انفجارات بغداد.. لماذا ينجح المنفذون؟ أرسل لصديق
06 / 03 / 2007
فلم استهدف هجوم شارع المتنبي
كتب محرر الشؤون الأمنية في القبس الكويتية:
لا يمر يوم، على الاغلب، الا وتحصل عملية انتحارية او اكثر في مكان ما من العراق. وقد حرص الارهابيون وجماعات العنف على استهداف بغداد بشكل اساسي، باعتبارها المكان الاكثر تأثيرا من النواحي كافة، او المناورة من مكان الى آخر لتحقيق مبدأ المباغتة، او لتوفير عناصر النجاح في التنفيذ، لمحاولة التأثير على سير العمليات التي تقوم بها القوات العراقية والقوات متعددة الجنسية. ويوم امس كان داميا هو ايضا، حيث طال هذه المرة منطقة الكتب والمكتبات.. مثلما ضرب اهدافا على مسافة بعيدة ضمن نطاق العاصمة.
وعلى الرغم من الانتشار الكثيف للقوات العراقية والاميركية، فإن من غير المعقول توقع وقف سريع وجذري لكل النشاطات المسلحة، خصوصا الانتحارية لعدة اسباب ترتبط ببعضها، وتجعل التوصل الى حلول رادعة بحاجة الى المزيد من الوقت والجهد والصبر، ومنها:
-1 عدم حاجة العمليات الانتحارية الى تحضيرات واسعة تستلزم مشاركة اعداد كبيرة من الاشخاص، مما يسهل كشفها، او جعل تنفيذها اكثر تعقيدا في ظل استنفار امني، وانتشار مكثف ورغبة شعبية في التخلص من هكذا عمليات اجرامية، فكلما قل عدد المنفذين، صعب اكتشافهم بوقت مبكر، او حتى النهاية في بعض الاحيان.
-2 نجاح القاعدة في نقل فيروس ثقافة الانتحاريين الى اعداد من العراقيين، من خريجي السجون، او من خريجي مراكز الانحراف الديني، عقد الى حد ما عملية كشف بعض العمليات. فصورة العراقيين وهيئتهم لا تجذب نظر وحساسية رجال الامن مثلما هي الحال تجاه هيئة غير العراقيين.
-3 تغيير الانتحاريين لوضعية التنفيذ. ففي السابق، وعلى العموم، يكلف انتحاري واحد بقيادة عجلة للقيام بمهمة محددة، ثم دأبوا على التأقلم مع درجة الوعي الامني، فكلفوا اكثر من انتحاري بعملية واحدة بسيارة واحدة، وفي بعض الاحيان يجري اشراك العامل النسوي لمحاولة تحقيق المباغتة. وحسب اهمية الهدف، وقد بلغت قسوة الارهابيين حد استصحاب الاطفال معهم في مركبات الموت، لغرض التغطية على نياتهم وما يهيئون ولمحاولة صرف النظر عنهم .
-4 كثافة السابلة في بغداد، فكثرة المركبات، وتعدد المناطق والطرقات، تجعل عمليات رصد المشكوك فيهم اكثر صعوبة، خصوصا في وقت الذروة الصباحية، التي تتم فيها اكثر العمليات الاجرامية.
-5 كثرة اعداد الانتحاريين، حيث بلغ عدد العمليات حتى الآن اكثر من الف عملية، وهو رقم استثنائي، يعكس درجة التحريف التي يتعرض لها اشخاص ينقصهم الوعي.
-6 تيسر المواد المطلوبة للتفخيخ، من دون مدد خارجي، حتى من خارج المدن. فما يحصل في بغداد من هجمات، لا يعتمد بالضرورة على امدادات متكاملة من خارجها.
-7 رواج عمليات التوعية في صناعة الموت عبر الانترنت.
لذلك فإن السيطرة على حركة الانتحاريين تتطلب جهدا متواصلا وتغييرا مستمرا في الوسائل وتعميقا لقدرات الامن ووسائل الابداع