عمان (اصوات) من علي شربة
لا تزال المواقف الاردنية الرسمية وغير الرسمية تجاه اعدام صدام حسين ، تسير نحو التصعيد المستمر ويأخذ خطى متسارعة وقاسية وخاصة بعد خطاب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي هدد فيه الدول والجهات الشعبية والإعلامية العربية، التي انتقدت إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، باتخاذ إجراءات عراقية بحقها . فقد انتقد رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عبد الهادي المجالي إعدام صدام حسين في جلسة مجلس النواب الأردني مساء الاحد، فيما أصدرت نقابة الصحافيين الأردنيين بيانا شديد اللهجة ضد تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وقرأ وزراء أردنيون حضروا افتتاح جلسة مجلس النواب الاردني الفاتحة على روح صدام .في اول جلسة برلمانية بعد عملية الاعدام. وكان عدد من النواب طالبوا قبل افتتاح الجلسة بقراءة الفاتحة على روح صدام حسين وهو ما تم بالفعل وبمشاركة وزراء حكومة الدكتور معروف البخيت .
وقال رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عبد الهادي المجالي في كلمة بعد افتتاح اعمال المجلس مساء الاحد إن تنفيذ حكم الاعدام بصدام حسين فجر عيد الاضحى المبارك ( آلمنا لانه لم يراع مشاعر ملايين العرب والمسلمين ) .
وأضاف المجالي إن الامر بدا وكأنه مقصود ومتعمد في اختيار الزمان والمكان والظروف ويرمي إلى ايذاء مشاعر العرب والمسلمين عمدا وعن سابق اصرار، اضافة الى ما رافق عملية الاعدام من مظاهر الانتقام والطائفية خلافا لكل الشرائع السماوية. وناشد المجالي العراقيين سنة وشيعة وعربا وأكرادا العمل على رفض الممارسات الطائفية القاتلة وصون وحدتهم الوطنية وترسيخ اركانها بما يحقق وحدة العراق وبما يكفل نبذ الطائفية، اضافة الى رفض اي تدخلات خارجية في الشأن الوطني العراقي ايا كان مصدرها.
وطالب ستة وعشرون نائبا في البرلمان الاردني الحكومة الاردنية (موقفا واضحا لا يقبل اللبس او التاويل باستنكار الجريمة البشعة لانه من غير المعقول ان يكون الشعب الاردني حزينا على صدام والحكومة غائبة ولا موقف لها ) كما طالبوا كذلك بقطع علاقاتها مع ايران وطرد سفيرها من عمان .
ورفضت نقابة الصحفيين الاردنيين في بيان لها تهديدات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بـ"اعادة النظر في العلاقات" مع اي دولة ترفض احترام ارادة العراقيين، واعتبرت انها ( تدلل على الشعور بهزيمة حكومته وقرب انهيارها) على حد تعبير بيان النقابة .مؤكدا ان هذه التهديدات ( تحمل في طياتها دلائل واضحة على استمرار الحكومة العراقية بتغذية بذور الفتنة الطائفية داخل العراق وخارجه مثلما تدلل على الشعور بهزيمة هذه الحكومة وقرب انهيارها) .
وقال البيان ان ( المالكي لا يملك الوسيلة لمصادرة اراء المواطنين العرب ووسائل الاعلام والصحافة الحرة التي ادانت الجريمة البشعة وكشفت التآمر والتواطؤ المفضوح في عملية تنفيذ اعدام صدام حسين) .
وكان المالكي هدد خلال كلمة القاها في ذكرى تأسيس الجيش العراق السبت بـ(اعادة النظر في العلاقات) مع اي دولة ترفض احترام ارادة العراقيين، موضحا ان اعدام صدام حسين( شأن داخلي) .
وفي سياق ذي صلة مزقت ادارة جامعة فيلادلفيا ( شمال العاصمة الاردنية عمان ) ملصقات تنعى صدام حسين وتؤبنه كان قد علقها طلبة كلية الحقوق في الجامعة على جدران الكليات ، والجامعة من المؤسسات العلمية النشطة في المجال السياسي في الاردن .