الدكتور ابراهيم الجعفري يصدر بياناً حول أحداث البصرة
Sunday, 30 March 2008




أصدر الدكتور ابراهيم الجعفري بياناً حول الأحداث التي شهدتها مدينة البصرة وسائر المدن العراقية خلال الأيام الماضية، جاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب العراقي الكريم
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)
شهدت الأيام القليلة الماضية مساراً مأساوياً ينوء بثقله ويرتسم على شكل توتر في ساحة البصرة الفيحاء وكاد أن يمتد إلى مدن أخرى بالشكل الذي أخل في مصداقية إنسانية شعبنا من خلال الاعتداءات التي حصلت بصورة عامة.
إلى جانب هذا المسار المأساوي تتحرك قوى الخير من كل جانب ومكان من أجل أن تقطع هذه المأساة وترسم صورة تلوح بالأفق يعم فيها الخير بدل الشر ويعلو صوت السلم على صوت المأساة وقرقعة السلاح.

من هنا بذلت الجهود طيلة هذه الفترة التي كانت ترقب ما يحصل في مختلف مناطق العراق وبصورة خاصة في مدينة البصرة الآمنة، وكنا ولم نزل نتطلع إلى حكومتنا وإلى السيد مقتدى الصدر وإلى كافة القوى الخيرة أن تأخذ دورها من أجل إحلال السلام وإشاعة الطمأنينة والحد من حالة الترويع وقطع الطريق أمام الذين يريدون أن يصدعوا في صدقية ووطنية مركبنا السياسي حكومة وشعباً وفصائل سواء أكانت الفصائل أحزاباً أو تيارات.
وناشدنا كافة القوى الخيرة ونحن اليوم وحيث نستمع إلى إستجابة مباركة من قبل السيد مقتدى الصدر ونعتبر إن هذه الإستجابة المباركة ستواجه في المقابل إستجابات كبيرة وكريمة أخرى بحيث تلتحم وتصنع العراق الجديد وتطوي صفحة المأساة لتبدأ صفحة جديدة يتسابق فيها الجميع من أجل بناء العراق ومن أجل تقديم الخدمات ومن أجل حقن الدم ومن أجل أن تكون المصلحة الوطنية العراقية فوق كل المصالح.
في مثل هذا الظرف نحتاج إلى خلق محمدي (وإنك لعلى خلق عظيم)، بحيث تتضاءل وتتبخر كل النعرات وكل حالات الثأر وكل حالات نزعات الشر الذي تحاول أن تسترخص الدم العراقي وتشيع ثقافة التوتر والقتل.
نحتاج إلى شجاعة علوية كشجاعة علي بن أبي طالب (ع) الذي يستخدمها لإشاعة العدل وتوجيه المعركة صوب الذين ينتهكون العدالة نحتاج إلى كل هؤلاء.
لذلك أناشد كل الأخوة أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية ويتحلوا بخلق رسول الله (ص) وشجاعة علي بن أبي طالب (ع) الذي يدخر تلك الشجاعة للمعارك الفاصلة.
نحن ندرك جيداً إن في العراق بعض المنافقين الذين ينتهزون الفرص من أجل أن ينقضوا على مضجع الآمنين ويغتالوا العملية السياسية.
من هنا عشنا وأملنا كبير بأن كل المسؤولين يتطلعون ويبذلوا جهوداً من أجل أن تعلوا كلمة البناء فوق كل الكلمات وأن يضعوا في أولوياتهم اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة بناء العراق وايجاد حالة من التسابق والتنافس الخير انطلاقاً من الآية القرآنية الكريمة: (ختامها مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
ليس عيباً ولا ضعفاً اننا نحقن الدم واننا نتسابق مع الآخرين، أيّنا يبدأ وقف اطلاق النار خلف وبعد كل قذيفة، من أي طرف كانت على الطرف الآخر، ومن كل صف على الصف الآخر.
معنى ذلك يهدر الدم وتضاف ضحية وأرامل وأيتام وُثكالى.
إن معركة كهذه لا رابح فيها "الغالب والمغلوب كلاهما خسران"، نحن نبحث على الانتصار الحقيقي في قاموس الوطنيين ومزيد من حقن الدم ومزيد من البناء.
لذلك نتطلع أن صوت المسلم سيبدأ يدوي في كل الآفاق، وان المعركة تقف فوراً وبعدها تبدأ عملية امتصاص ردود الفعل من خلال أداء وطني قوي يبث روح الثقة ويبدل حالة الشك والريبة لدى كل المواطنين، وأن ندعم الدولة دعماً حقيقياً ليسود القانون.
إن مسؤولية تطبيق القانون لا تختصر على أجهزة الحكومة فحسب، بل على كل الشرائح الوطنية من كل الجهات ولذلك أتطلع أن تمتد كل الأيادي الخيرة إلى يد الحكومة لتقويتها، لإستتباب الأمن وتقديم الخدمات وبسرعة حتى نفوت على الآخرين فرصة الإجهاز على التجربة الفتية الوطنية وستجد هذه الخطوة تلقيات عميقة في شخصيات المواطنين.
يجب على الكل أن يقف إلى جانب الحكومة وإلى جانب التيارات الوطنية من أجل أن يعلو صوت الوطنية العراقية فوق كل الأصوات.
والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

الدكتور ابراهيم الأشيقر الجعفري
22/ربيع الأول/1429هـ
30/3/2008م