أكد أن بوش وقع أمر الحرب العام الماضي واتهم وولفويتز بهندسة سياسة "تغيير المنطقة"

ريتر لـ الخليج: أمريكا ستضرب إيران في يونيو

[align=right]واشنطن حنان البدري:[/align]

قال ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق كبير مفتشي الاسلحة في العراق في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون ل “الخليج” أمس في واشنطن ان مصادر يثق بها تحتل مواقع تتيح لها الاطلاع على ملفات حساسة أكدت له ان الرئيس جورج دبليو بوش وقع في 24 اكتوبر/تشرين الأول الماضي على وثيقة تسمح باستخدام الخيار العسكري ضد ايران في يونيو/حزيران 2005. وقال ريتر ان السبب الرئيسي الذي أملى عليه كشف هذه المعلومات ادعاء وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس اخيراً ان العمل العسكري ضد ايران ليس على الطاولة في الوقت الراهن. وأضاف ان الخطط العسكرية ضد ايران “تم تحريكها بالفعل ومن المهم ان نتنبه الى ان تصرفات ادارة بوش حالياً تجاه ايران تتطابق تماماً مع الخداع والتزييف الذي حدث قبل غزو العراق”. واتهم نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز بأنه مهندس سياسة تغيير االأنظمة في الشرق الأوسط. وقال انه سيكشف اسرار غزو العراق في كتاب سيصدر في الصيف بعنوان “العراق.. القصة التي لم تسرد.. مؤامرة الاستخبارات الأمريكية”.

وقال ريتر ل “الخليج”، في مقابلة تم تسجيلها: اكدت لي مصادر موثوق بها وموقعها يتيح لها ان تكون على علم بما يحدث ان الرئيس بوش اطلع على خيار القيام بعمل عسكري ضد ايران في اكتوبر/تشرين الأول ،2004 ووافق على بدء التخطيط لتوجيه هذه الضربة في يونيو/حزيران المقبل، وهذا التاريخ وضع تحديداً في 24 اكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

وأضاف: “اذكر مرة أخرى وطبقا للمعلومات الموثوق بها والتي اثق شخصياً في مصادرها كل الثقة ان الخطط العسكرية الأمريكية ضد ايران قد تم تحريكها بالفعل، ومن المهم جداً ان نتنبه الى ان ما يحدث حالياً في ادارة بوش بالنسبة لايران يتطابق تماماً والخداع والتزييف الذي حدث بالعراق، وعليك ان تتذكري حين قال كبار مسؤولي إدارته في خريف 2002 ان الخطط العسكرية لضرب العراق تعد ثانوية بالنسبة للجهود الدبلوماسية، وعلمنا بعد ذلك انه كان بالفعل قد وقع على خطط ضرب العراق في اغسطس/ آب ،2002 وبالتالي فالمفروض ان يكون لدينا خشية وقلق، عندما تقول كوندوليزا رايس شيئا بينما الادارة الامريكية تعد وتفعل شيئا آخر تماما”.

وسألته “الخليج” عمن يعتقد بأنه وراء ترجيح كفة الخيار العسكري ضد ايران في ادارة بوش، فرد “نحن مازلنا امام المجموعة نفسها، التي وضعت استراتيجيات سياسة بوش بالنسبة للشرق الاوسط، هؤلاء وضعوا خطة يطلقون عليها اسم “تغيير المنطقة” لتغيير الانظمة في العراق وايران وسوريا والسعودية والمهندس الرئيسي لهذه الخطة هو بول وولفويتز، وعاونه فيها دوجلاس فايث” وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية.

واضاف: “هذا المخطط يقف وراءه بالاساس البنتاجون (وزارة الدفاع) وعليك ان تتذكري ان المحافظين الجدد في البنتاجون كانوا مستائين جدا ومعارضين لدور كولن باول عندما كان وزيرا للخارجية، وكانوا ينظرون له على اساس انه يقوم بوضع عوائق امامهم ويعرقل خطط البنتاجون المتعلقة بالأمن القومي. الآن، وحسب مصادري في البنتاجون فإن هذه المجموعة سعيدة جدا بوجود رايس في وزارة الخارجية لأنها تعلم ان الدور المطلوب منها هو تمرير المساعدة على تنفيذ خطط البنتاجون وليس ان تعارض أو تعيق خططهم كما حدث مع باول.

وقال مفتش الاسلحة السابق ل “الخليج”: “نعرف ان ايران لديها برنامج لتخصيب اليورانيوم ولكن لا نعلم بعد بالدليل ما إذا كان لديهم برامج لصنع قنبلة نووية، هناك الكثير من التخمينات حول هذا الأمر، ولكن ليست هناك أدلة، أنا لا اقول انه لا يوجد لدى الايرانيين برنامج لصنع قنبلة نووية، لكن اعتقادي الشخصي ان لدى ايران مثل هذا البرنامج، لأنهم سيكونون أغبياء إذا لم يكن لديهم برنامج لصنع قنبلة نووية”.

وأضاف: “ربما تكون لديهم استخدامات مدنية لهذه المواقع، لكن ادارة بوش ستهاجمهم وستضربهم سواء أكانت هذه المواقع مدنية أم عسكرية. ستهاجمها كلها”. وقال: “علينا أن نعلم ان ادارة بوش لا تستهدف ايران من منطلق منع انتشار الاسلحة، وهدفها ليس نزع السلاح النووي. الهدف الاساسي لإدارة بوش هو تغيير النظام، لقد اكدوا وكرروا ذلك الامر المرة تلو الأخرى انهم يريدون تغيير النظام الديني في ايران والاستراتيجية الامريكية لأي حملة قصف جوي بالقنابل لا تستهدف ازالة أو تدمير المواقع النووية الايرانية، لكنها تستهدف تشجيع حدوث اضطرابات في الشارع الايراني ضد الحكومة، وهذا هو الهدف من الضربة الجوية الامريكية.

ووعد ريتر بالكشف عن مزيد من اسرار غزو العراق في كتاب جديد ينهي كتابة فصوله في الوقت الحالي سينشر الصيف المقبل عن دار “اي بي تورس” في لندن تحت عنوان “اسرار العراق.. القصة التي لم تسرد.. مؤامرة الاستخبارات الامريكية” يتعرض فيه لعمله كضابط استخبارات ومن ثم كرئيس مفتشي الاسلحة بالعراق، وكيف استخدمت معلومات حصلت عليها الاستخبارات الامريكية ابان فترة عمله لاحقا وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر/ايلول 2001 لضرب العراق.

وعلى صعيد آخر اعتبر الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش امس الثلاثاء الفكرة القائلة انه يستعد لضرب ايران بسبب برنامجها النووي كلاما سخيفا.. لكنه سرعان ما استدرك ان كل الخيارات تظل واردة. وقال في مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع الزعماء الاوروبيين “هذه الفكرة القائلة ان الولايات المتحدة تستعد لمهاجمة ايران هي ببساطة سخيفة”. واشار الى ان بلدان الاتحاد الأوروبي تتفاوض مع طهران سعيا الى حل سلمي لمسألة تخصيب اليورانيوم. لكنه زاد: “ومع هذا فإن كل الخيارات تظل على الطاولة”.


http://www.alkhaleej.co.ae/articles/...cfm?val=145081