اين انت يا حزب الدعوة الاسلامية

زهير شنتاف
[email protected]

لست بصدد تذكيرك بتاريخك المشرق الذي بنته اجساد الشهداء من النساء و الرجال ولن اعدد ماثرك التي انفردت بها عن الجميع ولا اود الحديث عن ان كون مجرد ذكر اسمك في مكان حتى كان يفر جرذان البعث ويستنفر كل اجهزته الامنية و القمعية خوفا ورعبا من دعاتك الذين عشقوا دينهم واحبوا شعبهم وامتهم فارخصوا الغالي من النفس وسطروا ما سطروا من ملاحم وبطولات ويكفي ان الاوباش البعثيين اصدروا اغرب قانون في التاريخ عندما قرروا اعدام حتى من يفكر فيك و يحبس حبك في قلبه ، ااذكر بانهم طاردوك في انحاء العالم ؟ ايدري الاخرون بان اجهزة الامن العربية و مخابراتها كانت تنتفض عندما تسمع بدعاة عراقيين على اراضيها ؟ ايدري البعض انه لطالما اعتقل الدعاة في الاردن و مصر والكويت وغيرها وسلموا لمخابرات صدام لينتقلوا الى معبودهم حاملين ظلامة امة ؟ ايذكر الدعاة كيف استشهد الدعاة اغتيالا في اليمن و الامارات وباكستان وغيرها ؟ ايمكن ان ننسى كيف كان الدعاة في اوربا اول من فضحوا نظام الكفر البعثي وقادوا المظاهرات التي هزت سفارات البعث فجند المرتزقة العرب للمواجهة ؟ اننسى كيف استطاع دعاته الابطال من طرد الاتحاد البعثي لطلبة العراق من جامعات بريطانيا واوربا
ابعد كل هذا وذاك لا نرى دورا لحزب الدعوة يوازي تاريخه وما قدمه وفي هذه المرحلة الحساسة من تاريخ امتنا ووطننا ؟
من السنن الطبيعية ان تنحسر دور الاحزاب و التظيمات احيانا او ينسحب البعض وتحدث انقسامات و انشقاقات ولكن الاحزاب الاصيلة و المبدئية تلتقي وتعود لحمة واحدة عند اللحظات التاريخية متناسية همومها وحساباتها الشخصية ظاغطة على الجرح باسنانها لوقف النزيف من اجل استمرار الحياة في الجسد الكل .
لن نلوم احدا اذا اعلن عن خروجه من التنظيم العام بسبب يراه هو وجيها ولكنه يبقى عاشقا لاسم الدعوة وليكن هناك حزب الدعوة الاسلامية وتنظيم الدعوة الاسلامية و حركة الكوادر الاسلامية و حزب الدعوة تنظيم العراق وغيرها وكلهم لهم تاريخ مشرف في الدفاع عن العراق واهله وكلهم مخلصون ولكن يحز في نفس المحبين ان يرون هذه الاسماء باقية حتى بعد زوال الطاغية وعودتهم لارض الوطن الذي لم ينسوه دون ان تعود لتتوحد ثانية وتواجه موحدة و مجتمعة استحقاقات المرحلة الجديدة .
كلنا نعلم بان الدعاة لم يكونوا طلاب مناصب ومهوسي سلطة ولو كانوا ( لا سمح الله) لفرش لهم صدام الارض وردا ولذبح تحت اقدامهم الاف البعثيين قربانا ولكنهم كانوا حملة رسالة ومؤتمنين على شعب .
كيف لنا ان تقر عين ونحن نرى حجم المؤامرة الطائفية و القومية و العنصرية ضد العراق تحاك وتنفذ و البعثييون في طريقهم للعودة ثانية والدعوة الاسلامية ليس لها راي فيه الا مكاتب متفرقة تحمل عناوين عدة ؟ ارضيتم بعضوين في مجلس الحكم وكفى ؟ اتكفي صحيفة لتقول لنا رأي الدعوة فيما يحدث ؟ هل ان وزارتين او واحدة ومجموعة موظفين هي ما جاهدت الدعوة وقدمت الالاف القرابين من اجله ؟
اينكم من قرار اجتثاث البعث واين دوركم في ضرورة دعم تطبيقه و العمل على عدم عودة اوباش البعث وقتلة الشعب العراقي ؟
لماذا لا نسمع بان احدكم قد بدء محادثات لتقريب وجهات النظر بين تنظيمات الدعوة المتعددة ؟ هل من المعقول ان تكون الخلافات قد وصلت حد اللاتلاقي ؟
الستم اخوان الذين مضوا على بصيرة وقدموا ارواحهم فداءا لدينهم وامتهم؟ اليسوا انهم قد سلموكم الامانة وعاهدتموهم على الوفاء ؟ الستم امل الامة ؟ هل قصرت الامة في دعمكم ؟ الم يحتضنكم الشرفاء من الشعب العراقي باحداق عيونه وخاطر الكثيرون بحياتهم من اجل الدفاع عنكم وحمايتكم ؟
لقد أئتمنكم الشعب العراقي على قضيته لما عرفه فيكم من اخلاص و ووفاء وامانة ونزاهة ولم يدر بخلده يوما ان تعودوا له عدة اسماء وعدة مكاتب وتوجهات .
ان شعبكم العراقي ينتظر منكم الكثير وان الاوان لان تثبتوا له بانكم اهلا للثقة التي منحكم اياها وارخص الكثير من اجلكم .
يا ابو احمد الجعفري ويا حاج ابوياسين ويا قاسم السهلاني ويا ابو اسراء ويا ابو بلال ويا عبد الاله ويا شيخ ابو محمد ويا ابو رياض ويا سيد ابو موسى ويا ايها البقية الصالحة نستحلفكم بقدسية دماء السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف ) و بقسم الدعوة الذي رددتموه وعاهدتم الله عليه ان تجتمعوا وتتوحدوا ثانية وتعود الدعوة واحدة تقول كلمتها الفصل في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ امتنا ووطننا فالخطر يزداد يوما بعد يوم وشعبنا يتعرض لمؤامرة اكبر من مؤامرة البعث المجرم وساحتنا الشيعية بدات بالتمزق نتيجة اختراقات بعثية وطائفية واقليمية وهذه لن يوقفها ويحد منها الا بتوحدكم ثانية و تعاونكم مع الخيريين من التنظيمات الاخرى وهم ممن كانوا معكم في مراحل الجهاد المختلفة ضد البعث الكافر وذلك حماية لعراقنا وطائفتنا ولكل الطوائف الاخرى ولاجل منع عودة البعث وازلامه وانتصارا لمن قضى في المقابر الجماعية وعلى اقل تقدير وفاءا لهذه الامة التي لم تبخل يوما بكل غالي وقد علمتم الان التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا العراقي و التي تستوجب منكم نكران الذات و ترك المصلحة الانية

ايها العزيز ابو احمد الجعفري كفاك سفرا هنا وهناك وامنيتنا ان تسافر بين هذا المكتب وذاك لتقريب وجهات النظر ورفع الاشكالات وان تكون الوسيط المؤتمن لحل ما يحدث من مشاكل داخل الطائفة .
كما اوصاكم القائد الشهيد نوصيكم بالدعوة خيرا لانها كانت امل الامة ونريدها ان تبقى وتكون فعلا امل الامة الذي تحقق .
واخيرا اذكركم بنشيد باقر الصدر منا سلاما للمرحوم المجاهد داوود العطار عسى ان يذكركم ببعض من ايام كانت فيه الدعوة واحدة .

مهما بلغت خلافاتكم الستم جميعا متفقين على الوفاء لشهيد العصر السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره الشريف )