أوباما والـ (16) شهراً مع العراق

جمال الطالقاني



افرزت الانتخابات الاميركية فوز المرشح باراك حسين اوباما، الديمقراطي الاسود ذو الجذور الاسلامية، الجنوب افريقية، في ارقى اجواء ديمقراطية حدثت في العالم....!!!! فقد خالف التوقعات والترشيحات، وتصدر قلوب

الاميركيين الذين اعتبروه المنقذ والمخلص لهم مما آلت اليه السياسات البوشية السابقة وعلى مدى ثمانية سنوات خلت . . .

(حان وقت التغيير)... هذا ما صرح به اوباما في كلمته بُعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الاميركية، فهل سيشمل التغيير الذي دعى اليه المرشــح الديمقراطي والفـائز بألانتخابات الماراثونية الأميركية بنتيجة ساحقة وغير متوقعة علـى منافسه الجمهوري (جـون ماكـين) وهل سيشمل هذا التغيير العراق؟ وهل سيوفي اوباما بوعوده؟ وينفذ ماصرح ووعد به اثناء فترة حملته الانتخابية، بانه لو أصبح رئيسا للولايات المتحدة الاميركية والقائـد العـام لقواتها العسكرية فسوف يضع جدولا زمنيا مدته (ستة عشر شهرا) لسـحب القوات الاميركية المتواجدة على ارض العراق.!!!! ام سيلتزم بما نصت عليه الاتفاقية الامنية الاميركية - العراقية التي في حال توقيعها فانها تجيز تواجد تلك القوات لغاية الشهرين الاخيرين من سـنة (2011) اي بعد ثلاث سـنوات من تاريخ توقيع الاتفاقية...

ام ستتحول المنطقة وينتهي الصراع العسكري بانتشار استخباراتي بعد ان فشل الأول في تحقيق طموح الولايات المتحدة، وعرض المنطقة بدوره الى ويلات متتالية كان اخرها ركود الاقتصاد العالمي...

لكل تصريح ظروفه، وبالتأكيد ليس كل ما صرح به -اوباما- يؤخذ على محمل الجد والتنفيذ لما يدخل بضمنه من دعاية واعلان ورتوش وتزويق بالاضافة الى -لا- كل مايتمناه المرء يدركه، كذلك لا يمكن لنا استباق الأحداث لما ستؤول إليه اوضاع المنطقة بعد 20/1/2009 الفترة التي تنتهي فيها صلاحية الرئيس السابق جورج بوش، وتسنم اوباما دفة قيادة الحكم، لانه – العالم - يرنو بنظره الى سياسة التغيير التي دعا اليها الرئيس الجديد . . .

-اوباما - حديث عهد بالسياسة هذا ما يعترف به الجميع، لم يواجه عقبات وضغوط من قبل الدول التي تبحث عن مصالحها، حتى وان تمكن من مواجهة خصومه السياسيين المحنكين، واستطاع ان يقفز بعيدا عن دعايتهم واعلاناتهم، الا انه يبقى في نظر المتابعين والقارئين للوضع العام، رئيس جديد خبرته محدودة في هذا المجال، الى ان يتضح العكس، وتتضح العهود، والوعود، التي قطعها وألزم نفسه بها .. !!!!!!!

نتمنى للديمقراطية -الاوباميه- ان تكون بمستوى الطموح وتعيد للعراق ثغره الباسم، لا كألتي صدرها الينا الرئيس السابق(بوش) - ديمقراطية- عرجاء تكيل بمكيالين، نزف من خلالها العراق دماء عزيزه لم تتوقف للآن ...

المنطقة تحتاج الى استراحة من جميع الصراعات، ايران وحوارها المرتقب والمحتمل مع اوباما استنادا لصيغة الغزل فيما بينهما،بالاضافة لوجود اتصالات سورية -اسرائيلية مباشرة وأن كانت غير معلنه على نطاقٍ واسع وبالتالي تحويل صيغة النقاش الحاد الى مفاوضات وحوار هادئ ومتزن مبني على اساس احترام حقوق الآخرين، لعله يضفي على المنطقة والعراق بشكل خاص استقرار أمني بعد ان يسحب المتخاصمون أجنداتهم، ويحلو بها بعيدا عنا . . . وأننا منتظرون ماسيؤول اليه الحال ..... بعد انقضاء الثلاث وسبعون يوما القادمة عند .... استلام ابن حسين االحكم