Alaa Alnajaffi
2 hrs ·
كيف سقط السيد الجعفري بالفخ لا يغسل عاره...
مقال يستحق القراءة..
أسرار تصويت الجعفري على إدانة ايران.
ماجد زهير
لا أحد يشك أن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري هو "دولة وحكومة" بحد ذاته وهذا يعني أنه لا يرى ضرورة بإخبار رئيس الوزراء العراقي قبل سفره ولا يرى داعيا لإعلامه عن نتائج سفره ولهذا لا نراه يرافق رئيس الوزراء العبادي في سفره لأنه بطبيعته لا يقبل أن يكون الثاني.
إعلان الجعفري وساطته بين السعودية وإيران قرار فردي باعتبارها الفرصة الذهبية التي تتيح له زيارة السعودية ولقاء مسؤوليها الكبار وهي أمنية كل السياسيين الشيعة بكل أسف رغم علمه بأن السعودية لا تعتبر الحكومة العراقية بمسؤوليها الشيعية طرفا نزيها للقيام بالوساطة أو حتى المقبولية لأنهم في نظرها عملاء إيرانيين فيما تعتبر المسؤولين السنة العراقيين موظفيها في العراق وهي لا تعير موظفيها بشكل عام أهمية لأنهم يعملون بمقدار ما يقبضون.
الجعفري اعتبر السعار السعودي الفرصة الذهبية التي تجعله أول مسؤول عراقي شيعي يصافح سلمان بن عبد العزيز أو أبنه محمد فهرول لطهران معتقدا أن محطته الثانية الرياض باعتباره أول من أعلن الاستعداد بالوساطة، وطهران استقبلته رغم علمها بأن السعودية لن تستقبله، ولكنها لا تريد كسر المسوؤل العراقي الشيعي بالذات [المسؤول العراقي السني متبرأ من إيران منذ ولادته] واضطر الجعفري للعودة إلى العراق طالبا التوسط من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم حيث زاره مباشرة في خطوة غير مألوفة كان عنوانها الإعلامي اطلاع رئيس الجمهورية على نتائج مباحثاته في طهران (وهي تحدث لأول مرة لأن الجعفري لا يطلع أحدا على نتائج زياراته بل يسمعونها من الإعلام)، فيما كان السبب الرئيس طلبه توسط معصوم (السني الكردي) لدى آل سعود لاستقباله.
ثم سافر الى مسقط مباشرة لأنه لا يريد أن يظهر فشله باعتبار إنه يجب أن يكون في الرياض بعد طهران مباشرة. وحتى اختياره لمسقط كان خطوة غير موفقة كونه نسي ان السعودية لا تثق بمسقط ولا تقبل لها بأي دور فكيف إذا كان الوسيطان (جعفري شيعي عراقي، وعماني).
في مسقط وصل الجعفري خبر رفض السعودية استقباله ورفض وساطة معصوم.
ظل الجعفري حائرا أين يذهب؟
إذا عاد للعراق، فهذا يعني فشله وأن الإهانة السعودية برفض استقباله ستكون في غير صالحه وإذا لم يعد فأين يبقى لحين موعد انعقاد مجلس الجامعة العربية؟ وهو في مسقط علم بقطع أمير الكويت لزيارته الخاصة للاستجمام في المغرب وعودته للكويت للحفاظ على البيت الكويتي بعد ظهور سعار سلفي وهابي كويتي.
فقرر الجعفري طلب وساطة كويتية حتى يزور الرياض وفعلا من مسقط الى الكويت وهناك تلقى الخبر اليقين بأن السعودية لن تستقبل الجعفري على أراضيها ولن يلتقيه مسؤول سعودي بل يمكن أن يقابله وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في القاهرة على هامش انعقاد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية.
وهكذا ومن الكويت الى القاهرة مباشرة على أمل اللقاء بممثل السعودية. وبمجرد وصوله طلب لقاء الوزير السعودي، فقالوا له بأن أول لقاء هو مع العربي أمين عام الجامعة العربية الذي وبخ الجعفري بصورة غير مباشرة عندما صرح علنا بأن العراق ليس وسيطا بل هو جزء من الأمة العربية والجعفري لم يات بوساطة بل محاولة تقريب وجهات نظر. وبالتالي سحب من الجعفري أقوى ورقة وهي الوسيط ولكنه أخبر الجعفري بأن الوزير السعودي سيقابله بعد انتهاء الاجتماع وإصدار القرار والبيان وضرورة أن يؤيد الجعفري ما سيصدر من قرارات. وهذا شرط الوزير السعودي لعقد لقاء معه.
علم الجعفري بأن إدانة إيران واقعة لا محال فكيف له أن يصوت؟
فإن رفض لن يقابله السعودي وإن وافق ووقع فكيف يدين إيران وقد قبلته وسيطا؟
بخبرته توصل إلى أن إيران لا يمكن أن تتخلى عن دعم الحكومة العراقية مهما حدث، وبالتالي لابد من استخدام مفرداته اللغوية في اللعب على الكلمات والجمل بعد التوقيع و القبول حتى يلتقي بالسعودي ولو كان الشاب عادل الجبير (وهو أضعف الإيمان).
فقرر التصويت بنعم مع البقية ليفاجئ بموقف الوزير اللبناني (المسيحي) الذي رفض البيان جملة وتفصيلا ولكن الجعفري ظل يردد مع نفسه هل ﻷسحب التاييد ولا أحظى بلقاء الوزير السعودي!
ام أؤيد فألتقيه؟
وهنا تذكر عمر بن سعد عندما أراد قتال الإمام الحسين حفيد الرسول وقتله حيث قال (أأترك ملك الري والري منيتي أم ارجع مأثوما بقتل حسين! وفي قتله النار ليس دونها ولكن ملك الري قرة عيني)
فمضى مؤيدا للبيان ومرسلا ورقة تحفظ القيت مباشرة في سلة المهملات لأن الأصل هي الموافقة.
إنتهى الاجتماع والجعفري ينتظر التوجه لجناح الوزير السعودي فقالوا له بأنه مشغول. فاتصل بالعربي أمين الجامعة وسمع نفس الجواب فسارع إلى لقاء سفير قطر الذي اعتقد بأنه يريد لقاءه بخصوص القطريين المخطوفين في العراق ليفاجئ بأن الجعفري يريد منه التوسط للقاء الوزير السعودي متناسيا أن السعودية تعتبر قطر عدوا لها أكثر من مسقط لأنها تساند الإخوان المسلمين.
ومن ثم طلب لقاء الوزير الإماراتي الذي لم يصدق الطلب كونه معجب بالأضواء والإعلام وخصوصا أنه يستقبل وزير وليس هو من يقوم بالزيارة. اضافة الى كونه كان رئيس الجلسة فقابله وعندما طلب منه الوساطة اعتذر له قائلا بأن معالي وزير الخارجية السعودية يلتقي حاليا في المطار وزير خارجية جيبوتي قبل إقلاع طائرته للرياض لأنه مشغول جدا.
فذهل الجعفري من أن الكويت وأمين الجامعة العربية قد ضحكوا عليه واوقعوه في الفخ الذي نصبه الوزير السعودي الذي يمارس عمله بكل مهارة وخباثة.
ومع أن الجعفري صوت لصالح السعودية إلا أن السعودية ترفض أن يستقبله مسؤول منها لأنها لا تقبل لأي عربي أن يكون وسيطا بينها وبين بلاد فارس الرافضية فكيف بالوسيط إذا كان عربيا ورافضيا؟
لاشك أن الجعفري وهو في مقعده في الدرجة الأولى في الطائرة قد استعرض شريط وساطته من استقباله بكل احترام في طهران ومسقط إلى الضحك عليه وخداعه ثم إهانته في الكويت والقاهرة وبكل تأكيد تذكر ما ناله قتلة الإمام الحسين حيث أعطاهم الحاكم الظالم كل واحد منهم حفنة من التمر وقال لهم لستم أهلا للتكريم. فقد قتلتم ابن بنت نبيكم من أجل المال فلا تستحقون إلا هذه حفنة التمر. وطردهم.
سبب تصويت الجعفري على إدانة إيران كان عربونا قدمه من أجل لقاء الوزير السعودي. ولكنه عاد من القاهرة مخدوعا مهانا ولم يحصل حتى على حفنة تمر.
سيدنا أبو أحمد إنك لا تمثل الدكتور السيد إبراهيم الأشيقر الجعفري بشخصه وشهادته وحركة الإصلاح التي أنت مؤسسها بل تمثل مظلومية أكثر من ثلاثة ملايين شيعي قتلهم آل سعود فلا تضحي بكل هذه الدماء الطاهرة الزكية من أجل لقاء القتلة والسفاكين.
نعم قابلهم من موقع إنك من سلالة صاحب مقولة هيهات منا الذلة.
أو اقتد بوزير خارجية لبنان صاحب الموقف الشجاع، لأنك في كل مرة تصافح مسؤولا من آل سعود تتنجس يدك ولا تتطهر ولو غسلتها بالتراب سبع مرات..
فيا معالي الوزير
احترم .. تُحترم....