هل كان حسان بن ثابت مؤيداً بروح القدس
لاينكر أحد شاعريته ونجوميته على الكثير من شعراء عصره وهو من فحول الشعراء في العصر الجاهلي والإسلامي الأول اي عصر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله،وهو المدافع والمنافح عن الدين الاسلامي وعن حامل الرسالة الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله ضد مناوئي قريش، وهو المؤرخ شعراً لبيعة الغدير والتي بموجبها نُصب امير المؤمنين علي عليه افضل الصلاة واتم التسليم خليفة للمسلمين في حجة الوداع وعلى رمضاء غدير خم اللاهب ، ووقف حسان قائلاً وارتجالاً هذه الأبيات التي تقول:-
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
: إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي؟ فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم؟ وال وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا
هذا لايُنكر أبداً، غير أنّ هذا الولاء الأصيل هلي بقيّ على حاله على طول مسرى حياته المتقلبة أم تقلبت جوارحه وتقلب معها مزاجه، الحديث النبوي الشريف الذي قاله الرسول الأكرم (ص) الصحيح هو (أن روح القُدُس لازال يؤيدك ماكافحت عن الله عزّ وجل وعن رسول الله صلى الله عليه واله. لاكما في بعض الاحاديث الموضوعة التي تصوغ الحديث بناءا على الرغبة الاموية، الحديث الصحيح مروي عن (أبو الفرج) والمسند عن عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وآله،لكن لانعرف سبب حيدانه وازوراره عن جادة الحق والتي قال عنها الرسول (ص) لربيبه عمار بن ياسر(رض) بحق أمير المؤمنين علي (ع) ( ياعمار إذا رأيت الناس سلكوا في وادٍ وسلك عليٌّ في وادٍ فاسلك مع علي لإن الحق مع علي وعلي مع الحق كيفما دار علي دار الحق معه)، يعني بمعنى آخر اذا سلك اهل الشرق والغرب والشمال والجنوب اتركهم اذا ليس فيهم علي الله أكبر ،، ولاحظ الإلتفاته الثانية (ليس علي مع الحق بل الحق مع علي كيفما دار امير المؤمنين فالحق يتبعه، الله اكبر،قرأت في كتاب اسمه الفرائد الغوالي على شواهد الأمالي للسيد المرتضى ، بعض الأسطر التي تعحبتُ منها العجب العجاب والكتاب عندي أكيد وهو بخمسة أجزاء لكني وللأسف لا أمتلك سوى جزأين الأول والثاني فقط، بحثتُ عن باقي الأجزاء كل حجر ومدر اينما يقولون لي تجده في المكان الفلاني ذهبت ولم أجده، إبتداءاً من مكتبات النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ، والكاظمية ،وشارع المتنبي وحتى البصرة ذهبتُ لها لكني لم أعثر على الاجزاء وعملت أخر محاولة وهو النت وجدته ولكن الموقع مغلق العملية والبحث ليس الآن لا قبل اكثر من 15 سنة، وكانت لي بعض العلاقة مع السيد آية الله علي البغدادي (دام ظله) قال لي لاتتعب روحك ماراح تلكاه للكتاب، استسلمت وانهيت البحث عموما المؤلف هو (سماحة الحجة الكبير المغفور له محسن ال الشيخ صاحب الجواهر)(قُدس سره)( وأشرف على نشره وتصحيحه والتعليق عليه)(محمد حسن الجواهري نجل المؤلف قُدس سره)، مايهمنا ويهم موضوعنا هو تقلّب مزاج حسان بن ثابت واعلن اصحاره ومجاهرته بعدائه لعلي عليه السلام ،يُحرض معاوية بن ابي سفيان على الامام علي (ع) ويحمل الامام (ع) دم عثمان بن عفان مع اتفاق جميع المسلمين عدا الشانئين والحاقدين على برائة ساحة الامام علي (ع) من ذلك، ولحسان بن ثابت شعرٌ بهذا المعنى حيث قال:-
من سرّهُ الموت صرفاً لامزاج له * فليأتي مأسدةً في دار عثمانا
مستشعري حلق الماذي قد سفعت* فوق المخاطم بيضٌ زنّ أبدانا
صبراً فداً لكم أمي وما ولدت * قد ينفعُ الصبر في المكروه أحيانا
شدّوا السيوف بثني في مناطقكم * حتى يحين بها في الموت من حانا
لقد رضينا بأهل الشام نافلةً * وبالأمير وبالأخوان إخوانا
إني لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا * مادمتُ حيّاً وماسميت حسانا
ياليت شعري وليت الطير تخبرني* ما بين عليِ وابن عفانا
لتسمعنّ وشيكاً في ديارهمُ * ألله أكبر ياثارات عثمانا
ضحّوا بأشمط عنوان السجود به * يقطّعُ الليل تسبيحاً وقرآنا
أقول وحسب رأي المؤلف أن الأبيات الخمسة الأخيرة ربما تكون موضوعة، ولكن هناك تهميش من السيد آية الله العظمى المرحوم سيد حسين بحر العلوم نُقلت لي من طرف أحد الأصدقاء من السادة المعممين إذ تقول تهميشته للمرحوم سيد حسين بحر العلوم ( نعوذُ بالله من خبث السريرة ، وإلتواء الوجدان ، وسوء المنقلب بعد أن كان حسان علوياً مواليا أصبح عثماني الهوى). وبهذا القدر اكتفي ارجو أن أكون قد وفقت . شكرا