يضهر أن ريحاَ تكريتية بدأت تهب من جديد على العراق. مصدر هذه الريح النتنة مؤتمر تم عقده في تكريت برعاية غربية قوية لعدد كبير من الأحزاب السنية ذات التوجه الديني أو العلماني من مناطق وسط العراق.
المطاليب يمكن تلخيصها بما يلي
لا للإنتخابات
نعم لتسليم السلطة للعراقيين في 30 حزيران
لا لمجلس الحكم
لا للفيدرالية على أساس قومي أو طائفي
أحزاب عراقية غير ممثلة في مجلس الحكم تصر على نقل السلطة للعراقيين
اتفق ممثلو 12 حزبا ومنظمة سياسية غير ممثلة في مجلس الحكم على رفض إجراء الانتخابات المبكرة والاصرار على نقل السلطة للعراقيين في 30 حزيران يونيو المقبل أو قبل ذلك مع رفض الرئاسة الثلاثية المقترحة في الفترة الانتقالية.
وتعهدوا في مؤتمر عقد في تكريت برعاية من سلطة الائتلاف المؤقتة والمعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي للشؤون الدولية في الولايات المتحدة "بالعمل على ايجاد صيغ بديلة للتمثيل الشعبي في الفترة الانتقالية كالمؤتمرات المحلية واعيان المجتمع لاختيار اعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية التي ستؤسس لاصدار دستور جديد والاعداد لانتخابات ديمقراطية لاتؤثر فيها قوات الاحتلال ولا المليشيات المسلحة."
وشددوا على وجوب عدم استمرار مجلس الحكم بصيغته الحالية او أي صيغة أخرى في ممارسة السلطة لان المجلس كما اجمع ممثلو الاحزاب "قد بني وفق صيغ طائفية وعرقية ولايمثل الا الاحزاب الستة التي تعمل من خلال المجلس على تنفيد أجندتها الخاصة ولتحقيق مصالح انانية ضيقة".
وعبر ممثلو الاحزاب الدين يمثلون في غالبيتهم احزابا دينية وعلمانية تنتمي إلى وسط العراق بالاضافة إلى الجبهة التركمانية عن رفضهم للفيدرالية القائمة على أساس عرقي اوطائفي معلنين
دعمهم للامركزية الوحدات الادارية في الدستور الانتقالي والدائم والابتعاد عن كل مايمكن ان يقدم مستقبلا مبررات لتجزئة العراق ودلك في اشارة الى المطالب الكردية بالفيدرالية العرقية.
واتفق الحضور على العمل على تشكيل جبهة وطنية عراقية موحدة لتقديم دراسات وافكار حول افضل السبل لانتقتال السلطة الى العراقيين والتصورات الممكنة للمرحلتين الانتقالية والانتخابات
في المرحلة التي تليها على ان تبدا عملها خلال اربعة اسابيع.
وتحدث في المؤتمر من الجانب الامريكي كل من كريستوفر روس السفير الامريكي السابق في دمشق وسكوت كاربنتر احد مساعدي بول بريمر واكداعلى اهمية تنسيق جهد الاحزاب الحاضرة أو التي ستنظم اليها لاحقا لتكوين رأي عام باتجاه مشترك يخدم التطلعات
الديمقراطية التي يسعى نحوها الجميع مؤكدين في الوقت نفسه ان مجلس الحكم صيغة مؤقتة للمرحلة الحالية.
السؤال هو لماذا لم يوفق الشيعة إلى عقد مؤتمر خاص بهم يحدد أولوياتهم ومطاليبهم بشكل واضح ومنسّق ؟