[align=center][align=center]الدينية والقومية بين العرب السنة والشيعة



هز هدف فريق التعصب العربي مرمى الفريق الديني الذي أحرزه الهداف سعود الفيصل فرقص جمهور التعصب مُصفقاً مُصفراً لهذا الهدف التعصبي . . مع علم الجمهور أن الهدف كان في ظهر المرمى وليس في بطنه !!!

في أرض الواقع وفي المنتديات والاعلام نجد مقالات وحوارات مختلفة ولكنها متفقة في جهة واحدة وهي التعصب القومي والمذهبي لدى العرب السنة . . فالسنة العرب في الحقيقة متعصبون دينياً ومتعصبون قومياً مُتعاظمون أشد العظمة ويستغلون الدين وحشره في ذلك . . ففي شتى المجالات لا لبس بتاتاً في التعتيم وعدم الاعتراف بالتعدد الديني والعرقي . . ففي السعودية تعتيم على المذاهب وفي أفريقيا تعتيم على القوميات الأخرى كالأمازيغية . . وفي البحرين والعراق ذات الأغلبية الساحقة الشيعية لا نجد إظهاراً للواقع والحقيقة من الأنظمة الحاكمة أو التي حكمت هناك . . .

إن الله تعالى في القرآن الكريم يذكر بوضوح أن رسالة الإسلام هي للعالم أجمع وإن كان القرآن عربياً فهذه حكمة ربانية منها أن العرب في الجاهلية كانوا لا يعقلون ولا يتقون كما ذكر الكتاب المجيد . . كذلك يركز القرآن الكريم في ذكره لمفهوم الأمة على أنها تلك المجموعة التي تتصف وتعتقد بمبادئ وأخلاق وأُرسل لهم رسل من الله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } فارجع الأمة للدين الإسلامي ومدى إلتزامها بمنهج محمد صلوات الله وسلامه عليه وليس لقومية أو عروبية فلا يُفضل قومية على أخرى . . .

نلاحظ تلك الشدة والغلظة من السنة العرب في استحقار العرق الفرسي انطلاقاً من التعصب المذهبي بدمجه بالتعظيم القومي وبالطبع من خلال استغلال الدين في هذا . . وكذلك استحقار القوميات الأخرى التي لا تدخل في الإسلام كالأوربيون . . فمن جهة الفرس بالطبع لديهم تفاخر لقوميتهم والتمييز تجاه العرب وكذا سائر الدول تفتخر بقوميتها وتعتز بها وهذا حق من حقوقها الطبيعية ولكن ليس إلى حد العنجهية التي يذهب لها العرب السنة من استغلال الدين والإسلام للتعالي والرفعة على القوميات الأخرى . .

وربما ان تسلط طواغيت وقتلة على أرض الإسلام وبلاد المسلمين في الجزيرة العربية أو غيرها وثار قائد إسلامي أجنبي لنصرة المسلمين بهذه المنطقة سيواجهه ويحاربه العرب السنة باسم العرق والعروبة بدل الإسلام!!

ومن جراء تعتيم ورفض العرب السنة للتعدد القومي والديني بل واتهامهم للأقليات بالخيانة والولاء للآخر كما حصل للشيعة العراقيين ولقيادات المعارضة منهم مع الجامعة العربية انزوت هذه الأقليات عن الشمل العربي وتقلص انخراطهم في مجتمع وطنهم الأم . . فنجد الواقع للطوائف الأخرى كالشيعة بالتحديد يتجهون في قضاياهم الاجتماعية والسياسية نحو الأجانب من الدول الغربية أو دولة الفرس . . وربما اللبنانيون الشيعة هم أصحاب الحظ الأوفر في انفتاح بعض المجال لهم في بعض دول الخليج وفي أفريقيا . . .

في الآونة الأخيرة وبسبب الأحداث العالمية والمخاطر التي تهدد أبواب الدول العربية اتجهت أغلب الدول العربية لتغيير السياسة الداخلية وحالة المجتمع المحلي والانفتاح على الأقليات ولو قليلاً! . . ففي السعودية في عهد الملك الجديد وجراء ما غرسه سابقاً في نفوس أهالي مناطق المملكة بشكل عام ذهب عدد من أعيان الأقليات لمبايعته تثبيتاً عملياً للانتماء الوطني أولاً ودعماً وولاءً للملك المعروف بانفتاحه على الشعب ثانياً . . وكحال جميع الشعوب والدول التي تحصل فيها تغيرات وتطورات حيوية فقد رفض واعترض على المبايعة عدد من أهالي هذه الأقليات ووصفوا المبايعة بالخيانة للمجتمع والمذهب ! . . وبالمقابل قام عدد من أهاليهم أيضاً برفع صور الملك الجديد في مدنهم في عدد من المناسبات وانتشرت ظاهرة لصق صور الملك كخلفية للسيارات ووصف عدد منهم هذا العمل بالنفاق والكذب على النفس وتطبيقاً للتقية . .

لا زال عدد من أهالي الطوائف بسبب ما جرى لها عبر التاريخ لا تستطيع أو لم تتمكن حتى اللحظة من أن تفرق بين القومية والدينية لا تفرق بين الانتماء القومي والولاء المذهبي . . .

هل ستتواصل هذه التسديدات والرميات أم ستتحول اللعبة والملعب إلى ساحة إحتفال جماهيرية!


والسلام خير ختام [/align][/align]