بسم الله الرحمن الرحيم

شهدت مدينة كركوك اليوم 29/7/2006 تفجيراً ذهب ضحيته عددٌ من الشهداء والجرحى في حي الواسطي وهذه الجريمة المنكرة تأتي ضمن سلسلة من الحوادث المماثلة التي روعت هذه المدينة المظلومة خلال الاسابيع الماضية في حالة لم يسبق لها مثيل.

ويلمس المتتبع انها استهدفت في الغالب المناطق التي يقطنها شيعة أهل البيت (عليهم السلام) من العرب والتركمان لكنهم في هذه المدينة لم يستهدفوا لعقيدتهم كما في المدن الاخرى من العراق الجريح وإنما استهدفوا لقوميتهم لان هذه القوميات (العربية سنة وشيعة والتركمانية) متوحدة في كركوك ضد التمدد غير المشروع لقومية أخرى تطالب بـ(تطبيع) الحالة في كركوك.

وهي تقصد بالتطبيع فرض هيمنتها بالقوة والعنف لانها لا تستند الى حق تاريخي ولا جغرافي ولا ديموغرافي والوثائق كلها تشهد بذلك ولا تخفى على احد.

لذا اتبعوا هذا الاسلوب اللا إنساني حيث غررّوا ببعض الجهلة والمتحجرين والمضللين وغذوهم بالحقد الطائفي ليكونوا وسيلتهم لتحقيق هذه الاهداف الدنيئة بتمزيق وحدة هذه الجبهة العربية التركمانية التي تسعى للحفاظ على هوية كركوك المتنوعة بالقوميات والاديان والتي ترفع شعار التسامح والتعاون والعيش بسلام من دون ان يتجاوز احد على حق الاخرين او يتمدّد اكثر من حجمه، فتأتي هذه التفجيرات لتغذي الخلافات الطائفية وتزرع سوء الظن وعدم الثقة حتى يتصاعد العنف ويضطر الكثير الى الهجرة فتكون نتيجة (التطبيع) لصالح تلك الجهة.

اترون أي قذارة وانحطاط يتصف بها السياسيون حينما يتجردون عن القيم الانسانية والمثل العليا وتعمى بصائرهم ولا يرون الا مصالحهم ولا يشعرون الا بأنانياتهم فيصلون الى هذا الاستخفاف بدماء الابرياء ومقدسات البلد.

لقد مهدّت تلك الجهة لهذه الحالة بسيطرتها بالقوة على كل المفاصل المدنية والعسكرية والاقتصادية المهمة ورموا بعرض الجدار القرارات والاوامر الادارية التي تصلهم من الوزارات في الحكومة المركزية اذا شعروا منها انها تفقدهم بعض هذه المفاصل الحيوية مستغلين ضعف الحكومة وعدم اكتراثها بمصالح العباد والبلاد وقد مكنهم ذلك من تسهيل امر الارهابيين او على الاقل غضّ النظر عنهم.

لتعلم تلك الجهة ان هذا لعب بالنار وكثيرا ما (تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن) فلترجع الى منطق الحكمة والعقل والاخوة الانسانية ولتشارك القوميات الاخرى في المحافظة على صفة التسامح والتعايش السلمي لكل القوميات والاديان التي تتصف بها مدينة كركوك.

وليصبر اخواننا في كركوك وليحذروا هذه المؤامرات وليحافظوا على وحدتهم وأخوتهم.

ولتصحو الحكومة المركزية من غفلتها ولتنتبه الى هذه المدينة المظلومة ولتتفقدها وليبادر السيد رئيس الوزراء لزيارتها وعلاج مشاكلها كما بادر الى زيارة البصرة فكلاهما مدينتان (نفطيتان)!

وليلتفت المنفذون لهذه الجرائم ان الحقد الطائفي قد اعماهم فصاروا ادوات بيد الغير ينفذ بهم مآربه من دون ان يستفيد المنفذون شيئاً.

وفي الختام اسأل الله تعالى ان يحمي هذا البلد الكريم من كل مكروه وان يهدي الامة لما فيه صلاحها وان تميز بين اعدائها واصدقائها
[B]