النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي هل الثقافة العراقية (ورث) من نصيف جاسم لشلة ثقافية؟

    هل الثقافة العراقية (ورث) من نصيف جاسم لشلة ثقافية؟
    GMT 5:30:00 2006 الأربعاء 26 أبريل
    نبيل ياسين



    --------------------------------------------------------------------------------


    ايها الحزبيون والسياسيون ارفعوا ا يدكم عن ثقافتنا ومعاناتنا

    يسعى بعض الكتاب والسياسيين إلى تغطية الصراع الدائر في العراق بثوب الصراع بين العلمانية والدين.هذا في الواقع محاولة لاخفاء الحقائق وتزوير الواقع. بدون الاعتراض على مصطلح العلمانية غير الدقيق الذي تتبناه قوى سياسية ليست علمانية على الرغم من كونهاقوى يسارية او قومية، فان هذه القوى ليست علمانية بالقدر العائد لتاريخ العلمانية وظهورها ومبادئها. فالعلمانية السائدة هي دكتاتورية شمولية على النقيض من العلمانية التي تقوم على نظرية الحقوق الطبيعية، أي حقوق الانسان المولودة معه وليست الممنوحة من الاديان. هذا ملخص العلمانية التي وصلت إلى فصل التعليم عن الدين وجعلته تعليما يقوم على مبادي العلم وليس على الدين.
    ان الصراع الدائر في العراق اليوم هو صراع بين الدكتاتورية والديمقراطية. الدكتاتورية كارث سياسي لجميع القوى السياسية بمستويات مختلفة، والديمقراطية كونها مولودا جديدا ناشئا يتطلب حمايته من غول الدكتاتوريات النظرية والسياسية والعسكرية والايديولوجية.
    ولعل مبادرة البعض تاسيس مجلس اعلى للثقافة في العراق تاتي في سياق محاولات استمرار الدكتاتورية الايدولوجية والحزبية على الثقافة العراقية ومصادرة التعددية وحرية الثقافة وابقاء عبودية المثقفين لاجهزة السلطة والاحزاب لتتحكم بها. وانا لا انطلق في هذا المقال من حدث آني، وانما اواصل جهودي، وحدي بدون تضامن حتى المثقفين المستقلين معي بسبب الابتزاز الحزبي والحملات المنظمة للتشويه، من اجل حرية الثقافة وحرية المثقفين وهي الجهود التي سببت تازم علاقتي مع الحزب الشيوعي العراقي الذي اكن له، كمستقل دائم، كل التقدير رغم موقفه المتشنج ومحاولاته المتكررة والفاشلة لعزلي واقصائي. فلا يمكن اقصاء شاعر وكاتب من قبل أية سلطة.
    عانى العراق من نظام فاشي كرس بدوره فاشية ثقافية لم تنته أثارها بعد رغم سقوط النظام منذ ثلاثة اعوام وعانى العراق، لعقود طويلة، من احتكار حزبي وسياسي للثقافة ليس من قبل دولة الحزب الواحد الشمولية فحسب، انما، ايضا من احزاب تصورت ان لا ثقافة في العراق اذا لم تخرج من معطفها او على الاقل بمباركتها . ويعاني العراق اليوم من فوضى ثقافية نادرة على صعيد مؤسسات الدولة والمنظمات الثقافية . فوضى تضرب اطنابها في كل مكان محولة الثقافة العراقية الى اقطاعيات وجزر منفصلة عن الواقع الاجتماعي في وقت يحتاج العراق فيه الى جهد ثقافي واقعي متحرر من ارث الماضي، منطلقا من حداثة دون حدود ودون هوامش رقابية بل انفتاح على المجتمع العراقي والعالم وجامعا لطبقة المثقفين بمختلف انتمائتهم السياسية والفكرية، ودون استثناء فكيف يحدث ذلك ومثقفو الخارج صاروا يقصون مثقفي الخارج على سبيل المثال؟
    يعاني العراق الان من انتقال (ارث) ثقافة لطيف نصيف جاسم إلى ثقافة المجلس الاعلى للثقافة في العراق..
    واذا كان بعض من سعى للهيمنة على الثقافة وتحويلها إلى بضاعة وتجارة رابحة، فان هذا البعض يتمتع بمواهب وميزات هي بالتاكيد خارج الميدان الثقافي. وللحقيقة، فان الثقافة العراقية في العقود الثلاثة الماضية تميزت بهيمنة مثقفين مخصيين .وبما ان اغلب المثقفين العراقيين مخصيين، قد اخصتهم احزابهم، فقد اصبحت الثقافة العراقية ثقافة خصيان حزبيين وهذه حقيقة مرة وقاسية مهما اثار هؤلاء المخصيون من لغط ضدها. وقد استخدمت قيادات الاحزاب ومنها البعث والشيوعي عددا من هؤلاء الذين بيع بعضهم في سوق النخاسة السياسية والثقافية لعدة مالكين، لاشاعة وترويج ثقافة الوشايات والتقارير ومحاربة المثقفين الاحرار حتى في رزقهم داخل العراق وخارج العراق وفي المؤسسات العربية التي اضطر عدد من المثقفين العراقيين المستقلين للعمل فيها.
    لكني لست متشائما، فما يسرقه مؤسسو المجلس الثقافي ويسرعون لان يكون ارثهم من النظام السابق لايعدو ان يكون ثقافة محطمة لعبادة الفرد وتمجيد الحرب والحزب والتمييز القومي والديني والاجتماعي باسم المجلس الاعلى للثقافة الذي سيكون المجلس الاعلى للحبايب وليس للثقافة. لايمكن الحديث عن الثقافة العراقية وتحويلها الى ثقافة ديمقراطية دون البحث عن تجليات الثقافة الشمولية في الفكر والعلاقات والاحكام والمقارنات والممارسات السياسية والاجتماعية التي تستحوذ على سلوك المثقف وافكاره. ان المثقف العراقي هو ابن الاطر التوتاليتارية في التفكير. فالشمولية هي مضمون جميع الايديولوجيات المختلفة التي تساهم في صراع الافكار السياسية والاجتماعية في الشرق الاوسط، سواء الحاكمة او غير الحاكمة. فغير الحاكمة تخضع بدورها حتى وهي خارج الوطن، لاحكام فكرية شمولية ذات طابع ايديولوجي منسق، يغذي موقف المثقف من الاخرين، ويحكم علاقته بهم، كما يحكم على افكارهم ونشاطهم الثقافي من خلال ذلك الطابع الايديولوجي العصبوي المللي لدينا، نحن المثقفين العراقيين، اكثر من اربعين عاما من صراع ثقافي مرتبط بالصراع الايديولوجي وخدم في صفوفه كمنظمة دعائية او عقائدية دوغمائية مثقفون كثيرون . وقد انتج هذا الصراع استقطابا حادا في بنية الثقافة العراقية كما في بنية المثقف كعضو في جماعة مستقطبة.وجرى عبر هذا الاستقطاب توزيع حازم لموقع المثقف. وقد عبد المثقف العراقي طوطمية هذا التوزيع بحيث غدا صفة سياسية لثقافته وسلوكه وافكاره ومواقفه وانتاجه الابداعي.ويتنوع هذا التوزيع على ماهو سياسي وفكري، وماهو حزبي وفئوي. ومن خلال هذا التوزيع انقسمت الثقافة العراقية على جبهات سياسية اكثر مما انقسمت على توجهات فنية وابداعية وتيارات ادبية وفنية.غير ان السمة العامة لهذا التوزيع وهذه الجبهات كانت غياب الحرية وانعدام الشعور بضرورتها لتحرير الثقافة من النصية الايديولوجية.فحيث يكون هناك توجيه صارم للثقافة في السلطة التوتاليتارية، وفي الشعور بالانتماء الى ايديولوجيتها، يكون هناك تعقب بوليسي لافكار الاخرين الثقافية، ورقابة عقائدية غليها. ان الثقافة في توتاليتارية صدام لم تكن اكثر من جهاز اكراه،خاضع لتوجيه وتنظيم، وفي نفس الوقت خاضع لقلق صارم حول الثقافة الى جهاز قمع ضمن اجهزة القمع الامني والمخابراتي، وكنا نحن ضحاياه مباشرة حيث ظهرت اسماؤنا في القوائم السوداء التي اشرف على تنظيمها واعدادها طارق عزيز الذي تولى وزارة الثقافة والاعلام بهدف تبعيث الثقافة وتحويلها الى جهاز حزبي حديدي كما عانينا من القوائم السوداء في المنفى على يد نفس المجموعات التي تريد سرقة الثقافة العراقية باسم مجلس اعلى سيكون المجلس الاعلى للحبايب وليس للثقافة.. هل هذا هو واقع الثقافة العراقية اليوم؟اي كونها ماتزال واقعة تحت تاثير المخدر التوتاليتاري من مختلف الاتجاهات وبنسب متفاوتة؟ تعاني الثقافة العراقية من هذا الواقع حتى الان.وسيكون تطور العراق السياسي والاجتماعي نحو الديمقراطية والمجتمع المدني مرتهنا بقدرة هذه الثقافة على التحرر من ماضيها وتصفية الحساب مع سنوات طويلة من قمع الرأي واسكات الاخر واستخدام المثقف عصا لضرب الاخرين وتبرير القمع.ان التحول نحو الديمقراطية يتطلب الاتجاه نحو ثقافة ليبرالية ومدنية مستقلة قادرة على فتح الجدل والحوار ورؤية الواقع والحقائق في المجتمع. ومع الاسف قدمت الثقافة العراقية على مدى نصف قرن مضى خدمة لاتقدر بثمن لصعود الدكتاتورية بحجبها الحقائق والتعامل مع اوهام الايديولوجيات واطعام المخيلة الاجتماعية بوعي زائف. تمظهرمعظم الانتاج الثقافي العراقي في صورة تماثل بين الايديولوجيا والثقافة.وتحول هذا التمظهر الى مرجعية سياسية وحزبية. ولم يكن من السهل الخروج عن هذا التماثل دون دفع ثمن الاحتجاب والتهميش ’لان منابر ايصال الثقافة الى الاخرين كانت وماتزال محتكرة،اما من قبل السلطة او من قبل الاحزاب.وقد خضعت الرؤية العربية للثقافة العراقية لهذا التمظهر ايضا. فالثقافة العربية تعاني من امراض مشابهة. كانت معظم الكتابات العربية عن الثقافة العراقية خاضعة للمنطق الايديولوجي وتتعامل مع الانتاج الثقافي العراقي من هذا المنطلق،فقامت بتقليص هذا الانتاج حجما واتجاها الى اتجاهين هما الماركسي والقومي(وبضمنه البعث)،ثم قامت بتقليص هذين الاتجاهين الى من تعرفهم مدعومين حزبيا او من له علاقة شخصية او نفعية،فبرز الاتجاه الثقافي الحزبي كممثل عن الثقافة العراقية سواء في الخارج(الشيوعيون) او في الداخل(البعثيون)).
    كان مفهوم الحزب في الثقافة العراقية غيبا لايمكن ان يرى ولكن يحس. ومايوحي به الحزب يتحول الى عقيدة ونص مقدس.وكان المثقف العراقي الحزبي يحمل رسالة الحزب باعتبارها هذا الغيب، فيتماهى المثقف العراقي مع شعوره بانه حامل الوحي الى الاخرين، وان هذه المهمة هي تكليف عُُلوي هبط من مقام الحزب الذي لايراه احد،فالهرمية التنظيمية طبقات سماوية لاوجود فيها للاخرين الذين يتسلمون رسائل الوحي عن طريق ملائكة اللجان الحزبية.ولذلك انتشر التعسف في ثقافة المنفى العراقية بمثل ما انتشر في العراق مع فوارق الحجم والوسائل. مثل اي مفهوم،تحول مفهوم المثقف العضوي الى دوغما لدى موجهي الثقافة والنقاد الماركسيين والقوميين العراقيين والعرب، وكانت تجربتي في المجلة الثقافية للشيوعيين العراقيين، وكوني يساريا مستقلا، تعكس مرارة تفضيل الحزبي والمناضل على القيمة الابداعية. يضاف الى ذلك العمل على تغييب الحرية وتقديم الفحص السياسي والرقابة الحزبية على الابداع. لقد شهدت الثقافة العراقية تطبيقا صارما للمفاهيم الحزبية التي تحولت الى اطار ثقافي، وهذا ما جعل مئات المثقفين المستقلين حزبيا، مع نتاجهم الثقافي، بعيدين عن دائرة التداول والنقد والمراجعات الصحفية باعتبارهم برجوازيين صغارا خارج مفهوم المثقف العضوي. يملك العراق ارثا تعسفيا في السياسة والفكر والثقافة زاد في انتشاره الارث التعسفي الاجتماعي الناتج عن طبيعة العلاقات القبلية والدينية.ومايزال هذا الارث يهيمن على الموقف من الثقافة والانتاج الثقافي وعلى الحياة السياسية للعراق. وقد تعامل الاحتلال الاميركي مع هذا الارث وساعد على اظهاره بمظهر التنوع العرقي والاجتماعي والثقافي المختلف عن نظام صدام، وظلت الطبقة الوسطة بعيدة عن التاثير والظهور، فالكتلة التاريخية اليوم في العراق، هي كتلة القبيلة والقومية. ان ابرز مظاهر هذا الارث التعسفي هو فشل الثقافة المدنية في الظهور كثقافة بديلة عن الثقافة الشمولية لنظام صدام حسين.وقد فشل منتجو الثقافة المستقلون في تكوين قيم وتقاليد ومنابر ثقافية لاتملك نفس ارث التهميش والعداء.فالمنابر المستقلة التي نشأت في الخارج بمساعدة المناخ الديمقراطي في الغرب او بمساعة تنظيمات سياسية دينية او قومية، قادت نفس نمط الحملات من التهميش والالغاء والتعامل مع الثقافة كمنبر لصوت واحد. هذه المنابر ترد على الصوت الواحد بصوت واحد، وعلى التهميش بتهميش الاخر، وعلى التعسف الحزبي تجاه الجماليات بتعسف فردي يجعل من الجماليات مزاجا مريضا. ان تحقيق افكار ومفاهيم مثل الديمقراطية،والمجتمع المدني،والتعددية، وحرية التعبير، وسيادة القانون، واحترام الدستور، والانتخابات الحرة، والنزاهة، والشفافية، تلقى في العراق اليوم، فوق الجميع، بشكل قريب لحد ما، مثلما كانت تلقى في الخطاب التوليتاري لنظام صدام حسين، منزوعا منها فحسب، ضرورة التضحية من اجل القائد الملهم،والحزب القائد. اي انها تلقى فوق المواطنين وليس بينهم.وتتعرض هذه المفاهيم والافكار لنقد تهكمي اكثر مما تتعرض للجدل والنقاش الواقعي لان الحوار مقطوع ولان الارث الرسمي والحزبي يفتقر الى ثقة المواطنين. ذلك يعني ان ثقة العراقيين بانفسهم قوية ولم تستطع كسرها اجراءات صدام القمعية.وثقة العراقيين بانفسهم تقابلها عدم ثقتهم بشعارات وثقافة الاحزاب السياسية . فالعراقيون وصلوا الى قناعة بان الشعارات التوتاليتارية السابقة ليست سوى دعاية فارغة من المحتوى والحقيقة، كما ان الخبرة الثقافية الاجتماعية للعراق ماتزال عفوية بحساسيتها تجاه الخداع الثقافي والايديولوجي ويمكن ان تتطور الى ثقافة تقود الوعي الجديد، وعي المجتمع ومتطلباته لا وعي الحزب والسلطة ومتطلباتهما. نحن،هنا، نشخص الفراغ الحاصل بين النخب السياسية والثقافية وبين الرأي العام، اذ مايزال عمل النخب بعيدا جدا عن عكس أمال وطموحات الرأي العام واهدافه.واكثر من ذلك، وقعت النخبة في الوله الايديولوجي بحيث عجزت ان تعكس امالها وطموحاتها هي،فاهدرت الزمن والثقافة في عكس رغبات وطموخات الزعامات السياسية لاحزابها.ولذلك تجد ان الانتاج الثقافي العراقي بشكل عام، يعكس صراع النخب فيما بينها دفاعا عن تلك الزعامات وطموحاتها المعلفة تماما باسم الحزب، ولايعكس لا املها وطموخاتها كنخب ولايعكس طموحات وأمال الرأي العام الذي وجد في الثقافة انعكاسا للايديولوجيا. يعمق هذا الفراغ ازمة الانتقال الى ديمقراطية متحررة من هيمنة العقل الحزبي ضيق الافق، الذي يحتكر الثقافة والسلطة والمنابر والوظائف الرسمية في الدولة ويماهي بين الدولة وسلطته يحيث تتحول الدولة الى مؤسسة حزبية كما الصحافة والاعمال وثقافة المجتمع،ويحول المجتمع المدني الى مؤسسات ملحقة بالسلطة لمواصلة الاكراه والتمييز. هذه الصورة القاتمة اليوم لاتعني ان المستقبل سيكون كذلك على الرغم من الصعوبات التي تحيط بفكرة التخلص من ارث ثقافة نظام صدام. ان ماهو مهم للثقافة العراقية هو ممارسة اكبر قدر ممكن من الوضوح،وفصل المفاهيم الجمالية والابداعية عن الضلالة الايديولوجية،وعزل التلفيق الثقافي عن جوهر الثقافة،وكتابة الثقافة كتعبير عن امل ورؤية للعالم كي يعيش فيه الاخرون حتى لو كان مستوى الكتابة فرديا.فالثقافة الفردية حتى لو لم تسع لذلك،تتحول في نهاية الامر رؤية للنفع العام. ان المجتمع العراقي واجه على مدى تحولات القرن الماضي طمسا وتمزيقا للهوية من قبل جميع الاحداث وجميع التيارات الايديولوجية والشعارات. وكان الثمن باهضا كلف حياة ومصير ملايين العراقيين، وسيكون هناك صراع بين الثقافة الالغائية السائدة وبين الثقافة التعددية المستقلة التي ستستفيد من نظام المقارنات المعاصرة الذي صار العراقيون يمارسونه في عصر العولمة الفضائية.
    لقد رات الثقافة عجائب وغرائب باسم التقدمية والقومية، فقد راينا الذين تربو على مكرمات وهبات (ثقافة)عدي وقادسية والده التي طحنت العراق فيما اقلام المثقفين تمجد القتل والحرب والدكتاتورية وعبادة الفرد وتقبض ثمن تزييف الواقع وكتم انفاس الضحايا بمزيد من التزوير، وراينا بعضهم وقد سرق حتى الام المنفى منا وادعاها لنفسه وراينا من دفع مائتي دولار لهذ الحزب او ذلك ليرد اعتباره من كاتب تقارير للامن والمخابرات إلى كاتب او شاعر او قاص او صحفي في المعارضة العراقية تجند له الملفات في الصحف والمجلات من شركائه في الجريمة تواطئا لاخفاء الحقيقة فهم شهود بعضهم على بعض في وليمة عدي او وليمة ابيه.وراينا من يسوق نفسه بنفسه وراينا من يدعي الشهادة والموت من قبل الظلاميين وهو حامل رايات الظلام والتزوير والكذب، وراينا المثقفين الذين لايريدون حريتهم ويطاردون الحكومة مطالبينها بالاهتمام بهم مثل الايتام ودفع الاموال لهم ونحن نريد ثقافة مدنية متحررة من السلطة والحكم وراينا وزارة ثقافة من اعجب وزارات الثقافة في العالم فبدل ان يكونو واحد مثل اندريه مالرو وزيرا لها يكون مدير سجن سابق.
    ان بعضنا يعيش في الوقت الضائع فكان يمكن ان يكون قتيلا منذ ربع قرن في سجون البعث او قادسية الموت او أي حادث سير مرتب. ولذلك احاطنا الزهد بالنشر والمهرجانات والتسويق وتجارة الثقافة والسياسة في وقت يتهالك مثقفون على مهرجانات كالمربد لم يغير اسمه من مهرجان عسكري لذوي البزات الخاكية ومنهم شعراء قصيدة النثر الاكثر ولاء للدكتاتوريات إلى مهرجان يليق بالشعر والسياب والبصرة .
    لقد عدنا إلى ثقافة الجبهة الوطنية السيئة الصيت والى تحالف مثقفيها الذي كان في اتحاد الادباء سوطا ضد حرية الثقافة ولنا في المنفى تجربة اخرى هي رابطة الكتاب والصحفيين الديمقراطيين التي كانت ملفا سياسيا وحزبيا انتهى إلى الذوبان بعد اقل من عشر سنوات لبيقى ذكرى على انهاك الثقافة والمثقفين على يد من يريد الان ان يحتكر الثقافة وبمساعدة رسمية هذه المرة لنبقى حقا بلا ثقافة حرة ومدنية وديمقراطية.
    لقد قدر لجيلي والاجيال اللاحقة ان تعيش في داخل العراق او خارجة استلابا ثقافيا ساهمت العوامل التي ذكرناها في تكريسه. واذا كان المثقف يخشى افتتاح مرحلة تنويرية تمهد لنهضة ثقافية عراقية،فان تطور العراق السياسي والاجتماعي نفسه سيواجه اعادة انتاج ثقافة ذرائعية وتبريرية تقبض ثمن تزييفها لواقع ومستقبل الانسان العراقي الذي لايريد ان يواصل دفع الثمن. وحين دعوت إلى عقد مؤتمر المثقفين في نهاية عام 2002 في لندن وحضره مثقفون عديدون وقاطعه نفس المثقفين الذين يريدون احتكار الثقافة وعدم تعدديتها، كان ضمن جدول الاعمال تاسيس المجلس الاعلى للثقافة، ولكن بمقاطعة الاخرين فضلنا عدم مصادرة مثل هذا المنبر رغم ان الاخرين هم الذين قاطعوا واجتهدوا بالاتصال بالمثقفين لتشويه سمعة المؤتمر بالوشايات كما هو معتاد. لكي تكتمل رصانة الحديث عن الثقافة لابد ان نتعرض لحقائق فردية ولكنها ليست شخصية، وارجو ان لايرى البعض، من زوايا نظر نفعية، ان الحديث عن اشخاص يتعلق به يعرف السيد فخري، رغم صداقتنا أنذاك وعلاقات المودة القائمة بيننا،انني لم اجامله في بيروت، وهو يضع يده باسم الحزب الشيوعي العراقي على الثقافة العراقية في المنفى بمساعدة (كم) من انصاف المثقفين والمثقفين وكتبة التقارير الحزبية، في حين كان بامكانه التعاون مع مثقفين حقيقيين وبطريقة اخرى تختلف عن الطريقة التي عانى منها مثقفون شيوعيون كانوا يرون ان اسلوبه شخصي ونفعي لايخدم الحزب بقدر مايخدم مصالحه وعلاقاته وشلته......
    واذا كان السيد فخري يتمتع بمواهب وميزات فهي بالتاكيد خارج الميدان الثقافي. وبما ان اغلب المثقفين العراقيين مخصيين، قد اخصتهم احزابهم، فقد اصبحت الثقافة العراقية ثقافة خصيان حزبيين وهذه حقيقة مرة وقاسية مهما اثار هؤلاء المخصيون من لغط ضدها. وقد استخدمت قيادات الاحزاب ومنها البعث والشيوعي عددا من هؤلاء المخصيين الذين بيع بعضهم في سوق النخاسة السياسية والثقافية لعدة مالكين للوشايات والتقارير ومحاربة المثقفين الاحرار حتى في رزقهم داخل العراق وخارج العراق وفي المؤسسات العربية التي اضطر عدد من المثقفين العراقيين المستقلين للعمل فيها.
    لكني لست متشائما، فما يأخذه السيد فخري باسم المجلس الاعلى للثقافة باستخدام نفس الاشخاص الذين ساعدوا صعوده وهيمنته على المثقفين ويريد ان يكون ارثه من النظام السابق لايعدو ان يكون ثقافة محطمة لعبادة الفرد وتمجيد الحرب والحزب والتمييز القومي والديني والاجتماعي باسم المجلس الاعلى للثقافة الذي سيكون المجلس الاعلى للحبايب وليس للثقافة.
    والسيد فخري رجل ماهر في اعمال التجارة الحرة والرسمية منذ وقت مبكر... وحين استطاع ان يضم إلى مشاريعه بعض المثقفين العرب وهو في دمشق واقام مهرجانات عديدة لانذكر نتائج مهمة لها مع الاسف ولسوء حظنا، فانه جرب ان يواصل هذه التجربة في العراق فاستطاع الفوز بمناقصة قدرها مليونان نت الدولارات دفعتها الامم المتحدة لادارة اعلام اول اجتماع موسع انبثق عنه البرلمان المؤقت وقد راينا البرلمان المؤقت لكننا لم نر اعلاما ولا حتى رايات مصبوغة.
    السيد فخري تاجر ناجح لا احسده ولا اغار منه لاني لا افهم بالتجارة لحسن الخظ وانما افهم بالمبادئ والقيم والالتزامات التي تقود إلى الفقر والعداوة مع السياسيين واتباعهم من مثقفين بالجملة والمفرد. ومن حق السيد فخري ان يكون تاجرا ومن حقه ان يتاجر ببضاعته ولكن لايحق له ان يتاجر ببضاعة غيره خاصة المتاجرة بثقافتنا فهي ملكنا وملك تضحياتنا والامنا وجروح عوائلنا وغربتنا وموت امهاتنا، فضلا عن انها ملك شعب المقابر الجماعية والاعدامات والسجون وضحايا الحروب والخوف والعسف ومحاولات فرض العبودية على الناس وتحويلهم إلى ارقام صامتة اغلب المرات وناطقة بالهتاف مرة اخرى.
    لقد عانينا من نظام سلب ثقافتنا ومن منفى صادرها وحاول تفصيلها على مقاس حزبي واحد ويريدوننا ان نواصل معاناتنا في العراق الجديد، فارفعوا ايدكم عن ثقافتنا ايها الحزبيون والسياسيون وتوقفوا ايها المثقفون الحزبيون عن بيع ثقافتنا باسمنا نحن المثقفين لمن يدفع لكم الثمن.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي

    الحنديرة - حمزة الحسن

    [27-04-2006]
    مقال الشاعر والكاتب نبيل ياسين المعنون( هل الثقافة العراقية ورث من نصيف جاسم لشلة ثقافية) يندرج في سياق محاولات الرد على هيمنة ثقافية عن طريق تشكيل ما يسمى بمجلس وطني للثقافة من قبل سياسيين مخضرمين بالتعاون مع السلطة او او بعض حواشيها لان هذه السلطة متعددة المراكز والقوى ولا تتركز بيد مؤسسة تشريعية واحدة او قضائية او تنفيذية واحدة يمكن الحوار معها.

    نبيل ياسين من الشعراء والكتاب الذين عانوا كثيرا في ظل السلطة الفاسدة السابقة خاصة بعد صدور ديوانه منتصف السبعينات( الشعراء يهجون الملوك) حيث قامت المؤسسة الثقافية السابقة بنشر عدة نسخ من الديوان وضعت في مكتبات تجارية مختارة في بغداد لا غيرها.

    وعرف عنه الاستقلالية الثقافية والفكرية وتعرضه المستمر لسيل متواصل من حملات التجريح اشار بنفسه اليها في مقاله المذكور من قبل حزب تخصص في هذا النوع من مواجهات المثقفين والكتاب كما لو ان صراعات اسلافه ووثائق الكي، بي، جي، ومقابر المثقفين والكتاب والمنشقين والفشل المتواصل مع الكتاب وانقلاب هذه الحملات على الحزب ، كل ذلك لا يبدو انه فرصة للتأمل والمراجعة واعادة النظر ونقد الذات والتوقف عن مطاردة المختلفين والمعتزين بفرديتهم.

    ونيبل ياسين نفسه يفهم ان من الصعوبة بل من المستحيل تهميش الكاتب والمثقف أو الشاعر وهو امر قد يحدث مع السياسي والعقاري والتاجر والعسكري والبقال وسواهم، لأن سلطة المثقف المنتج والكاتب لا تتمركز في المؤسسة بل العكس في العمل خارجها حتى لو كانت مؤسسة عادلة او نزيهة فكيف والعمل تحت لواء مؤسسة سلطوية؟

    ان الثقافة ليست نتاج عمل مؤسسي لأن( مأسست) الثقافة يعني موتها وتحولها الى قواعد وافكار مقننة وعلب وفرضيات جاهزة كما حصل لكثير من الافكار الثورية.

    الفكر والمؤسسة أمران متناقضان: الاول حرية، والثانية قواعد واصول وثوابت، الفكر سؤال والمؤسسة جواب، الفكر تجاوز والمؤسسة مسلمات والخ.

    المأسسة ضد الابداع الفكري والثقافي لكنها تصلح فقط في تنظيم وضبط شؤون المثقفين الادارية.

    كنا نقول عبر سنوات طويلة وقبل الحرب ان نقد السلطة لا يمكن ان يختزل بنقد الحكومة أو المؤسسة الحاكمة وهو امر لم يكن يفهمه قراء افتتاحيات الجرائد الحزبية وكتاب الهوامش السطحية الذين تعلموا على ان فن المقال السياسي هو فن شتم السلطة حتى ان احدهم خرج علينا باحصائية قبل الحرب يقول ان مقالات كاتب هذه السطور تخلو من شتم السلطة وهذه فرية واضحة لان رواياتنا ومقالاتنا عرت طبيعة عمل السلطة كعقلية ومؤسسة وفككت ادواتها السرية.

    هذا امر محير لأن هذا البهيمة لا يعرف ان ثقافته الحزبية المستهلكة والبائدة لم تعد تسعف في فهم هذا العالم، كما اننا ننطلق في نقد السلطة من منطقة تفكير جديدة ومختلفة صارت عرفا وتقليدا في الثقافة الغربية وفي فكر الحداثة على يد كبار المفكرين امثال جيل دولوز وجاك ديريدا وميشيل فوكو وغيرهم.

    هذا النقد يقوم على ان السلطة ليست جيشا وشرطة ولا تعني الحكومة فحسب بل كل اشكال السلطة المجهرية الاخرى من العائلة الى الصداقة والذاكرة والجسد والهوية والتراث والخ.

    ان الحداثة الغربية تاسست على مفهوم النقد الذي يجهله هؤلاء الخصيان جهلا مريعا حتى انهم جعلوا من هذا الجهل مرجعية، ورسخوا في ذهن القارئ والمواطن ان المقال السياسي هو مقال شتم السلطة او شتم الغريم واشاعوا ثقافة الخصومة التي تقوم على الفعل ورده لا على انتاج معرفة او بحث في قضية لان هذه تحتاج الى مؤهلات وقدرات وثقافة رصينة.

    يقول نبيل ياسين ان الثقافة العراقية هي نتاج مثقفين مخصيين من قبل قوى ومؤسسات واحزاب. وحالة الخصاء العقلي هو حالة حقيقية يصاب بها المثقف المنتج وغيره ايضا وتعني شلل القدرة على العطاء وعلى بناء مساحات جديدة للتفكير وعلى القابلية على فهم التناقضات والوقائع وبناء منظومة تفكير اخرى مختلفة من خارج الاطر السائدة.

    ان ثقافة( الاطار) أو بالعامية العراقية( الحنديرة) تصلح للخيول لانها لا تسمح بغير رؤية واحدة وحجب المساحات الباقية. وثقافة الاطار الجاهز هي ثقافة شمولية فاشية وحشية الغائية معادية للحرية وللانسان وحقه في ان يفكر بطريقة تختلف عن غيره.


    قد نجد عذرا لكثير من الكتاب والمثقفين في الزمن الفاشي لانهم وضعوا تحت فوهات المسدسات مع عوائلهم وصار حالهم حال الجنود والعمال والفلاحين الذين اكرهوا على اعمال لا يرغبون بها او قالوا كلاما فرض عليهم وهي جرائم تعاقب عليها القوانين العالمية، وعلى قول ميشيل فوكو: لا يمكن محاسبة الناس على كلام اجبروا عليه، أو صمت فرض عليهم، قد نجد عذرا لهؤلاء، ولكن كيف يمكن تفسير هذا الاندفاع الغريب لموجة من المثقفين وراء المؤسسات اليوم وتحولهم الى كاتبي خطابات الزعيم السياسي أو صاحب النعمة هذا المقاول او ذاك؟

    اين هي الشعارات المثالية التي وضعوها في مواجهة خصومهم السابقين عن استقلالية المثقف والكاتب وموقفه البعيد من المؤسسة ونقده لطبيعة عمل السلطة؟

    ولكن هل حقا ان الاحزاب والمؤسسات وهذه السلط تعتمد اليوم على المثقف لتسويغ مشاريعها؟

    اولا: ان هذه المؤسسات والسلط لا تعتمد على هذا "المثقف" ولا على تسويغاته كما في السابق لانها صارت تعتمد على المقاول والمتبرع والجنرال والمصرفي والتاجر والدول المجاورة والبعيدة وغيرها من حلفاء جدد.

    ثانيا: ان هذه المؤسسات والسلط ليست لديها مشروعات للتسويغ ولكنها قد تضع هذا المثقف كواجهة أو ديكور لانها تعتمد في وجودها المادي على المنظمة العسكرية والفكر الميلشياوي.

    ان كاتم الصوت هو الذي يكتب اليوم ما كان يقوم به المثقف الدعوي السابق الذي اجر نفسه اليوم لهذا الطرف او ذاك رغم غياب دوره الحقيقي لان ( الدور) هو المشاركة والفاعلية وليس هذا من طبيعة الجثة.

    ان عقلية( الحنديرة) قد تأسست اليوم وصارت عرفا وقانونا ومؤسسات وصار لها زعماء ومكاتب وقواعد عمل ومصارف مال وزبائن ليست الثقافة ولا السياسة بمعنى الخيارات الارقى والابهى والاجمل على جدول اعمالهم.

    ان الزبائنية أو عقلية الزبون هي السائدة اليوم في سوق الاقتصاد الثقافي الذي يرجح طول رباط الحذاء على طول دموع الفقراء ولو وصلت القمر!

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني