النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    2

    افتراضي الصراع الطائفي وتهيج الغرائز العدوانية

    الصراع الطائفي وتهيج الغرائز العدوانية
    د.باسم المظفر
    [email protected]

    يمثل انتماء الفرد إلى مجموعة سكانية كقبيلة أو شعب أو دين أو طائفة نوع من الحماية للفرد من تقلبات الطبيعة أو في صراعه مع الأفراد الآخرين أصحاب الأنتماءات الأخرى , فالانتماء بحد ذاته هو احد وسائل الدفاعية من أجل البقاء , علما إن معظم الانتماءات الدينية والطائفية ناتجة من البيئة التي نشاء فيها الفرد وانتمى إليها , ونسبة تغير الأفراد لدينهم أو طائفتهم هي نسبة قليلة جدا إذا ما قورنت بالعدد الكلي لكل طائفة أو دين.
    الانتماء الديني والطائفي هو انتماء يظهر مع ولادة الفرد ليس له الخيار فيه ويصبح سمة شخصية له, ودفاعه عن أنتمائه الطائفي يمثل بالأساس دفاعه عن بقاء حياته الشخصية أكثر مما يمثل من دفاع عن ماتحتوية أيدلوجيا طائفته من أفكار , خصوصا اذا علمنا إن هنالك من يقتل ويغتصب ويدمر بأسم القيم الطائفية الدينية في تناقض شديد مع القيم الأساسية لكل الأديان التي تدعوا إلى الأخوة الإنسانية .
    فمن يهيج القيم القومية أو الدينية أو الطائفية هو بالأساس يهيج غريزة البقاء البدائية التي تدفع بالإنسان إلى تحدي ومقاتلة من يعتقد إن الإنسان الأخر من الطائفة أو القومية الأخرى يسعى نحو تدميره وتدمير انتمائه , وتجعل هذا الإنسان أشبة بالوحش الذي يريد الفتك بعدوه قبل إن يفتك به, وكذالك فأن تهيج هذه القيم بين الشعوب تؤدي إلى تحويل هذه الشعوب إلى شعوب متوترة متهيجة عدوانية جاهزة لاقتراف الكثير من الأعمال العدوانية ضد الشعوب الأخرى , وبنفس الوقت تصبح شعوب ضعيفة يسهل السيطرة عليها من قبل قادة أو أحزاب دكتاتورية تقدم نفسها كحامي أو كمدافع عن بقاء وعزة هذه الشعوب .
    مئات الآلاف بالكاد يعرفون فروضهم الدينية تحولوا فجاء إلى متدينين بتعصب إلى طائفتهم والى أقوى الداعمين إلى الأحزاب الدينية, فقد تم التلاعب بمشاعرهم الدينية ومداعبة أنتمائاتهم القبلية وتهيج غريزة ألانتماء لديهم, وتعرضوا إلى ضغط معنوي شديد تدفعهم إلى تأييد أحزاب الطائفة التي ينتمون أليها , أنه نوع من تخدير العقول لتصبح عاجزة عن اتخاذ القرار الصحيح .
    وفي بعض مدن الجنوب ( سماوة والناصرية ) خرج الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل والناقمين من سوء الخدمات في مظاهرات فور الانتهاء من عملية الأنتخابات كشفت طبيعة العنف فيها عن مستوى اليأس لدى القائمين بها, في مظاهرات ضد الحكومة , وأي حكومة , الحكومة التي انتخبوها وأعادوا انتخابها مرة ثانية في تناقض مأساوي, أي أنهم في غضب شديد وإحساس بالمرارة لعدم الحصول على حقوقهم , رغم ذلك تم أنتخاب نفس القائمة للمرة الثانية من قبل المتظاهرين أنفسهم مما يدل أن هؤلاء قد تعرضوا إلى مايشبه التنويم المغناطيسي وغسيل الدماغ , لقد هيجت غرائز الانتماء الطائفي لديهم وبقوة اعمت بصيرتهم إلى الدرجة فقدوا بها التميز مابين الأفضل.
    وبما إن المواطن هو قليل الخبرة بالعملية الانتخابية وبنفس الوقت هو جائع لممارستها لهذا سهل اصطياده والتلاعب بغرائزه وإثارته بالمهيجات والوعود البراقة وهنا جاء دور البائع الشاطر ( الأحزاب الدينية الشيعية والسنية ) و كانت الوسيلة السهلة لاصطياد هذا المواطن هي تهيج غريزة البقاء الطائفية لدية وليس هنالك ابسط من التلاعب بالقيم ذات القدسية لدى البسطاء من الناس وإيهامهم بالجنة إذا انتخبوا هذه القائمة أو تلك أو تخويفهم بالنار وجهنم إذا أحجموا عن ذالك , لقد أشترى هذا المواطن بضاعة مظهرها براق ولكن داخلها فاسد ليخرج الكثير منتعشين من نصر مزيف يحاكي قيمهم الغرائزية بالتفوق على الطائفة الأخرى , وبعد زوال المتعة الحسية الناتجة من هذا الانتصار المؤقت سيظهر الواقع المرير من الفوضى والقتل المجاني والفساد وانعدام الخدمات ألأساسيه, أي كمن يشتري بضاعة تحاكي الغرائز والقلوب وليس العقل.
    أن كسرا لشعور الانتماء إلى الوطن الواحد الجامع لكل مكونات الشعب وإبداله بانتماء إلى الطائفة أو القومية سيؤدي إلى سلسله من النزول بالانتماءات لن تقف عند حد معين بل سترتد على كل الأنتماءات الصغرى للمجتمع لتصل إلى وحدة العائلة نفسها وسيتحول التعصب الطائفي إلى تعصب قبلي ومناطقي حتى داخل الطائفة الواحدة نفسها, فالصراع الآن ليس بين سني وشيعي فقط بل بين أتباع ألأحزاب الشيعية والسنية نفسها, ومن ضمن هذه النغمه يتوارد كثيرا ملامح لصراع مابين عراقي الداخل والخارج (وكأن هنالك قبيلة عراقية داخليه وأخرى خارجية ).
    إن تهيج القوى الغرائزية لدى الجماهير يؤدي إلى إخراجها من طور السبات الهادئ المسيطر علية وهو الطور الضروري لعملية التنمية السياسية والأعمار وتحويلها إلى قوة غوغائية عدوانية قد يفقد السيطرة عليها لتتحول الجماهير نفسها إلى قوة عنيفة تسيطر على الوضع السياسي وتوجهه توجها غوغائيا فوضويا.
    أن دغدغة ثم تهيج قيم الانتماء الدينية أو القومية الغرائزيه لدى المجموع , وإدخالهم في معركة وهمية ضد عدو وهمي وإدخالهم في الإحساس بلذة نصر وهمي هي عملية تخدير ذكية وهي أحدى وسائل السيطرة على الشعوب وبناء الدكتاتوريات .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    324

    افتراضي

    مقال يحاكي هموم الانسان العادي الغير منتمي لطائفة ( او لايعترف بأنتمائه الطائفي )
    أن كسرا لشعور الانتماء إلى الوطن الواحد الجامع لكل مكونات الشعب وإبداله بانتماء إلى الطائفة أو القومية سيؤدي إلى سلسله من النزول بالانتماءات لن تقف عند حد معين بل سترتد على كل الأنتماءات الصغرى للمجتمع لتصل إلى وحدة العائلة نفسها وسيتحول التعصب الطائفي إلى تعصب قبلي ومناطقي حتى داخل الطائفة الواحدة نفسها, فالصراع الآن ليس بين سني وشيعي فقط بل بين أتباع ألأحزاب الشيعية والسنية نفسها, ومن ضمن هذه النغمه يتوارد كثيرا ملامح لصراع مابين عراقي الداخل والخارج (وكأن هنالك قبيلة عراقية داخليه وأخرى خارجية ).
    الصراع هو بالدرجة الاساس هو صراع على السلطة والنفوذ
    بين بين طوائف ومناطق وقوميات اولا

    ثم بين الاحزاب وبين تكتلات اصغر فأصغر ثانيا

    وسيستمر هذا الصراع ولن ينتهي
    الا بتحويل نظرة العراقي البسيط عن من هو سنده ؟؟
    هل هو القانون
    ام الدين ؟؟

    هل هي الدولة
    ام العشيرة ؟؟

    هل هي الحكومة
    ام المرجعية ؟؟

    عندما يدرك العراقي البسيط الفروق بين مراكز القوى هذه في المجتمع العراقي سينشأ مجتمع عراقي تلتقي فيه انظار الجميع الى نقطة
    جامعة واحدة

    اما الان فوسط هذا الصراع فلن تكون غير الطائفة , ولن يكون غير العشيرة ولن يكون غير الحزب هو الذي يجمع وهو الذي يفرّق
    على اساس المصالح

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني