خزاعة في الديوانية في العراق وتسميتهم الخزاعل وهم من نسل سليمان بن صرد الخزاعي الثائر على مقتل الحسين ع في الكوفة ولدي مشجراتهم كاملا اتصل بي على الموبايل 07806010341
خزاعة -الخزاعل
بقلم حميد الخزاعي
عندما نريد الخوض عن عشـــــــــــيرة الخز اعل لابد لنا من التطرق با الحديث عن قبيلة خزاعة التي هي الأصل ،والخز اعل الموجودين اليوم في العراق يربطهم امتداد نسبي طبيعي بقبيلتهم إلام خزاعة إذ اجمع أكثر المؤرخين والكتاب القدامى والمتأخرين على ذلك ....وإما سبب التسمية لكل الاسمين فجاء أن خزاعة بضم الخاء وتخفيف الزاي اسم جديد أطلق على الازد الذين استقروا في مكة وأصبحوا يعرفون به ويميزهم عن قبيلتهم إلام الازد التي سارت من اليمن بعد انهيار سد مأرب .وسميت خزاعة بهذا الاسم لأنه كما قال ابن الكلبي لما تفرقت الازد من اليمن انخزع جماعه منهم فنزلوا في ظاهر مكة ،والخزع معناه القطع وقيل إن اشتقاق أللفظه من قولهم :انخزع القوم عن القوم إذا انقطعوا عنهم وفارقوهم .
قال حسان ابن ثابت :
فلما هبطنا بطن مر تخزعت
خزاعة منا في حلول كراكـر
إما النويري فقال :إن خزاعة ليس بأب أو أم لقبيلة إنما هم انخزعوا عن قومهم ،وأول من أطلق هذه التسمية هو جذع من سنان الازدي حيث قال :أيها الناس إن كنتم كلما أعجبتكم بلدة أقامت منكم طائفة ،كما انخزعت خزاعتكم هذه أوشكتم إن يا كلكم اقل حي وأذل قبيل .
ولما كان الانخزاع على عهد ثعلبة فأن الذي انخزع عنه هو أخوه حارثه بن عمرو مز يقيا ملك اليمن ومعه ولديه ربيعة (لحي)وافصى ،فخزاعة سميت بهذا الاسم في عهد حارثه الذي اقترنت به التسمية ،لذا فان بطون خزاعة كانت حصرا في أبناء حارثة بن عمرو مزيقيا ،لذا يعتبر حارثه أبو خزاعة كلها ومنه تفرقت بطونها.
وخزاعة هم الذين انتزعوا مكة من قبيلة جرهم بقوة السلاح واستلموا زمام السيادة على مكة وولاية البيت الحرام و أدارة شؤون الحج .وان أول من تولى أمر الكعبة من خزاعة عمر بن لحي ودامت ولاية البيت بعده في ولده من بعده ثلاثمائة سنة حتى كان آخرهم حليل بن الحبشية.
كيفية انتقال السيادة إلى قريش :
كما اشرنا فيما مضى إن خزاعة تمكنت من بسط نفوذها على مكة ومن حولها عندما انتصرت على جرهم زمن زعيمهم عمرو بن لحي الذي آلت إليه ولاية البيت وسيادة مكة أما قبيلة قريش فكانت منازلها آنذاك في تهامة وحول مكة وقد بدأت العلاقة بين خزاعة وقريش من خلال المصاهرات والتي كانت على عهد غالب بن فهر ( الجد التاسع للنبي محمد((ص)) وعن طريق هذه مصاهرات متنت العلاقة بين الجانبين حيث تداخلت منازل قريش وخزاعة في زمن قصي بن كلاب سيد قريش (الجد الخامس النبي محمد )(ص) الذي عمل على تتويج هذه العلاقة بزواجه من (حبى) بنت حليل بن حبشيه سيد خزاعة وزعيمها، كانت له السيادة على مكة وولاية البيت وقد أنجبت له(حبى)أربعة أولاد هم عبد مناف ،عبد الدار،عبد العزى، عبدا .وبمرور الأيام أخذت مكانة قصي تتصاعد وأخذه صيته يعلوا بين قومه و خزاعة على حدٍ سواء وهنا رأى انه أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة وان قريشا قرعة إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام )وفي لحضات احتضار كبير خزاعة وسيدها يطلب ابنته حبى ويطلب ولدها وزوجها ثم خاطب قصي سيد قريش بصوت خفيض : يا بني انك على أمري من بعدي.وقد تم هذا حقا رسمته الوصية ثم أدعمته من بعدها بالدماء.ونتيجة لذلك نشبت حرب دامية بين قبيلة خزاعة وقريش وحلفائها القبائل العدنانية اقتتل الفريقان قتال مراً لمدة ثلاثة أشهر أهلك منهم الخيل والرجال وحصد عديدهم حصدا وأخيرا تدخلت القبائل لحل النزاع الذي انتهى بالتحكيم ورضي الطرفان إن يحكما في الأمر(يعمر بن عوف بن كعب )وقال يعمر يقضي :يأبني خزاعة أراكم جرتم ،فانه والله لبيت أبيه ..إلا فما كان من دماء رجاله ففيه الدية وما كان من دمائكم فأني أضعه )وهكذا خسرت خزاعة السيادة وتزعمها للعرب..ليصبح أخوالهم في سدة الزعامة ويبلغ قصي الذرى ولا يدانيه احد .
ولما بزغ فجر الإسلام كانت قبيلة خزاعة من السابقين إليه فدخلوا في حلف وعقد رسول الله (ص)،وكانت بنو بكر قد دخلت بعقد قريش ،فتعرضت بنو بكر إلى خزاعة وقتلت منهم فظافرتهم قريش على خزاعة ونقضوا العهد والميثاق مع رسول الله (ص)فأطلق (ص)كلمته المشهورة بحق خزاعة إذ قال:لانصرني الله أن لم انصر خزاعة فكأنه نتيجة ذالك فتح مكة ذلك النصر الكبير الذي حازه المسلمون على طغمة الشرك والطغيان.
دخول خزاعة العراق:
في بداية الفتوحات الاسلاميه كان أبناء خزاعة من السباقين وفي الصفوف الأولى مع الفاتحين ،فدخلوا البلدان العربية ومنها العراق الذي ساهموا في تحريره وذلك زمن عمر بن الخطاب سنة 17 هجريه.
وستوطن معظمهم البصرة والكوفة وقد ذكر المؤرخون عن وجود حي مشهور لخزاعة يعرف بهم يطلق عليه (حي خزاعة ) في الكوفة القديمة في منطقة تل التراب ،ثم انتشروا بعد ذلك في مدن وقصبات العراق.
هذا وبرز منهم الصحابي الجليل عبد الله بن بديل الذي استشهد محاربا في جيش الإمام علي علية السلام في واقعة صفين والصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي الذي قتله معاوية ابن سفيان ظلماً وعدواناً ورفع رأسه على رمح طويل من الكوفة إلى الشام وهو أول رأس يرفع في الإسلام من بلد إلى بلد .كذلك الصحابي علقمه بن خالد وهو آخر صحابي بقي في الكوفة،و الصحابي الجليل سليمان بن صرد .كذلك الشاعر دعبل بن علي الخزاعي وغيرهم الكثير من الرجال الذي لا يسع المجال لذكرهم .ومن الجدير بالذكر إن خزاعة لم تشترك مع القبائل العربية لقتال الحسين( عليه السلام) وذلك لولائها المطلق لآل البيت(ع) وقد استشهد خمسة من رجالها مع الحسين في الدفعة الأولى من المعركة.
إما سبب تسمية الخز اعل وما الفرق بين خزاعة والخز اعل فقد تطرق إلى البحث عن هذا الكاتب اليماني محمد عبد القادر با مطرق في كتابه الجامع بجزأيه الأول والثاني حيث يقول :(يسمون خزاعة في العراق با لخز اعل وهم بقايا خزاعة القديمة).كما تطرق با لحديث عنهم الأستاذ اسكندر المعلوف عضو المجمع العلمي العربي بدمشق بمقالة نشرت له في العدد التاسع من مجلة الفرقان ص 291 حيث ذكر صلة أمراء حرفوش با لخز اعل بقوله :(ينسب الأمراء الحرفوشيون إلى خزاعة وهم من لحي بن عمرو مزقيا بن عامر بن ماء السماء من قحطان من الازد وكانت مواطنهم في إنحاء مكة ولهم ولاية البيت الحرام قبل قريش الذين كانوا أحلافهم ،فلما انفصلت تلك الولاية أنخز عوا وتفرقوا فاشتهروا بأسم خزاعة وتدير بعضهم بغداد وهم إلى اليوم يعرفون بأسم عرب خزاعة أو الخز اعل... إلى أخر كلامه). إما المؤرخ بن سند البصري فقد ذكرهم في كتاب مطالع السعود كثيرا ،وكان لايسمي الخز اعل إلا بـــ (خزاعة )ومما جاء به:(في سنة 1215 هجريه تمرد آل سلمان من خزاعة ولم يؤدوا لوازم الانقياد والطاعة وقال لسان حالهم :
إنا خزاعة من سادت أوائلنا * بكل عضب رسوب صارم الذكر
يأبى لنا الذل إنا معشر انف * وأننا أســــد في البــدو والحضــر
كما ورد في ص4من دراسات عن عشائر العراق_ الخز اعل_ للمرحوم الأستاذ السيد محمد حسين المقرم كلاماً للسيد إبراهيم الحيدري مؤلف عنوان المجد اعتبرها تفسيرا لكلمة الخز اعل من بني خزاعة وذلك قوله ناقلا عنه (ومن العشائر العظيمة في العراق الخز اعل من بني خزاعة فحرفت وسميت خزاعل ،والذي أظنه أنها ليست تحريفا وإنما تأثر الأمر باللغة التركية التي كانت سائدة با لعراق آنذاك يستبدل الأتراك ياء النسب با لصيغة (لر )ولكن الناس في كلامهم يحذفون الراء وقالوا :السماوتلي بدل السماوي والكر كوكلي بدل الكركوكي وهكذا الخز علي بدل الخزاعي ) .نكتفي بهذا القدر وقد تبين لنا بأن الخز اعل هم خزاعة ويثبت ذلك أنهم عرفوا بكلا الأسمين ولا فرق بين خزاعة وخزا عل إلا أن تسميتهم بخزاعة شائعة بخزاعة شائعة أكثر من خزاعل ،وطبقة السواد غالبا ما تطلق عليهم خزاعل...والخز اعل في العراق قد أنشؤا لهم إمارة في قلب العراق تمتد من هيت شمالا حتى مدينة العرجاء مقدم مدينة الناصرية جنوبا هذا ما ذكره المؤرخون والرحالة العرب والأجانب وقد تأسست إمارة الخز اعل سنة 1411م وهي بداية تكون الإمارات في العراق كإمارة زبيد،و إمارة ربيعة إذ قام أهالي بغداد والعشائر المجاورة بثورة عارمة ضد الدولة الجلائرية المستقلة حديثاً عن الإمبراطورية المغولية إذ استطاع رؤساء العشائر الثلاث إنشاء كيانات مستقلة لهم ،هذا وقد تكونت وفي نفس الوقت تقريباً إمارة المنتفق في جنوب العراق وإمارة ألمشعشعي في الاحواز في عربستان وقد ودامت إمارة الخز اعل ما يقارب الثلاث قرون والنصف وتمركزت الإمارة في قلب الفرات الأوسط فبسطوا نفوذهم على أريافه وبواديه وحواضره وكان ذروتها في زمن إمارة حمد آل حمود من عام 1191 هجرية الممتدة إلى سنة 1214 هجريه _1799م
وفي زمن هذا الأمير أسس الخز اعل دايوناً لهم في الحسكة للمحاكمة وقطع الخصومات يدعى ( الديوانية) وكان يطلق علية ديوانية الخز اعل وفي مرور الزمن أصبح الناس تطلق على الحسكة با لديوانية المجردة وهي اليوم مركز هذه المحافظة المتشعبة الأطراف.
كانت العشائر العربية القاطنة ضمن حدود إمارة الخز اعل تحت قيادتهم في الحرب والسلم إذ كانت عشيرة الخز اعل وحلفائها يشكلون مصدر قلق دائم للحكومات العثمانية المتعاقبة وقد خاضت عشيرة الخز اعل الكثير من الحروب ضدهم...لذلك عمل العثمانيين وبشتى الوسائل على إضعاف الخز اعل وفي عام 1850 م بدأت الحكومة العثمانية تعمل بجدية وحزم وتصب جل اهتمامها اتجاه عشيرة الخز اعل لما يشكلون لها من خطر دائم،فعملت با استمرار وبقوة من اجل إخضاعهم وأخذت تتعقبهم بحروب مستمرة با لإضافة لقيامهم بأمور جمة كتحويل مجاري الأنهار التي تمر با راضيهم وعمل السدود عليها..ونتيجة لذلك ماتت معظم أراضي الخز اعل وتفرقت العشائر من حولها ،وأخيرا تمكنت الحكومة العثمانية من تفكيك إمارة الخز اعل وتوزيع أراضيهم وأملاكهم على العشائر الموالية لهم. ويمكن القول إن إمارة الخز اعل دامت أكثر من ثلاثة قرون .
وكان للخز اعل الدور المشرف بصد الهجمات الوهابية على النجف الاشرف ففي سنة 1214هجرية المصادف 1799م حدثت معركة بين الخز اعل والوهابين الذين كانوا ا يعرفون بـ (الإخوان )الذين هاجمو ا النجف لغرض تهديم القبر الشريف ،فتصدى لهم الخز اعل وردوهم على إعقابهم خاسرين خاسئين يجرون ورائهم مرارة الذل والهوان
تاركين جثث قتلاهم تنهشها الكلاب .وقد ورد ذكر هذه الحادثة في كتاب دوحة الوزراء | تعريف موسى كاظم نورس ما ترجمته (وان سبب هذه الحادثة هو مهاجمة الوهابين للنجف وقد صادف وقت هجومهم عليها مجئ جماعة من الخز اعل للزيارة فهجمت الخز اعل عليهم وقتلت منهم ثلاثمائة رجل ) وهذا يدل على حماية رجال الخز اعل للنجف وشجاعتهم رغم قلة عددهم وكثرة عدوهم وإيمانهم المطلق بعقيدتهم.
كما ذكر هذه الوقعة المؤرخ ياسين خير الله العمر ى الموصلي والشيخ رسول الكركوكي وهو مؤرخ حكومي يعمل مع العثمانيين آنذاك كما ذكرها المرحوم الأستاذ حمو د الساعدي في دراسته الموسومة عن الخز اعل كما يذكر لنا بعض النابهين من كبار السن من الخز اعل عن وجود تكية في النجف للأمير شلال بن صقر بن سلمان الخزاعي شيخ الخز اعل في منطقة المشراق مقابل باب الطوسي للصحن الحيدري الشريف وهي موجودة أثارها لحد الآن ،كانت مشرعة الأبواب في ذلك الحين على مدار السنة تستقبل الوافدين والزوار يقدم خلالها الطعام والشراب ويقام فيها مجالس عزاء للإمام الحسين (علية السلام ) في شهر محرم الحرام ...وكما تقدم عطايا وهبات من أمراء وشيوخ الخز اعل لطلبة العلوم الدينية أيام إمارتهم في الفرات الأوسط حيث إن النجف كانت ضمن حدود إمارة الخز اعل وتحت حمايتها من العدوان والخطر الخارجي وقد ذكرتهم في كتابي الأسر النجفية وسبب تسمية الألقاب ص 143 بصد العديد من الهجمات الشرسة للوهابية والتي تعرضت لها مدينة النجف الاشرف آنذاك .
كما وكان لهم الدور المشرف في ثورة العشرين الخالدة ضد المحتل الإنجليزي منذ انطلاق شرارتها الأولى وكان رجال الخز اعل من المشاركين الفاعلين في هذه الثورة ولرؤساء الخز اعل الدور القيادي لمعظم المعارك التي دارت في الفرات الأوسط وكان أبرزهم الشيخ سلمان آل عبطان .
والخز اعل لهم تقاليدهم العربية ألأصيله من كرم وشجاعة وحماية الجار وإغاثة الملهوف ،وقد تغنى الشعراء والأدباء بكرمهم وسخاء أيديهم وشجاعتهم ،ذكرهم المؤرخ والباحث الرحالة العربي محمد بن احمد البسام التميمي في كتابة (الدرر المفاخر في إخبار العرب الأواخر ) الذي صنفه للمقيم البريطاني المستر ريج في بغداد في أو قبل سنة 1226 هجرية،فقال يصفهم مانصه:(والقول فيهم أنهم السحاب إذا انهالت والأسود إذا صالت ..كرامهم شجعان وشجعانهم أكرم من كان ،نفوسهم على الكرم محافظة ولامخازي فيهم إلا أنهم رافضة ..شرقوا في العلى واتهموا ... وغربوا في نيلها وأشأموا،يحمدهم طارقهم ويشتغل بذكراهم مفارقهم .. إلى أخر كلامه )
قال الشاعر يصف الخز اعل:
ولا عيب فيهم سوى إن النزيل بهـم
يسلوا عن الأهل و الأحباب والوطــنِ
ويتمركز ثقلهم في محافظات الفرات الاوسط.ويوجد منهم في الجنوب وبغداد وباقي المحافظات الاخرى.
ونخوة الخز اعل (إخوة فاطمة ).
واليوم شيخهم العام الأمير حسين علي الشعلان ومحل سكناه الحمزة الشرقي /من محافظة الديوانية.
وهو عضو في البرلمان العراقي الحالي.