ؟ بل يرجع إلى

    * ( هامش ) * ( 1 ) البقرة : 217 .

    ( 2 ) العنكبوت : 73 .

    ( 3 ) المؤمنون : 91 .

    ( 4 ) آل عمران : 106 .

    [270]

    الكفروا سحر ، وقد تقدم ذكر السحر وتقدم أيضا ذكر ما يدل على الكفر

    ويقتضيه في قوله تعالى " ولكن الشياطين كفروا " فدل " كفروا " على الكفر

    والعطف عليه مع السحر جائز ، وإن كان التصريح وقع بذكر السحر دونه ، و

    مثل ذلك قوله تعالى " ؟ ؟ ؟ من يخشى ويتجنبها الاشقى * الذي يصلى النار

    الكبرى " ( 1 ) أي يتجنب الدكرى الاشقى ، ولم يتقدم تصريح بالذكرى لكن دل

    عليها قوله " سيذكر " ويجوز أيضا أن يكون معنى " فيتعلمون منهما " أي بدلا

    مما علمهم الملكان ، ويكون المعنى أنهم يعدلون عما علمهم ووقفهم عليه الملكان من

    النهي عن السحر إلى تعلمه واستعماله ، كما يقول القائل : ليت لنا من كذا وكذا

    [ كذا ] أي بدلا منه ، كما قال الشاعر :

    جمعت من الخيرات وطبا وعلبة * وصرا لاخلاف المزممة البزل

    ومن كل أخلاق الكرام تميمة * وسعيا على الجار المجاور بالبخل

    يريد : جمعت مكان الخيرات ومكان أخلاق الكرام هذه الخصال الذميمة . و

    قوله تعالى " ما يفرقون به بين المرء وزوجه " فيه وجهان : أحدهما أن يكونوا

    يغوون أحد الزوجين ويحملونه على الشرك بالله تعالى ، فيكون بذلك قد فارق زوجه

    الآخر المؤمن المقيم على دينه ، ليفرق بينهما اختلاف النحلة والملة ، والوجه

    الآخر أن يسعوا بين الزوجين بالنميمة والوشاية والاغراء والتمويه بالباطل حتى

    يؤول أمرهما إلى الفرقة والمباينة .

    وثالث الوجوه في الآية أن تحمل " ما " في قوله تعالى " وما انزل على





    .................................................. ..........................

    -بحار الانوار جلد: 52 من صفحه 270 سطر 19 إلى صفحه 278 سطر 18



    الملكين " على الجحد والنفي ، فكأنه تعالى قال : واتبعوا ما تتلوا الشياطين على

    ملك سليمان وما كفر [ سليمان ] وما أنزل الله السحر على الملكين ولكن الشياطين

    كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت . ويكون قوله تعالى " ببابل

    هاروت وماروت " من المؤخر الذي معناه التقديم ، فيكون على هذا التأويل هاروت

    وماروت رجلين من جملة هذان اسماهما ، وإنما ذكرا بعد ذكر الناس تمييزا

    * ( هامش ) * ( 1 ) الاعلى : 10 12 .

    [271]

    وتبيينا ، ويكون الملكان المذكوران اللذان نفى تعالى عنهما السحر جبرئيل و

    ميكائيل ، لان سحرة اليهود فيما ذكر كانت تدعي أن الله تعالى أنزل السحر على

    لسان جبرئيل ومكائيل إلى سليمان ، فأكذبهما الله تعالى بذلك ، ويجوز أن يكون

    هاروت وماروت يرجعان إلى الشياطين ، كأنه تعالى قال : ولكن الشياطين هاروت

    وماروت كفروا ، ويسوغ ذلك كما ساغ في قوله " وكنا لحكمهم شاهدين " يعني

    تعالى حكم داود وسليمان ، ويكون قوله تعالى على هذا التأويل " وما يعلمان

    من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة " راجعا إلى هاروت وماروت اللذين هما من

    الشياطين أو من الانس المتعلمين للسحر من الشياطين والعاملين به ، ومعنى قولهما

    " إنما نحن فتنة فلا تكفر " يكون على طريق الاستهزاء أو التماجن والتخالع

    كما يقول الماجن من الناس إذا فعل قبيحا أو قال باطلا : هذا فعل من لا يفلح ، و

    قول من لا ينجو ، والله لا حصلت إلا على الخسران . وليس ذلك منه على سبيل

    النصيحة للناس وتحذيرهم من مثل فعل فعله ، بل على جهة المجون والتهالك . و

    يجوز أيضا على هذا التأويل الذي تضمن الجحد والنفي أن يكون هاروت وماروت

    اسمين للملكين ، ونفى عنهما إنزال السحر بقوله تعالى " وما انزل على الملكين " ويكون

    قوله تعالى " وما يعلمان من أحد " يرجع إلى قبيلتين من الجن أو إلى شياطين الجن والانس

    فتحسن التثنية لهذا . وقد روي هذا التأويل في حمل " ما " على النفي عن ابن عباس وغيره

    من المفسرين ، وحكي عنه أيضا أنه كان يقرأ " على الملكين " بكسر اللام ، ويقول :

    متى كان العلجان ملكين إنما كانا ملكين وعلى هذا القراءة لا ينكر أن يرجع قوله تعالى

    " وما يعلمان من أحد " إليهما ، ويمكن على هذه القراءة في الآية وجه آخر وهو

    أن لا يحمل قوله تعالى : " وما انزل على الملكين " على الجحد والنفي ، وهو أن

    لا يكون هؤلاء الذين أخبر عنهم اتبعوا ما تتلوا الشياطين وتدعيه على ملك سليمان

    واتبعوا ما انزل على هذين الملكين من السحر ، ولا يكون الانزال مضافا إلى الله

    تعالى ، وإن اطلق لانه عزوجل لا ينزل السحر بل يكون منزله إليهما بعض

    الضلال والعصاة ، وأن يكون معنى " انزل " وإن كان من الارض حمل إليهما لامن

    [272]

    السماء أنه أتى به عن نجود الارض والبلاد وأعاليهما ، فإن من هبط من نجد من

    البلاد إلى غورها يقال نزل وهبط وما جرى هذا المجرى .

    فأما قوله تعالى " وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " فيحتمل وجوها :

    منها : أن يريد تعالى بالاذن العلم من قولهم " أذنت فلانا بكذا وكذا " إذا أعلمته

    و " أذنت بكذا وكذا " إذا أسمعته وعلمته ، وقال الشاعر :

    في سماع يأذن الشيخ له * وحديث ماذي مشار

    ومنها : أن يكون " إلا " زائدة ، ويكون المعنى : وماهم بضارين به من

    أحد إلا بأن يخلي الله تعالى بينهم وبينه ، ولو شاء لمنعهم بالقهر والقسر زائدا على منعهم

    بالنهي والزجر .

    ومنها : أن يكون الضرر الذي عنى به أنه لا يكون إلا بإذنه ، وأضافه إليه

    ما [ هو ] يلحق المسحور عن الادوية والاغذية التي أطعمه إياه السحرة ، ويدعون

    أنها موجبة لما يقصدونه فيه من الامور ، ومعلوم أن الضرر الحاصل عن ذلك من

    فعل الله تعالى بالعادة ، لان الاغذية لا توجب ضررا ولا نفعا ، وإن كان المعرض

    للضرر من حيث كان كالفاعل له هو المستحق للذم ، وعليه يجب العوض .

    ومنها : أن يكون الضرر المذكور إنما هو ما يحصل من التفريق بين الازواج

    لانه أقرب إليه في ترتيب الكلام ، والمعنى أنهم إذ أغروا أحد الزوجين فكفر

    فبانت منه زوجته فاستضر بذلك كانوا ضارين له بما حسنوا له من الكفر ، إلا أن

    الفرقة لم تكن إلا بإذن الله وحكمه ، لانه تعالى هو الذي حكم وأمر بالتفريق بين

    المختلفتين الاديان ، فلهذا قوله تعالى " وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله "

    والمعنى أنه لولا حكم الله تعالى وإذنه في الفرقة بين هذين الزوجين باختلاف الملة

    لم يكونوا بضارين له هذا الضرر من الضرر الحاصل عند الفرقة ، ويقوي هذا الوجه

    ما روي أنه كان من دين سليمان أنه من سحر بانت منه امرأته .

    وأما قوله تعالى " ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الآخرة من خلاق " ثم

    قوله تعالى " لو كانوا يعلمون " ففيه وجوه : أولها : أن يكون الذين علموا غير الذين

    [273]

    لم يعلموا ، ويكون الذين علموا الشياطين أو الذين خبر عنهم بأنهم نبذوا كتاب

    الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان .

    والذين لم يعلموا هم الذين عملوا السحر وشروا به أنفسهم . وثانيها أن يكون

    الذين علموا هم الذين لم يعلموا ، لانهم علموا شيئا ولم يعلموا غيره ، فكأنه تعالى

    وصفهم بأنهم عالمون بأنه لا نصيب لمن اشترى ذلك ورضيه لنفسه على الجملة ، ولم

    يعلموا كنه ما يصير إليه من العقاب الذي لا نفادله ولا انقطاع ، وثالثها أن تكون

    الفائدة في نفي العلم بعد إثباته أنهم لم يعملوا بما علموه فكأنهم لم يعلموا ، وهذا

    كما يقول أحدنا لغيره : ما أدعوك إليه خير لك وأعود عليك لو كنت تعقل وتنظر في

    العواقب ، وهو يعقل وينظر إلا أنه لم يعمل بموجب علمه ، فحسن أن يقال له مثل

    هذا القول . وقال كعب بن زهير يصف ذئبا وغراباه تبعاه ليصيبا من زاده :

    إذا حضراني قلت لو يعلمانه * ألم تعلما أني من الزاد مرمل

    فنفى عنهما العمل ثم أثبته بقوله " ألم تعلما أني من الزاد مرمل " وإنما

    المعنى في نفيه العلم عنهما أنهما لم يعملا بما علما ، فكأنهما لم يعلما ، ورابعها

    أن يكون المعنى أن هؤلاء القوم الذين قد علموا أن الآخرة لا حظ لهم فيها مع

    عملهم القبيح إلا أنهم ارتكبوه طمعا في طعام الدنيا وزخرفها ، فقال تعالى " ولبئس

    ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " أي الذي آثروه وجعلوه عوضا عن الآخرة

    لا يتم لهم ولا يبقى عليهم وأنه منقطع زائل ، ومضمحل باطل ، وأن المآل إلى

    المستحق في الآخرة ، وكل ذلك واضح بحمد الله ( انتهى ) .

    وأقول : قال في الصحاح : المغمرة الشدة والجمع غمر . قال القطامى يصف

    سفينة نوح : وحان لتالك الغمر انحسار . وقال : الانحسار الانكشاف . وقال :

    قشعت الريح السحاب أي كشفته فانقشع وتقشع . وقال : الوطب سقاء اللبن

    خاصة . قال : العلبة محلب من جلد . وقال : صررت الناقة شددت عليها الصرار

    وهو خيط يشد فوق الخلف والتودية لئلا يرضعها ولدها . وقال : الخلف بالكسر

    حلمة ضرع الناقة . والمزممة من الزمام . والبزل : جمع البازل ، وهو جمل أو ناقة كمل

    [274]

    لها تسع سنين . والماذي : العسل الابيض . يقال : شرت العسل أي اجتنتيها ، و

    أشرت لغة ذكره الجوهري واستشهد بالبيت .

    وقال الرازي في تفسير هذه الآية : أما قوله " واتبعوا ما تتلوا الشياطين

    على ملك سليمان " ففيه مسائل : المسألة الاولى قوله " واتبعوا " حكاية عما تقدم

    ذكره وهم اليهود ، ثم فيه أقوال : أحدها أنهم اليهود الذين كانوا في زمان محمد

    صلى الله عليه وآله وثانيها أنهم الذين تقدموا من اليهود وثالثها أنهم الذين كانوا

    في زمن سليمان من السحرة ، لان أكثر اليهود ينكرون نبوة سليمان ويعدونه

    من جملة الملوك في الدنيا ، فالذين منهم كانوا في زمانه لا يمتنع أن يعتقدوا فيه أنه

    إنما وجد ذلك الملك العظيم بسبب السحر . ورابعها أنه يتناول الكل ، وهذا

    أولى ، لانه ليس صرف اللفظ إلى البعض أولى من صرفه إلى غيره ، إذ لا دليل

    على التخصيص . وخامسها أنه عائد إلى من تقدم ذكره في قوله " نبذ فريق من

    الذين اوتوا الكتاب " قال السدي : لما جاءهم محمد صلى الله عليه وآله عارضوا بالتورية

    فخاصموه بها ، فاتفقت التورية والقرآن ، فنبذوا التورية وأخذوا بكتاب آصف

    وسحر هاروت وماروت ، فلم يوافق القرآن ، فهذا هو قوله " ولما جاءهم رسول

    من عندالله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء

    ظهورهم " ثم أخبر عنهم بأنهم اتبعوا كتب السحرة .

    المسألة الثانية : ذكروا في تفسير " تتلوا " وجهين : أحدهما أن المراد

    منه التلاوة والاخبار وثانيهما قال أبومسلم : " تتلوا " أي تكذب على ملك سليمان

    يقال تلا عليه إذا كذب ، وتلا عنه أذا صدق ، وإذا ابهم جاز الامران ، والاقرب

    هو الاول ، لان التلاوة حقيقة في الخبر ، إلا أن المخبر لا يقال في خبره إذا كان

    كذبا أنه يقول ( 1 ) على فلان وأنه قد تلا على فلان ، ليميز بينه وبين الصدق

    الذي لا يقال ( 2 ) على فلان بل يقال روى عن فلان وأخبر عن فلان ، [ وتلا عن

    * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : انه تلا فلان .

    ( 2 ) في المصدر : الذى لا يقال فيه روى على فلان .

    [275]

    فلان ] وذلك لا يليق إلا بالاخبار والتلاوة ، ولا يمتنع أن يكون الذي كانوا

    بخبرون به عن سليمان ما يتلى ويقرأ فيجتمع فيه كل الاوصاف .

    المسألة الثالثة : اختلفوا في الشياطين ، فقيل : المراد شياطين الجن ، وهو

    قول الاكثرين ، وقيل : شياطين الانس ، وهو قول المتكلمين من المعتزلة ، وقيل :

    شياطين الانس والجن معا ، أما الذين حملوا على شياطين الجن فقالوا : إن الشياطين

    كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ويلقونها إلى

    الكهنة ، وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس ، وفشا ذلك في زمان سليمان

    حتى قالوا : إن الجن تعلم الغيب ، فكانوا يقولون هذا علم سليمان وماتم له

    ملكه إلا بهذا العلم ، وبه سخر الجن والانس والريح التي تجري بأمره ، وأما

    الذين حملوه على شياطين الانس فقالوا : روي في الخبر أن سليمان كان قد دفن

    كثيرا من العلوم التي خصه الله بها تحت سرير ملكه حرصا على أنه إن هلك الظاهر

    منها بقى ذلك المدفون ، فلما مضت مدة على ذلك توصل قوم من المنافقين إلى أن

    كتبوا في خلال ذلك أشياء من السحر تناسب تلك الاشياء من بعض الوجوه ، ثم بعد

    موته واطلاع الناس على تلك الكتب أو هموا الناس أنه من عمل سليمان ، وأنه ما

    وصل إلى ما وصل إليه إلا بسبب هذه الاشياء ، فهذا معنى " ما تتلوا الشياطين " واحتج

    القائلون بهذا الوجه على فساد القول الاول بأن شياطين الجن لو قدروا على تغيير

    كتب الانبياء وشرائعهم بحيث يبقى ذلك التحريف مخفيا ( 1 ) فيما بين الناس

    لارتفع الوثوق عن جميع الشرائع ، وذلك يفضي إلى الطعن في كل الاديان . فإن

    قيل : إذا جوزتم ذلك على شياطين الانس فلم لا يجوز مثله من شياطين الجن قلنا

    الفرق أن الذي يفتعله الانسان لابد وأن يظهر من بعض الوجوه ، أما لو جوزنا

    هذا الافتعال من الجن وهو أن يزيد في كتب سليمان بخط مثل خط سليمان فإنه

    لا يظهر ذلك ويبقى مخفيا فيفضي إلى الطعن في جميع الاديان .

    المسالة الرابعة : أما قوله " على ملك سليمان " فقيل : في ملك سليمان ، عن

    * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : محققا .

    [276]

    ابن جريح . وقيل : على عهد ملك سليمان ، والاقرب أن يكون المراد : واتبعوا

    ما تتلوا الشياطين افتراء على ملك سليمان ، لانهم كانوا يقرؤون من كتب السحر

    فيقولون : إن سليمان إنما وجد ذلك الملك بسبب هذا العلم ، فكانت تلاوتهم لتلك

    الكتب كالافتراء على ملك سليمان والله أعلم .

    المسألة الخامسة : اختلفوا في المراد بملك سليمان ، فقال القاضي : إن

    ملك سليمان هو النبوة ، أو يدخل فيها النبوة ، وتحت النبوة الكتاب المنزل عليه

    والشريعة ، فإذا صح ذلك ثم أخرج القوم صحيفة فيها ضروب السحر وقد دفنوها

    تحت سرير ملكه ثم أخرجوها بعد موته وأوهموا أنها من جهته صار ذلك منهم

    تقولا على ملكه في الحقيقة . والاصح عندي أن يقال : القوم لما ادعوا أن سليمان

    إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان ذلك الادعاء كالافتراء على ملك سليمان

    والله أعلم . المسألة السادسة : السبب في أنهم أضافوا السحر إلى سليمان وجوه :

    أحدها أنهم أضافوا السحر إلى سليمان تفخيما لشأنه ، وتعظيما لامره ، وترغيبا

    للقوم في قبول ذلك منهم . وثانيها أن اليهود ما كانوا يقرون بنبوة سليمان ، بل

    كانوا يقولون إنما وجد ذلك الملك بسبب السحر . وثالثها : أن الله تعالى لما سخر

    الجن لسليمان فكان يخالطهم ويستفيد منهم أسرارا عجيبة . فغلب على الظنون أنه

    عليه السلام استفاد السحر منهم . أما قوله تعالى " وما كفر سليمان " فهذا تنزيه له

    عليه السلام عن الكفر ، وذلك يدل على أن القوم نسبوه إلى الكفر والسحر . وقيل

    فيه أشياء أحدها ما روي عن بعض أحباز اليهود أنهم قالوا : ألا تعجبون من محمد

    يزعم أن سليمان كان نبيا وما كان إلا ساحرا ؟ ! فأنزل الله هذه الآية . وثانيها أن

    السحرة من اليهود ، زعموا أنهم أخذوا السحر عن سليمان ، فنزهه الله منه . وثالثها

    أن قوما زعموا أن قوام ملكه كان بالسحر فبرأه الله منه ، لان كونه نبيا ينافي كونه

    ساحرا كافرا ، ثم بين تعالى أن الذي برأه منه لا حق بغيره ، فقال : ولكن الشياطين

    كفروا ، يشير به إلى ما تقدم ذكره ممن اتخذ السحر كالحرفة لنفسه وينسبه إلى

    [277]

    سليمان ثم بين تعالى ما به كفروا ، فقد كان يجوز أن يتوهم أنهم كفروا لا بالسحر

    فقال تعالى " يعلمون الناس السحر " .

    واعلم أن الكلام في السحر يقع من وجوه : الاول في البحث عنه بحسب

    اللغة ، فنقول : ذكر أهل اللغة أنه في الاصل عبارة عما لطف وخفي سببه ، والسحر

    بالفتح : هو الغذاء لخفائه ولطف مجاريه . قال لبيد :

    ونسحر بالطعام وبالشراب .

    قيل فيه وجهان : أحدهما أنا نعلل ونخدع كالمسحور والمخدوع ، والآخر

    نغدى وأي الوجهين كان فمعناه الخفاء . وقال :

    فإن تسألينامم ( 1 ) نحن ؟ فإننا * عصافير من هذا الانام المسحر

    وهذا الوجه يحتمل من المعنى ما احتمله الاول ، ويحتمل أيضا أن يريد

    بالمسحر أنه ذوالسحر ، والسحر هو الرئة ، وما تعلق بالحلقوم . وهذا أيضا يرجع

    إلى معنى الخفاء ، ومنه قول عائشة " توفي رسول الله بين سحري ونحري " وقوله

    تعالى " إنما أنت من المسحرين ( 2 ) " يعني من المجوف الذي يطعم ويشرب

    يدل عليه قولهم " ما أنت إلا بشر مثلنا ( 3 ) " وقال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام

    إنه قال للسحرة " ما جئتم به السحر إن الله سيبطله ( 4 ) " وقال : فلما ألقوا سحروا

    أعين الناس واسترهبوهم " ( 5 ) فهذا هو معنى السحر في أصل اللغة .

    الوجه الثانى : اعلم أن لفظ السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر

    مخفي ( 6 ) سببه ، ويتخيل على غير حقيقته ، ويجري مجرى التمويه والخداع ، و

    * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فيم .

    ( 2 ) الشعراء : 153 ، 185 .

    ( 3 ) الشعراء : 154 .

    ( 4 ) يونس : 81 .

    ( 5 ) الاعراف : 116 .

    ( 6 ) في المصدر : يخفى .

    [278]

    متى اطلق ولم يقيد أفاد ذم فاعله ، قال تعالى " سحروا أعين الناس " يعني موهوا

    عليهم حتى ظنوا أن حبالهم وعصيهم تسعى ، وقال تعالى " يخيل إليه من سحرهم

    أنها تسعى ( 1 ) " وقد يستعمل مقيدا فيما يمدح ويحمد ، روي أنه قدم على رسول

    الله صلى الله عليه وآله الزبرقان بن بدر وعمروبن الاهتم وقال لعمرو : خبرني عن الزبرقان

    فقال : مطاع في ناديه ، شديد العارض ، مانع لما وراء ظهره ، قال الزبرقان :

    هو والله يعلم أني أفضل منه . فقال عمرو : إنه زمر المروءة ضيق العطن أحمق الاب

    لئيم الخال يا رسول الله صدقت فيهما أرضاني فقلت أحسن ما علمت وأسخطني فقلت

    أسوء ما علمت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن من البيان لسحرا . فسمى النبي صلى الله عليه وآله

    بعض البيان سحرا ، لان صاحبه يوضح الشئ المشكل ويكشف عن حقيقته بحسن

    بحسن بيانه وبليغ عبارته .

    فان قيل : كيف يجوز أن يسمي ما يوضح الحق وينبئ وينبئ عنه سحرا وهذا

    القائل إنما قصد إظهار الخفي لا إخفاء الظاهر ، ولفظ السحر إنما يكون عند

    إخفاء الظاهر ؟

    قلنا : إنما سماه سحرا لوجهين : الاول أن ذلك العذر ( 2 ) للطفه وحسنه

    استمال القلوب ، فأشبه السحر الذي يستميل القلوب فمن هذا الوجه سمي سحرا لا

    من الوجه الذي ظننت . الثانى : أن المقتدر على البيان يكون قادرا على تحسين

    ما يكون قبيحا وتقبيح ما يكون حسنا ، فذلك يشبه السحر من هذا الوجه في أقسام

    السحر .





    .................................................. ..........................

    -بحار الانوار جلد: 52 من صفحه 278 سطر 19 إلى صفحه 286 سطر 18



    واعلم أن السحر على أقسام : القسم الاول سحر الكلدانيين والكذابين ( 3 )

    الذين كانوا في قديم الدهر ، وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنها هي المدبرة

    لهذا العالم ، ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوسة ، وهم الذين

    * ( هامش ) * ( 1 ) طه : 66 .

    ( 2 ) في المصدر : القدر .

    ( 3 ) : الكلدانيين والسكدانيين .

    [279]

    بعث الله تعالى إبراهيم مبطلا لمقالتهم ، ورادا عليهم في مذاهيهم .

    وهؤلاء فرق ثلاث : الفريق الاول هم الذين زعموا أن هذه الافلاك والكواكب

    واجبة الوجود في ذواتها ، وأنه لا حاجة بهذية ذواتها وصفاتها إلى موجب ومدبر

    وخالق وعلة البتة . ثم إنها هي المدبرة لعالم الكون والفساد ، وهؤلاء هم

    الصابئة الدهرية . والفريق الثانى الذين قالوا : الجسم يستحيل أن يكون واجبا

    لذاته ، لان كل جسم مركب ، وكل مركب فإنه مفتقر إلى كل واحد من

    أجزائه ، وكل واحد من أجزائه غيره ، فكل جسم فهو مفتقر إلى غيره ، فهو ممكن

    لذاته [ وكل ممكن لذاته فهو مؤثر ] فله مؤثر ، وهذه الاجرام الفلكية و

    الكوكبية لابد لها من مؤثر . ثم قالوا : ذلك المؤثر إما أن يكون حادثا أو

    قديما ، فإن كان حادثا افتقر إلى مؤثر آخر ولزم التسلسل وهو محال ، وإن

    كان قديما فإما أن يكون كل ما لابد منه في مؤثريته حاصلا في الازل أو ليس

    كذلك ، ويدخل في هذا التقسيم قول من يقول إنه إنما خلق العالم في الحيز

    الذي خلقه فيه ، لان خلقه في ذلك الحيز أصلح من خلقه في حيز آخر ، أو

    لان خلقه كان موقوفا على انقضاء الازل ، أو لان خلقه كان موقوفا على حضور

    وقت معين إما مقدر أو محقق . فإن قلنا إن كل ما لابد منه في مؤثريته كان

    حاصلا في الازل لزم أن يكون الاثر واجب الترتب عليه في الازل ، لان الازل

    لولم يكن واجب الترتب عليه فهو إما ممتنع الترتب عليه ، فهو ليس بموثر البتة

    وقد فرضناه مؤثرا ، هذا خلف ، وإن كان ممكن الترتب عليه وممكن اللاترتب

    عليه أيضا ، فلنفرض تارة مصدرا للاثر بالفعل واخرى غير مصدر له بالفعل ، فامتياز

    الحيز الذي صار المؤثر فيه مصدرا للاثر بالفعل عن الحيز الذي لم يصر فيه كذلك

    إما أن يتوقف على انضمام قيد إليه أو لم يتوقف ، فإن توقف لم يكن الحاصل

    قبل انضمام هذا القيد إليه كل ما لابد منه في المؤثرية وقد فرضناه كذلك ، و

    هذا خلف ، وإن لم يتوقف فقد ترجح الممكن من غير مرجح البتة ، وتجويزه

    يسد باب الاستدلال بالممكن على وجود الصانع . وأما إن قلنا بأن كل مالابد

    [280]

    منه في المؤثرية ما كان حاصلا في الازل ، فإن استمر ذلك السلب وجب أن لا يصير

    البتة مؤثرا . لكنا [ قد ] فرضناه مؤثرا في الازل ، هذا خلف ، وإن تغير فقد

    حدث بعض مالابد منه في الموثرية ، فإن كان حدوثه لا لامر فقد وقع الممكن لا

    عن مؤثر ، وهو محال ، وإن كان حدوثه لامر لم يكن الشئ الذي فرضناه حادثا

    أولا كذلك ، لانه حصل قبله حادث آخر وكنا فرضناه حادثا أولا ، وهذا

    خلف . وأيضا فإنا ننقل الكلام إليه ، ويلزم التسلسل وهو محال .

    قالوا : وهذا يقتضي استناد الممكنات إلى مؤثر تام المؤثرية في الازل ، و

    متى كان كذلك وجب كون الآثار أزلية دائمة ، فهذا يقتضي أن لا يحصل في العالم

    شئ من التغيرات البتة ، لكن التغيرات مشاهدة قطعا ، فلابد من حيلة ، فنقول

    ذلك المؤثر القديم الواجب لذاته ، إلا أن كل حادث مسبوق بحادث آخر حتى

    يكون انقضاء المتقدم شرطا لحصول المتأخر عن ذلك المبدأ القديم وعلى هذا الطريق

    يصير المبدأ القديم مبدأ للحوادث المتغيرة ، فإذن لابد من توسط حركة دائمة

    يكون كل جزء منها مسبوقا بالآخر لا إلى أول ، وهذه الحركة يمتنع أن تكون

    مستقيمة ، وإلا لزم القول بأبعاد غير متناهية ، وهو محال ، فلابد من جرم متحرك

    بالاستدارة وهو الفلك ، فثبت أن حركات الافلاك كالمبادئ القريبة للحوادث

    الحادثة في هذا العالم ، والمدبرات الملاصقة بها ، فلا جرم قالوا بإلهيتها ، واشتغلوا

    بعبادتها وتعظيمها ، واتخذوا لكل واحد منها هيكلا مخصوصا وصنما معينا

    فاشتغلوا بخدمتها ، فهذا هو دين عبدة الاصنام والاوثان . ثم إن هؤلاء

    قالوا : إن المبدأ الفاعلي لا يكفي وجوده في حصول الفعل ، بل لابد من حضور

    المبدأ القابلي المنفعلي ، ولا يكفي حضوره أيضا مالم تكن الشرائط حاصلة والموانع

    زائلة ، وربما حدث أمر مشكل غريب في العالم الاعلى يصلح لافادة هيئة غريبة

    في مادة العالم الاسفل ، فإذا لم تكن المادة السفلية متهيئة لقبول تلك الهيئة من

    الاشكال العلوية لم تحدث تلك الهيئة ، ثم إن فوات تلك التهيؤ تارة تكون لاجل

    كون المادة ممنوة بالمعوقات المانعة عن قبول ذلك الاثر ، وتارة لاجل فوات

    [281]

    بعض الشرائط لكن لو تهيأت لنا تقدمة المعرفة بطبيعة ذلك التشكل وبوقت حدوثه

    وبطبيعة الامور المعتبرة في كون المادة السفلية قابلة لذلك الاثر لكان يمكننا

    تهيئة المادة لقبول ذلك الاثر وإماطة الموانع عنها ، وتحصيل المعدات لها ، حتى

    يتم ذلك الفيضان ، ويسري في القابليات ، لما تقرر أن الفاعل التام متى لقي

    المنفعل التام ظهر الفعل التام لا محالة ، فاذا عرفت هذا فالساحر هو الذي يعرف

    القوى العالية الفعالة بسائطها ومركباتها ، ويعرف ما يليق بكل واحد من العوالم

    السفلية ، ويعرف المعدات ليعدها ، والعوائق لينحيها ، معرفة بحسب الطاقة

    البشرية ، فحينئذ يكون الانسان متمكنا من استجذاب ما يخرق العادة ، ومن دفع

    ما يدافعها ، يتقريب المنفعل من الفاعل ، وهذا معنى قول بطلميوس " علم النجوم

    منك ومنها " فهذا هو الاشارة إلى خلاصة قول الفلاسفة الصابئة في حقيقة السحر

    وماهيته .

    الفريق الثالث : الذين أثبتوا لهذه الافلاك والكواكب فاعلا مختارا خلقها

    وأوجدها بعد العدم ، إلا أنهم قالوا : إنه سبحانه أعطاه قوة عالية نافذة في هذا

    العالم ، وفوض تدبير هذا العالم إليهم . قالوا : الدليل على كون هذه الاجرام

    الفلكية أحياء وجهان : الاول أنه لا شك أن الحيوة أشرف من الجمادية

    فكيف يحسن في الحكمة خلق الحيوة في الاجسام الخسيسة نحو أبدان الديدان

    والخنافس ، وإخلاء هذه الاجرام الشريفة النورانية الروحانية عن الحيوة . الثاني

    أن هذا الافلاك متحركة بالاستدارة ، فحركتها إما أن تكون طيعية ، أو قسرية

    أو إرادية ، لا جائز أن تكون طبيعية ، لان المهروب عنه بالطبع لا يكون بعينه

    مطلوبا بالطبع ، وكل نقطة فرضنا الفلك متحركا عنه فإن حركته عنها هي

    عين حركته إليها فيستحيل كون تلك الحركة طبيعية ، ولا جائز أن تكون قسرية

    لان القسر هو الذي يكون على خلاف الطبيعة ، فإذ قد بطلت الطبيعية ، وجب

    بطلان كونها قسرية ، ولما بطل القسمان ثبت كونها إرادية ، فثبت أن الافلاك

    والكواكب أجرام حية عاقلة . قالوا : إذا ثبت هذا فنقول : الوقوف على جميع

    [282]

    الطبائع العلوية والسفلية مما لا يفي به وسع البشر ، وطاقة النفس الناطقة لوجوه

    أربعة : أولها أنه لا سبيل إلى إثبات الكواكب إلا بواسطة القوة الباصرة ، ولا

    ارتياب أنها عن إدراك الصغير من البعيد قاصرة ، فإن أصغر كوكب مما في القدر

    السابع من الفلك الثامن وهو الذي يمتحن به حدة البصره مثل كرة الارض بضعة

    عشر مرة ، وإن كرة الارض أعظم من العطارد كذا ألف مرة ، فلو تكوكب

    الفلك الاعظم بكواكب على قدر الكواكب الصغيرة المذكورة من الثوابت فلا شك

    أن الحس لا يدركه ، والبصر لا يمتد عليه ، فضلا عما يكون في مقدار عطارد أو

    أصغر منه . وعلى هذا التقدير لا يبعد أن يكون في السماوات كواكب كثيرة فعالة

    وإن كنا لا نعرف وجودها فضلا عن أن نعرف طبائعها ، ولهذا نقل صاحب كتاب

    " تتكلوشا " عن رواياى ( 1 ) البشر أنه بقي في الفلك وراء الكواكب المرصودة

    كواكب لم ترصد ، إما لفرط صغرها أو لخفاء آثارها وأفعالها .

    وثانيها : أن الكواكب التي نراها ليست بأسرها مرصودة ، بل المرصودة

    منها ألف واثنان وعشرون ، والبواقي غير مرصودة ، ومما يحقق ذلك ما ثبت

    بالدلالة أن المجرة ليست إلا أجرام كوكبية صغيرة جدا مر تكزة في فلك الثوابت

    على هذا السمت المخصوص ، وظاهر أن الوقوف على طبائعها متعذرة .

    وثالثها : أن هذه الكواكب المرصودة مما لم يحصل الوقوف التام على

    طبائعها ، لان أقوال الاحكاميين ضعيفة قليلة الحاصل ، لا سيما في طبائع الثوابت .

    ورابعها : أنا بتقدير أن نعرف طبائع هذا الكواكب على بساطتها لكنه

    لا يمكننا الوقوف على طبائعها حال امتزاجها إلا على سبيل التقريب البعيد عن

    التحقيق .

    ثم إنا نعلم أن الحوادث الحادثة في هذا العالم لا يصدر عن طبائها البسيطة

    وإلا لدامت هذه الحوادث بدوام تلك الطبائع ، بل إنما يحصل عن امتزاجاتها ، و

    تلك الامتزاجات غير متناهية ، فلا سبيل إلى الوقوف عليها على سبيل القياس ، فقد ثبت

    * ( هامش ) * ( 1 ) سيد البشر : ( خ ) .

    [283]

    بهذه الوجوه الاربعة تعذر الوقوف على طبائعها الفعالة ، وأما القوى المنفعلة

    فالوقوف التام عليها كالمتعذر ، لان القبول التام لا يتحقق إلا مع شرائط مخصوصة

    في القابل من الكم والكيف والوضع والاين وسائر المقولات ، والمواد السفلية

    غير ثابتة على حالة واحدة ، بل هي أبدا في الاستحالة والتغير ، وإن كان لا يظهر

    في الحس ، فقد ظهر بما قررنا أن الوقوف التام على أحوال القوى الفعالة

    السماوية والقوى الارضية المنفعلة غير حاصل للبشر ، ولو حصل ذلك لاحد لوجب

    أن يكون ذلك الشخص عالما بجميع التفاصيل الحاصلة من الماضية والآتية ، وأن

    يكون متمكنا من إحداث جميع الامور التي لا نهاية لها .

    ثم قالوا : فهذه المباحث والملامح ( 1 ) مما يوهن العقل عن التمكن من هذه

    الصناعة ، إلا أنه نعم ما قيل من أن مالا يدرك كله لا يترك كله فالقوى البشرية

    وإن قصرت عن اكتناه هذه القوى العالية الفعالة والسافلة المنفعلة ولكن يمكنها

    الاطلاع على بعض أحوالها ، وإن كان ذلك القدر تافها حقيرا بالنسبة إلى مافي

    الوجود لكنه عظيم بالنسبة إلى قدرة الانسان وقوته ، لان الاحكاميين من أهل

    النجوم قد وقفوا بسبب التجارب المتطاولة قرنا بعد قرن على كثير من أحوال السبعة

    السيارة وكثير من الثوابت ، وعرفو من أحوال البروج والحدود [ والوجوه ] والمثلثات

    ما يعظم الانتفاع بمعرفته لمن اطلع عليه وأحاط به ، وليس يلزمنا أنه لما تعذر

    علينا تحصيل اليقين التام بها واسطة البراهين المنطبقة أن يترك الانتفاع بها مع ما

    تشاهد من صحة قوانينها الكلية ، كما لا يلزم من عدم قيام الدلائل الطبيعية ( 2 )

    على طبائع الاغذية والادوية البسيطة والمركبة أن لا ينتفع بها ، بل هذه الصناعة أولى

    بالرعاية من صناعة الطب ، وذلك لانهما بعد اشتراكهما في عدم البراهين المنطبقة

    على مطالبها امتازت هذه الصناعة عن صناعة الطب بوصف نافع ، وذلك أن الدواء

    المتناول لولم ينفع يحصل من تناوله ضرر عظيم ، وأما هذه الصناعة فلولم تنفع لم تضر .

    * ( هامش ) * ( 1 ) الملاحم ( خ ) .

    ( 2 ) المنطبقة ( ظ ) .

    [284]

    وأما ظن حصول النفع فهو قائم في الموضعين ، وإذا كان كذلك كانت هذه الصناعة

    أولى بالرعاية من صناعة الطب .

    فإن قال قائل : كيف السبيل إلى معرفة طبائع هذه الكواكب والبروج ؟ و

    أما التجربة فهي متعذرة ، وذلك لان أقل مالابد منه في التجربة أن يعود الامر

    مرتين ، وعودة الفلك إلى شكله المعين ممتنع عند بعض الفلاسفة ، ولو أمكن على بعده

    فإنما يقع لوعاد جميع الكواكب إلى الموضع الذي كان واقفا عليه في المرة الاولى

    وذلك مما لا يحصل إلا بعد المدة التي تسمى بعمر العالم ، فأي عمر يفي بذلك ؟ و

    أي عقل يصل إليه ؟

    الجواب أنه لا حاجة في هذه التجربة إلى عود الفلك إلى الشكل الاول

    من جميع الوجوه ، بل لما رأينا كوكبا حصل في برج وصدر عنه أثر وشاهدنا هذا

    الاثر مع حصوله في ذلك البرج مدة بعد اخرى غلب على ظننا أن حصوله في ذلك

    البرج مستعقب لهذا الاثر . وهذا القدر كاف في حصول الظن . وأيضا قد تحصل

    معرفة طبائع هذه الكواكب على سبيل الالهام ، يحكى عن جالينوس أنه عرف

    كثيرا من الامور الطبية برؤيا رآها ، وإذا كان ذلك ممكنا فلا سبيل إلى دفعه .

    قالوا : إذا ثبت ذلك فإن التجارب التي مارسها الاحكاميون من المنجمين

    دلت على أن لكل اختصاصا بأشياء معينة في هذا العالم من الامكنة والازمنة

    والايام والساعات والاغذية والروائح والاشكال التي يتعلق بها كوكب معين في

    وقت يكون الكوكب فيه قويا على ذلك الفعل الذي يطلب منه لم يبعد أن يحصل

    ذلك الاثر الخارق للعادة لا سيما إذا كان المتولي لمباشرة ذلك العمل القوي

    النفس ( 1 ) صافي الروح ، بحيث يكون روحه في الاستعلاء والاستيلاء من جوهر الارواح

    السماوية ، فهناك يتم الامر ، ويحصل الغرض ، فهذا مجموع أقوال الصابئة في

    تقرير هذا النوع من السحر .

    أما المعتزلة فقد اتفقت كلمتهم على أن غير الله لا يقدر على خلق الجسم

    * ( هامش ) * ( 1 ) قوى النفس ( ظ ) .

    [285]

    والحيوة واللون والطعم ، واحتجوا بوجوه ذكرها القاضي ولخصها في تفسيره وفي

    سائر كتبه ، ونحن ننقل تلك الوجوه وننظر فيها :

    أولها : وهو النكتة العقلية التي عليها يقولون ( 1 ) أن كل ما سوى الله إما

    متحيز أو قائم بالمتحيز ، فلو كان غير الله فاعلا للجسم والحياة لكان ذلك الغير

    متحيزا وذلك المتحيز لابد وأن يكون قادرا بالقدرة ، إذلو كان قادرا لذاته

    لكان كل جسم كذلك بناء على أن الاجسام متماثلة لكن القادر بالقدرة لا

    يصح منه فعل الجسم والحيوة . ويدل عليه وجهان : الاول أن العلم الضروري حاصل

    بأن الواحد منا لا يقدر على خلق الجسم والحياة ابتداء ، فقدرتنا مشتركة في امتناع

    ذلك عليها فهذا الامتناع حكم مشترك فلابد له من علة مشتركة ، ولا مشترك ههنا إلا

    كوننا قادرين بالقدرة ، وإذا ثبت هذا وجب في من كان قادرا بالقدرة أن يتعذر عليه فعل

    الجسم والحياة الثانى : أن هذه القدرة التي لنا لا شك أن بعضها يخالف بعضا ، فلو

    قدرنا قدرة صالحة لخلق الجسم والحياة لم يكن مخالفتها لهذه القدرة أشد من مخالفة

    بعض هذه القدرة للبعض فلو كفى ذلك القدر من المخالفة في صلاحيتها لخلق الجسم ( 2 )

    لوجب في هذه القدرة التي يخالف بعضها بعضا أن تكون صالحة لخلق الجسم والحياة

    ولما لم يكن كذلك علمنا أن القادر بالقدرة لا يقدر على خلق الجسم والحياة .

    وثانيها : أنا لو جوزنا ذلك لتعذر الاستدلال بالمعجزات على النبوات ( 3 )

    لانا لما جوزنا استحداث الخوارق بواسطة تمزيج القوى السماوية بالقوى الارضية

    لم يمكننا القطع بأن هذه الخوارق التي ظهرت على أيدي الامناء ( 4 ) صدرت عن

    الله تعالى ، بل يجوز فيها أنهم أتوابها من طريق السحر ، وحينئذ يبطل القول

    بالنبوات من كل الوجوه .

    * ( هامش ) * ( 1 ) كذا والصواب " يعولون " .

    ( 2 ) في المصدر : والحياة .

    ( 3 ) في المصدر : على النبوة .

    ( 4 ) في المصدر : ايدى الانبياء عليهم السلام .

    [286]

    وثالثها : أنا لو جوزنا أن يكون في الناس من يقدر على خلق الجسم و

    الحياة والالوان لقدر ذلك الانسان على تحصيل الاموال العظيمة من غير تعب

    لكنا نرى يدعي السحر متوسلا إلى اكتساب الحقير من المال بجهد جهيد

    فعلمنا كذبه ، وبهذا الطريق يعلم فساد ما يدعيه قوم من الكيمياء . فانا نقول لو

    أمكنهم ببعض الادوية أن يقلبوا غير الذهب ذهبا لكان إما أن يمكنهم ذلك بالقليل

    من الاموال فكان ينبغي أن يغنوا أنفسهم بذلك عن المشقة والذلة ، أو لا يمكن إلا

    بالآلات العظام والاموال الخطيرة ، فكان يجب أن يظهروا ذلك للملوك المتمكنين

    من ذلك ، بل كان يجب أن يفطن الملوك لذلك ، لانه أنفع لهم من فتح البلاد التي

    لا يتم إلا بإخراج الاموال والكنوز ، وفي علمنا بانصراف النفوس والهمم عن ذلك

    دلالة على فساد هذا القول . قال القاضي : فثبت بهذه الجملة أن الساحر لا يصح أن

    يكون فاعلا لشئ من ذلك .

    واعلم أن هذا الدلائل ضعيفة جدا ، أما الوجه الاول فنقول : ما الدليل

    على أن كل ما سوى الله تعالى إما أن يكون متحيزا أو قائما بالمتحيز ، أما علمتم

    أن الفلاسفة مصرون على إثبات العقول والنفوس الفلكية والنفوس الناطقة ، و

    زعموا أنها في أنفسها ليست بمتحيزة ولا قائمة بالمتحيز ، فما الدليل على فساد

    القول بها ؟

    فإن قالوا : لو وجد موجود هكذا لزم أن يكون مثلا لله تعالى :

    قلنا : لا نسلم ، وذلك لان الاشتراك في السلوب لا يقتضي الاشتراك في الماهية





    .................................................. ..........................

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    517

    افتراضي

    شكرا لكم سيدنا الموسوي
    ممكن تضعون حرز للخلاص من السحر
    ألف شكر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    6

    افتراضي

    الزميل العزيز الموسوي





    الكتاب الذي تنقل عنه ليس له سند




    ورواته مجاهيل وليسوا ثقه فيما يقولون





    في مثل هذه الأخبار يجب أن تدقق في الروايات الصحيحه





    لأن كثير من تراثنا الإسلامي فيه روايات ضعيفه وموضوعه




    وقد ميز ذلك علماء الجرح والتعديل من علماء السنه



    فبينوا الروايات الضعيفه من الصحيحه والرواة العدول الثقات من الرواة المدلسين الغير ثقات

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء العراق
    شكرا لكم سيدنا الموسوي
    ممكن تضعون حرز للخلاص من السحر
    ألف شكر

    كتاب الله هو الحرز من كل ساحر بإذن الله




    البيت الذي يقرأ فيه كتاب الله ليل ونهار لا تدخله الشياطين



    أقرأي آية الكرسي على نفسك دائماً فهي حافظه بإذن الله



    أقرأي الورد صباحاً ومساءً


    عجبي منكِ تطالبين بالحرز وتتركين كتاب الله وهو بين يديك !!!!!




    أما الذي يقرأ القرآن وهو ليس على سنة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم



    فلن ينفعه القرآن أبداً

  5. #5

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين و الصلاة على اشرف المرسلين صراحة اخي انا احزن حزن كبير جداً لمن يشكك في المواضيع التي اكتبها و مع ذلك سوف اجيبك اخي الكريم انا نقلت موضوعي عن كتاب يحار الانوار مجلد 51-52-53 على ما اعتقد في احد هذه المجلدات و ان لم تكن موقن بما اكتبة و لم تصدقة اخي الكريم اسأل عن صاحب كتاب بحار الانوار اما للمراجع المظافة من عندي فهي القرآن الكريم تفسير فرات الكوفي و ابن كثير و احب ان اعطيك دليل على عصمة الملائكة انظر للكرام الكاتبين الذين يكتبون عنك اي انهم لو لم يكونوا معصومين لكان في هذا بخس لحقك في بعض اعمالك و انهم لكانوا يكذبون عليك في بعض الاحيان و ان الله تعالى لما كان يجعلهم عليك كتاب لما تفعل و انا اعتذر عن اخلاقك الفظة مع احد ابناء النبي و السلام عليك و ارجو كل الرجاء من الله سبحانة ان يهديك اخي و

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني