جلال الطالباني الكردي يستعد لتولي رئاسة العراق


Wed February 16, 2005 1:49 PM GMT+02:00

اربيل (العراق) (رويترز) - أصبح الزعيم الكردي العراقي جلال الطالباني في وضع يتيح له أن يصبح الرئيس القادم للعراق ليتوج نضالا استمر طيلة حياته من أجل حقوق الاكراد بنجاح كبير في الانتخابات العراقية التي جرت في 30 يناير كانون الثاني الماضي.

وفازت القائمة التي تضم الاتحاد الوطني الكردستاني وشريكه الحزب الديمقراطي الكردستاني بنحو 25 في المئة من الاصوات في الانتخابات. ووضعهما هذا النجاح في موقف أقوى في المساومات الخاصة بتوزيع المناصب في الحكومة القادمة وأصبح الطالباني واثقا من أن رغبته في تولي رئاسة الدولة ستتحقق.

وقال الطالباني لرويترز بعد الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات يوم الاحد الماضي "نحن لا نلعب دور الوقوف الى جانب كتلة ضد أخرى" مؤكدا أن الاكراد سيسعون للعب دور بناء في مرحلة ما بعد الانتخابات.

وتابع قائلا "ولكن دون التوصل لاتفاق فان هناك نوعا ما من التفاهم. نعم. الشيعة يصرون على تولي منصب رئيس الوزراء وهم يدعمون تولي الاكراد منصب رئيس (الدولة)."

وسيتوج هذا حياة كرسها الطالباني لخدمة القضية الكردية بدأت وعمره 13 عاما ومع قيام الثورة العراقية عام 1958 كان الكردي السني الذي تدرب كمحام قد أصبح عضوا في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وولد الطالباني قرب أربيل في عام 1933 وأصبح مساعدا للملا مصطفى البرزاني زعيم القومية الكردية ومؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الان ابنه مسعود البرزاني.

وانشق الطالباني الذي يرى أنه اشتراكي عصري وبديل حضري للسلطة القبلية التي مثلها البرزاني الكبير على الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1974 اثر انتفاضة جرى سحقها ضد الحكم العراقي.

وفي العام التالي أسس الطالباني الاتحاد الوطني الكردستاني في دمشق مما أجج التنافس مع البرزاني وشجع الحزبين على التعاون مع قوى اقليمية مثل ايران وتركيا بل ويغداد في عهد صدام حسين أحيانا.

وتعارض القوى الاقليمية بشدة الحلم الكردي باقامة دولة كردية مستقلة لكنها حريصة على استغلال الاكراد في الدول المجاورة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

وكان أقسى درس تلقاه الطالباني في عام 1988 عندما استخدم العراق الغاز السام ضد بلدات كردية قرب الحدود مع ايران اثناء هجوم مشترك لايران والاتحاد الوطني الكردستاني في الايام الاخيرة للحرب العراقية الايرانية.

وشهد أكراد العراق بعد انتفاضتهم ضد بغداد بعد حرب الخليج في عام 1991 أول وربما أفضل انطلاق للحكم الذاتي وكاد أن يتبخر عندما نشب نزاع بين الطالباني والبرازني على السيطرة على حكومة اقليمية في شمال العراق انتخبت في عام 1992.

وتصاعد الخلاف الى حرب أهلية طلب خلالها الحزب الديمقراطي مساعدة بغداد ضد الاتحاد الوطني الذي تدعمه ايران. وأصبحت هدنة بوساطة أمريكية دعمها تهديد بفرض حظر دبلوماسي سارية في عام 1998 وللحزبين الان ادارات متوازية ومتعاونة.

وتوصل الحزبان المتنافسان قبل انتخابات 30 يناير الى اتفاق وخاضا الانتخابات بقائمة واحدة مما قدم على الاقل صورة للوحدة الكردية. واتفقا منذ الانتخابات على أن يكون الطالباني ممثلهما في أي حكومة عراقية.

وبينما تحدث الاكراد كثيرا عن الاستقلال لشعبهم الذي يقدر بحوالي 20 مليونا والمقسم عبر أربع دول الا أنهم يعرفون أنه لا حلفاؤهم الامريكيون ولا الاتراك أو السوريون أو الايرانيون أو بقية العراق سيتسامحون مع محاولتهم لاقامة دولة كردية.

وهدفهم الان هو الحصول على أكبر قدر ممكن من السلطة في ظل عراق اتحادي كما يتفاوضون بقوة على الحصول على أكبر قدر من الحكم الذاتي يمكنهم الحصول عليه في الدستور المقرر أن تضع الجمعية الوطينة مسودته في الاشهر القادمة.

وبالاضافة الى الدستور من المتوقع ان يثور أيضا نقاش حاد على كركوك المدينة الغنية بالنفط شمالي بغداد والتي يتصارع عليها الاكراد والاقلية التركمانية والعرب.

وينظر الاكراد الذين ابلوا بلاء حسنا في الانتخابات المحلية في كركوك بحصولهم على 60 بالمئة من الاصوات للمدينة منذ فترة طويلة كعاصمة للمنطقة الكردية في شمال العراق لكن ذلك لا يرضي التركمان ولا العرب وتتزايد التوترات معهم. من سيب ووكر