كلاب الصحراء تمر من أرض الشام

بقلم / وليد سليم



لم يكن التأريخ بالسرد العابر أو الطارئ علينا وإنما كان التاريخ يكتب ومنه نتعلم ونعرف كيف تتحرك الجاهلية في زمانها وكيف تعاملت مع الآخرين الذين عاصروها ، وهذا التاريخ الذي كتب الكثير ووضّح لنا القضايا الغامضة لنعرف منها حقيقة أمر أولئك النفر من البشر الهجين الذي اختلف في طبعه عن باقي البشر والمخلوقات
بل حتى باقي الحيوانات التي تعيش في البرية ورغم محاولتهم لتغيير هذا السفر من صفحات الزمن وما كتبت عنهم الأيام في محاولة لمحوها ومسحها من كتب الحديث والنقل عنهم ولكي يزوروا ما أرادوا تزويره إلا أن المشيئة الإلهية منعتهم عن أكمال هذا الدور الخبيث الذي لو تم لكان أعطى تصورا بأنهم استطاعوا أن يمحوا كل صفحات الزمن ويجعلوها سوداء غائمة لا يمكن معها فهم أي حقيقة من واقعهم القذر الذي أرادوه أن يمر عبر التاريخ مزورا تشوبه الكثير من الهلاميات المجهولة .

يحاول الكثير من هؤلاء الضالين في الجزيرة العربية بأن يعيد التاريخ نفسه وهم يعتدون على الحرمات وعلى السلم والسلام وهم يوغلون في قتل الأبرياء من العراقيين وهذه المقاربة هي عودة الى الماضي الشبيه الذي حاولوا طمسه يوم مرت جريمتهم من أرض الشام ليصلوا الى أرض العراق وفي كربلاء تحديدا حيث جاءت الجيوش الجرارة من الجزيرة العربية لترتكب أفدح جريمة بقتلهم سبط رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (ع) حيث جاءت تلك الكلاب المسعورة التي لا تمتلك متسعا من الإنسانية لتفترس تلك العائلة الطاهرة وتقتل وتمثل أبشع تمثيل بالرجال المحاربين الذين قابلوهم بسيوفهم وجها لوجه ورجلا لرجل ولكن الوضاعة لم تفارق هؤلاء الكلاب المسمومة التي أرسلها اللعين يزيد وهم يتبجحون بنصرته وعلى من ؟ على ابن بنت رسول الله النبي محمد (ص) الذين دخلوا في إسلامه منافقين كاذبين من آل أمية الى أبسط إنسان فيهم.

هذا التاريخ الذي نلمسه اليوم وفي هذه الأيام التي تصادف ذكرى محرم الحرام نجد أن جحافل كلاب الصحراء تحاول أن تعيد التاريخ نفسه فتأتي لتمر عن طريق الشام لتصل الى العراق تحمل معها أطياف الموت ونواذر الشؤم وغرابيب السوء لتفجر نفسها وسط أبرياء العراق الذين أظهروا ولاءهم للإمام الحسين (ع) فصبوا جام غضبهم وحقدهم على العراق كدولة وكحكومة وسلطات ظنا منهم أن ذلك في النهاية هو ضرب للشعب العراقي في عمقه ،، هذا الإصرار والتعنّت على الإيغال في الجريمة وتجديدها مع التاريخ على الرغم من مرور أكثر من ألف وأربعمائة سنة على بداية تاريخهم الأسود والحاقد إنما يعطي الصورة الواضحة بأنهم لن يتوقفوا عند مفصل زمني وستبقى كلابهم تخرج من صحراء الجزيرة حاملة معها القتل والترويع لكل من هو مسالم من البشرية ويؤمن بحرية الآخر .

هذا الربط الذي أردته حالة تقريبية لفعل تلك الكلاب الضالة المتعطشة للدماء الذي يقوم على تغذيته عتاة الحكام الدمويين من أمثال الطاقم الحاكم في سوريا وحكام آل سعود كما صرح بذلك أحد الدبلوماسيين العرب الذي يتواجد على أرض البلاء أرض الشام هذه الأرض التي تمر منها كلاب الصحراء وعبر مطاراتها وحدودها محمولة على أكتاف المخابرات السورية لترمي حممها على الناس البسطاء من أبناء الشعب العراقي فيقول هذا الدبلوماسي العربي الذي أفرج عن تلك المعلومة ولا أعتقد أنه سيفرج عنها لولا ثقل تأثيرها وفداحة فتكها بأبناء الشعب العراقي (( كشف مصدر دبلوماسي عربي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الشرع يقود خطا قويا في القيادة السورية ممول من قبل الحكومة السعودية لدعم وتمويل العمليات المسلحة في العراق مبينا أن هذا الخط يعمل بدون علم الرئيس السوري بشار الأسد ومدير المخابرات السورية أبو وائل ))

مع إنني لا أتفق تماما مع طرح عدم معرفة النظام السوري برئيسه بشار الأسد ورئيس مخابراته فالطاقم كله مشارك في زعزعة الوضع العراقي بدء من حكام آل سعود التي ترسل كلابها الضالة في الصحراء لتفجر أجسادها النتنة في العراق مرورا ببلاد الشام التي تسهل لهم المرور كي يصلوا الى فريستهم كما دفعهم في السابق يزيد بن معاوية الى أرض كربلاء ليقطعوا الرؤوس كما قطعها من قبل عتاة المجرمين من أتباع يزيد ،، فهذا الزمن وذاك الزمن سيان وتاريخ واحد يتجدد كلما تفاعل الحقد عندهم.