كشف الناطق باسم وزارة حقوق الإنسان، الاثنين، أن نسبة القتلى والمهجرين من الأقلية الشبكية هي الأعلى مقارنة بالأقليات العراقية الأخرى، مثل المسيحية والصابئة والآيزيديين، بحسب إحصائيات أعدتها الوزارة.
وقال حمزة كامل للوكالة المستقلة للإنباء ( أصوات العراق) إن "الأقلية الشبكية هي الأعلى نسبة بين سائر الأقليات من حيث عدد القتلى والمهجرين داخل العراق، حيث قتل (529) شبكيا، وتم تهجير (3078) عائلة منهم داخل العراق، منذ (20) آذار من العام (2003) وحتى نهاية العام (2007)."
و(الشبك) من الأقليات التي تتركز في (سهل نينوى)، الواقع شمال شرقي المحافظة. وهم من المسلمين الشيعة والسنة، ويعدون أنفسهم "قومية منفصلة" عن العرب وعن الأكراد، رغم أن الأكراد يؤكدون، في أكثر من مناسبة، بأن الشبك ينتمون إليهم.
وحسب التعداد الرسمي لسكان العراق للعام (1977)، يبلغ عدد الشبك في البلاد حوالي (80) ألف نسمة. لكن النائب البرلماني حنين القدو يقول إن تعدادهم الحالي يتراوح بين (300 - 400) ألف نسمة.
وأوضح كامل أن الطائفة الآيزيدية "تأتي في المرتبة الثانية من حيث الخسائر" خلال الفترة نفسها، مشيرا إلى أنه لم تتوفر للوزارة "إحصائية بعدد المهجرين من الآيزيديين."
لكنه قال إن "قتلى الآيزيديين وصل إلى (335) في حادثين فقط ، وقع الأول في قضاء (سنجار) بمحافظة نينوى، بتاريخ (20) آب/ أغسطس من العام 2007، وقتل فيه (311) شخصا، والآخر في نينوى أيضا يوم (22) من نيسان/ أبريل من العام نفسه، وقتل فيه (24) شخصا على أيدي جماعات مسلحة."
وأضاف الناطق باسم الوزارة أن "خسائر أبناء الديانة المسيحية تأتي في المرتبة الثالثة، خلال فترة الأربعة أعوام ونصف العام نفسها، حيث وصلت إلى (174) قتيلا"، مشيرا إلى أن عدد العوائل المسيحية التي تعرضت للتهجير ألقسري "بلغ (1752) عائلة مسيحية نزحت إلى أماكن أخرى داخل العراق"، موضحا بأنه "لا تتوفر إحصائية للمسيحيين الذين هجروا إلى خارج العراق."
وذكر كامل أن "تفصيل عدد قتلى المسيحيين يأتي بواقع (107) قتلى من الكلدان، و(33) من السريان الآرثوذوكس، و(24) من السريان الكاثوليك، وأربعة من الآشوريين، وثلاثة من الكنيسة الإنجيلية، وواحد لكل من الأرمن الكاثوليك"، لافتا إلى أن "عدد الكنائس التي تعرضت لعمليات إرهابية بلغت (41) كنيسة."
وقال إن "خسائر طائفة الصابئة المندائيين جاءت في المرتبة الرابعة بخسائر الأقليات العراقية، خلال الفترة نفسها، حيث بلغت (127) قتيلا. إضافة إلى (32) شخصا منهم قتلوا على أيدي القوات الأمريكية"، دون أن يوضح الظروف والملابسات التي قتلوا فيها.
وأضاف كامل " أما عدد العوائل المهجرة من الصابئة، فبلغت (62) عائلة. إضافة إلى (300) شخص منهم تم تهجيرهم من كردستان إلى مناطق أخرى"، موضحا أن " المهجرين من الصابئة خارج القطر بلغوا (3500) شخص في الأردن، وعشرة آلاف في سوريا."
وكانت وزارة حقوق الإنسان كشفت، في وقت سابق من يوم (الاثنين)، أن (340) أكاديميا ورجل قانون عراقيا قتلوا في عموم العراق "بحالات قتل عمد" جرت خلال ثلاث سنوات (2005 - 2007)، وهي الفترة التي شهدت أيضا مقتل (2334) امرأة عراقية في حالات مشابهة.
وصدرت، خلال الأعوام الماضية، عدة تقارير من جهات دولية عن أعداد ضحايا العنف في العراق. لكن الحكومة العراقية كثيرا ما كانت تتحفظ على الأرقام الواردة في تلك التقارير، وتعتبرها "غير دقيقة" أو مبالغا فيها.
وشهدت السنوات التي شملتها الإحصاءات ذروة تصاعد العنف في العراق، حيث تخللتها حالات استهداف للعلماء والأساتذة ورجال القانون والصحفيين والرياضيين وغيرهم، فضلا عن العاملين في المؤسسات الحكومية.