"الشيوعي" يناشد المعارضة العراقية نبذ "الاستئثار والتسلط " و "الدعوة
الاسلامية" يشدد على وضوح أهداف أي مؤتمر

دعا الحزب الشيوعي العراقي المعارضة إلى (تحديد موقف في شأن دورها في عملية
تغيير النظام الحالي), وناشد (كل قوى المعارضة نبذ نزعات الاستئثار والتسلط
وعدم الارتهان لجهات دولية أو اقليمية), فيما أعلن حزب الدعوة الإسلامية أن
موقفه من أي مؤتمر للمعارضة ينطلق من (الحرص على استقلال القرار وضمان مشاركة
أوسع الفئات والأحزاب والشخصيات ووضوح أهداف المؤتمر).
وانتقد الناطق باسم الحزب الشيوعي في بريطانيا صبحي الجميلي بـ(سيناريوات
الاحتلال والغزو والحكم العسكري التي وردت في وسائل الإعلام الأميركية). وندد
بـ(نيات واشنطن للهيمنة والسيطرة على المنطقة وثرواتها النفطية).
وقال لـ (الحياة): (التغيير مهمة جماهير شعبنا وقواه الوطنية وقواته المسلحة
بقيادة تحالف واسع يستند إلى برنامج وطني ديموقراطي ينطلق قبل كل شيء من تأمين
مصالح شعبنا واستقلالية القرار السياسي).
ولفت إلى أن (النظام القائم بسبب طبيعته وسلوكه وإصراره على نهجه, لا يمكن ان
يوفر حلاً للأزمة الشاملة التي تعصف بوطننا, ولا أن يكون جزءاً من حل يعيد
للوطن كرامته وللشعب حقوقه المشروعة). وزاد: (نعول أولاً على العامل الداخلي
لتحقيق التغيير المنشود, ونتوجه انطلاقاً منه إلى الحصول على الدعم المشروع من
المجتمع العربي والدولي, المنسجم مع المواثيق الدولية للأمم المتحدة والمنطلق
من توافق المصالح واحترام إرادة شعبنا).
وعبر عن اعتقاده بـ(أن الفرصة ما زالت قائمة كي ترتقي أطراف المعارضة الوطنية
بمختلف انتماءاتها واتجاهاتها إلى مستوى مسؤولياتها التاريخية وتجاوز الحال
الراهنة والاستجابة إلى تطلعات الشعب العراقي, والاتفاق على قواسم مشتركة تشكل
أساساً لخطاب سياسي موحد يقوم على الثوابت الوطنية واستقلالية القرار والسعي
لبناء تحالف وطني شامل, على أساس التكافؤ والتعاون ونبذ نزعات الاستئثار
والتسلط, وبعيداً من الارتهان لجهات اقليمية أو دولية وضمان استقلال القرار
الوطني المعارض والعمل على كسب أوساط من داخل الحزب الحاكم والمؤسسة العسكرية
إلى جانب القوى المعادية للديكتاتورية).
ورأى أن أي تحالف لقوى المعارضة أو مؤتمر يراد له أن يوحد الجهد الوطني
المعارض, ينبغي أن يكون واضحاً في منطلقاته وتوجهاته وأهدافه الحالية
والمستقبلية وآلية عمله, ولا بد من أن يكون هناك موقف في شأن تحديد دور قوى
المعارضة في عملية التغيير والموقف من العامل الدولي وكيفية التعامل مع الحرب
المحدقة, ومهمات المرحلة الانتقالية لتحقيق البديل الديموقراطي).
ولفت بيان للحزب, تلقت (الحياة) نسخة منه أمس, إلى أن قرار مجلس الأمن الأخير
(1441) (جاء حصيلة لجهود كل قوى الخير والسلام, ويشكل خطوة مهمة من الناحية
السياسية, تفتح الطريق نحو حل سلمي للخلاف مع النظام الحاكم في بلادنا, وتنبغي
الإفادة منها إلى أقصى درجة, بما يخدم أمن شعبنا واستقرار بلادنا). ورأى أن
(القرار, من جانب آخر, يلجم التفرد في التعامل على الصعيد الدولي), ودعا إلى
(تكثيف الجهود والضغوط في الفترة المقبلة من أجل تطبيق القرار 688 بجوانبه
كافة).
وأكد الناطق باسم حزب الدعوة الإسلامية إبراهيم الجعفري في اتصال مع (الحياة)
أن (أي مؤتمر يراد له أن يمثل شعبنا يجب أن ينطلق من الحرص على استقلال القرار
السياسي من جانب, وضمه أوسع القطاعات السياسية العراقية من جانب آخر). وربط
مشاركة (الدعوة) بأي مؤتمر بسبع نقاط: (مدى استقلال القرار السياسي, طبيعة
الجهة العراقية التي تتولى شؤون التحضير للمؤتمر من حيث استيعابها أوسع الأطياف
السياسية وأكبرها, تكوين المؤتمر من حيث العدد الكلي الذي يمكن أن يغطي مجموع
الألوان السياسية العراقية, توصيف أعضاء المؤتمر من حيث القابلية في الاثراء
السياسي, الأهداف التي يروم المؤتمر الخروج بها, مدى تجاوب القوى الوطنية,
وتكامل الرؤية السياسية بخطوات لاحقة تحفظ للعراق استقلاله وحريته وأمنه
واستقراره).
ولم يرَ جديداً في القرار 1441 من شأنه منع الولايات المتحدة من ضرب العراق.
وشدد على (تصميم شعبنا على الاستمرار في طريق المواجهة ضد صدام حسين حتى
تغييره).

جعفر الأحمر
(12/11/2002)