نيوزماتيك/ بغداد
استنكر مرصد الحريات الصحفية في العراق تصرف مراسل قناة البغدادية تجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش، واعتبره "غير مهني وبعيد عن الروح الصحفية"، مبينا أن سلوك الصحفي في حياته الخاصة لا ينبغي أن ينعكس على حياته المهنية.
وكان مصدر مسؤول في رئاسة الوزراء العراقية قال في حديث لـ"نيوزماتيك"، مساء يوم الأحد، إن "مراسل قناة البغدادية الفضائية، منتظر الزيدي الذي كان متواجدا في مقر مجلس الوزراء اثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس الامريكي جورج وبوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، طلب توجيه سؤال إلى الرئيس الأمريكي بوش، وعندما التفت إليه بوش رماه بحذائه وصرخ به يا كلب".
وقال مدير مرصد الحريات الصحفية في العراق زياد العجيلي في حديث لـ"نيوزماتيك"، في ساعة متقدمة من مساء الأحد، إن "لا حرية تعبير ولا ديمقراطية تبرر إهانة الآخرين وتوجيه الأحذية نحوهم"، مؤكدا أن "التصرفات الشخصية التي من الممكن أن يمارسها الصحفي في حياته الخاصة، عليه أن لا يعكسها في حياته المهنية، التي يجب أن يلتزم فيها بحرفية عالية".
وأضاف العجيلي إن "الزيدي لو كان يريد الاحتجاج فعلا وبطريقة صحفية لسأل بوش عن نتائج التحقيقات في مقتل 22 صحفيا قتلوا بنيران القوات الأمريكية، أو طالبه بإنهاء احتجاز مصور وكالة رويترز للأنباء إبراهيم جسام".
ولفت إلى أن "المراسل كان بإمكانه الاحتجاج على العديد من الأخرى لإحراج الرئيس الأمريكي، دون أن يستخدم طريقة رمي الأحذية التي لا يمكن وصفها إلا بأنها معيبة ومشينة".
وأوضح مدير مرصد الحريات الصحفية أن "المرصد لطالما وقف بوجه الانتهاكات التي مورست بحق الصحفيين العراقيين"، مبينا أن "ما حدث اليوم لو تم بشكل آخر بحيث أن الزيدي تصرف بخشونة بعد رد خشن وغير مهني من الرئيس الأمريكي، لاعتبر المرصد أن الأخير قد انتهك حرية الصحافة، واستنكر فعلته".
وكانت قناة البغدادية الفضائية التي تبث من القاهرة قد طالبت في بيان لها مساء يوم الأحد "بالإفراج عن مراسلها منتظر الزيدي"، لأن الأخير قد تصرف في "ضوء الديمقراطية التي نادت بها الولايات المتحدة عند دخول قواتها للعراق عام 2003"، داعية "المنظمات الصحفية للوقوف معها ضد هذا الانتهاك الصارخ لحرية التعبير"، على حد تعبير البيان الذي أذيع من خلالها.
يذكر أن مرصد الحريات الصحفية هو مؤسسة إعلامية ناشطة تأسست عام 2006 وأخذت على عاتقها رصد الانتهاكات التي تطال الصحفيين والإعلاميين بمختلف أشكالها وأسبابها، من خلال شبكة الرصد المنتشرة لديها في جميع أنحاء العراق.

لمشاهدة التعليقات اضغط على الرابط ادناه
http://iraqalaan.com/bm/Culture-Society/11631.shtml