تهديد مبطن بمتحف لفضائح سجن أبو غريب ...
الحكومة العراقية تبدأ (حملة التشويه المعاكسة) ضد الأميركان


بدأت الحكومة العراقية -برأي محللي الأخبار في وكالة الملف برس التي تصدر صحيفة النور- حملتها المقابلة ضد الحملة الأميركية لـ ((تشويه سمعة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي)) والتركيز على (أخطائها) ومحاولة تفنيد قدرتها على تحقيق أية مكاسب من دون دعم القوات الأميركية. وفي سياق هاتين البروبغندتين (في حملة النزاع الدعائي المتماثل) قالت مصادر في الحكومة العراقية أمس الأربعاء إنها تخطط لإعادة بناء (سجن أبو غريب سيىء السمعة) طبقاً لوصف الناطق الحكومي، وإكمال المتحف الخاص بجرائم ارتكبت في (العهد الدكتاتوري السابق). وبدا لمحللي الأخبار بشكل جليّ أن حكومة (المالكي) تلمّح إلى أنها قد تفرد جناحاً خاصاً في هذا المتحف لجرائم ارتكبتها القوات الأميركية في سجن أبو غريب. وكان السجن الذي يقع على بعد 25 كيلومتراً غربي بغداد، قد أغلق في شهر أيلول سنة 2006، بعد أن سلمه الجيش الأميركي الى السلطات العراقية في أعقاب فضائح المعاملة الوحشية للسجناء الذين كانت أغلبيتهم المطلقة من المواطنين السنة. ونقلت وكالة فرانس برس عن الناطق الحكومي (علي الدباغ) قوله إن جزءاً من المتحف سيخصص لإبراز الجرائم التي ارتكبها النظام السابق. وقال إن لجنة من وزارات الداخلية والدفاع والعدل، سوف تشرف على عملية إعادة البناء من دون أن يعطي موعداً نهائياً لإكمال المشروع. ويشار الى أن فضائح جرائم التعذيب الوحشي في سجن أبو غريب، شاعت في العالم بأسره في أوائل سنة 2004، بالصور التي سُرّبت الى أجهزة الأعلام عن السجناء العراقيين، والمقنّعة رؤوسهم بأكياس الجنفاص، ويتعرّضون لعمليات ضرب دامية، فيما ارتكبت بحقهم (جرائم إذلال لإنسانيتهم) كالاغتصاب أو إجبارهم على ممارسات جنسية شاذة. وكانت الصور -وهي التي يمكن أن تستخدمها الحكومة العراقية في حملة واسعة ضد القوات الأميركية- تُظهر جنوداً وهم يمثلون بالجثث أو يعبثون بأجساد السجناء العارية. ومنذ ذلك الحين فتح الجيش الأميركي سجنين آخرين في العراق، أحدهما في معسكر كوبر قرب مطار بغداد، والثاني في معسكر بوكا بالبصرة قريباً من الحدود مع الكويت. وكان سجن أبو غريب يؤوي نحو 2000 سجين، عندما أغلق سنة 2006. وفي الوقت الحاضر هناك أكثر من 20,000 محتجز في المعتقلات الأميركية، وأكثر من 47,000 محتجز في السجون العراقية.