العشرات من المسنين ومن كلا الجنسين لم يجدوا ملاذا لهم سوى دار المسنين في كربلاء، ولكل منهم حكاية تروي تفاصيلها تجاعيد وجوههم وشعورهم بالمرارة من أقرباء اختاروا القطيعة وتواروا عن الأنظار بحجج شتى.
ابو علي امضى سنة تقريبا في دار المسنين وهو يتذكر بمرارة ما امضاه من عمره في سبيل ابنائه الذين تخلوا عنه بسهولة.
وللمسن ابو شيماء حكاية أخرى مشابهة، فهو امضى 14 عاما في دار المسنين، وانقطعت اخبار ابنائه عنه ولم يعد يعرف عنهم شيئا لأنهم لايزورونه، وحتى الأقرباء الذين يلتقونه من وقت لآخر يتجنبون الحديث عن أبنائه واحفاده.
يروي كبار السن المتواجدون في دار المسنين بكربلاء اسبابا متشابهة لتخلي ابنائهم وأحيانا نسائهم عنهم، وكل هذه الاسباب تدور حول عدم رغبة زوجات الابناء بتحمل الآباء الكبار، أو ان زوجات المسنين أقنعن ابنائهن بضرورة ايداع الآباء في دار رعاية المسنين لأنهم لايطاقون، أم أحمد ليست كبيرة بالعمر وقواها لم تخر بعد لكن ابنها الوحيد الذي ما زالت تكن له الود لم يتمكن من اقناع زوجته الموظفة باستقبال امه في منزلهما.
توفر دار المسنين رعاية جيدة بمن يلوذ بها منهم. لكن المأوى والطعام ليس كل ما يحتاجه كبار السن، إحدى المسؤلات في الدار وكنت نفسها بأم جواد قالت ان المسنين يعتبرون تواجدهم في الدار نوعا من انواع الحبس الاختياري لانهم يعتقدون ان كل نشاطاتهم الحياتية قد توقفت.
ويعد تخلي الابناء عن الآباء الكبار من مؤشرات التفكك الأسري، القاضي عبد نور الفتلاوي يعتبر تراجع الالتزام بالمبادئ والقيم الاسرية وضعف شخصة بعض الابناء وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية الاجتماعية من اسباب هذا التفكك.
وكانت ادارة دار المسنين في كربلاء قالت في وقت سابق ان الدار لم تعد كافية لاستيعاب كل الاعداد المحتاجة الى الرعاية.