|
-
في الذكرى السنوية الأولى للمرجع الديني سماحة آية الله العظمى الحاج السيد محمد الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
في الذكرى السنوية الأولى للمرجع الديني سماحة آية الله العظمى الحاج السيد محمد الحسيني الشيرازي رضوان الله تعالى عليه .. أقيمت مجالس تأبينية كبيرة في كل من قم المقدسة وطهران عاصمة الجمهورية الاسلامية في ايران واليكم تقريرا عن هذه المراسيم :
يوسف البحارنة
Yousifalbaharenah555@yahoo.com
أولا : المجلس الـتأبيني في مسجد زين العابدين في قم المقدسة:
أقيم مجلس الفاتحة والتأبين على روح الفقيد الفقيه الامام الشيرازي قدس سره في مسجد زين العابدين في مدينة قم المقدسة في يوم السبت 2 شوال 1423هجرية الموافق 7 ديسمبر لعام 2002م , وذلك من قبل بيت المرجع الديني الشيرازي الراحل ممثلا بالمرجع الديني المجدد سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله الوارف وآية الله السيد محمد رضا الشيرازي دامت بركاته وأبناء المرجع الراحل وأبناء آية الله السيد صادق الشيرازي , بالاضافة الى آل المدرسي ممثلا بالمرجع الديني المجدد سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله الوارف وآية الله العلامة السيد هادي المدرسي وحجة الاسلام والمسلمين السيد عباس المدرسي وحجة الاسلام والمسلمين السيد حسين المدرسي .
كما كان في استقبال المعزين الذين توافدوا على مسجد زين العابدين في قم بالألآف من داخل قم المقدسة وطهران ومشهد واصفهان وكاشان وسائر المدن الايرانية , بالاضافة الى الضيوف الذين تقاطروا على ايران من سورية والكويت والبحرين والسعودية وفد علمائي من بيت المرحوم الامام الشيرازي وسماحة آية الله السيد محسن الخاتمي وأبناء العلامة خطيب أهل البيت آية الله السيد كاظم القزويني .. وحجة الاسلام والمسلمين السيد محمد باقر الفالي وحجة الاسلام والمسلمين السيد محمد كاظم الفالي وعلماء آخرين .
وقد شارك في هذه المراسيم كل من سماحة آية الله العظمى الشيخ يوسف صانعي أحد مراجع التقليد والمدرسين في قم المقدسة وآية الله العظمى السيد الشاهرودوي وآية الله العظمى الشيخ الزنجاني .
وقد ضمت الوفود التي شاركت في مراسيم الفاتحة وفودا من مكاتب العلماء والمراجع , حيث شارك في التأبين وفد من مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني ممثلا بالعلامة السيد جواد الشهرستاني ووفدا مرافقا له ووفدا من مكتب آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني ممثلا بأبنائه ووفدا من بيت المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد الكلبايكاني ممثلا بولده سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد جواد الكلبايكاني.
وقد حضر المراسيم جمرة كبيرة من العلماء والفضلاء ومدرسي الحوزة العلمية في قم المقدسة , اضافة الى وفود عن الحسينيات والهيئات والصناديق الخيرية في كل من قم وطهران وكاشان واصفهان ومشهد من مقلدي الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه ومن أهالي كربلاء ونخص بالذكر الحسينية الكربلائية , حسينية ومؤسسة أنصار الحسين في طهران ومؤسسة وصندوق قرض الحسنة الامام الصادق وكذلك الحسينية الكربلائية في اصفهان ومشهد وكاشان .
ولقد افتتحت المراسيم بتلاوة عطرة من القرآن الكريم ثم بدأ الرادود الحسيني الباشا و وقرأوا الأشعار والمديح في رثاء أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وأشعار في تأبين الامام الشيرازي قدس سره .
وبعد ذلك ارتقى المنبر سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد آل طه الذي كان معاصرا للامام الشيرازي ووالده آية الله العظمى الميرزا مهدي الشيرازي قدس سره , وتحدث عن دور المرجع الشيرازي في دعمه للثورة الاسلامية في ايران وخصوصا وقوفه الى جانب الامام الخميني في بداية تفجر الثورة الاسلامية في ايران وعدد الكثير من خدمات المرجع الراحل للثورة الاسلامية في ايران .
وقد تتطرق الخيب بعد ذلك الى التاريخ الطويل لعائلة الشيرازي العريقة والتي تصدرها آية الله العظمى المجدد الميرزا محمد حسن الشيرازي صاحب ثورة وفتوى التبغ (التنباك) في ايران , وتاريخ العلماء والمراجع من آل الشيرازي ودورهم في تاريخ ايران والعراق والعالم الاسلامي الحديث بما قدموه من خدمات جليلة للاسلام ومذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وبما كانوا يتمعتون به من تقوى وزهد عجيب .
وتطرق أخيرا خطيب المراسيم الى حياة الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه التي وصفها بأنها كانت حياة صبر ومعاناة وتحمل الأذى في ذات الله , وذكرى الخطيب بأن الامام الشيرازي كان أول من فكر في قيام الحكومة الاسلامية , وذلك عندما قدمت له تقريرا عن جمعيات المحافظات والولايات في ايران في عهد الشاه , وأن العلماء لا يستطيعون تغيير أي شيء في القوانين في ظل العهد الملكي .. فأجابني بأنه لا يمكن أن تسن القوانين وتجرى الحدود الا بقيام حكم الاسلام في ايران .
لقد قاوم الامام الشيرازي حزب البعث الكافر في العراق وسعى الى اقامة الحكم الاسلامي هناك وكان همه الوحيد أنه يمكن اقامة الحكم الاسلامي في العراق .
وكذلك فان الامام الشيرازي هو صاحب المشاريع الكبرى في كل من العراق والكويت ودول العالم فأينما تذهب ترى أمامك مؤسسات وهيئات وحسينيات , حيث أنه في بداية قدومه الى الكويت لم يكن لدى الكويتيين حسينية واحدة وتركهم الى ايران ولديهم أكثر من ثلاثمائة حسينية والعشرات من المساجد والمؤسسات الدينية والثقافية , بالاضافة الى القراءات الحسينية التي تقام في بيوت أبناء الشيعة في الكويت .
لقد كان الامام الشيرازي رمزا للصبر وهناك في الجنة باب واحد فقط جعله الله للصابرين .. لأن الصابرين قلة قليلة .. والقليل من هو صابر محتسب في ذات الله وفقيدنا الراحل كان من أولئك الصابرين .
ومن مميزات عائلة آل الشيرازي أنه وبمجرد أن تأفل نجمة وتذهب فان نجمة أخرى تحل مكانها , فعندما أفلت نجمة المجدد الشيرازي خلفه علماء ومراجع من ضمنهم آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي صاحب ثورة العشرين وخلفه آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي الذي خلف آية الله البروجردي في النجف الأشرف كأحد مراجع الدين وتبعه آية الله العظمى الميرزا مهدي الشيرازي وتبعه المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي صاحب الفكر والفقه والموسوعات الفقهية والكتب العلمية والدينية والثقافية التي تجاوزت ألف وخمسين كتابات , وكان يسنده في جهاده سماحة آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي رضوان الله تعالىعليه .
والآن وبعد أن أفلت نجمة من آل الشيرازي الا ونرى نجمة جديدة تخرج علينا وهي النجمة الساطعة لسماحة الفقيه المجاهد آية الله العظمى الحاج السيد صادق الشيرازي الذي تصدى للمرجعية وهو أهل لها وهو صاحب العلوم والمعارف والزهد والتقوى , وكذلك هنالك سماحة آية الله المجاهد السيد محمد رضا الشيرازي وأبناء الشيرازي رضوان الله تعالى عليه الذين هم اما مدرسين أو خطباء أو علماء .
الى جانب المراسيم التأبينية في قم المقدسة فقد أقيم معرض لكتب المرجع الراحل وأثاره القيمة , ووزعت الكتب والبيانات والمناشير والجرائد التي طبعت خصيصا بالذكرى السنوية الأولى لرحلة سماحته , وقد تفقد المرجع الديني سماحة آية الله السيد صادق الشيرازي المعرض عن قرب .
ثانيا : المجلس الـتأبيني في مسجد أرك في طهران :
أقام علماء طهران بالاضافة الى القوى والحركات الاسلامية العراقية والحسينيات والهيئات الكربلائية وغير الكربلائية مجلسا كبيرا في العاصمة طهران يوم الأحد 8 ديسمبر 2002م الموافق 3شوال 1423هجرية , حضره المئات من الجماهير المؤمنة وكبار العلماء في طهران , اضافة الى الشخصيات الدينية والسياسية ومن ضمنهم وفدا من سفارة الجمهورية العربية السورية ووفدا من مركز قيادة نصر في حرس الثورة الاسلامية المختص بالملف العراقي .
وقد ارتقى المنبر سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ الصادقي تحدث عن الخدمات الكبيرة للمرجع الشيرازي الراحل بالنسبة الى الثورة الاسلامية ووقوفه الى جانب الامام الخميني في بداية تصديه للثورة ضد نظام الشاه .
وقد تتطرق الخطيب الى خدمات الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه الى الثورة عندما كان في العراق والكويت وايران , والخدمات الجليلة التي قدمها للاسلام بتأسيس الحوزات العلمية وتأسيس المؤسسات الاسلامية ورعايتها في كل من ايران ودول الخليج والعالم .
وتطرق الخطيب الى غزارة علم الامام الشيرازي وما ألفه من تأليفات تجاوزت الألف كتاب في مختلف شئون الحياة في الفقه والاصول وتفسير القرآن وتاريخ أئمة أهل البيت , اضافة الى الكتب التربوية .
وأشار الخطيب الى خدمات الامام الشيرازي للاسلام ومقاومته لحزب البعث الكافر في العراق وتفكيره في اقامة حكم الاسلام في العراق .
ثالثا : المجلس التأبيني في الحسينية الكربلائية في طهران (تقاطع كلوبنك).
أقامت الحسينية الكربلائية في طهران مجلسا تأبينيا كبيرا حضره المئات أكثر من ألفين الى ثلاثة ألآف شخص من الجماهير المؤمنة في طهران وأطرافها اضافة الى لفيف من العلماء والفضلاء في مقدمتهم آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دامت بركاته ووفد من مكتب سماحته ممثلا برئيس مكتبه سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد ابراهيم شبر ومسئول القسم الثقافي الاستاذ طالب خان (أبومشتاق) .
كما شارك في المراسيم وفود من ممثلي الحركات العراقية ووفود من الحسينيات والهيئات العراقية والكربلائية في طهران ودولت آباد وشهر ري (شاه عبد العظيم) , يتصدرهم مؤسسة وصندوق الامام الصادق عليه السلام في طهران , ومستوصف سيد الشهداء ومستوصف الامام الحسين عليه السلام في طهران .
كما كان في مقدمة المستقبلين لجمهور المعزين وفد من الحسينية الكربلائية ووفد بيت المرجع الديني الراحل ممثلا بحجة الاسلام والمسلمين السيد كاظم الفالي وأحد أبناء السيد كاظم القزويني وشخصيات كبيرة من مسئولي مكتب الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه جاؤا بالنيابة عن المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله لاستقبال المعزين.
وقد ارتقى المنبر سماحة آية الله العلامة المجاهد السيد هادي المدرسي الذي تحدث عن الموت والحياة وأن الله قد قهر عباده بالموت والفناء , وأن كل أهل الأرض والسماء يموتون .. ثم يسأل الله سبحانه وتعالى :"لمن الملك" فلا يجيب أحد فعند ذلك يجيب الله نفسه قائلا:"الملك يومئد لله الواحد القهار".
نعم ان أهل الأرض يموتون وأن أهل السماء يموتون سواء كانوا أنبياء أو أئمة أو عظماء أو ملائكة وحتى ملك الموت يأتي مطأطئا رأسه للواحد القهار بعد أن يطلب منه قبض أرواح البشر والملائكة بأن يموت فيموت ولا يبقى الا وجهه سبحانه وتعالى.
هكذا تحدث سماحة آية الله المدرسي عن الموت والحياة وأنه لا يبقى سوى وجه الله سبحانه وتعالى , حتى أن الامام الحسن المجتى عليه السلام كان يخاف من الموت ولما سأل قال ويحكم الا أخاف من الموت وهول المطلع والقبر والحساب .
وقال سماحة آية الله العلامة السيد هادي المدرسي :"اذا كان موت عالم كبير من علماء الاسلام ومن تلاميذ الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام على مستوى فقيدنا الراحل الامام الشيرازي .. فان المرجع الفقيه والفقيه كان يعرف أنه سيموت وعرف قيمة الموت وعرف قيمة الحياة وكيف يعيش ليقدم للبشرية هذه الخدمات ويقدم لنفسه ذخيرة لآخرته , وكان الامام الشيرازي يعرف بأنه ان لم يقم بذلك فانه هو الخسران الأول .
وأضاف سماحته: ان رحيل الامام الشيرازي كان عبرة لنا وكما رحل المرجع الشيرازي وقدم على عمله فاننا سوف نقدم على عملنا . لقد قدم الامام الشيرازي الكثير من الثواب لنفسه وترك خلفه ما ترك , وكان رحمة الله عليه مثال الحديث الشريف :"اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له".
لقد ترك الفقيد أكثر مما يمكن , حوالي 1070 عنوان كتاب في الفقه وخصوصا في فقه الزهراء حيث استفاد من كلمات وخطب الزهراء القيم الشرعية والقيم الالهية .
وأضاف السيد المدرسي : السيد الفقيد الراحل ليست استثناء على ما فعل لأن معلمه وامامه ومربيه هو الامام الصادق عليه السلام , واستفاد المرجع الراحل من حياته في العمل والعلم والفكر والكتابة , حيث كانت حياته كلها انجازات وأعمال صالحة وهذه صفات الرجال العظام .
وفي معرض حديث سماحة آية الله المدرسي قال سماحته: أن الدنيا عارية ومعنى عارية هو أن ما تعطيك في البداية تأخذه منك , لذلك فان الأمة الحية تكتشف رجالها في حياتهم وتتفاعل معهم أما الأمة الميتة فانها تكتشف رجالها بعد موتهم .
لقد تحلى المرجع الراحل بالثقة بالنفس والتوكل على الله وقد أوصاني في بداية حياتي وكنت طفلا لا يتجاوز التسع سنوات بأن أكتب وأؤلف كتب اجتماعية وكنت لا أعرف ماذا تعني الكتب الاجتماعية فقال لي كتب مثل الزواج والصداقة والاصدقاء وأسرار النجاح , وبالفعل فقد وفقني الله للكتابة في هذه المجالات .
وضمن مراسيم التأبين التي أقيمت لسماحة المرجع الديني الراحل آية الله العظمى الحاج السيد محمد الحسني الشيرازي فقد وزعت الكثير من الكتب والمنشورات والبيانات والصحف التي خصصت أعدادها ومقالاتها للذكرى السنوية الأولى لرحلة فقيدنا الراحل الامام الشيرازي , كما وزع في المراسيم موضوع كتبه أحد المقربين لبيت المرجع الشيرازي الأخ المجاهد عبد الأمير فولاد زادة في جريدة رسالت التي تصدر باللغة الفارسية , تطرق الكاتب الى حياة الامام الشيرازي في العراق والكويت وايران ومشاريعه وأعماله وجهاده المستمر من أجل خدمة الاسلام وخدمة مذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام .
وعدد الكاتب مجموعة من فضائل الفقيد الشيرازي بنسق وأدب رفيع , وأعطى حق الامام الشيرازي في هذا الموضوع .
هذا وستقام مجالس التأبين والفاتحة بمناسبة الذكرى السنوية للامام الشيرازي الراحل في كل من دولت آباد وشهر ري (شاه عبد العظيم) وطهران .. وكما أن مجلس تأبين أخرى ستقام في مدينة كاشان واصفهان ومشهد بهذه المناسبة.
وبهذه المناسبة الأليمة لفقدام المرجع الشيرازي رضوان الله تعالى عليه , فسوف يقام مجلس تأبيني من قبل المرجع الديني المجدد سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله بمشاركة وعاظ وخطباء طهران وذلك في يوم الأربعاء ليلة الخميس 11ديسمبر لعام 2002م الموافق 6 شوال 1423هجرية.. وسوف يكون خطيب المجلس سماحة حجة الاسلام والمسلمين سيد أبوالقاسم شجاعي أحد أبرز علماء وخطباء طهران.
والله الموفق والمستعان
-
انا لله وانا اليه راجعون
نعزي الاخوة والاخوات من محبي هذا السيد الجليل سائلين المولى عز وجل ان يتغمده برحمته الواسعة
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
|