ليث السلامي

[email protected]



تتردد الان بين اوساط الجماهير العراقية , التي تنتظر بفارغ الصبر انجاز مهمة تشكيل الحكومة, وهي تراقب اداء كافة اطراف العملية السياسية , فكرة ان مرشح قائمة التحالف الكردستاني لرئاسة الجمهورية جلال الطالباني هو شخص غير مناسب لهذا المنصب , , , والشارع العراقي يلاحظ مايسببه الطالباني من ارباك وعرقلة للمسيرة السياسية في البلد, حيث يرى الشعب انه في كل مرة يحصل فيها تقارب بين الاطراف العراقية , وتبدر مؤشرات لقرب التوصل الى اتفاقات بين الكتل السياسية , يثير الطالباني مشكلة جديدة .

والشارع العراقي يصر على ان هناك مجموعة مواصفات يجب ان يتمتع بها المرشح ليكون كفوءا لمنصب رئاسة الجمهورية , وبدونها سيكون هذا المرشح او ذاك غير مناسب لهذا المنصب , ونستطيع ان نجمل قسما منها كما يتداوله الشارع العراقي لنرى ان كان جلال الطالبني شخصية مناسبة لهذا المنصب أو لا .

1 – يجب ان يتمتع رئيس الجمهورية بصفة الدبلوماسية , والقدرة على ضبط النفس كونه يحتل مركزا سياسيا رفيعا ومهما وحساسا , , , وهذا مايفتقده جلال الطالباني , فهو شخص يستفز بسرعة , وغير قادر على كبح جماح انفعالاته , وقد رأيناه في كثير من المؤتمرات الصحفية التي يعقدها فاقدا لتوازنه , ويتكلم بطريقة انفعالية واضحة .

2 – صفة الحيادية , ومراعاة كونه يمثل رمزا عراقيا بكل اطياف العراق وقومياته . ومذاهبه , من الشمال وحتى الجنوب , , , , ولكننا نرى ان جلال الطالباني لايتصرف وفق هذا المبدأ , فمن الواضح جدا انه يتحرك تبعا لخلفيته القومية التي تظهر بصورة جلية على مستوى أدائه السياسي , فلا يستطيع اخفاء توجهاته القومية .

3 – ولانّ رئيس الجمهورية هو منصب يمثل العراق بكله , فيجب على شخص رئيس الجمهورية ان يكون شديد الحرص على وحدة وقوة العراق , والعمل بقوة على دفع مسيرة العملية السياسية , وتسديدها , وتذليل كل الصعوبات لاجل استمرارها , لكي تنجح مسيرة البناء المرتبطة ارتباطا وثيقا بنجاح وتطورالعملية السياسية , ولن يلمس المواطن اي تقدم في مسيرة بناء البلد مع كل التعثر الذي تمر به العملية السياسية , , , , بينما نرى الاستاذ الطالباني يخلق الازمات بين الحين والآخر , , ويصعد من حدة التوتر بين الكتل السياسية و يخلق جوا صعبا ومعقدا في كل مرة يتدخل بها , كل ذلك لاسباب فئوية , حزبية ضيقة , لاتناسب شخص يحتل مركز رئيس الجمورية , وهو الحري به محاصرة ووأد ملامح اي فتنة او شقاق او توتر .

4 – قوة الشخصية وعدم التأثر بالضغوطات الخارجية , اذا كانت لاتصب في مصلحة العراق واستقراره , , , , والطالباني من الواضح جدا انه يستجيب لاي توجيهات او ضغوطات خارجية , ومستعد لابدال اجندته السياسية وفقا للضغوط التي يقوم بها سفراء بعض الدول .

5 – يجب توافر صفة مهمة في شخصية رئيس الجمهورية وهي صفة الالتزام بالدستور العراقي الذي يجب ان يخضع له كل من يمتلك منصبا او يتحمل مسؤولية في الدولة العراقية , لان الدستور فوق كل شيء , , , , ولكن الملاحظ بوضوح كبير ان جلال الطالباني يصرعلى تجاوز صلاحياته الدستورية , ويتدخل دائما في شؤون هي ليست من اختصاصه , مثيرا بذلك للكثير من المشاكل التي نحن في غنى عنها . وهذه النقطة يلاحظها الشارع العراقي , وهو يراقب بحذر شديد وبعيون مفتوحة كل مايصدر عن رئيس الجمهورية من تجاوزات لصلاحياته , متناسيا دوره ومتجاوزا للصلاحيات التي يحددها له الدستور , فلا يمكن الوثوق بشخص غير قادر على ضبط نفسه والالتزام بالدستور العراقي .

6 – استشعار هموم ومآسي المواطنين العراقيين بدون تفريق بينهم وتحسس آلام المواطن البسيط الذي يعيش في أغوار جنوب العراق بنفس الطريقة التي يتحسس بها آلام المواطن العراقي الذي يعيش في أقاصي شمال العراق , وعدم التفريق في التعامل ومستوى الاهتمام بين هذا المواطن وذاك , , هذا هو المفترض بشخص رئيس جمهورية العراق , , , , لكن الرجل نراه بعيدا كل البعد عن الهموم والمصاعب التي يكابدها ابناء الوسط والجنوب , متناسيا هموم وآلام ومآسي ابناء الوسط والجنوب ومايتعرضون له علي يد الارهابيين والتكفيريين , , فلا تشغل مشاكل المواطن الجنوبي اي حيز من تفكير جلال الطالباني فنراه يثير المشاكل بمناسبة وبدون مناسبة , لم لا وابناء الاقليم الذي ينحدر منه يعيشون حياة هادئة لايكدرها الارهابيون , ولايكابدون مايكابده شركائهم في الوطن الواحد من ابناء الوسط والجنوب .

لذلك وبعد ان أمّنّ السيد الطالباني احتياجات اقليمه , من النواحي الاقتصادية والاجتماعية , لم يعد يحس بمعاناة سكان العراق من اقليم الوسط والجنوب , لذلك نراه غير مهتما لنجاح العملية السياسية , بل يهدد في كل مناسبة بنسفها , مادام الذي يتضرر من تأخير سير العملية السياسية هم ليسوا ابناء اقليمه , فهو وبعبارة اوضح ( يلعب في غيرساحته , وعلى غير ملعبه ) فبعد ان اطمأن لسلامة ساحته فلا بئس باللعب غير النظيف في غير ساحته .

وخلاصة الموضوع ان جلال الطالباني يتصرف ويتحرك بعقلية وذهنية رئيس اقليم كردستان وليس رئيسا لجمهورية العراق .

لذلك فان الشارع العراقي المستاء من اداء جلال الطالباني السيء في منصبه كرئيس للجمهورية في المرحلة المنصرمة , واخذ الشارع العراقي يطالب برفض ترشيح هذا الشخص لمنصب رئيس جمهورية العراق , لانه وبكل بساطة ووضوح ليس مؤهلا لهذا المنصب .

فهل سيرفض الائتلاف العراقي الموحد ترشيح قائمة التحالف الكردستاني لجلال الطالباني لمنصب رئيس الجمهورية ؟ ؟ واستبداله بمرشح اكثر كفاءة ؟
http://www.nahrain.com/d/news/06/03/04/nhr0304k.html